kimo17
27-06-2005, 05:46 PM
منقول " دجلة "
بالقوة احتل العراق وبالمقاومة يتحرر
عوني القلمجي
لا يجد اي متابع للوضع في العراق صعوبة. ليرى بوضوح. بان الامريكان قد وقعوا في فخ المقاومة الوطنية العراقية المسبق الصنع. ولا يجد اي متابع، بالمقابل، ذات الصعوبة ليرى. ان الامريكان، قد افتضح امرهم وزيف ادعاءاتهم. وان هزيمتهم في العراق باتت امرا محتما. والادارة الامريكية ذاتها، لم تتمكن من التستر على هذه الحقيقة بعد ان عجزت عن الافلات من قبضة المقاومة. على الرغم من استخدام كل الوسائل العسكرية ضدها. بما فيها استخدام الاسلحة الفتاكة. ومنها اسلحة الدمار الشامل. ثم اجبروا اخيرا على الاعتراف بان المقاومة في تزايد.وان القضاء عليها قد يحتاج الى عشر سنوات وربما اكثر.
هذا الحال المزري لاكبر قوة عسكرية في العالم. دعا إلى إحداث تغير في السياسة الامريكية. يعتمد الى جانب الاحتفاظ بالخيار العسكري، على اقناع القوى الوطنية الرافضة للاحتلال. بالاشتراك بما يسمى بالعملية السياسية. ليجري الوصول الى اقناع العراقيين. بالتخلي عن دعم المقاومة، ليسهل عزلها عن محيطها.ومن ثم تصفيتها. فمنذ مدة بدا الحديث من قبل مسؤولين امريكان. ومن قبل اعضاء في الحكومة السابقة واللاحقة. عن مقاومة شريفة، واخرى ارهابية، وعن ضرورة اشراك "السنة" في العملية السياسية وصياغة الدستور. ومن اجل ذلك قام السفير الامريكي السابق في العراق نكروبونتي. الى مقر هيئة علماء المسلمين. لكن هذه الزيارة فشلت في حينها، مثلما فشلت زيارة رامسفيلد للرئيس العراقي صدام حسين في سجنه طالبا منه وقف المقاومة. مقابل الحفاظ على حياته.ويدخل ضمن هذا الاطار جانب من زيارة كونديليزا رايس الاخيرة الى العراق.
بالمقابل وعلى الجهة الاخرى. سربت اجهزة الاستخبارات الامريكية خلال الشهور الماضية.اشاعات عن اجراء مفاوضات بين المقاومة والامريكان. بهدف تشجيع هذه القوى، للحاق بالركب، قبل ان يفوتهم القطار. ولم يسلم كاتب هذه السطور. من هذه الاشاعات. حيث نشرت بعض المواقع على الانترنيت. في بداية الشهر الحالي، بانه جرى لقاء بيني "كممثل" للمقاومة وبين الامريكان في اوسلو. بحضور وزير الخارجية النرويجي.ومن اني ساعلن عن حكومة في المنفى.قريبا.
وعلى الرغم من فشل كل هذه المحاولات. لا زالت الإدارة الأمريكية، تبذل الجهود الحثيثة، لفتح الخطوط على القوى الوطنية. وتوريطها في الدخول، في مفاوضات مع الحكومة. مقابل الحصول على حصة في السلطة والبرلمان.صحيح ان الامريكان لم يجنوا ثمار هذه الجهود حتى الان. الا ان هناك بوادر ،ونتمنى ان نكون مخطئينن، تشير الى استعداد بعض القوى او قسم هام منها كالمؤتمر التاسيسي وهيئة علماء المسلمين الى قبول الحوار مع الحكومة. ان هي اعلنت عن مطالبة الامريكان بجدولة الانسحاب.ويجب ان لا ننسى في هذا السياق المحاولة التي قام، بها قبل عدة ايام، احمد الجلبي الى السيد مقتى الصدر لتوريطه بالدخول في هذا المطب.
هذه الاشارات المعلنة. من قبل هذه القوى الوطنية. بصرف النظر عن دواعيها واسبابها والهدف منها. ستضعف مجمل النضال العام ضد الاحتلال. وستؤخر من قيام الجبهة الوطنية. المساندة للمقاومة. عبر زج العراقيين في نقاشات لا طائل تحتها. حول امكانية رحيل قوات الاحتلال عبر الطرق السلمية. وهذه الاشارات ونقولها دون تردد تعد الاخطر من نوعها، للالتفاف على المقاومة، وعزلها عن محيطها ليسهل تصفيتها عسكريا.
ضمن هذا السياق، لا نجد امامنا من خيار سوى، ان نعيد للاذهان جزءا يسيرا من الحقائق. حول البعد الامريكي لاحتلال العراق. عسى ان تنفع الذكرى. مثلما يجب ان نذكر، باهمية دور المقاومة، كطريق من دونه لايمكن تحرير العراق. وان اي نضال سلمي او سياسي. يجب ان يصب باتجاه تدعيم المقاومة الباسلة وليس العكس.
اول هذه الحقائق: ان هدف الامريكان من احتلال العراق. هو البقاء وليس الرحيل. واذا اقتنعت امريكا بالانسحاب لاي سبب كان. فان الصهيونية العالمية وكيانها في فلسطين المحتلة، والتي باتت تتحكم اكثر من اي وقت مضى بالقرار الامريكي. سترفض ذلك. فتدمير العراق وبقائه تحت السيطرة المباشرة. هو من ابرز اهداف الصهيونية العالمية.
وثاني هذه الحقائق: هو ان احتلال العراق، جاء ضمن مخطط امريكي. يسعى للتحكم بمقدرات العالم وشعوبه، وتكون بدايته السيطرة المطلقة على العراق. وعلى منطقة الشرق الاوسط..وليست مصادفة ان تطرح الادارة الامريكية مشروع الشرق الاوسط الكبير بعد احتلال العراق مباشرة.
وثالث هذه الحقائق: ان احتلال العراق، يعني السيطرة على كامل نفط الخليج العربي. واذا اضفنا الى ذلك سيطرة امريكا على نفط منطقة اسيا الوسطى وبحر قزوين بعد احتلال افغاستان. فان التحكم بالدول الصناعية الاخرى يصبح سهل المنال.وخلاصة القول ولهذه الاسباب ولاسباب اخرى. فان الادارة الامريكية لن تترك العراق طواعية، لان هذا يعني فشل لمخططها الكوني برمته.
واذا ابتعدنا قليلا عن هذه الاستنتاجات. واقتربنا من ارض الواقع. سنجد ان الادارة الامريكية، تؤكد بمناسبة ومن دون مناسبة. بان بقائها في العراق لايحده زمن معين. في حين انها تتخذ كل الاجراءات، التي من شانها تكريس الاحتلال في جميع المجالات. ومنها بناء القواعد العسكرية العملاقة. والتي بلغ عددها لحد الان. 14 قاعدة في مختلف انحاء العراق. ناهيك عن انشاء 145 موقع عسكري. لربط هذه القواعد بعضها ببعض. اما مشاريع تقسيم العراق وتمزيق وحدة المجتمع العراقي فهي تجري على قدم وساق.ومعلوم ان تقسيم العراق وتمزيق وحدة المجتمع العراقي. من شانه ان يمكن اية قوة محتلة من التحكم بهذا البلد الى ما لا نهاية.
. اذا كان ذلك صحيحا وهو صحيح قطعا. فلماذا تفكر اذن هذه القوى، وغيرها، بالدخول في مفاوضات مع حكومة مرتهن قرارها بيد الامريكان؟ واذا افترضنا ان هذه الحكومة قد قبلت بمطالبها. ترى هل سيقبل الامريكان بالوفاء بها. على الرغم من تعاكسها مع مخططهم السيء الذكر؟ واذا كان هناك من فائدة تنحصر في فضح الامريكان، ترى هل ان الامريكان بالمقابل. اغبياء لدرجة انهم لم يجنوا، بالمقابل، فوائد اكبر، من تلك وهي الحصول على اعتراف بهم كقوة محتلة. بدل ان تكون قوة معتدية. يجب محاربتها بكل الوسائل المتاحة؟ الا يعد ذلك تعبيد الطريق. امام الامريكان للافلات من الهزيمة. في حين ان المطلوب، هو انتقال هذه القوى ودون ابطاء. الى خندق المقاومة. لتعزز من انتصاراتها المبينة، التي تحققها على مدار الساعة؟ ولتسرع من الظفر بذلك اليوم الذي ينتظره العراقيون بفارغ الصبر والمقصود بالطبع يوم تحرير العراق.؟
نتمنى على هذه القوى. ان لا تتجاهل الحقيقة. التي باتت معروفة : وهي ان الامريكان. حين قرروا ابداء مرونة سياسية امام هذه القوى. فانهم لم يفعلوا ذلك. من اجلهم، ولا من اجل عيون العراقيين. وانما فعلوا ذلك، من اجل اعادة ترتيب اوراقهم. والحصول على فترة هدوء، يتنسى لهم من خلالها ،تكريس الاحتلال وتثبيته كامر واقع. وقد اعترف الامريكان بعظمة لسانهم. بان القضاء على المقاومة لا يمكن ان يتم عسكريا. ما لم تترافق مع وسائل اخرى. والمقصود بالطبع الوسائل السياسية.ولو لم تكن هناك مقاومة مسلحة لما ابدى الامريكان مثل هذه المرونة. ولكان قد حكموا العراق حكما مباشرا عبر حاكم عسكري او مدني الى اجل غير مسمى.
ان تجارب الشعوب، علمتنا ان المحتل. لا يترك غنيمته، لا عبر المفاوضات. خاصة مع اطراف وقوى لا تملك من القوة. ما يمكنها من اجبار المحتل على الرحيل. وان تحرير العراق سلميا ومن دون مقاومة مسلحة وفعالة. يعد ضربا من الخيال. اما ان بعض التجارب الفريدة من نوعها. والتي نجحت في طرد الاحتلال سلميا. كما حدث في الهند بقيادة الزعيم غاندي. فهو اولا استثاء. والاستثاء كما هو معلوم، يثبت القاعدة ولا ينفيها. وثانيا هو ان نضال غاندي وشعبه السلمي. ليس له علاقة بما يتم طرحه، منذ فترة.فغاندي كما هو معلوم اختصر نضاله السلمي في مرتكزات وثوابت لم يجري التنازل عنها. مفادها: ان لا تعامل مع قوات الاحتلال البريطاني باي شكل. قبل ان يعلنوا استعدادهم للرحيل عن الهند. بل ان غاندي في نضاله السلمي. وصل حدا لان يامر مؤيديه باتباع وسائل، يمكن وصفها بالعمليات الاستشهادية. حيث كانوا يلقون بانفسهم. امام سكك الحديد لمنع القطارات التي تحمل المؤن من الوصول لجنود الاحتلال.ناهيك عن الظروف المختلفة بين عالمين يفصل بينهما نصف قرن او يزيد.
ان المطلوب بدلا عن ذلك. هو تشديد الخناق على قوات الاحتلال. ورفض اية صيغة سياسية معه. مهما كانت التنازلات كبيرة. ويجب ان يكون الهدف المركزي. لكل القوى الوطنية ليس تحقيق بعض المكاسب لهذه الجهة او تلك. وانما تحقيق مهمة تحرير العراق. على اساس موحد ومستقل وديمقراطي. وهذا وحده الكفيل بتحقيق جميع الاهداف التي تسعى اليها هذه القوى.
لا شك ان المعركة طويلة. وقد تستمر عدة سنوات. وليس كما يعتقد البعض. ان الامريكان، سيعلنوا هزيمتهم اليوم او غدا. او في نهاية هذا العام. فهؤلاء يزرعو املا. قد لايتحقق. ويخلقوا دون وعي منهم. لدى العراقيين حالة من الاحباط. قد تكلف الكثير. نعم هذه معركة طويلة الامد. وتاكليفها باهضة الثمن. لكن النصر فيها اكيد. وان العراقيين سيحققوا في النهاية طال الاجل ام قصر. هدف التحرير وازالة كل اثاره البغيضة. واذا كانت هناك من بوادر. لتحقيق هدف التحرير. بهذه السرعة فهذا هو املنا وامل كل العراقيين.
لندع المعركة تتواصل بين معسكرين لا ثالث لهما. هما المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها العسكرية والسياسية. وبين قوات الاحتلال وعملائها في الحكومة والبرلمان.وعلى كل العراقيين والعرب الشرفاء. ان يساندوا المقاومة الوطنية العراقية. بكل الاشكال. فتحرير العراق هو ليس نصرا للعراقيين وحدهم. وانما هو نصر للامة العربية، ولكل شعوب العالم على هذه المعمورة.
الدنمارك
بالقوة احتل العراق وبالمقاومة يتحرر
عوني القلمجي
لا يجد اي متابع للوضع في العراق صعوبة. ليرى بوضوح. بان الامريكان قد وقعوا في فخ المقاومة الوطنية العراقية المسبق الصنع. ولا يجد اي متابع، بالمقابل، ذات الصعوبة ليرى. ان الامريكان، قد افتضح امرهم وزيف ادعاءاتهم. وان هزيمتهم في العراق باتت امرا محتما. والادارة الامريكية ذاتها، لم تتمكن من التستر على هذه الحقيقة بعد ان عجزت عن الافلات من قبضة المقاومة. على الرغم من استخدام كل الوسائل العسكرية ضدها. بما فيها استخدام الاسلحة الفتاكة. ومنها اسلحة الدمار الشامل. ثم اجبروا اخيرا على الاعتراف بان المقاومة في تزايد.وان القضاء عليها قد يحتاج الى عشر سنوات وربما اكثر.
هذا الحال المزري لاكبر قوة عسكرية في العالم. دعا إلى إحداث تغير في السياسة الامريكية. يعتمد الى جانب الاحتفاظ بالخيار العسكري، على اقناع القوى الوطنية الرافضة للاحتلال. بالاشتراك بما يسمى بالعملية السياسية. ليجري الوصول الى اقناع العراقيين. بالتخلي عن دعم المقاومة، ليسهل عزلها عن محيطها.ومن ثم تصفيتها. فمنذ مدة بدا الحديث من قبل مسؤولين امريكان. ومن قبل اعضاء في الحكومة السابقة واللاحقة. عن مقاومة شريفة، واخرى ارهابية، وعن ضرورة اشراك "السنة" في العملية السياسية وصياغة الدستور. ومن اجل ذلك قام السفير الامريكي السابق في العراق نكروبونتي. الى مقر هيئة علماء المسلمين. لكن هذه الزيارة فشلت في حينها، مثلما فشلت زيارة رامسفيلد للرئيس العراقي صدام حسين في سجنه طالبا منه وقف المقاومة. مقابل الحفاظ على حياته.ويدخل ضمن هذا الاطار جانب من زيارة كونديليزا رايس الاخيرة الى العراق.
بالمقابل وعلى الجهة الاخرى. سربت اجهزة الاستخبارات الامريكية خلال الشهور الماضية.اشاعات عن اجراء مفاوضات بين المقاومة والامريكان. بهدف تشجيع هذه القوى، للحاق بالركب، قبل ان يفوتهم القطار. ولم يسلم كاتب هذه السطور. من هذه الاشاعات. حيث نشرت بعض المواقع على الانترنيت. في بداية الشهر الحالي، بانه جرى لقاء بيني "كممثل" للمقاومة وبين الامريكان في اوسلو. بحضور وزير الخارجية النرويجي.ومن اني ساعلن عن حكومة في المنفى.قريبا.
وعلى الرغم من فشل كل هذه المحاولات. لا زالت الإدارة الأمريكية، تبذل الجهود الحثيثة، لفتح الخطوط على القوى الوطنية. وتوريطها في الدخول، في مفاوضات مع الحكومة. مقابل الحصول على حصة في السلطة والبرلمان.صحيح ان الامريكان لم يجنوا ثمار هذه الجهود حتى الان. الا ان هناك بوادر ،ونتمنى ان نكون مخطئينن، تشير الى استعداد بعض القوى او قسم هام منها كالمؤتمر التاسيسي وهيئة علماء المسلمين الى قبول الحوار مع الحكومة. ان هي اعلنت عن مطالبة الامريكان بجدولة الانسحاب.ويجب ان لا ننسى في هذا السياق المحاولة التي قام، بها قبل عدة ايام، احمد الجلبي الى السيد مقتى الصدر لتوريطه بالدخول في هذا المطب.
هذه الاشارات المعلنة. من قبل هذه القوى الوطنية. بصرف النظر عن دواعيها واسبابها والهدف منها. ستضعف مجمل النضال العام ضد الاحتلال. وستؤخر من قيام الجبهة الوطنية. المساندة للمقاومة. عبر زج العراقيين في نقاشات لا طائل تحتها. حول امكانية رحيل قوات الاحتلال عبر الطرق السلمية. وهذه الاشارات ونقولها دون تردد تعد الاخطر من نوعها، للالتفاف على المقاومة، وعزلها عن محيطها ليسهل تصفيتها عسكريا.
ضمن هذا السياق، لا نجد امامنا من خيار سوى، ان نعيد للاذهان جزءا يسيرا من الحقائق. حول البعد الامريكي لاحتلال العراق. عسى ان تنفع الذكرى. مثلما يجب ان نذكر، باهمية دور المقاومة، كطريق من دونه لايمكن تحرير العراق. وان اي نضال سلمي او سياسي. يجب ان يصب باتجاه تدعيم المقاومة الباسلة وليس العكس.
اول هذه الحقائق: ان هدف الامريكان من احتلال العراق. هو البقاء وليس الرحيل. واذا اقتنعت امريكا بالانسحاب لاي سبب كان. فان الصهيونية العالمية وكيانها في فلسطين المحتلة، والتي باتت تتحكم اكثر من اي وقت مضى بالقرار الامريكي. سترفض ذلك. فتدمير العراق وبقائه تحت السيطرة المباشرة. هو من ابرز اهداف الصهيونية العالمية.
وثاني هذه الحقائق: هو ان احتلال العراق، جاء ضمن مخطط امريكي. يسعى للتحكم بمقدرات العالم وشعوبه، وتكون بدايته السيطرة المطلقة على العراق. وعلى منطقة الشرق الاوسط..وليست مصادفة ان تطرح الادارة الامريكية مشروع الشرق الاوسط الكبير بعد احتلال العراق مباشرة.
وثالث هذه الحقائق: ان احتلال العراق، يعني السيطرة على كامل نفط الخليج العربي. واذا اضفنا الى ذلك سيطرة امريكا على نفط منطقة اسيا الوسطى وبحر قزوين بعد احتلال افغاستان. فان التحكم بالدول الصناعية الاخرى يصبح سهل المنال.وخلاصة القول ولهذه الاسباب ولاسباب اخرى. فان الادارة الامريكية لن تترك العراق طواعية، لان هذا يعني فشل لمخططها الكوني برمته.
واذا ابتعدنا قليلا عن هذه الاستنتاجات. واقتربنا من ارض الواقع. سنجد ان الادارة الامريكية، تؤكد بمناسبة ومن دون مناسبة. بان بقائها في العراق لايحده زمن معين. في حين انها تتخذ كل الاجراءات، التي من شانها تكريس الاحتلال في جميع المجالات. ومنها بناء القواعد العسكرية العملاقة. والتي بلغ عددها لحد الان. 14 قاعدة في مختلف انحاء العراق. ناهيك عن انشاء 145 موقع عسكري. لربط هذه القواعد بعضها ببعض. اما مشاريع تقسيم العراق وتمزيق وحدة المجتمع العراقي فهي تجري على قدم وساق.ومعلوم ان تقسيم العراق وتمزيق وحدة المجتمع العراقي. من شانه ان يمكن اية قوة محتلة من التحكم بهذا البلد الى ما لا نهاية.
. اذا كان ذلك صحيحا وهو صحيح قطعا. فلماذا تفكر اذن هذه القوى، وغيرها، بالدخول في مفاوضات مع حكومة مرتهن قرارها بيد الامريكان؟ واذا افترضنا ان هذه الحكومة قد قبلت بمطالبها. ترى هل سيقبل الامريكان بالوفاء بها. على الرغم من تعاكسها مع مخططهم السيء الذكر؟ واذا كان هناك من فائدة تنحصر في فضح الامريكان، ترى هل ان الامريكان بالمقابل. اغبياء لدرجة انهم لم يجنوا، بالمقابل، فوائد اكبر، من تلك وهي الحصول على اعتراف بهم كقوة محتلة. بدل ان تكون قوة معتدية. يجب محاربتها بكل الوسائل المتاحة؟ الا يعد ذلك تعبيد الطريق. امام الامريكان للافلات من الهزيمة. في حين ان المطلوب، هو انتقال هذه القوى ودون ابطاء. الى خندق المقاومة. لتعزز من انتصاراتها المبينة، التي تحققها على مدار الساعة؟ ولتسرع من الظفر بذلك اليوم الذي ينتظره العراقيون بفارغ الصبر والمقصود بالطبع يوم تحرير العراق.؟
نتمنى على هذه القوى. ان لا تتجاهل الحقيقة. التي باتت معروفة : وهي ان الامريكان. حين قرروا ابداء مرونة سياسية امام هذه القوى. فانهم لم يفعلوا ذلك. من اجلهم، ولا من اجل عيون العراقيين. وانما فعلوا ذلك، من اجل اعادة ترتيب اوراقهم. والحصول على فترة هدوء، يتنسى لهم من خلالها ،تكريس الاحتلال وتثبيته كامر واقع. وقد اعترف الامريكان بعظمة لسانهم. بان القضاء على المقاومة لا يمكن ان يتم عسكريا. ما لم تترافق مع وسائل اخرى. والمقصود بالطبع الوسائل السياسية.ولو لم تكن هناك مقاومة مسلحة لما ابدى الامريكان مثل هذه المرونة. ولكان قد حكموا العراق حكما مباشرا عبر حاكم عسكري او مدني الى اجل غير مسمى.
ان تجارب الشعوب، علمتنا ان المحتل. لا يترك غنيمته، لا عبر المفاوضات. خاصة مع اطراف وقوى لا تملك من القوة. ما يمكنها من اجبار المحتل على الرحيل. وان تحرير العراق سلميا ومن دون مقاومة مسلحة وفعالة. يعد ضربا من الخيال. اما ان بعض التجارب الفريدة من نوعها. والتي نجحت في طرد الاحتلال سلميا. كما حدث في الهند بقيادة الزعيم غاندي. فهو اولا استثاء. والاستثاء كما هو معلوم، يثبت القاعدة ولا ينفيها. وثانيا هو ان نضال غاندي وشعبه السلمي. ليس له علاقة بما يتم طرحه، منذ فترة.فغاندي كما هو معلوم اختصر نضاله السلمي في مرتكزات وثوابت لم يجري التنازل عنها. مفادها: ان لا تعامل مع قوات الاحتلال البريطاني باي شكل. قبل ان يعلنوا استعدادهم للرحيل عن الهند. بل ان غاندي في نضاله السلمي. وصل حدا لان يامر مؤيديه باتباع وسائل، يمكن وصفها بالعمليات الاستشهادية. حيث كانوا يلقون بانفسهم. امام سكك الحديد لمنع القطارات التي تحمل المؤن من الوصول لجنود الاحتلال.ناهيك عن الظروف المختلفة بين عالمين يفصل بينهما نصف قرن او يزيد.
ان المطلوب بدلا عن ذلك. هو تشديد الخناق على قوات الاحتلال. ورفض اية صيغة سياسية معه. مهما كانت التنازلات كبيرة. ويجب ان يكون الهدف المركزي. لكل القوى الوطنية ليس تحقيق بعض المكاسب لهذه الجهة او تلك. وانما تحقيق مهمة تحرير العراق. على اساس موحد ومستقل وديمقراطي. وهذا وحده الكفيل بتحقيق جميع الاهداف التي تسعى اليها هذه القوى.
لا شك ان المعركة طويلة. وقد تستمر عدة سنوات. وليس كما يعتقد البعض. ان الامريكان، سيعلنوا هزيمتهم اليوم او غدا. او في نهاية هذا العام. فهؤلاء يزرعو املا. قد لايتحقق. ويخلقوا دون وعي منهم. لدى العراقيين حالة من الاحباط. قد تكلف الكثير. نعم هذه معركة طويلة الامد. وتاكليفها باهضة الثمن. لكن النصر فيها اكيد. وان العراقيين سيحققوا في النهاية طال الاجل ام قصر. هدف التحرير وازالة كل اثاره البغيضة. واذا كانت هناك من بوادر. لتحقيق هدف التحرير. بهذه السرعة فهذا هو املنا وامل كل العراقيين.
لندع المعركة تتواصل بين معسكرين لا ثالث لهما. هما المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها العسكرية والسياسية. وبين قوات الاحتلال وعملائها في الحكومة والبرلمان.وعلى كل العراقيين والعرب الشرفاء. ان يساندوا المقاومة الوطنية العراقية. بكل الاشكال. فتحرير العراق هو ليس نصرا للعراقيين وحدهم. وانما هو نصر للامة العربية، ولكل شعوب العالم على هذه المعمورة.
الدنمارك