kimo17
28-06-2005, 01:27 PM
نريد تحقيقا عربيا في مبررات الحرب علي العراق
بقلم: د. محمد صالح المسفر
المتابع لوسائل الإعلام الأمريكية يكتشف بكل سهولة اتساع دائرة المطالبين بانسحاب القوات الأمريكية من العراق في أسرع وقت ممكن، البروفسور جون دويتش مدير المخابرات الأمريكية Cia في عهد الرئيس الأمريكي بل كلينتون قال في محاضرة علي مسرح ساندرز في جامعة هارفارد الشهيرة وأمام جمع كبير من الناس: علي الولايات المتحدة الأمريكية أن تنسحب من العراق في أسرع وقت ممكن (7/6/2005) يقول السيناتور تشاك هاغل: إن البيت الأبيض مقطوع الاتصال تماما بالواقع، إننا نخسر الحرب في العراق . وقال النائب ولتر جونز من حزب الرئيس قتل من جيشنا أكثر من 1700 جندي أمريكي وجرح 12 ألفا وأنفقنا ما يزيد عن 200 مليار دولار فقد حان الوقت ببدء انسحاب قواتنا من العراق قبل أن يستفحل الأمر، وقال الجنرال دونالد الستون كبير المتحدثين العسكريين الأمريكيين في العراق: إنني اعتقد ان الطريقة الصحيحة لتناول هذا الموضوع الان هي بان نعترف أن هذه المقاومة لن يتم القضاء عليها، إن (الإرهابيين والإرهاب) يعني المقاومة في العراق لن يتم القضاء عليه من خلال خيارات أو عمليات عسكرية ، ويقول اللفتنانت كولونيل فردرك ويلمان: إننا لانستطيع أن نقتل المقاومين جميعا، وعندما نقتل واحدا منهم فإننا ندفع بثلاثة ليحلوا محله .
أعضاء في الكونغرس طالبوا بفتح تحقيق في مذكرة داوننغ ستريت التي اعتمد عليها توني بلير في دخول الحرب في العراق إلي جانب أمريكا والتي يتهمون الرئيس بوش الابن بتكييف المعلومات الاستخبارية عن برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق لتبرير الحرب. في ذات الوقت يتزايد عدد أعضاء الكونغرس الموقعين إلي جانب 560 ألف مواطن في أمريكا حتي الآن يطالبون الرئيس بفتح تحقيق والإجابة علي ما ورد في المذكرة البريطانية والتي توحي بكذب الإدارة وتكييف المعلومات لصالح شن الحرب علي العراق واحتلاله.
القائمة أمامي التي تحتوي علي أسماء المطالبين بالانسحاب الأمريكي تطول وتتزايد يوما بعد يوم وتتضمن أسماء كتاب ومفكرين وعسكريين وصحافيين كبار وأسماء أعضاء في الكونغرس وقوائم استطلاع الرأي العام، وأمامي حجج من أهل الرأي والفكر والقلم في أمريكا تدحض كل المبررات والذرائع التي تتذرع بها الإدارة الأمريكية من اجل البقاء في العراق والاستمرار في حرب الإبادة الجماعية ضد الإنسان والحيوان والنبات كما حدث في الفلوجة والنجف ومدن وقري محافظة الانبار وآخرها منطقة الكرابلة التي أبيدت عن بكرة أبيها بفعل النيران الأمريكية الكثيفة ومليشيات الطوائف الشعوبية.
(2)
موضوعنا اليوم ليس تحليل محتوى وسائل الإعلام الأمريكية في الشأن العراقي وإنما عالمنا العربي، واطرح بعض الملاحظات، الأولي، في الولايات المتحدة الأمريكية يتحدثون عن العراق وفلسطين والإصلاح في العالم العربي، وانتقل إلي أوروبا ونحن في عالمنا العربي في صمت يشبه صمت القبور، قوي أمريكية متعددة تطالب بمحاكمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن علي اعلانه الحرب علي العراق واحتلاله تحت ذرائع وحجج ثبت كذبها. في بريطانيا فشل توني بلير في الحصول علي الأغلبية الحزبية في البرلمان وما برحت أشباح الحرب علي العراق تطارده وقد يتعرض للسقوط في أية لحظة، اسبانيا سقطت حكومتها التي شاركت في الحرب وأتت بعدها حكومة أمرت بسحب قواتها من العراق ولحقت بها الفلبين وعدد آخر من دول التحالف أعلنت أنها في طريقها للانسحاب مع نهاية هذا العام وفي هذه الحالة سيكون موقف أمريكا وبريطانيا في حرج شديد.الملاحظة الثانية، هل يملك أهل الفقه والحديث والتفسير في الإسلام في عالمنا العربي الشجاعة والخوف من الله وحده ويعقدون مؤتمرا في مكة أو المدينة المنورة أو الأزهر الشريف أو في رحاب المسجد الأموي أو أية بقعة علي الأرض ينتج عن هذا المؤتمر تشكيل محكمة مهمتها محاكمة ثلاثة من الزعماء العرب الذين شاركوا بفاعلية في حصار الشعب العراقي والحقوا به أضرارا بالغة الخطورة علي مدي ثلاثة عشر عاما ومهدوا للحرب عليه وسهلوا احتلاله من قبل الغزاة الأمريكان، اذكّر حملة لواء الفقه الإسلامي بأنهم شرعوا لحكام مجلس التعاون الخليجي ولحاكم مصر حسني مبارك وحافظ الأسد بجواز الاستعانة بجيوش دول حلف الأطلسي ضد الجيش العراقي العربي المسلم عام 1991، كما اذكر بان احدهم وعلي منبر صلاة الجمعة في احدي الدول العربية والمنقولة ألقي خطبته علي كل وسائل الإعلام قال ما معناه بان تواجد القوات الأجنبية في جزيرة العرب هو وجود مؤقت وبعد إخراج العدوان العراقي كما قال من الكويت فان علي هذه القوات أن ترحل من بلاد العرب والا فانه علي استعداد لإعلان الجهاد ضد هذه القوات وانه سيكون في الصفوف الأولي مع المجاهدين. ولكن ماذا فعل؟ حوصر العراق، والقوات الأجنبية لم تخرج من جزيرة العرب، وتم احتلال العراق والكويت من قبل تلك القوات، وأصبح الخليج فاقدا لإرادته السياسية والسيادة الوطنية.
إذا عقدت تلك المحكمة، فان السؤال الذي بجب توجيهه للحكام العرب المتهمين هو لماذا حاصرتم الشعب العربي المسلم في العراق لمدة ثلاثة عشر عاما ولمصلحة من ذلك؟ ولماذا سهلتم للغزاة الغربيين احتلال العراق وسهلتم علي قواته امتهان رجولة رجاله واغتصاب نسائه ونهب ثرواته؟ ولماذا جعلتم أراضيكم نقاط انطلاق للغزاة علي دولة عربية تدين بالإسلام ؟ولماذا تساهمون في تمويل تلك القوات الغازية ماديا عن طريق تمويل تلك القوات بالوقود المجاني أو في أحسن الحالات بابخس الاثمان وشاركتم في الحرب النفسية إعلاميا علي الشعب العراقي الشقيق؟
الملاحظة الثالثة : الولايات المتحدة الأمريكية تعيش مأزقا رهيبا، مديونيتها تجاوزت 34 تريليون دولار ومجتمع تنهشه المخدرات وتعصف به الجريمة وتتقد فيه النعرة العنصرية وتنتشر فيه جيوب الفقر وتتسع دائرة اليمين المتطرف الحقود ومصانعه تتسابق للهجرة بحثا عن مواقع ارخص، ومخزونها من الطاقة في تناقص مستمر ولما كان العالم العربي يحتضن اكبر مخزون للطاقة واستخراجها يتم بأبخس الأثمان فهل لدي العرب الإرادة الكافية في توظيف هذه الطاقة في تحقيق الأهداف السامية لهذه الأمة.
العالم برمته يرفض الهيمنة الأمريكية وكلهم ينظرون إلي العرب بحكم موقعهم الاستراتيجي ومكانتهم الدينية بين الشعوب ومخزونهم من الطاقة ماذا هم فاعلون تجاه الطغيان الأمريكي؟ لقد جربنا إرادتنا في عام 1973 ووقف العالم معنا فهل نقدم مرة أخري من اجل الدفاع عن أنفسنا قبل فوات الأوان؟
د. محمد صالح المسفر
بقلم: د. محمد صالح المسفر
المتابع لوسائل الإعلام الأمريكية يكتشف بكل سهولة اتساع دائرة المطالبين بانسحاب القوات الأمريكية من العراق في أسرع وقت ممكن، البروفسور جون دويتش مدير المخابرات الأمريكية Cia في عهد الرئيس الأمريكي بل كلينتون قال في محاضرة علي مسرح ساندرز في جامعة هارفارد الشهيرة وأمام جمع كبير من الناس: علي الولايات المتحدة الأمريكية أن تنسحب من العراق في أسرع وقت ممكن (7/6/2005) يقول السيناتور تشاك هاغل: إن البيت الأبيض مقطوع الاتصال تماما بالواقع، إننا نخسر الحرب في العراق . وقال النائب ولتر جونز من حزب الرئيس قتل من جيشنا أكثر من 1700 جندي أمريكي وجرح 12 ألفا وأنفقنا ما يزيد عن 200 مليار دولار فقد حان الوقت ببدء انسحاب قواتنا من العراق قبل أن يستفحل الأمر، وقال الجنرال دونالد الستون كبير المتحدثين العسكريين الأمريكيين في العراق: إنني اعتقد ان الطريقة الصحيحة لتناول هذا الموضوع الان هي بان نعترف أن هذه المقاومة لن يتم القضاء عليها، إن (الإرهابيين والإرهاب) يعني المقاومة في العراق لن يتم القضاء عليه من خلال خيارات أو عمليات عسكرية ، ويقول اللفتنانت كولونيل فردرك ويلمان: إننا لانستطيع أن نقتل المقاومين جميعا، وعندما نقتل واحدا منهم فإننا ندفع بثلاثة ليحلوا محله .
أعضاء في الكونغرس طالبوا بفتح تحقيق في مذكرة داوننغ ستريت التي اعتمد عليها توني بلير في دخول الحرب في العراق إلي جانب أمريكا والتي يتهمون الرئيس بوش الابن بتكييف المعلومات الاستخبارية عن برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق لتبرير الحرب. في ذات الوقت يتزايد عدد أعضاء الكونغرس الموقعين إلي جانب 560 ألف مواطن في أمريكا حتي الآن يطالبون الرئيس بفتح تحقيق والإجابة علي ما ورد في المذكرة البريطانية والتي توحي بكذب الإدارة وتكييف المعلومات لصالح شن الحرب علي العراق واحتلاله.
القائمة أمامي التي تحتوي علي أسماء المطالبين بالانسحاب الأمريكي تطول وتتزايد يوما بعد يوم وتتضمن أسماء كتاب ومفكرين وعسكريين وصحافيين كبار وأسماء أعضاء في الكونغرس وقوائم استطلاع الرأي العام، وأمامي حجج من أهل الرأي والفكر والقلم في أمريكا تدحض كل المبررات والذرائع التي تتذرع بها الإدارة الأمريكية من اجل البقاء في العراق والاستمرار في حرب الإبادة الجماعية ضد الإنسان والحيوان والنبات كما حدث في الفلوجة والنجف ومدن وقري محافظة الانبار وآخرها منطقة الكرابلة التي أبيدت عن بكرة أبيها بفعل النيران الأمريكية الكثيفة ومليشيات الطوائف الشعوبية.
(2)
موضوعنا اليوم ليس تحليل محتوى وسائل الإعلام الأمريكية في الشأن العراقي وإنما عالمنا العربي، واطرح بعض الملاحظات، الأولي، في الولايات المتحدة الأمريكية يتحدثون عن العراق وفلسطين والإصلاح في العالم العربي، وانتقل إلي أوروبا ونحن في عالمنا العربي في صمت يشبه صمت القبور، قوي أمريكية متعددة تطالب بمحاكمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن علي اعلانه الحرب علي العراق واحتلاله تحت ذرائع وحجج ثبت كذبها. في بريطانيا فشل توني بلير في الحصول علي الأغلبية الحزبية في البرلمان وما برحت أشباح الحرب علي العراق تطارده وقد يتعرض للسقوط في أية لحظة، اسبانيا سقطت حكومتها التي شاركت في الحرب وأتت بعدها حكومة أمرت بسحب قواتها من العراق ولحقت بها الفلبين وعدد آخر من دول التحالف أعلنت أنها في طريقها للانسحاب مع نهاية هذا العام وفي هذه الحالة سيكون موقف أمريكا وبريطانيا في حرج شديد.الملاحظة الثانية، هل يملك أهل الفقه والحديث والتفسير في الإسلام في عالمنا العربي الشجاعة والخوف من الله وحده ويعقدون مؤتمرا في مكة أو المدينة المنورة أو الأزهر الشريف أو في رحاب المسجد الأموي أو أية بقعة علي الأرض ينتج عن هذا المؤتمر تشكيل محكمة مهمتها محاكمة ثلاثة من الزعماء العرب الذين شاركوا بفاعلية في حصار الشعب العراقي والحقوا به أضرارا بالغة الخطورة علي مدي ثلاثة عشر عاما ومهدوا للحرب عليه وسهلوا احتلاله من قبل الغزاة الأمريكان، اذكّر حملة لواء الفقه الإسلامي بأنهم شرعوا لحكام مجلس التعاون الخليجي ولحاكم مصر حسني مبارك وحافظ الأسد بجواز الاستعانة بجيوش دول حلف الأطلسي ضد الجيش العراقي العربي المسلم عام 1991، كما اذكر بان احدهم وعلي منبر صلاة الجمعة في احدي الدول العربية والمنقولة ألقي خطبته علي كل وسائل الإعلام قال ما معناه بان تواجد القوات الأجنبية في جزيرة العرب هو وجود مؤقت وبعد إخراج العدوان العراقي كما قال من الكويت فان علي هذه القوات أن ترحل من بلاد العرب والا فانه علي استعداد لإعلان الجهاد ضد هذه القوات وانه سيكون في الصفوف الأولي مع المجاهدين. ولكن ماذا فعل؟ حوصر العراق، والقوات الأجنبية لم تخرج من جزيرة العرب، وتم احتلال العراق والكويت من قبل تلك القوات، وأصبح الخليج فاقدا لإرادته السياسية والسيادة الوطنية.
إذا عقدت تلك المحكمة، فان السؤال الذي بجب توجيهه للحكام العرب المتهمين هو لماذا حاصرتم الشعب العربي المسلم في العراق لمدة ثلاثة عشر عاما ولمصلحة من ذلك؟ ولماذا سهلتم للغزاة الغربيين احتلال العراق وسهلتم علي قواته امتهان رجولة رجاله واغتصاب نسائه ونهب ثرواته؟ ولماذا جعلتم أراضيكم نقاط انطلاق للغزاة علي دولة عربية تدين بالإسلام ؟ولماذا تساهمون في تمويل تلك القوات الغازية ماديا عن طريق تمويل تلك القوات بالوقود المجاني أو في أحسن الحالات بابخس الاثمان وشاركتم في الحرب النفسية إعلاميا علي الشعب العراقي الشقيق؟
الملاحظة الثالثة : الولايات المتحدة الأمريكية تعيش مأزقا رهيبا، مديونيتها تجاوزت 34 تريليون دولار ومجتمع تنهشه المخدرات وتعصف به الجريمة وتتقد فيه النعرة العنصرية وتنتشر فيه جيوب الفقر وتتسع دائرة اليمين المتطرف الحقود ومصانعه تتسابق للهجرة بحثا عن مواقع ارخص، ومخزونها من الطاقة في تناقص مستمر ولما كان العالم العربي يحتضن اكبر مخزون للطاقة واستخراجها يتم بأبخس الأثمان فهل لدي العرب الإرادة الكافية في توظيف هذه الطاقة في تحقيق الأهداف السامية لهذه الأمة.
العالم برمته يرفض الهيمنة الأمريكية وكلهم ينظرون إلي العرب بحكم موقعهم الاستراتيجي ومكانتهم الدينية بين الشعوب ومخزونهم من الطاقة ماذا هم فاعلون تجاه الطغيان الأمريكي؟ لقد جربنا إرادتنا في عام 1973 ووقف العالم معنا فهل نقدم مرة أخري من اجل الدفاع عن أنفسنا قبل فوات الأوان؟
د. محمد صالح المسفر