kimo17
27-06-2005, 05:30 PM
منقول عن "دجلة"
الرمح المكسور والخنجر المثلوم ... مذابح أمريكية متجددة
محمـد العبـد اللـه
مع الساعات الأولى ليوم الجمعة، السابع عشر من الشهر الحالي، وَسَّعَتْ قوات الغزو الأمريكية / البريطانية من عدوانها على مدينة القائم والبلدات المجاورة لها، فقد بدأت قوات المارينز – حوالي ألف جندي - المدعومة بغطاء جوي، طائرات سمتية و F 16 الأمريكية مضافاً لها طائرات تورنادو البريطانية وبأرتال من الدبابات والمدافع وناقلات الجند، وبضعة مئات من عساكر حكومة طالباني / جعفري، مجزرتها الجديدة المسماة "عملية الرمح" بحق السكان المدنيين في منطقة غرب العراق الملاصقة للحدود السورية، تحت ذرائع ممجوجة وواهية، مقاتلة المحاربين الأجانب _ قوات الإحتلال ليست أجنبية !_ إنهاء حالة التمرد وضرب شبكة الدعم للمتمردين في منطقة الكرابلة ومحيطها. إن قوات الإحتلال تعيد إنتاج نفس المبررات التي تحركت قوات القتل الغازية تحت عناوينها قبل خمسة أسابيع في مجزرة "الماتادور" وعند تصاعد العمليات الأمريكية الوحشية في ذات المنطقة في الحادي عشر من الشهر الحالي، مما يؤكد على أن كل أشكال التدمير والقتل الفاشية التي تلجأ لها قوات الغزو في مواجهتها لرفض السكان للإحتلال ومقاومته لن تجدي نفعاً، فالمقاومة هي النتاج الطبيعي لوجود الإحتلال، وهو مايؤكده "لوبلين روكويل" رئيس معهد – لودفيج فون ميسيز- في أوبيرن / ألاباما الأمريكية، في مقالة له نشرت قبل أيام "ليس من الصعب تفسير المقاومة، فهي تأتي مع الغزو والاحتلال، كما أن نجاح المقاومة ليس سراً غامضاً كذلك، فالجيش الخاص الذي يستخدم تكتيكات حرب العصابات يمكن أن ينجح على المدى البعيد حيث تفشل الحكومة التقليدية". إضافة لتوفر العامل الأهم الذي لم يُشِر إليه الكاتب وهو الإحتضان الشعبي الواسع لرجال المقاومة، فالنسيج المجتمعي هو الذي يشكل مركز الإمداد وقلعة الحماية.
المجزرة الجديدة في القائم وبلداتها المجاورة، خاصة في الكرابلة، أدت لاستشهاد أكثر من مائة مدني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة للعشرات الذين لايعرف مصيرهم لوجودهم داخل المنازل المدمرة، مع وجود المئات من الجرحى الذين يعانون من نقص في طواقم العلاج وقلة الإمكانيات والتجهيزات والأدوية، كما أدت لحركة نزوح جماعية تقدر بالآلاف. الدكتور حمدي الآلوسي مدير مشفى القائم أكد "أن مقاتلات أمريكية قصفت بشدة أحياء ً سكنية في بلدة الكرابلة على خلفية الإشباكات العنيفة التي دارت بين المسلحين والجيش الأمريكي وهو ماأدى لسقوط عشرات القتلى من النساء والأطفال" فقنابل المدفعية والدبابات، وصواريخ الطائرات الليزرية ، وقنابلها التدميرية – أسقطت تسع منها بحمولة متفجرات تتراوح بين 250 _ 500 كغ أدت إلى دمار واسع ببيوت المدينة التي لايتجاوز عدد سكانها ستون الفاً، وأمس الإثنين، اليوم الرابع للمذبحة، تم تدمير كامل لثلاثة مساجد بالبلدة " القرني، القدس الشريف، الصحابة " إضافة لقصف المستوصف الوحيد مما أدى لاستشهاد أربعة أطباء وعدد من المرضى، وهذا ماأكده الشيخ مظفر العاني أحد شيوخ هيئة العلماء المسلمين – إن أسراً بكاملها قضت بعد أن تهدمت المساكن على رؤوس أصحابها – مما دفع بالسكان لتنظيم عصيان مدني وإضراب عام أدى لإغلاق جميع المؤسسات الرسمية والمحال التجارية يومي السبت والأحد ( 18 و 19 حزيران ) . وقد جاء المؤتمر الصحفي الذي عقده أسامة الجدعان السند شيخ قبيلة الكرابلة في بغداد أمس ليسلط الضوء على المجزرة التي تستمر مأساتها وسط صمت مريب ، محلي واقليمي ودولي ، فقد دعا الشيخ – للضغط على القوات الأمريكية والعراقية لوقف الهجوم على المنطقة – مطالباً القوات الأمريكية ووزارة الدفاع العراقية بالسماح للفضائيات بالدخول للمنطقة وإظهار الأسرى الأجانب على شاشات التلفاز "إشارة واضحة للسخرية من إدعاءات الغزاة بوجود مجموعات مقاتلة غير عراقية "، مؤكداً على ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لإظهار واقع المنطقة ، مجدداً موقفه الداعي لرحيل القوات الأجنبية عن العراق.
لم تمض ساعات على بدء مجزرة الرمح، حتى انطلقت جماعات القتل الدموية "المارينز وحلفائها المحليين" في مذبحة جديدة أسموها "الخنجر" تستهدف هذه المرة منخفض وبحيرة الثرثار في المناطق المتلاصقة لمحافظتي الأنبار وصلاح الدين، الواقعة إلى الشمال الغربي من بغداد لتحقيق مجموعة أهداف (لا تعدو كونها أحلام يقظة) تتلخص في ملاحقة المقاتلين، تدمير ملاذاتهم ومخابىء أسلحتهم وقطع طرق إمداداتهم، واستخدم الغزاة في جريمتهم الجديدة كل مافي ترسانتهم من أسلحة، لكن المواجهات التي يديرها أبطال المقاومة في الكرابلة والقائم والثرثار، الذين أنزلوا في قوات الغزو ومعداتها أفدح الخسائر، كما في تلعفر وديالى وكركوك وبغداد والبصرة والعمارة والرمادي وهيت وبيجي وشرقاط والضلوعية والمحمودية وأبوغريب، تؤكد بسالة وجاهزية واقتدار المقاتلين، مما دفع بالكولونيل ستيف ديفز من وحدات القتل "المارينز" للقول وهو يتفقد أطلال ما ادعى أنه قاعدة للمقاومين في الكرابلة _ الأمر مثل اصطياد العصافير، تصيب قلة منهم فيطير الباقي بعيداً، وتصيب قلة منها مرة أخرى، فيطير الباقي من جديد _ . يتوهم هذا الضابط طبيعة رحلته ، فهي ليست نزهة لصيد العصافير ، بل هي وكما يعلن العديد من ضباطه وجنوده _ التوجه نحو جهنم ، فقد فتح بوش وبلير وشارون وهاورد بواباتها في العشرين من آذار عام 2003 _.
إن سهم وخنجر أمريكا في العراق ، وهو يدمي شعبه العظيم ،يصيب عقول وأفئدة وأجساد كل شعوب الأرض المحبة للحرية، الرافضة للوحشية الأمريكية، ويمزق يافطات الديمقراطية والعدالة التي ترفعها عصابة المحافظين الجدد، وهذا ماأكدته منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر يوم 25 / 5 / 2005 ، إذ اتهمت المنظمة الولايات المتحدة بأنها "تستخدم مقولة الحرية والعدالة من أجل نشر الخوف وانعدام الأمن في العالم" كما أشار تقريرها "إلى مسؤولية الولايات المتحدة عن كل مايرتكب ضد حقوق الإنسان في العالم، لأنها الدولة العظمى التي تزدري حكم القانون وحقوق الإنسان". مما دفع بحاكم البيت الأبيض للرد الفوري على الحقائق التي أعلنتها المنظمة _ إن تقريرها سخيف بسبب أن الولايات المتحدة هي الدولة التي تنشر الحرية في أرجاء العالم _ لكن الرئيس لم يرغب في تذكيرنا بأبرز معالم تلك الحرية "القنابل على هيروشيما وناغازاكي، مذابح الفلبين وتشيلي وهندوراس وبنما والصومال ويوغوسلافيا، احتلال أفغانستان والعراق، غوانتانامو، أبو غريب".
إن الخنجر الأمريكي في العراق هو الوجه الآخر للخنجر الصهيوني في فلسطين ، فالأيادي واحدة والأهداف متوحدة ، ومجابهة ومقاومة الطرفين المتوحشين سيكون قَـَدَرُ الأمة ، فإرادة التواقين للحرية والكرامة والسيادة ستنتصر.
21 / 6 / 2005
الرمح المكسور والخنجر المثلوم ... مذابح أمريكية متجددة
محمـد العبـد اللـه
مع الساعات الأولى ليوم الجمعة، السابع عشر من الشهر الحالي، وَسَّعَتْ قوات الغزو الأمريكية / البريطانية من عدوانها على مدينة القائم والبلدات المجاورة لها، فقد بدأت قوات المارينز – حوالي ألف جندي - المدعومة بغطاء جوي، طائرات سمتية و F 16 الأمريكية مضافاً لها طائرات تورنادو البريطانية وبأرتال من الدبابات والمدافع وناقلات الجند، وبضعة مئات من عساكر حكومة طالباني / جعفري، مجزرتها الجديدة المسماة "عملية الرمح" بحق السكان المدنيين في منطقة غرب العراق الملاصقة للحدود السورية، تحت ذرائع ممجوجة وواهية، مقاتلة المحاربين الأجانب _ قوات الإحتلال ليست أجنبية !_ إنهاء حالة التمرد وضرب شبكة الدعم للمتمردين في منطقة الكرابلة ومحيطها. إن قوات الإحتلال تعيد إنتاج نفس المبررات التي تحركت قوات القتل الغازية تحت عناوينها قبل خمسة أسابيع في مجزرة "الماتادور" وعند تصاعد العمليات الأمريكية الوحشية في ذات المنطقة في الحادي عشر من الشهر الحالي، مما يؤكد على أن كل أشكال التدمير والقتل الفاشية التي تلجأ لها قوات الغزو في مواجهتها لرفض السكان للإحتلال ومقاومته لن تجدي نفعاً، فالمقاومة هي النتاج الطبيعي لوجود الإحتلال، وهو مايؤكده "لوبلين روكويل" رئيس معهد – لودفيج فون ميسيز- في أوبيرن / ألاباما الأمريكية، في مقالة له نشرت قبل أيام "ليس من الصعب تفسير المقاومة، فهي تأتي مع الغزو والاحتلال، كما أن نجاح المقاومة ليس سراً غامضاً كذلك، فالجيش الخاص الذي يستخدم تكتيكات حرب العصابات يمكن أن ينجح على المدى البعيد حيث تفشل الحكومة التقليدية". إضافة لتوفر العامل الأهم الذي لم يُشِر إليه الكاتب وهو الإحتضان الشعبي الواسع لرجال المقاومة، فالنسيج المجتمعي هو الذي يشكل مركز الإمداد وقلعة الحماية.
المجزرة الجديدة في القائم وبلداتها المجاورة، خاصة في الكرابلة، أدت لاستشهاد أكثر من مائة مدني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة للعشرات الذين لايعرف مصيرهم لوجودهم داخل المنازل المدمرة، مع وجود المئات من الجرحى الذين يعانون من نقص في طواقم العلاج وقلة الإمكانيات والتجهيزات والأدوية، كما أدت لحركة نزوح جماعية تقدر بالآلاف. الدكتور حمدي الآلوسي مدير مشفى القائم أكد "أن مقاتلات أمريكية قصفت بشدة أحياء ً سكنية في بلدة الكرابلة على خلفية الإشباكات العنيفة التي دارت بين المسلحين والجيش الأمريكي وهو ماأدى لسقوط عشرات القتلى من النساء والأطفال" فقنابل المدفعية والدبابات، وصواريخ الطائرات الليزرية ، وقنابلها التدميرية – أسقطت تسع منها بحمولة متفجرات تتراوح بين 250 _ 500 كغ أدت إلى دمار واسع ببيوت المدينة التي لايتجاوز عدد سكانها ستون الفاً، وأمس الإثنين، اليوم الرابع للمذبحة، تم تدمير كامل لثلاثة مساجد بالبلدة " القرني، القدس الشريف، الصحابة " إضافة لقصف المستوصف الوحيد مما أدى لاستشهاد أربعة أطباء وعدد من المرضى، وهذا ماأكده الشيخ مظفر العاني أحد شيوخ هيئة العلماء المسلمين – إن أسراً بكاملها قضت بعد أن تهدمت المساكن على رؤوس أصحابها – مما دفع بالسكان لتنظيم عصيان مدني وإضراب عام أدى لإغلاق جميع المؤسسات الرسمية والمحال التجارية يومي السبت والأحد ( 18 و 19 حزيران ) . وقد جاء المؤتمر الصحفي الذي عقده أسامة الجدعان السند شيخ قبيلة الكرابلة في بغداد أمس ليسلط الضوء على المجزرة التي تستمر مأساتها وسط صمت مريب ، محلي واقليمي ودولي ، فقد دعا الشيخ – للضغط على القوات الأمريكية والعراقية لوقف الهجوم على المنطقة – مطالباً القوات الأمريكية ووزارة الدفاع العراقية بالسماح للفضائيات بالدخول للمنطقة وإظهار الأسرى الأجانب على شاشات التلفاز "إشارة واضحة للسخرية من إدعاءات الغزاة بوجود مجموعات مقاتلة غير عراقية "، مؤكداً على ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لإظهار واقع المنطقة ، مجدداً موقفه الداعي لرحيل القوات الأجنبية عن العراق.
لم تمض ساعات على بدء مجزرة الرمح، حتى انطلقت جماعات القتل الدموية "المارينز وحلفائها المحليين" في مذبحة جديدة أسموها "الخنجر" تستهدف هذه المرة منخفض وبحيرة الثرثار في المناطق المتلاصقة لمحافظتي الأنبار وصلاح الدين، الواقعة إلى الشمال الغربي من بغداد لتحقيق مجموعة أهداف (لا تعدو كونها أحلام يقظة) تتلخص في ملاحقة المقاتلين، تدمير ملاذاتهم ومخابىء أسلحتهم وقطع طرق إمداداتهم، واستخدم الغزاة في جريمتهم الجديدة كل مافي ترسانتهم من أسلحة، لكن المواجهات التي يديرها أبطال المقاومة في الكرابلة والقائم والثرثار، الذين أنزلوا في قوات الغزو ومعداتها أفدح الخسائر، كما في تلعفر وديالى وكركوك وبغداد والبصرة والعمارة والرمادي وهيت وبيجي وشرقاط والضلوعية والمحمودية وأبوغريب، تؤكد بسالة وجاهزية واقتدار المقاتلين، مما دفع بالكولونيل ستيف ديفز من وحدات القتل "المارينز" للقول وهو يتفقد أطلال ما ادعى أنه قاعدة للمقاومين في الكرابلة _ الأمر مثل اصطياد العصافير، تصيب قلة منهم فيطير الباقي بعيداً، وتصيب قلة منها مرة أخرى، فيطير الباقي من جديد _ . يتوهم هذا الضابط طبيعة رحلته ، فهي ليست نزهة لصيد العصافير ، بل هي وكما يعلن العديد من ضباطه وجنوده _ التوجه نحو جهنم ، فقد فتح بوش وبلير وشارون وهاورد بواباتها في العشرين من آذار عام 2003 _.
إن سهم وخنجر أمريكا في العراق ، وهو يدمي شعبه العظيم ،يصيب عقول وأفئدة وأجساد كل شعوب الأرض المحبة للحرية، الرافضة للوحشية الأمريكية، ويمزق يافطات الديمقراطية والعدالة التي ترفعها عصابة المحافظين الجدد، وهذا ماأكدته منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر يوم 25 / 5 / 2005 ، إذ اتهمت المنظمة الولايات المتحدة بأنها "تستخدم مقولة الحرية والعدالة من أجل نشر الخوف وانعدام الأمن في العالم" كما أشار تقريرها "إلى مسؤولية الولايات المتحدة عن كل مايرتكب ضد حقوق الإنسان في العالم، لأنها الدولة العظمى التي تزدري حكم القانون وحقوق الإنسان". مما دفع بحاكم البيت الأبيض للرد الفوري على الحقائق التي أعلنتها المنظمة _ إن تقريرها سخيف بسبب أن الولايات المتحدة هي الدولة التي تنشر الحرية في أرجاء العالم _ لكن الرئيس لم يرغب في تذكيرنا بأبرز معالم تلك الحرية "القنابل على هيروشيما وناغازاكي، مذابح الفلبين وتشيلي وهندوراس وبنما والصومال ويوغوسلافيا، احتلال أفغانستان والعراق، غوانتانامو، أبو غريب".
إن الخنجر الأمريكي في العراق هو الوجه الآخر للخنجر الصهيوني في فلسطين ، فالأيادي واحدة والأهداف متوحدة ، ومجابهة ومقاومة الطرفين المتوحشين سيكون قَـَدَرُ الأمة ، فإرادة التواقين للحرية والكرامة والسيادة ستنتصر.
21 / 6 / 2005