kimo17
28-06-2005, 02:35 PM
المسرح العراقي في ظل الاحتلال: شهرزاد تبحث عن شهريار الضائع
بقلم: عصمان فارس
المسرح العراقي يحترق في إتون الحروب وفي ظل الاحتلال بعد ان تردي في هوة الترفيه الرخيص وفقد المسرح العراقي توهجه في لهيب صيف العراق وفي ظل الاحتلال وقطاع الطرق واللصوص والدهماء واحتراق الفنان مع خشبة المسرح.
احترقت الخريطة الفنية للمسرح العراقي، وضاع الالتزام وقضية الهوية والخصوصية والصراع مع الواقع، فصورة الواقع الثقافي خليط ما بين الواقعية والوهم والسريالية. صورة الجندي الامريكي المحتل والحامل للسلاح ويده علي الزناد والمصاب بهستيريا الخوف من كل شيء ومن خياله، وقتل كل من يصادفه في يوم بارد بحجة الدفاع عن النفس. أي معركة يخوضها المسرحي العراقي بحثاً عن لقمة الخبز في زمن الخوف والجوع او دفاعا عن واقع حضاري مغيب في ظل الغزو وقوي التغييب والرجعية، وسط غابة من التجليات الزائفة شهرزاد تبحث عن شهريار الضائع في ظل هذا الفضاء السريالي تتفتت الشخصيات ومحاولة اجتياز حاجز الوعي الزائف بحثا عن الحقيقة في عراق مليء بعواء الذئاب، وفي ظل هذا المشهد الميلودرامي يغدو الصمت وقمع الصوت ظلاماً وتتحول كل مفردات وابجديات الحياة الي المرض والوهن والتخبط، وكل جدليات الفضاء المسرحي في مجمل الحياة المسرحية العراقية المظلمة والقاتمة تحولت الي مناطق مرعبة مليئة بالحواجز وطوابير من البشر ممسوخة كالاغنام والقرود تذعن وترضخ للواقع تحت شعار (التحرير الزائف).امل مخجل ومضحك في الوقت نفسه، اية كوميديا سوداء تسود المشهد الثقافي في العراق ان من واجب المثقف والفنان علي اختلاف انتماءاتهم ان يقاتلوا كل منهم باداته الخاصة هذه العنصرية التي تلتهم العالم كل شيء اصبح مغيباً للوعي والفاعلية، الانسان العراقي يعيش في محيط تراجيدي للحياة. الكل يعيش حالة الانتظار التي تؤرقنا جميعا. لقد تحولت مسارح بغداد الجميلة الي مقابر للاشباح حتي العصافير والطيور تخشي ان تبني اعشاشها فيها بسبب الانسان العراقي الملوث والسماء والارض الملوثة باليورانيوم، المسرح العراقي والجو الثقافي يعيشان الهذيان والنهاية الي الجنون في شوارع بغداد وما يكسوها من رماد ودخان ورائحة البارود واي رؤية وقدرة علي الرؤيا المقهورة والسير مع القطيع من الكذابين والانتهازيين والمنافقين والدجالين اصحاب الدكاكين الرخيصة. تبدأ المسرحية بالطرد واللجوء وتنتهي بالضياع والتوابيت وفي ظل هذا الطوفان انفجارات في السماء وفي الارض الكاوبوي الامريكي يزرع الموت والخوف والمذابح في شوارع بغداد. جميع الاستاذة والمثقفين والاطباء والعلماء يتم اغتيالهم الواحد وراء الآخر. لماذا اختيار هؤلاء النخبة من المجتمع العراقي بالذات؟ هل هي شهوة مجنون ام انتقام بعض المتهمين؟ ام ان هناك اسبابا اخري.. ونحن ندور في حلقة دموية وفق دائرة الثأر والانتقام فلم يسبق تاريخ الاجرام في مدينة بغداد وبقية المحافظات يسود الشارع العراقي الهرج والرعب، يثير موجة الاغتيالات المتعاقبة قلق المواطن العراقي وتثقل كاهله بالاضافة الي كابوس الاحتلال وفقدان التيار الكهربائي وانقطاع الماء وارتفاع اسعار الوقود وفقدان الامن والامان وانتهاك كرامة الانسان، وممنوع التجوال لساعات الليل الطويلة وسيادة قانون شريعة الغاب، والخطر المجنون يهدد منشآت الدولة وحالة الفوضي والقلق والارتباك.
وازدياد حالة التدمر بين الرأي العام الذي يطالب بوضع حد لهذه السلسلة الدامية من الاغتيالات والفوضي واللاأمن تسود العاصمة بغداد حالة شديدة من القلق والذعر. يظهر الحاكم الجديد ويتهم فئة معينة بمحاولة نشر الذعر والفوضي، اذن القضية اكبر واخطر مما يتصور، الكذبة واضحة ودنيئة ولكن من يملك الحقيقة الآن؟ اذا كان المناخ الثقافي اكثر ديمقراطية بوجود الاحتلال لماذا يقف المثقف والفنان هذا الموقف المائع؟ بالرغم من انهم يعرفون كل الحقائق، ان كل هذه التساؤلات موجهة لهؤلاء اصحاب مدرسة القنوع والخنوع، وعلي الفنان مسؤولية فضح كل المحاولات للاستيلاء علي السلطة ولاسباب طائفية وعنصرية ان هدف كل هؤلاء المتآمرين والذين حصدوا هذا العدد الضخم من الجثث وتسلقوا عليها، ان يحققوا غرضهم في اثارة الفزع والتوتر والفوضي حتي يثبتوا للسلطة عار علي الفنان وهو يدرك هذه اللعبة السياسية ويكتفي بالمراقبة وبالرغم مما اصابه من رذاذ المؤامرة وابلغ رد مقولة ابا ذر الغفاري حيث قال عجبت لمن يكون جائعا ولا يشرع سيفه.
عصمان فارس
بقلم: عصمان فارس
المسرح العراقي يحترق في إتون الحروب وفي ظل الاحتلال بعد ان تردي في هوة الترفيه الرخيص وفقد المسرح العراقي توهجه في لهيب صيف العراق وفي ظل الاحتلال وقطاع الطرق واللصوص والدهماء واحتراق الفنان مع خشبة المسرح.
احترقت الخريطة الفنية للمسرح العراقي، وضاع الالتزام وقضية الهوية والخصوصية والصراع مع الواقع، فصورة الواقع الثقافي خليط ما بين الواقعية والوهم والسريالية. صورة الجندي الامريكي المحتل والحامل للسلاح ويده علي الزناد والمصاب بهستيريا الخوف من كل شيء ومن خياله، وقتل كل من يصادفه في يوم بارد بحجة الدفاع عن النفس. أي معركة يخوضها المسرحي العراقي بحثاً عن لقمة الخبز في زمن الخوف والجوع او دفاعا عن واقع حضاري مغيب في ظل الغزو وقوي التغييب والرجعية، وسط غابة من التجليات الزائفة شهرزاد تبحث عن شهريار الضائع في ظل هذا الفضاء السريالي تتفتت الشخصيات ومحاولة اجتياز حاجز الوعي الزائف بحثا عن الحقيقة في عراق مليء بعواء الذئاب، وفي ظل هذا المشهد الميلودرامي يغدو الصمت وقمع الصوت ظلاماً وتتحول كل مفردات وابجديات الحياة الي المرض والوهن والتخبط، وكل جدليات الفضاء المسرحي في مجمل الحياة المسرحية العراقية المظلمة والقاتمة تحولت الي مناطق مرعبة مليئة بالحواجز وطوابير من البشر ممسوخة كالاغنام والقرود تذعن وترضخ للواقع تحت شعار (التحرير الزائف).امل مخجل ومضحك في الوقت نفسه، اية كوميديا سوداء تسود المشهد الثقافي في العراق ان من واجب المثقف والفنان علي اختلاف انتماءاتهم ان يقاتلوا كل منهم باداته الخاصة هذه العنصرية التي تلتهم العالم كل شيء اصبح مغيباً للوعي والفاعلية، الانسان العراقي يعيش في محيط تراجيدي للحياة. الكل يعيش حالة الانتظار التي تؤرقنا جميعا. لقد تحولت مسارح بغداد الجميلة الي مقابر للاشباح حتي العصافير والطيور تخشي ان تبني اعشاشها فيها بسبب الانسان العراقي الملوث والسماء والارض الملوثة باليورانيوم، المسرح العراقي والجو الثقافي يعيشان الهذيان والنهاية الي الجنون في شوارع بغداد وما يكسوها من رماد ودخان ورائحة البارود واي رؤية وقدرة علي الرؤيا المقهورة والسير مع القطيع من الكذابين والانتهازيين والمنافقين والدجالين اصحاب الدكاكين الرخيصة. تبدأ المسرحية بالطرد واللجوء وتنتهي بالضياع والتوابيت وفي ظل هذا الطوفان انفجارات في السماء وفي الارض الكاوبوي الامريكي يزرع الموت والخوف والمذابح في شوارع بغداد. جميع الاستاذة والمثقفين والاطباء والعلماء يتم اغتيالهم الواحد وراء الآخر. لماذا اختيار هؤلاء النخبة من المجتمع العراقي بالذات؟ هل هي شهوة مجنون ام انتقام بعض المتهمين؟ ام ان هناك اسبابا اخري.. ونحن ندور في حلقة دموية وفق دائرة الثأر والانتقام فلم يسبق تاريخ الاجرام في مدينة بغداد وبقية المحافظات يسود الشارع العراقي الهرج والرعب، يثير موجة الاغتيالات المتعاقبة قلق المواطن العراقي وتثقل كاهله بالاضافة الي كابوس الاحتلال وفقدان التيار الكهربائي وانقطاع الماء وارتفاع اسعار الوقود وفقدان الامن والامان وانتهاك كرامة الانسان، وممنوع التجوال لساعات الليل الطويلة وسيادة قانون شريعة الغاب، والخطر المجنون يهدد منشآت الدولة وحالة الفوضي والقلق والارتباك.
وازدياد حالة التدمر بين الرأي العام الذي يطالب بوضع حد لهذه السلسلة الدامية من الاغتيالات والفوضي واللاأمن تسود العاصمة بغداد حالة شديدة من القلق والذعر. يظهر الحاكم الجديد ويتهم فئة معينة بمحاولة نشر الذعر والفوضي، اذن القضية اكبر واخطر مما يتصور، الكذبة واضحة ودنيئة ولكن من يملك الحقيقة الآن؟ اذا كان المناخ الثقافي اكثر ديمقراطية بوجود الاحتلال لماذا يقف المثقف والفنان هذا الموقف المائع؟ بالرغم من انهم يعرفون كل الحقائق، ان كل هذه التساؤلات موجهة لهؤلاء اصحاب مدرسة القنوع والخنوع، وعلي الفنان مسؤولية فضح كل المحاولات للاستيلاء علي السلطة ولاسباب طائفية وعنصرية ان هدف كل هؤلاء المتآمرين والذين حصدوا هذا العدد الضخم من الجثث وتسلقوا عليها، ان يحققوا غرضهم في اثارة الفزع والتوتر والفوضي حتي يثبتوا للسلطة عار علي الفنان وهو يدرك هذه اللعبة السياسية ويكتفي بالمراقبة وبالرغم مما اصابه من رذاذ المؤامرة وابلغ رد مقولة ابا ذر الغفاري حيث قال عجبت لمن يكون جائعا ولا يشرع سيفه.
عصمان فارس