المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتتاح المحكمة الدولية حول العراق - اسطنبول



حقاني
27-06-2005, 03:00 AM
افتتاح المحكمة الدولية حول العراق - اسطنبول
حقاني(بدأ العراق يعاقب أمريكا وحلفائها دولياً )
ألقت الروائية والناشطة الهندية المعروفة ارونداتي روي كلمة الافتتاح هذا اليوم في المحكمة التي تستمر 3 ايام، نيابة عن المحلفين وهم جمع من الشخصيات العالمية المؤثرة، وهذا نصها :

هذه هي ذروة جلسات المحكمة الدولية عن العراق . ولها اهمية خاصة انها تعقد هنا في تركيا حيث استخدمت الولايات المتحدة القواعد الجوية التركية لشن العديد من حملات القصف من اجل اضعاف الدفاعات العراقية قبل غزو مارس 2003 وقد سعت ومازالت من اجل الدعم السياسي من الحكومة التركية التي تعتبرها حليفا. كل هذا تم ضد المعارضة الشعبية الهائلة للشعب التركي. وبصفتي متحدثة عن محلفي الضمير ، لن اشعر بالراحة اذا لم اذكر ان حكومة الهند ايضا مثل حكومة تركيا تعتبر نفسها (حليفا) للولايات المتحدة في سياساتها الاقتصادية وما تسميه الحرب على الارهاب.

ان شهادات الجلسات السابقة للمحكمة الدولية عن العراق في بروكسل ونيويورك اوضحت انه حتى اولئك الذي حاولوا ان يتابعوا حرب العراق باستمرار لم يستطيعوا ادراك حجم الرعب الذي اطلق على العراق.

ان محلفي الضمير لهذه المحكمة لم يأتوا هنا ليصدروا ببساطة حكم مذنب او غير مذنب ضد الولايات المتحدة وحلفائها . اننا هنا لنفحص كمية كبيرة من القرائن حول دوافع ونتائج الغزو والاحتلال الامريكي ، قرائن تم تهميشها او اخفاؤها بتعمد . سوف يتم فحص كل ناحية من نواحي الحرب : شرعيتها – دور المنظمات الدولية والشركات الرئيسية في الاحتلال – دور الاعلام – تأثير الاسلحة المحرمة مثل اليورانيوم المنضب والنابالم والقنابل العنقودية – استخدام وشرعية التعذيب – التأثيرات البيئية للحرب – مسؤولية الحكومات العربية – تأثير احتلال العراق على فلسطين – وتاريخ التدخلات العسكرية الامريكية والبريطانية في العراق . ان المحكمة هي محاولة لتصحيح التاريخ . لتوثيق تاريخ الحرب ليس من وجهة نظر الغالب ولكن من وجهة نظر المغلوبين مؤقتا – واكرر كلمة مؤقتا.

قبل ان تبدأ الشهادات اود ان اجيب بقدر ما استطيع من ايضاح على بعض الاسئلة التي طرحت حول هذه المحكمة .

اولا ان هذه المحكمة تمثل وجهة نظر واحدة . انها تتهم بدون دفاع. وان الحكم صادر مسبقا .

ان هذا الرأي يبدو وكأنه يلمس مسألة حساسا وهي انه في هذا العالم القاسي ، لا يوجد في المحكمة من يمثل اراء الحكومة الامريكية ومايدعى تحالف الراغبين الذي يرأسه الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء توني بلير. وان المحكمة الدولية حول العراق لا تدرك المبررات التي قدمت لتأييد الحرب وانها لا تود ان تراعي وجهة نظر الغزاة .

اذا كان في عصر شركات الاعلام متعدد الجنسية والصحافة المرافقة للعسكر ، هناك شخص يعتنق بجدية هذا الراي ، اذن نحن فعلا نعيش في عصر السخرية ، في عصر اصبحت فيه السخرية بدون معنى لأن الحياة الواقعية تثير من السخرية اكثر مما يثيره نص ساخر.

دعوني اقول لكم ان هذه المحكمة هي الدفاع. انها فعل مقاومة بحد ذاتها . انها دفاع ضد احدى اكثر الحروب جبنا في التاريخ ، حرب استخدمت فيها منظمات دولية من اجل اجبار دولة على نزع السلاح ثم تقف هذه المنظمات على جانب ريثما تهاجم هذه الدولة باكبر ترسانة من الاسلحة التي استخدمت في تاريخ الحروب.

هناك اشخاص معروفون مجتمعون هنا في وجه هذا العدوان و الاعلام الوحشي المستمر ، قد بذلوا جهودهم لجمع كمية هائلة من الشهادات والمعلومات التي يمكن ان تستخدم كسلاح بيد اولئك الذين يودون المشاركة في المقاومة ضد احتلال العراق . ويجب ان تكون سلاحا بيد جنود الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا واستراليا وكل مكان والذين لا يريدون المشاركة في القتال والذين لايريدون ان يضحوا بحياتهم او قتل الاخرين من اجل حفنة اكاذيب. يجب ان تكون سلاحا بيد الصحفيين والكتاب والشعراء والمغنين والمعلمين والسباكين وسواقي سيارات الاجرة وميكانيكي السيارات والرسامين والمحامين – أي شخص يرغب في المشاركة بالمقاومة.

ان القرائن التي جمعت في هذه المحكمة يجب ان تستخدم من قبل المحكمة الجنائية الدولية (التي لا تعترف بها الولايات المتحدة ) لمحاكمة مجرمي الحرب جورج بوش وتوني بلير وجون هوارد وسلفيو برلسكوني وكل مسؤولي الحكومات وقادة الجيش ورؤساء مجالس الشركات التي اشتركت في التربح من هذه الحرب.

ان العدوان على العراق هو عدوان علينا جميعا : على كبريائنا وذكائنا ومستقبلنا.

اننا نقر بأن حكم المحكمة الدولية حول العراق ليس ملزما في القانون الدولي. ولكن طموحاتنا تتجاوز ذلك بكثير . ان المحكمة تضع ثقتها في ضمائر ملايين الناس في كل انحاء العالم الذين لايرغبون ان يقفوا ويتفرجوا في حين يذبح ويقهر ويذل شعب العراق.


http://www.iraqpatrol.com/php/index.php?showtopic=10355