المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بل تخسرون الحرب مرتين



الفرقاني
27-06-2005, 03:00 PM
بل تخسرون الحرب مرتين

بقلم: عادل الدلي

قال رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي في جلسة مع اعضاء من الكونفرس الامريكي الذين يطالبون بانسحاب القوات الامريكية من العراق، (من يعتقد اننا نخسر الحرب في العراق مخطئ) ان خسارة الحروب اوكسبها مسألة لاتتحصر فقط بقدرة القوات المعادية على تحقيق اهدافها في هذا البلد او ذاك... ففارق القوة والامكانات الاقتصادية والتقدم العلمي التكنولوجي لدى هذه الدولة الكبرى اوتلك يجعلها قادرة على اختراق حدود اي بلد تشاء. ولكن القوة الخرقاء والمسوغات الكاذبة للحرب شأن اخر في مشروعية الحرب تم في تحديد مفهوم الخسارة والنصر في معارك الامم والشعوب.


الولايات المتحدة حين اعتدت على العراق في 2005/3/19 وطرحت مبررات معروفة لم توافقها او تتفق معها اغلب الدول في مجلس الامن ولكنها برغم ذلك ضربت الشرعية الدولية ونفذت عدوانها لتحقيق اهداف محددة سياسية واقتصادية وعسكرية لذلك فانها خاسرة الحرب في العراق بسبب كونها عدوانية وغير مبررة ومنافية لمبادئ شرعة الانسان والقانون الدولي.


ان حربا تشنها الولايات المتحدة وسط احتجاجات شعوب العالم ومواقف دولية رافضة ومعترضة وتنفرد هي وتابعتها بريطانيا بقرار الحرب. فان حربا كهذه الربح في خسارة والنصر فيها هزيمة اخلاقيةومبدئية وتتضارب مع جوهر الديمقراطية التي تدعي حمايتها والدعوة لها.


غير ان للولايات المتحدة وجهة نظرها الخاصة بالحرب تستمدها من طباعها العدوانية وجوهرها الامبريالي وقيمها الراسمالية القائمة على الربح وكسب المزيد من الربح كما هي ايفاء بالتزاماتها بمصلحة اسرائيل هذا الكيان الشاذ المغتصب للارض الفلسطنية والمشرد لشعبها.


فالولايات المتحدة بضوء منطق رامسفيلد حول استحالة خسارة الحرب في العراق تعبر عن غرور وعن صفاقة واستهانة بالشرعة الدولية.كما تعبر عن اصرار للمضي قدما في تنفيذ مخططاتها في المنطقة الهادفة الى تقويض اسس البناء العقائدي والاجتماعي والديني وجعل القيم الامريكية والمنظور الامريكي بديلا الرؤية شعوب المنطقة العربية كما ان الولايات المتحدة عازمة على ان يكون العراق المنطلق لبناء مشروعها الشرق الاوسطي الكبير وفرضه بالقوة العسكرية على من يعترض ويقف في طريقها وبالورقة الديمقراطية ضد الانظمة العربية الغارقة في ظلام الديكتاتورية والتخلف لايجاد انظمة تتمتع بديمقراطية شكلية وحكام تابعين لانبثاق شرق اوسط جديد يخدم اسرائيل ويهدف الى دمجها في دول المنطقة وقبولها دولة امر واقع على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.والولايات المتحدة عازمة على الانتصار في العراق وذلك لاهمية العراق الاقتصادية والاستراتجية وصلة ذلك بمجمل المخططات الامريكية الكونية .


لذلك فان معركتها في العراق طويلة ودامية لانها معركة بين قوات احتلال اجنبي واستعمار وتحكم بالارادة الوطنية للعراقيين وبين شعب حي عريق لايمكن ان يتنازل عن حقه في الحرية والاستقلال. لانه شعب يتمتع بالثقة والخلفية الحضارية التي لا يمتكلها خصمة.لهذا فان الولايات المتحدة تخسر الحرب مرتين الاولى خسارة اخلاقية حين مارست العدوان بحجج وادعاءات لم يثبت الواقع صحتها واخرى خسارة يصنعها الشعب العراقي العاشق لحريته والمتمسك باستقلاله والمقاوم للا حتلال الاجنبي.


عادل الدلي

عبدالغفور الخطيب
28-06-2005, 12:28 PM
كان بعض سكان مناطق الريف يحفرون آبارا لجمع المياه

وعندما يحين موسم المطر يوجهون الماء بواسطة قنوات

خاصة .. وأحيانا يبقى طيلة موسم الشتاء دون ان يمتلئ

لا بل أحيانا لا يحتفظ بقطرة واحدة

فيكتشفون أن قاع البئر مكسور .. فتخيب آمالهم

و أحلام الأمريكان في مشروعهم المريض بئرها

مكسورة .. و من كسرها المقاومة

فستنزف كل مخزوناتهم المالية والبشرية

حتى يعودوا الى رشدهم .. لا أعادهم الله بلادهم

الا محطمين مهشمين هم وأحلامهم النجسة