kimo17
28-06-2005, 01:42 PM
أبشروا بسقوط الإمبراطوريّه الأمريكيّه
بقلم: عزالدّين بن عثمان
لقد أقدمت الولايات المتّحده الأمريكيّة على احتلال العراق، وتهدّد بشنّ حروب أخرى، لأنّها تدرك أنّها في مرحلة انهيار. وقد عجّلت المقاومة العراقيّة احتضارها. هذا ما كتبه عالم الإجتماع الفرنسي إيمانويل طود Todd في كتابه ״ما بعد الإمبراطوريّة״. وإذا كان جورج بوش يغتنم كلّ فرصة للتّلويح بالقوّة والبطش الذين يُعامل بهما أعداءه، فإنّ تصرّف بلاده ليس جديرا بقوّة عظمى تهيمن على العالم، بل هو موقف إمبراطوريّة عصفت بها المشاكل الإجتماعيّة والإقتصاديّة الدّاخليّة وجعلتها تنحدر في سقوط حرّ.
ولا يُبطن الخطاب الأمريكي إلاّ يأسا من إمكانيّة النّجاح في العراق ومحاولة لإخفاء الأزمات التي تعتصرها داخليّا.
ولا يخفى على أحد أنّ العالم يتّجه نحو التّحرّر وقد بدأ التّغيير يشمل بلدان العالم الثّالث. وهذا الوضع لا يروق للولايات المتّحده بعد انهيار عدوّها الإتّحاد السّوفييتي. إنّ عالما تسوده الحرّيّة والتّحضّر ليس في صالح نزعتها التّوسّعيّة، لذا يجب عليها تعطيل ومنع هذه التّحوّلات. ثمّ إنّ العالم إنتاج وتجارة، لكنّ أمريكا بميزانها التّجاري الخاسر وديونها المتراكمه وتلهّفها إلى السّيطرة على النّفط أصبحت تستهلك أموال ومنتوجات الآخرين من ناحية، وصارت تُمثّل مشكلة مستعصية للعالم من ناحية أخرى . ففي القديم كان العالم الرّأسمالي يرى فيها قوّة تقف في وجه المدّ الشيوعي ولكنّها اليوم أصبحت عبئا عليه.
الولايات المتّحدة الأمريكيّة بكلّ بساطة إمبراطوريّة في طريقها إلى الإندحار، ولم تعد حاليّا قادرة على قيادة هذا العالم الذي لم تعد تفهمه، ونظامها الإقتصادي لم يعُد مجديا، ولم يعد فيه ما يجلب إليه رؤوس الأموال؛ فقد أصبح المستثمرون يُفضّلون الأسواق الآسيويّة (الصّينيه والهنديّه) حيث القوّة الإستهلاكيّة الهائلة واليد العاملة الرّخيصة. كما أنّ إقتصادها يُعاني من الفساد والإثراء بالطّرق الغير مشروعة والإجراميّة.
وأمّا جيشُها فإنّه لا يستطيع السّيطرة بمفرده على هذا العالم الشّاسع ويُعاني من أزمة حقيقيّة هي عدم القدرة على انتداب عناصر جديده. ولئن كان لها طموحاتٌ استراتجيّة فإنّ جيشها غير قادر على ضمانها. وصفة العالميّة في فترة الحرب البارده أو ما يُصطلحُ على تسميته بصفة ״الإمبرياليّة الإيجابيّة״ لم تتعايش سلميّا مع الثقافات والحضارات الأخرى التي هي أعرقُ منها وخاصّة الحضارة الإسلاميّه. كلّ هذا جعلها وحشا قبيحا يريد الكلّ التّخلص منه، ما عدا الحكّام العرب لأنّ مصالحهم ارتبطت بمصالحها. إنّ بلدان العالم باتت على ثقة بأنّها ليست بحاجة اقتصاديّا وعسكريّا إلى أمريكا التي تعيش على امتصاص دمائهم ولا يُمكن الإطمئنان إليها أو الإعتماد عليها بعد ما فعلته بالعراق.
وعوض أن تتّخذ استراتيجيَا واضحة المعالم مبنيّة على التّعاون فإنّها تسقط في النّرجسيّة وتفضل الحلول السّهلة والقصيرة النّظر، وهي الحلول العسكريّة. وتشُنّ الحروب ليس لأنّها أقوى قوّة بل لأنّها على وعي بانحدارها نحو الأفول النّهائي. وتغذي ״امبراطريّتها المسرحيّة״ بإشاعة أنّ العالم لم يعد آمنا، وأنّها قوّة خير تتدخّل لبسط الأمن وحمايته. ولا تتورّع عن إهانة البلدان الضّعيفة واستفزاز الأقوياء كالصّين وروسيا مثلا.
ويستطيع العربُ تعجيل موتها بعمل واحد وهو بيع نفطهم مقابل عُملة أخرى غير الدّولار. لكنّ ما شاهدناه عندما ارتفعت اسعار النّفط لأوّل مرّه اإلى ما فوق الخمسين دولار للبرميل الواحد هو أن حكومتي آل سعود وآل الصّبّاح راحتا تطمئنان العالم بأنّهما سيُرفعان سقف الإنتاج حتّى ينخفض سعر البرميل إلى حدود معقولة. وقام شيخ الكويت بجولة آسيويّة وكان يُحاول إقناع الصّين بألاّ تبيع مخزونها من العملة الأمريكيّة أو إبدالها بعملات أخرى. تصوّروا حكّاما ״عربا״ يخافون على الإقتصاد الأمريكي من الإنهيار!
إنّ حكّام أمريكا على وعي تماما ببداية تخلّفهم في عالم يتغيّر بسرعة فيتّخذون اجراءات تتّسم بالأنانيّة والمصلحيّة الضّيّقة، ممّا يزيد العالم تمسّكا بشقّ طريقه من دونها، لأنّها لم تعد تحمل المثل العليا التي يُناضل من أجلها كلّ النّاس وهي الحرّية والعدالة. بل إنّها لم تعد تنتج شيئا في هذا المجال سوى فكر عُنصريّ مُتخلّف وشاذّ. وكتابات مفكريها السّياسيين من أمثال فوكوياما وهانتنتن وميرزهايمر وغيرهم يدلّل على هذا وعندما يتحدّث ذلك العجوز رامسفيلد عن أروبا القديمة فإنّ أروبّا الجديدة هي التي تُخيفه في واقع الأمر.
لقد تحوّلت أمريكا إلى أوليغارشيّة تتّخذ القرار فيها جماعة من العنصريين لها نفوذ كامل على الإعلام والإقتصاد والسّياسة. وقد كتب بول كروغمان Crugman مقالا في 'الإيكونومست' عنونه "الأيادي السّفلى تقبض على أمريكا"، وبيّن فيه كيف أنّ الفوارق الإجتماعيّة تزداد بخطى عملاقه لصالح أقلِّية من الأثرياء تسيطر على ميادين الإقتصاد والصّناعه وسلك القضاء والمؤسسات الماليّة والإعلاميّة. وقد أصبحت سياستها شبيهة بعلم الخيال ( Politique-fiction).
وأمّا من النّاحية العلميّة فقد هيمنت أمريكا على الإختراعات لنصف قرن. لكنّ تقريرا أعدّته خمسون مؤسّسة علميه قالها صراحة بأنّ الأمم الآسيويّه والأرويبّه قد تفوّقت في هذا المجال أيضا. وأنّه في ظرف سنوات ستصبح أمريكا تلهث وراء هذه الأمم. ومن المعلوم أنّ نوكيا الفنلنديّة تغلّبت على موطورولا وأصبحت تحتلّ الصّداره في ميدان الإتّصالات اللاسلكيّه، وأنّ آيرباص تغلّبت على بوينغ بعد تصنيع الطّائره العملاقه 380A. كما أنّ شركة تصنيع الحاسوب الصّينية Lenovo إشترت جزءا من آي بي آم IBM وهذا دليل آخر على أنّ الشركات التي كانت تمثل فخرا واعتزازا أمريكيا أصبحت مهدده بالإفلاس.
إنّ حرب أمريكا على العراق واحتلاله تُكرّس لقانون الغاب ومقولة 'القويّ يفترس الضّعيف'، ولا تتفق مع أي قانون أو عرف أخلاقيّا وفلسفيّا. إنّ احتلال العراق جريمة شنعاء مغطّاة بالكذب والتّزييف شارك فيها الحكّام العرب وتُرتكب على مرأى ومسمع من بلدان العالم كلّها دون تحريك أي ساكن، وهذا يهدد بقيام دكتاتوريّة عالميّة. إذ ما معنى تبنّي مفهوم الحرب الإستباقية؟ ما معنى هذا الكلام: أنا أعلن عليك الحرب عندما أشُكّ في أنّك تنوي الإضرار بمصالحي؟ وما معنى أسطورة نشر الدّيمقراطيّة بين الشّعوب المتخلّفة؟ أليست بنظرة احتقار للشّعوب الفقيرة؟ وعندما يُعلن ذلك الرّئيس السّكير بوش بأنّه يضطلع بمهمّة إلهيّة ويصفّق له الأمريكان فهذا دليل على أنّ أمريكا سقطت ولن تنهض.
ومن العوامل الأخرى التي تُدلّل على سقوطها الفساد والإنحطاط الإجتماعي الذي أصبح أمرا واقعا وينخر جسدها فقد تحدّث جيم نلسون في كتابه ״عندما تموت الأمم״ عن مظاهر الإنحطاط الإجتماعي والثّقافي والأخلاقي وتحدّث عن أزمة الخروج على القانون التي تكتسح المجتمع وانعدام النّزاهة الإقتصاديّة إذ كلّ الوسائل المؤدّية إلى الثّراء مُباحة.
وتنتشر اليوم الآفات الإجتماعية في أمريكا مثل الجريمه والدّعارة والبورنوغرافيا والشّذوذ الجنسي. وقد انهارت الأسرة كخليّة أساسيّة للمجتمع. ولم تعد هناك قيمة حقيقيّة للإنسان، فأصبح الأطفال يُقتلون خنقا على يد آبائهم في بعض الأحيان بعد أن يمارسوا عليهم الفاحشة. وصارت النّساء يلجأن إلى الحيوانات لإشباع غرائزهنّ الجنسيّه bestiality وبات عدد كبير من الرّجال مرضى بالبيدوفيليا وهي الإعتداء بالفاحشة على الأطفال أو النّكروفيليا وهي ممارسة الجنس مع جثث الأموات necrophilia. وفي غمرة كلّ هذا تنادي وسائل الإعلام بحقوق الشّواذّ وظهرت حركات تعظّم الشّذوذ الجنسي. وهذه الثّقافه الشّاذه بدورها هي وليدة أجيال من النّاس طغت عليهم المادّه والأنانيّه، وساهمت فيها المرأة بتنصّلها من دورها الأسري وممارسة حرّيتها الجنسيّة . وفي أمريكا هناك أكثر من مليون مصاب بالأيدز AIDS، ويرتفع هذا العدد سنويّا ب 40 ألف. كما تصاب 3 ملايين فتاة تحت سنّ 17 بمرض جنسي من نوع آخر كلّ عام. وتحمل مليون فتاة بين سنّ 13 و 16 سنويّا ونصفهنّ نتيجة الإغتصاب.
وهكذا نرى أنّ أمريكا اليوم تعيش حالة من الفوضى. ويقول كارل هنري في كتابه 'فجر الحضارة العظيمة': ״إنّ أمريكا إرتدت لباس الوحشيّة واعتنقت الوثنيّه دينا وعقليّة الشّك التي لا حقيقة ثابته فيها״. ولهذه الأسباب تنبّأ كثيرون بالمصير المحتوم لهذا البلد الذي استعبد العالم وهو السّقوط والإندحار. وستجهز عليه المقاومة العراقيّة الباسلة وتريح العالم من شرّ مارد ضجر به الجميع.
عزالدّين بن عثمان
بقلم: عزالدّين بن عثمان
لقد أقدمت الولايات المتّحده الأمريكيّة على احتلال العراق، وتهدّد بشنّ حروب أخرى، لأنّها تدرك أنّها في مرحلة انهيار. وقد عجّلت المقاومة العراقيّة احتضارها. هذا ما كتبه عالم الإجتماع الفرنسي إيمانويل طود Todd في كتابه ״ما بعد الإمبراطوريّة״. وإذا كان جورج بوش يغتنم كلّ فرصة للتّلويح بالقوّة والبطش الذين يُعامل بهما أعداءه، فإنّ تصرّف بلاده ليس جديرا بقوّة عظمى تهيمن على العالم، بل هو موقف إمبراطوريّة عصفت بها المشاكل الإجتماعيّة والإقتصاديّة الدّاخليّة وجعلتها تنحدر في سقوط حرّ.
ولا يُبطن الخطاب الأمريكي إلاّ يأسا من إمكانيّة النّجاح في العراق ومحاولة لإخفاء الأزمات التي تعتصرها داخليّا.
ولا يخفى على أحد أنّ العالم يتّجه نحو التّحرّر وقد بدأ التّغيير يشمل بلدان العالم الثّالث. وهذا الوضع لا يروق للولايات المتّحده بعد انهيار عدوّها الإتّحاد السّوفييتي. إنّ عالما تسوده الحرّيّة والتّحضّر ليس في صالح نزعتها التّوسّعيّة، لذا يجب عليها تعطيل ومنع هذه التّحوّلات. ثمّ إنّ العالم إنتاج وتجارة، لكنّ أمريكا بميزانها التّجاري الخاسر وديونها المتراكمه وتلهّفها إلى السّيطرة على النّفط أصبحت تستهلك أموال ومنتوجات الآخرين من ناحية، وصارت تُمثّل مشكلة مستعصية للعالم من ناحية أخرى . ففي القديم كان العالم الرّأسمالي يرى فيها قوّة تقف في وجه المدّ الشيوعي ولكنّها اليوم أصبحت عبئا عليه.
الولايات المتّحدة الأمريكيّة بكلّ بساطة إمبراطوريّة في طريقها إلى الإندحار، ولم تعد حاليّا قادرة على قيادة هذا العالم الذي لم تعد تفهمه، ونظامها الإقتصادي لم يعُد مجديا، ولم يعد فيه ما يجلب إليه رؤوس الأموال؛ فقد أصبح المستثمرون يُفضّلون الأسواق الآسيويّة (الصّينيه والهنديّه) حيث القوّة الإستهلاكيّة الهائلة واليد العاملة الرّخيصة. كما أنّ إقتصادها يُعاني من الفساد والإثراء بالطّرق الغير مشروعة والإجراميّة.
وأمّا جيشُها فإنّه لا يستطيع السّيطرة بمفرده على هذا العالم الشّاسع ويُعاني من أزمة حقيقيّة هي عدم القدرة على انتداب عناصر جديده. ولئن كان لها طموحاتٌ استراتجيّة فإنّ جيشها غير قادر على ضمانها. وصفة العالميّة في فترة الحرب البارده أو ما يُصطلحُ على تسميته بصفة ״الإمبرياليّة الإيجابيّة״ لم تتعايش سلميّا مع الثقافات والحضارات الأخرى التي هي أعرقُ منها وخاصّة الحضارة الإسلاميّه. كلّ هذا جعلها وحشا قبيحا يريد الكلّ التّخلص منه، ما عدا الحكّام العرب لأنّ مصالحهم ارتبطت بمصالحها. إنّ بلدان العالم باتت على ثقة بأنّها ليست بحاجة اقتصاديّا وعسكريّا إلى أمريكا التي تعيش على امتصاص دمائهم ولا يُمكن الإطمئنان إليها أو الإعتماد عليها بعد ما فعلته بالعراق.
وعوض أن تتّخذ استراتيجيَا واضحة المعالم مبنيّة على التّعاون فإنّها تسقط في النّرجسيّة وتفضل الحلول السّهلة والقصيرة النّظر، وهي الحلول العسكريّة. وتشُنّ الحروب ليس لأنّها أقوى قوّة بل لأنّها على وعي بانحدارها نحو الأفول النّهائي. وتغذي ״امبراطريّتها المسرحيّة״ بإشاعة أنّ العالم لم يعد آمنا، وأنّها قوّة خير تتدخّل لبسط الأمن وحمايته. ولا تتورّع عن إهانة البلدان الضّعيفة واستفزاز الأقوياء كالصّين وروسيا مثلا.
ويستطيع العربُ تعجيل موتها بعمل واحد وهو بيع نفطهم مقابل عُملة أخرى غير الدّولار. لكنّ ما شاهدناه عندما ارتفعت اسعار النّفط لأوّل مرّه اإلى ما فوق الخمسين دولار للبرميل الواحد هو أن حكومتي آل سعود وآل الصّبّاح راحتا تطمئنان العالم بأنّهما سيُرفعان سقف الإنتاج حتّى ينخفض سعر البرميل إلى حدود معقولة. وقام شيخ الكويت بجولة آسيويّة وكان يُحاول إقناع الصّين بألاّ تبيع مخزونها من العملة الأمريكيّة أو إبدالها بعملات أخرى. تصوّروا حكّاما ״عربا״ يخافون على الإقتصاد الأمريكي من الإنهيار!
إنّ حكّام أمريكا على وعي تماما ببداية تخلّفهم في عالم يتغيّر بسرعة فيتّخذون اجراءات تتّسم بالأنانيّة والمصلحيّة الضّيّقة، ممّا يزيد العالم تمسّكا بشقّ طريقه من دونها، لأنّها لم تعد تحمل المثل العليا التي يُناضل من أجلها كلّ النّاس وهي الحرّية والعدالة. بل إنّها لم تعد تنتج شيئا في هذا المجال سوى فكر عُنصريّ مُتخلّف وشاذّ. وكتابات مفكريها السّياسيين من أمثال فوكوياما وهانتنتن وميرزهايمر وغيرهم يدلّل على هذا وعندما يتحدّث ذلك العجوز رامسفيلد عن أروبا القديمة فإنّ أروبّا الجديدة هي التي تُخيفه في واقع الأمر.
لقد تحوّلت أمريكا إلى أوليغارشيّة تتّخذ القرار فيها جماعة من العنصريين لها نفوذ كامل على الإعلام والإقتصاد والسّياسة. وقد كتب بول كروغمان Crugman مقالا في 'الإيكونومست' عنونه "الأيادي السّفلى تقبض على أمريكا"، وبيّن فيه كيف أنّ الفوارق الإجتماعيّة تزداد بخطى عملاقه لصالح أقلِّية من الأثرياء تسيطر على ميادين الإقتصاد والصّناعه وسلك القضاء والمؤسسات الماليّة والإعلاميّة. وقد أصبحت سياستها شبيهة بعلم الخيال ( Politique-fiction).
وأمّا من النّاحية العلميّة فقد هيمنت أمريكا على الإختراعات لنصف قرن. لكنّ تقريرا أعدّته خمسون مؤسّسة علميه قالها صراحة بأنّ الأمم الآسيويّه والأرويبّه قد تفوّقت في هذا المجال أيضا. وأنّه في ظرف سنوات ستصبح أمريكا تلهث وراء هذه الأمم. ومن المعلوم أنّ نوكيا الفنلنديّة تغلّبت على موطورولا وأصبحت تحتلّ الصّداره في ميدان الإتّصالات اللاسلكيّه، وأنّ آيرباص تغلّبت على بوينغ بعد تصنيع الطّائره العملاقه 380A. كما أنّ شركة تصنيع الحاسوب الصّينية Lenovo إشترت جزءا من آي بي آم IBM وهذا دليل آخر على أنّ الشركات التي كانت تمثل فخرا واعتزازا أمريكيا أصبحت مهدده بالإفلاس.
إنّ حرب أمريكا على العراق واحتلاله تُكرّس لقانون الغاب ومقولة 'القويّ يفترس الضّعيف'، ولا تتفق مع أي قانون أو عرف أخلاقيّا وفلسفيّا. إنّ احتلال العراق جريمة شنعاء مغطّاة بالكذب والتّزييف شارك فيها الحكّام العرب وتُرتكب على مرأى ومسمع من بلدان العالم كلّها دون تحريك أي ساكن، وهذا يهدد بقيام دكتاتوريّة عالميّة. إذ ما معنى تبنّي مفهوم الحرب الإستباقية؟ ما معنى هذا الكلام: أنا أعلن عليك الحرب عندما أشُكّ في أنّك تنوي الإضرار بمصالحي؟ وما معنى أسطورة نشر الدّيمقراطيّة بين الشّعوب المتخلّفة؟ أليست بنظرة احتقار للشّعوب الفقيرة؟ وعندما يُعلن ذلك الرّئيس السّكير بوش بأنّه يضطلع بمهمّة إلهيّة ويصفّق له الأمريكان فهذا دليل على أنّ أمريكا سقطت ولن تنهض.
ومن العوامل الأخرى التي تُدلّل على سقوطها الفساد والإنحطاط الإجتماعي الذي أصبح أمرا واقعا وينخر جسدها فقد تحدّث جيم نلسون في كتابه ״عندما تموت الأمم״ عن مظاهر الإنحطاط الإجتماعي والثّقافي والأخلاقي وتحدّث عن أزمة الخروج على القانون التي تكتسح المجتمع وانعدام النّزاهة الإقتصاديّة إذ كلّ الوسائل المؤدّية إلى الثّراء مُباحة.
وتنتشر اليوم الآفات الإجتماعية في أمريكا مثل الجريمه والدّعارة والبورنوغرافيا والشّذوذ الجنسي. وقد انهارت الأسرة كخليّة أساسيّة للمجتمع. ولم تعد هناك قيمة حقيقيّة للإنسان، فأصبح الأطفال يُقتلون خنقا على يد آبائهم في بعض الأحيان بعد أن يمارسوا عليهم الفاحشة. وصارت النّساء يلجأن إلى الحيوانات لإشباع غرائزهنّ الجنسيّه bestiality وبات عدد كبير من الرّجال مرضى بالبيدوفيليا وهي الإعتداء بالفاحشة على الأطفال أو النّكروفيليا وهي ممارسة الجنس مع جثث الأموات necrophilia. وفي غمرة كلّ هذا تنادي وسائل الإعلام بحقوق الشّواذّ وظهرت حركات تعظّم الشّذوذ الجنسي. وهذه الثّقافه الشّاذه بدورها هي وليدة أجيال من النّاس طغت عليهم المادّه والأنانيّه، وساهمت فيها المرأة بتنصّلها من دورها الأسري وممارسة حرّيتها الجنسيّة . وفي أمريكا هناك أكثر من مليون مصاب بالأيدز AIDS، ويرتفع هذا العدد سنويّا ب 40 ألف. كما تصاب 3 ملايين فتاة تحت سنّ 17 بمرض جنسي من نوع آخر كلّ عام. وتحمل مليون فتاة بين سنّ 13 و 16 سنويّا ونصفهنّ نتيجة الإغتصاب.
وهكذا نرى أنّ أمريكا اليوم تعيش حالة من الفوضى. ويقول كارل هنري في كتابه 'فجر الحضارة العظيمة': ״إنّ أمريكا إرتدت لباس الوحشيّة واعتنقت الوثنيّه دينا وعقليّة الشّك التي لا حقيقة ثابته فيها״. ولهذه الأسباب تنبّأ كثيرون بالمصير المحتوم لهذا البلد الذي استعبد العالم وهو السّقوط والإندحار. وستجهز عليه المقاومة العراقيّة الباسلة وتريح العالم من شرّ مارد ضجر به الجميع.
عزالدّين بن عثمان