المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بغداد...الاحتلال البديل عربي!



kimo17
28-06-2005, 01:58 PM
بغداد...الاحتلال البديل عربي!


بقلم: د.عادل سمارة

للمرة الأولى بظهر التصارع الداخلي في الحكم الاميركي الى العلن. تناقض بين من يملك الجيوش ويحركها وبين من يملك راس المال ويحرك الجيوش وقادتها. ورغم أهمية هذا التناقض واستبشارنا به، فليس هو بيت القصيد، ولن يكون القشة التي ستقصم ظهر بعير العولمة. فلا بد ان يقود هذا الى انفجار التناقض بين الطبقات الشعبية من جهة وطبقة راس المال الحاكم ومالك الجُند والجيوش من جهة ثانية. لا بد من انتقال التناقض الى ساحة المستوى المدني، ساحة المجتمع المدني، وهو في الغرب الرأسمالي وفي حقبة العولمة خاصة، مجتمع مدني خاص بجلده الابيض وغير مدني تجاه الأمم والألوان الأخرى. فعندما عجزت التظاهرات المحدودة في أميركا عن الحيلولة دون العدوان، إتضح لمن يريد ان يرى الحقيقة بأن هذا المجتمع المدني ليس مدنياً بما يكفي تجاه الأمم الأخرى، حيث رجح ثقل العنصرية البيضاء على الاتجاهات التقدمية المحدودة فيه، وفي النهاية تحققت مصالح رأس المال في العدوان والاحتلال. وعليه، لم يبق إلا الخسائر على الأرض لكي يتحرك هذا المجتمع المدني ضد الحرب، سواء بقناعة أم بالخوف أم بكليهما.

في حين يزعم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، الخبير في صنع الحروب والعدوان، بأن حسم المعركة لصالح الاحتلال أمر وشيك، وفي حين يوافقه رامسفيلد على ذلك ولو بدرجة من الغمز، يؤكد جان أبي زيد قائد قوات العدوان في العراق، ان قوى المقاومة في توسع وأن خسائر الجيش الاميركي في تزايد رغم انه قتل واسر اعدادا ضخمة من المقاومين. وحتى في حديث أبي زيد هناك ربما للمرة الأولى إشارة الى أمرين طالما اخفتهما الولايات المتحدة:

الاول: عدم نسب المقاومة لأبي مصعب والقاعدة وحدهما على الأقل

والثاني: الإشارة الى ان المقاومين يتزايدون سواء من العراقيين أو المتدفقين من الخارج ويخصص هذه المرة ما يسمونه شمال افريقيا.

نلاحظ اذن انه بعد الاعتراف بتدفق مقاتلين من المغرب العربي، وكان هناك اعتراف بوجود مقاتلين من الاردن وفلسطين وسوريا والسعودية... نلاحظ بأن التدفق عربي، أي ان أساس المقاومة قومي واسلامي وهو ما ترتعب راسمالية العولمة من حصوله لأن هذه التركيبة هي التركيبة الشعبية للتغيير العربي المقبل. من المهم الاشارة هنا بأن ابي زيد يعترف أيضاً بأن المقاومة عراقية، أي ليست كلياً من خارج العراق. هذا إضافة الى ان الحكومة في الولايات المتحدة تتجاهل التقارير الميدانية التي هي أكثر تشاؤماعلى الارض من ما صرح به أبي زيد.

ليس هذا هو التطور الوحيد الأساسي، فما يدور على ساحة انظمة الحكم العربية، الكمبرادور ربما هو الأخطر، بل هو الأخطر. وليس من قبيل التكرار استرجاع بعض الوقائع بشأن العراق. فالانظمة، بل الطبقات الحاكمة في الوطن العربي هي التي دعمت وشاركت في العدوان على العراق عام 1991، وهي التي حاصرت العراق ثلاثة عشر عاماً، وهي التي قدمت جيشها ومائها وسمائها ومخابراتها وأرضها لعدوان 2003 ضد العراق. وما كان لكل ما حصل للعراق أن يحصل لولا هذه الانظمة. وهذه الانظمة (الطبقات) هي ايضا التي تخدم الاحتلال اليوم وتبرر وجود الحكم العميل الطائفي الحالي في بغداد. باختصار شاركت هذه الانظمة في سقوط بغداد ولا تزال تشارك في اغتصابها.

استكمالا للصورة علينا التنبه الى ان الولايات المتحدة وهي تنشر جيشها في ربوع العراق، تدعمه بنشر جيشها الدبلوماسي وضغطها السياسي على سائر ارجاء الوطن العربي لاستخدام الانظمة العربية هذه المرة كمطايا لإنقاذ نفسها في العراق بالبقاء هناك.

في الاسبوع الاخير كنا نسمع ونرى وقع خطى كونداليزا رايس وكيف تنقل خطاها بخفة قطة مستأسدة في بلاطات الحكام العرب، وهو "مجد" على كرامتنا لم تتمتع به بالطبع جداتها السود في عصر العبودية البيضاء الممتد في الولايات المتحدة حتى اللحظة. كانت السيدة تتبختر أمام عدسات المصورين، كمن يقول للعالم: أنظر، كل هؤلاء عبيداً لي، وهذا الشرق لي!

ليس ما نقوله هنا مبالغة قط. فقد أعلن النظام المصري ممثلا في رئيسه مباشرة انه سيرفع تمثيل حكومته الى حكومة العملاء في العراق الى سفاره وسيعين سفيرا له في العراق. والقاهرة التي هي مقر جامعة الدول العربية، وأكبر دولة عربية تخرج بوضوح عن ما قالته حكومتها سابقا وعن قرارات الجامعة وتقرر أثناء وجود رايس في مصر أنها ستعين سفيرا لها في العراق. وفي يوم 25 حزيران أعلن فاروق الشرع وزير خارجية سوريا ان بلاده ستعين سفيرا لها في العراق كي تثبت انها لا تدعم المقاومة هناك، وانها ستنشر مزيدا من الجنود على الحدود مع العراق.

واياً كان المبرر لسوريا، أي الضغط عليها في لبنان، وتدفق "خبراء" البحث عن "اسلحة الاغتيال الشامل" أو تسهيل او العجز عن منع تدفق المتطوعين الى العراق، او التغطية على تسهيل دخول المتطوعين لأنها تعرف إن انتصار الاحتلال في العراق يعني احتلال دمشق...الخ ايا كان السبب او لفيف من الأسباب، فإن ما هو مؤكد أن مطالب العدو لا حدود لها سوى اغتصاب دمشق.

قد لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل قد يصل الى تبادل المواقع والادوار وليس المصالح. فما الذي يمنع اميركا من الانتقال من تعيين الحكام العرب سفراء لهم في العراق الى المطالبة بإدخال جيوش عربية الى العراق لتخدم مصالح اميركا وتحقن دماء الجيش الابيض؟ فأمريكا، تجاه الانظمة العربية تحديداً هي الحاكم الذي يحرك هذه الدولة القطرية أو تلك كما تريده مصالحها: إخراج سوريا من لبنان بعد ان انتهت المهمة التي بدأت بحماية اليمين اللبرالي الغربي هناك، بل حتى بعد ان انعكست المهمة حيث دعمت سوريا حزب الله لتحرير الجنوب؟ فلماذا لا تنتقل الى خطة اخرى بإدخال جيوش عربية الى العراق كعبيد لمصالح اميركا، وربما عندها تتمكن اميركا من تنفيذ خطتها الاساسية وهي حصر جيشها المحتل في قواعد نائية وحماية آبار البترول. فحيث عجز الجيش العميل من العراقيين عن تنفيذ المهمة لماذا لا يعهد بها لعرب؟ وحينها يتم تكريس التكفير النهائي بالقومية العربية لكي تكتمل المهمة على طريقة بوش.


د.عادل سمارة

رام الله المحتلة

علي كيماوي
29-06-2005, 12:19 AM
لن يحصل ذلك لأن أهل مكة أدرى بشعابها .

salahalden
29-06-2005, 01:14 AM
الاخ العزيز اشاركك الرأى فى ان الحكام العرب والحكومات مسئولين مسئوليه كامله عما حدث فى العراق وعما سيحدث فى الامه فيما بعد
واختلف معك فى كلمة اغتصاب لاى عاصمه عربيه اخونا العزيز فى غفلة من الزمن استاعطت امريكا ومن معها ان تحتل بغداد ولكن منذ اللحظه الاولى لذلك تفجرت اعمال المقاومه الباسله فى ربوع بلاد الرافدين ومنيت القوات الغازيه بخسائر ضخمه فى الافراد والمعدات يصعب على العديد من الجيوش ببعض الدول العربيه تحقيقها فى جيش الامريكان
اما بخصوص ارسال جيوش عربيه ...الخ لايثير مجالا للجدل فهزيمه امريكا عسكريا
بالعراق تأكدت بصدور التصريحات المتناقضه من القادة العسكرين الامريكان فى الاونه الاخيره وعليه لن تجرؤ اى دوله على ارسال مثل هذه القوات من منطلقين الاول سوء التقدير الذى شاب تقديرات اغلب حكومات الدول العربيه بخصوص شن الحرب على العراق وخاصةبعد ان اظهرت امريكا وحهها القبيح لجميع هذه الحكومات وخاصه تلك التى وفرت لها كافة الاحتياجات اللازمه للعدوان
ام الثانى الجرح العميق الذى اصاب جميع العراقيين من وراء ذلك من ناحيه والغضب والسخط الذى اصاب العديد من الشعوب العربيه من تلك الحكومات بعد ان احتلت العراق وظهر كذب مبررات شن الحرب واتضح ان الحرب حرب صليبيه