عبدالغفور الخطيب
23-06-2005, 02:30 PM
الانتخابات والشرعية
يظن الكثير من المثقفين والسياسيين ، أن الانتخابات هي رديف للشرعية ، وقد يكونوا محقين .. وقد لا يكونوا .. يكونون محقين ، اذا كانت كل الظروف تتساوى لكل من يشارك بالعملية الانتخابية ، من مرشح الى ناخب ، سواء بالفهم أو بالعضوية في الإطار الذي ستجري به الانتخابات أو التصويت ، وهذا لن ولم يحدث في أي بقعة من العالم .. فهم بالتالي مخطئون .
قبل خمسة عشر عاما عاد شاب سوفييتي من الولايات المتحدة الأمريكية وخاض الانتخابات لرئاسة جمهورية تتارستان الروسية ، وفاز على أحد رفاق بريجنيف الذي استمرت رئاسته لتلك الجمهورية اكثر من عشرين عاما .. ويفسر البعض تلك الظاهرة من باب الحب للتغيير ، أو من ضجر وملل الجمهور ممن يحكمه .. لكن أين ذلك من الشرعية ؟؟
ما الذي عرفه أهل تتارستان عن المرشح الجديد ؟ وما الذي عرفه اللبنانيون عن ابن الحريري ؟ وما الذي عرفه العراقيون عن أناس أصلا لم تظهر أسماؤهم لهم الا بعد الانتخابات ؟ فكانوا يصوتون لأرقام كأنها لعبة (دنمبلة ).!
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى يجري التصويت حكما للعبة الصوت .. فتبادل أناس لهم حزب سياسي ديني مع أناس لهم حزب ديني ، لكن من دين آخر .. هو بحد ذاته مهزلة لا توحي بانتخاب من هو أفضل .. بل تخدم مصلحة المصوتين اذا ضمنوا أن أصوات أبناء الديانة الأخرى لصالحهم !!
في قرارات المنظمات الدولية ، تخاض جولات كثيرة ، من الإقناع والترغيب والترهيب .. و تدفع الرشاوى ، وتهدد الدول التي ستمتنع عن التصويت .. و الخ ، وبعد ذلك يقولون إنها الشرعية الدولية !
رب قائل .. إنها الطريقة الأقل سوء وليست الأفضل .. فهي كما أن الجامعات تقبل الطلاب على ضوء درجاتهم المدرسية .. ولا تلتفت ان فلانا أذكى وأكثر نباهة وقد يكون مشروعا لقائد أو عالم ، ولكن ظروفه كانت تمنعه من تحصيل علامات أفضل .. فقد كان يعيل أسرة ، أو أنه لم يذهب لمدرس خصوصي لندرة المال أو لأي سبب كان .. فمتى اهتدت الجامعات لأسلوب أكثر عدلا تهتدي المجتمعات في تناقل السلطة لأسلوب أكثر عدل !!
يظن الكثير من المثقفين والسياسيين ، أن الانتخابات هي رديف للشرعية ، وقد يكونوا محقين .. وقد لا يكونوا .. يكونون محقين ، اذا كانت كل الظروف تتساوى لكل من يشارك بالعملية الانتخابية ، من مرشح الى ناخب ، سواء بالفهم أو بالعضوية في الإطار الذي ستجري به الانتخابات أو التصويت ، وهذا لن ولم يحدث في أي بقعة من العالم .. فهم بالتالي مخطئون .
قبل خمسة عشر عاما عاد شاب سوفييتي من الولايات المتحدة الأمريكية وخاض الانتخابات لرئاسة جمهورية تتارستان الروسية ، وفاز على أحد رفاق بريجنيف الذي استمرت رئاسته لتلك الجمهورية اكثر من عشرين عاما .. ويفسر البعض تلك الظاهرة من باب الحب للتغيير ، أو من ضجر وملل الجمهور ممن يحكمه .. لكن أين ذلك من الشرعية ؟؟
ما الذي عرفه أهل تتارستان عن المرشح الجديد ؟ وما الذي عرفه اللبنانيون عن ابن الحريري ؟ وما الذي عرفه العراقيون عن أناس أصلا لم تظهر أسماؤهم لهم الا بعد الانتخابات ؟ فكانوا يصوتون لأرقام كأنها لعبة (دنمبلة ).!
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى يجري التصويت حكما للعبة الصوت .. فتبادل أناس لهم حزب سياسي ديني مع أناس لهم حزب ديني ، لكن من دين آخر .. هو بحد ذاته مهزلة لا توحي بانتخاب من هو أفضل .. بل تخدم مصلحة المصوتين اذا ضمنوا أن أصوات أبناء الديانة الأخرى لصالحهم !!
في قرارات المنظمات الدولية ، تخاض جولات كثيرة ، من الإقناع والترغيب والترهيب .. و تدفع الرشاوى ، وتهدد الدول التي ستمتنع عن التصويت .. و الخ ، وبعد ذلك يقولون إنها الشرعية الدولية !
رب قائل .. إنها الطريقة الأقل سوء وليست الأفضل .. فهي كما أن الجامعات تقبل الطلاب على ضوء درجاتهم المدرسية .. ولا تلتفت ان فلانا أذكى وأكثر نباهة وقد يكون مشروعا لقائد أو عالم ، ولكن ظروفه كانت تمنعه من تحصيل علامات أفضل .. فقد كان يعيل أسرة ، أو أنه لم يذهب لمدرس خصوصي لندرة المال أو لأي سبب كان .. فمتى اهتدت الجامعات لأسلوب أكثر عدلا تهتدي المجتمعات في تناقل السلطة لأسلوب أكثر عدل !!