عبدالغفور الخطيب
24-06-2005, 03:05 PM
لا يجوز الهدم قبل البناء !
الكل يتفق على أن حال الأمة لا يرضي .. و على افتراض حسن النية عند كل المنتقدين .. فان هناك مخاطر كبرى من الرغبة الشديدة في هدم ما بني عند الأمة من أوعية .. ظنا من الراغبين أن ذلك سيمهد الى إعادة بناء الأمة على أحسن وجه !
فلو كان لدينا مجموعة من أكياس الخيش البالية ، محتوية على حبوب لتغذية المواطنين ، وبذار المزارعين ، ولكن حال تلك الأكياس لا يرضي ، فهي تبدو بالية ، من أثر العوامل الجوية ، ومثقبة من فعل الطيور الداجنة ، والقوارض ، فانه من الحكمة أن تغلق الثقوب بخرقة أو تخاط ريثما يتم تهيئة ، مخازن صالحة لتخزين محتوياتها ، و أن حالها المزري لا يدفعنا بأي حال من الأحوال لتمزيقها و إخراج محتوياتها وبعثرتها .. كانتقام أو غضب من حالها !
فأوعية مجتمعنا العربي ، ومؤسسات الدولة أو ( الدول ) حالها بالتأكيد يتشابه مع المثل السابق .. فالإطارات الحزبية تعاني من ترهل وتراخي وعدم تحديث ومؤسسات المجتمع المحلي تعاني هي الأخرى من نفس أعراض مرض الأحزاب والدولة معا ..
ولكن هل أعدت المخازن والمستودعات لاستيعاب محتويات تلك الأوعية ، والتي تمثل أخيرا الشعب بكل أطيافه ومهنه ، و اتجاهاته السياسية ؟ .. لا أعتقد أن ذلك قد تم .. و أنه قد آن الأوان للتفكير به جديا .. فمن كان يعتقد أن لديه وصفة جاهزة .. فليطيل النظر بوصفته .. فالأرض ( الوطن ) لا يزال مشاعا للجميع ، ومن أراد البناء عليه ، لا بد من أخذ موافقة الجميع .. وطبعا لا يعقل أن يطوف على كل أفراد الوطن لأخذ موافقتهم .. فالمدعين بوجود وصفات لديهم ، كثيرون ، وكلهم يتصرفون وكأن وصفتهم هي وحدها المخرج .. ومن يعارضها عميل وخائن ومتخلف ورجعي وعلماني ويساري وطائفي و عشائري وكل العناوين التي تسعف أصحابها في وصم من عارضوهم في وصفتهم .. وستبنى المخازن والمستودعات ، ويقوم المعترضون ليعترضوا أن البناء قد تم في أرض متنازع عليها ، وتبقى الدوامة مستمرة ..
و بعد كل هدم يضيع الكثير من المخزون .. المواطنين .. علماء خبراء عسكريون .. شباب تهيم في أرض الله الواسعة .. تتلقفها غربان وضواري الأعداء لتضعها في مخازنها ، لتزداد قوة على قوة في كل مرة نضعف بها ..
لو تأملنا للقينا أن الجهد الذي يبذل في وضع تصاميم البناء القادم ، فيما لو تم التشاور مع الشركاء .. سيكون أقل كلفة وأقل خسارة بعشرات بل آلاف المرات
من التي تبذل فيما لو تم تجاهله .. ومن الخسارات التي نقدمها على مر التاريخ فمتى نتعض ، ومتى نلحق بركب الآخرين ونحن ندعي ، بل ومتأكدين من أننا أكثر عمقا وجدارة منهم ..
لو وضع كل منا تلك القاعدة نصب عينيه .. أنه لا يجوز الهدم قبل إعداد البناء المستقبلي وفق شروط يقبلها الجميع .. لأطمأنينا على أنفسنا بأننا في طريقنا الى نضع أقدامنا على الطريق السليم ..
الكل يتفق على أن حال الأمة لا يرضي .. و على افتراض حسن النية عند كل المنتقدين .. فان هناك مخاطر كبرى من الرغبة الشديدة في هدم ما بني عند الأمة من أوعية .. ظنا من الراغبين أن ذلك سيمهد الى إعادة بناء الأمة على أحسن وجه !
فلو كان لدينا مجموعة من أكياس الخيش البالية ، محتوية على حبوب لتغذية المواطنين ، وبذار المزارعين ، ولكن حال تلك الأكياس لا يرضي ، فهي تبدو بالية ، من أثر العوامل الجوية ، ومثقبة من فعل الطيور الداجنة ، والقوارض ، فانه من الحكمة أن تغلق الثقوب بخرقة أو تخاط ريثما يتم تهيئة ، مخازن صالحة لتخزين محتوياتها ، و أن حالها المزري لا يدفعنا بأي حال من الأحوال لتمزيقها و إخراج محتوياتها وبعثرتها .. كانتقام أو غضب من حالها !
فأوعية مجتمعنا العربي ، ومؤسسات الدولة أو ( الدول ) حالها بالتأكيد يتشابه مع المثل السابق .. فالإطارات الحزبية تعاني من ترهل وتراخي وعدم تحديث ومؤسسات المجتمع المحلي تعاني هي الأخرى من نفس أعراض مرض الأحزاب والدولة معا ..
ولكن هل أعدت المخازن والمستودعات لاستيعاب محتويات تلك الأوعية ، والتي تمثل أخيرا الشعب بكل أطيافه ومهنه ، و اتجاهاته السياسية ؟ .. لا أعتقد أن ذلك قد تم .. و أنه قد آن الأوان للتفكير به جديا .. فمن كان يعتقد أن لديه وصفة جاهزة .. فليطيل النظر بوصفته .. فالأرض ( الوطن ) لا يزال مشاعا للجميع ، ومن أراد البناء عليه ، لا بد من أخذ موافقة الجميع .. وطبعا لا يعقل أن يطوف على كل أفراد الوطن لأخذ موافقتهم .. فالمدعين بوجود وصفات لديهم ، كثيرون ، وكلهم يتصرفون وكأن وصفتهم هي وحدها المخرج .. ومن يعارضها عميل وخائن ومتخلف ورجعي وعلماني ويساري وطائفي و عشائري وكل العناوين التي تسعف أصحابها في وصم من عارضوهم في وصفتهم .. وستبنى المخازن والمستودعات ، ويقوم المعترضون ليعترضوا أن البناء قد تم في أرض متنازع عليها ، وتبقى الدوامة مستمرة ..
و بعد كل هدم يضيع الكثير من المخزون .. المواطنين .. علماء خبراء عسكريون .. شباب تهيم في أرض الله الواسعة .. تتلقفها غربان وضواري الأعداء لتضعها في مخازنها ، لتزداد قوة على قوة في كل مرة نضعف بها ..
لو تأملنا للقينا أن الجهد الذي يبذل في وضع تصاميم البناء القادم ، فيما لو تم التشاور مع الشركاء .. سيكون أقل كلفة وأقل خسارة بعشرات بل آلاف المرات
من التي تبذل فيما لو تم تجاهله .. ومن الخسارات التي نقدمها على مر التاريخ فمتى نتعض ، ومتى نلحق بركب الآخرين ونحن ندعي ، بل ومتأكدين من أننا أكثر عمقا وجدارة منهم ..
لو وضع كل منا تلك القاعدة نصب عينيه .. أنه لا يجوز الهدم قبل إعداد البناء المستقبلي وفق شروط يقبلها الجميع .. لأطمأنينا على أنفسنا بأننا في طريقنا الى نضع أقدامنا على الطريق السليم ..