kimo17
22-06-2005, 11:51 AM
منقول عن "حنين"
ما أنقى ثوب الأسير العربي صدام حسين!!!
ابونور كتب " لا هانت علينا حالك أيها الأسير العربي صدام حسين، ولا دب الوهن فينا من أحوالك، إنما ننزع السكين من القلب النازف، لنكتب بالدم كرامة أمة، ونمد شرايين قلب محاصر ليتدفق بالشهامة بين يدي العراق، ونقول: لقد سجل التاريخ العربي المعاصر ألاف المواقف البطولية التي نفذها الشباب العربي المؤمن، ولكنه لم يسجل سوى حالة رئيس عربي واحد يقاتل حتى النهاية؛ ليؤكد للعدو قبل الصديق أن في أمه العرب رجالاً ما زالوا يؤثرون المجد على حياة، ويسلمون أرواحهم، وذريتهم، وأموالهم، رخيصة في سبيل الله!!
أنت يا أيها الأسير، يا صدام حسين، ولا عيب في ذلك، العيب في من يظن نفسه حراً وهو في قيود المواثيق والمعاهدات، في من يحسب نفسه ملكاً وهو خادم مطيع، في من يحسب نفسه رئيساً هو موظف براتب آخر الشهر!! وقد قيدوه رقماً ينتفع في سجل الخارجية الأمريكية، بينما أنت رقم في قائمة الأسرى العرب المسلمين الذين يجس نبض انتمائهم كل يوم، وتحبس غضبتهم عن عيون الأجيال بكل الوسائل الحديثة، كي لا تنتقل عدوى إرادتكم، وتمردكم إلى مئات الملايين التي جاعت إلى الحرية، وكفرت بالذل، واستمسكت بالمقاومة!
أنت الأسير يا صدام حسين، سروالك الكرامة التي تخلت عن الجبناء، وعيونك المدى رغم العتمة، وصدرك الحرية رغم القيد، وفكرك الزمان الذي جللك بالتجربة، يمر عليك الوقت في الزنزانة كما مر علي ألاف الأسرى الفلسطينيين العرب ذات يوم في سجون إسرائيل، وما زال يمر على ألاف الأسرى الفلسطينيين العرب حتى اليوم، بين حنين لما مضى، وشوق وأمنية لما سيأتي، بين تقافز مثل ماعز بري بالخيال بين تخوم الأحداث، هنا أوقعوا بنا، هنا أوقعنا بهم، هنا خططوا لنا، هنا حاولنا تفادي خططهم، هنا اقتحموا، وحاصروا، وقتلوا، واعتقلوا، وهنا كمنوا لنا كي يصفوا ما يعتبرونه خطراً على سلامتهم، وهنا فتحنا بوابة الريح التي تعسف في وجوههم، وبين جمود على حافة المكان الذي يشحذ سكينه على رقاب للغرباء.
التاريخ ذاكرة يا صدام، ذات يوم سينزل المطر، يغرق الحبر الزائف على الأوراق المستوردة، ويسجل بالدم العربي سيرة من قاوم، وذات يوم سيهيج البحر، ويمسح عن الشاطئ كل ما يحسبه البعض ذاكرة انتصار، ونحسبه انتظار! فقد علمنا التاريخ أنه لا يحفظ إلا المواقف التي ما وهن فيها الرجال، وما هانوا، وتسجل ذاكرة البشرية منعطفات الإرادة التي مثلت قوة دفع في التاريخ البشري، ولطالما اعتز الإنسان النقي بنظيره الإنسان، واحترم قدراته في المثول أمام مواقف عجز هو عن القيام بها.
فما زال التاريخ يحفظ للزير سالم غضبته، ولمعركة ذي قار بكارتها، ويقول الناس أن: سيف بن ذي يزن اقتحم البحر راكباً فرسه ولم يرجع بعد هزيمته في المعركة، ويقولون: غادر عبد مناف المكان بإبله قائلاً: للبيت رب يحميه، ويقولون: رفض الحسين بن علي أن يرفع الراية البيضاء، ويستسلم لجند الأمويين، وأصر على القتال حتى الشهادة، رغم اختلال موازين القوى، وما زال التاريخ يقر لعنترة قوة الذراع في المعركة، ويعترف بدهاء الجازية في تغريبة بني هلال، وبسيف أبي زيد، ويفتخر بسيف الله المسلول خالد بن الوليد، ويشهد ليوسف العظمة موقفه ضد الفرنسيين في سوريا، ولأحمد عرابي وقفته ضد الإنجليز في مصر، ولعبد الكريم الخطابي مقاومته، ولعمر المختار شموخه في وجه الطليان، ولا شك أن أولئك الرجال قد تعرضوا في زمانهم للوم، والتبكيت، وربما لم يجدوا من يساندهم، ويشيد بمواقفهم في حينه، ويدافع عن معطيات إصرارهم على المواجهة حتى النهاية، ولكن التاريخ جعل منهم أسطورة شهامة، وباتت سيرتهم تقترن بالموقف الإنساني الذي تفتخر به الأجيال.
لتكن شهيداً مثل أبي عمار يا صدام، أو تقضي أسيراً مثل عمر القاسم، وراسم حلاوة في سجون إسرائيل، أو تنزف جريحاً مثل الشهيد محمد الدرة، أو تصير مطارداً مثل الشهيد يحيى عياش، لتكن أي شيء غير أن تكون ذليلاً على موائد الغاصبين!!!
أكتب عنك يا مناضل صدام، وأنا أتخيل نفسي مكانك، وأتخيلك مثلي ذات يوم بلباس السجن، وأتخيل أمثالك من الأسرى الفلسطينيين، وقد عمدت المخابرات الإسرائيلية على نشر صورهم التي تلتقطها العدسات المثبتة، ولا مذلة تلحق بالأسير من ذلك، الذل لهم، ولكل عربي مسلم لا يستحضر لك شخصية السجين، ويحتفظ لك بصورة الرئيس صدام حسين، فما أكثر رؤساءنا وملوكنا، ولكن ما أقل رؤساءنا في الأسر!! فلا يهمنا ـ نحن السجناء ـ يا صدام، بهاء الحكم وصولجان السلطان، ولا يهمنا سوى تجربة وماضي وخلاصة سيرة الرجل الذي ارتسمت معالم شخصيته، وانطبعت في الذاكرة أسيراً عربياً، يتنفس كبرياء، رغم ما عرض له من صور تهدف إلى إذلال الموقف الشهم الذي وقفه، هكذا بدت خاتمة صدام حسين التي طغت على بداياته، إن هذه الصورة للأسير العربي الذي تحاصره الدبابات الأمريكية، وتحلق من فوق رأسه الطائرات الأمريكية لتذكر كل مسلم بالشيخ الشهيد أحمد ياسين، الذي طورت الصناعات الحربية الإسرائيلية الصواريخ الموجهة من أجله، وهو مقعد، إن هؤلاء الرجال عرب أقاح، يجبرون كل عربي على أن يرفع رأسه، وأن يفتخر بين الأمم، ويقول بالصوت العالي، أنا أنتمي إلى هذه الأمة التي تقصف قياداتها بالصواريخ، وتحاصر، وتسجن، وتسرق لها صور في الزنزانة، ولا تبيع شرفها من أجل المنصب الرئاسي الزائل، وأن فينا نحن العرب، من هو مستعد للموت أو للسجن دون أن يخلع ثوب الكرامة الذي يستر العورة.
أنت اليوم صاحب يوسف في السجن، ورفيق مانديلا، وصديق ناظم حكمت، وحبيب سعيد العتبة، وسمير القنطار، وكريم يونس، وقاهرة السعدي، وعبد الله البرغوثي، أنت اليوم دون مرتبة الشهداء بقليل، وفي مصاف الشرفاء الذين باعوا الحياة الدنيا واشتروا الآخرة والكرامة، أنت يا صدام، يا من قالوا عنك: دكتاتور، وظالم، وفاسد، وقاتل، وحاربوك بهدف نشر الديمقراطية، ومحاربة التجبر، أنت تحاصر كل المتآمرين على أمة العرب بسروالك الطاهر، وبالسؤال الكبير، من كان يختلف في طريقة حكمة عن صدام، فليرفع يده عن حرية التعبير، وحرية الرأي، وحرية التفكير، وحرية تقرير المصير لهذه الملايين من أمة العرب.
أقول لك اليوم يا صدام، اغسل ملابسك بيديك، فما أطهر ثوبك!! رتب زنزانتك فما أنظم وقتك!!، ضع برشك في أحدى الزوايا فما أوسع سرجك، اقرأ، ثم اكتب خواطرك، هم في ملكوت الله، وسبح بحمده، فما أنت إلا رقم أسير في سجل الإدارة الأمريكية، إن خنعت أخذت ملكاً وبساطاً أحمر، وإن شمخت برأسك أخذت برشاً في زنزانة!!!
فاصمد يا صدام، لك البرش يا أيها السجين الذي تزحلقت عن كتفه نجوم المذلة، وسقط عن جبينه شماخ الخنوع، فقد سبقك إلى الأسر الروم أبي فراس الحمداني، عندما قال:
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على أمرئ فليس له بر يقيه ولا بحر
__________________
د. فايز صلاح أبو شمالة
ما أنقى ثوب الأسير العربي صدام حسين!!!
ابونور كتب " لا هانت علينا حالك أيها الأسير العربي صدام حسين، ولا دب الوهن فينا من أحوالك، إنما ننزع السكين من القلب النازف، لنكتب بالدم كرامة أمة، ونمد شرايين قلب محاصر ليتدفق بالشهامة بين يدي العراق، ونقول: لقد سجل التاريخ العربي المعاصر ألاف المواقف البطولية التي نفذها الشباب العربي المؤمن، ولكنه لم يسجل سوى حالة رئيس عربي واحد يقاتل حتى النهاية؛ ليؤكد للعدو قبل الصديق أن في أمه العرب رجالاً ما زالوا يؤثرون المجد على حياة، ويسلمون أرواحهم، وذريتهم، وأموالهم، رخيصة في سبيل الله!!
أنت يا أيها الأسير، يا صدام حسين، ولا عيب في ذلك، العيب في من يظن نفسه حراً وهو في قيود المواثيق والمعاهدات، في من يحسب نفسه ملكاً وهو خادم مطيع، في من يحسب نفسه رئيساً هو موظف براتب آخر الشهر!! وقد قيدوه رقماً ينتفع في سجل الخارجية الأمريكية، بينما أنت رقم في قائمة الأسرى العرب المسلمين الذين يجس نبض انتمائهم كل يوم، وتحبس غضبتهم عن عيون الأجيال بكل الوسائل الحديثة، كي لا تنتقل عدوى إرادتكم، وتمردكم إلى مئات الملايين التي جاعت إلى الحرية، وكفرت بالذل، واستمسكت بالمقاومة!
أنت الأسير يا صدام حسين، سروالك الكرامة التي تخلت عن الجبناء، وعيونك المدى رغم العتمة، وصدرك الحرية رغم القيد، وفكرك الزمان الذي جللك بالتجربة، يمر عليك الوقت في الزنزانة كما مر علي ألاف الأسرى الفلسطينيين العرب ذات يوم في سجون إسرائيل، وما زال يمر على ألاف الأسرى الفلسطينيين العرب حتى اليوم، بين حنين لما مضى، وشوق وأمنية لما سيأتي، بين تقافز مثل ماعز بري بالخيال بين تخوم الأحداث، هنا أوقعوا بنا، هنا أوقعنا بهم، هنا خططوا لنا، هنا حاولنا تفادي خططهم، هنا اقتحموا، وحاصروا، وقتلوا، واعتقلوا، وهنا كمنوا لنا كي يصفوا ما يعتبرونه خطراً على سلامتهم، وهنا فتحنا بوابة الريح التي تعسف في وجوههم، وبين جمود على حافة المكان الذي يشحذ سكينه على رقاب للغرباء.
التاريخ ذاكرة يا صدام، ذات يوم سينزل المطر، يغرق الحبر الزائف على الأوراق المستوردة، ويسجل بالدم العربي سيرة من قاوم، وذات يوم سيهيج البحر، ويمسح عن الشاطئ كل ما يحسبه البعض ذاكرة انتصار، ونحسبه انتظار! فقد علمنا التاريخ أنه لا يحفظ إلا المواقف التي ما وهن فيها الرجال، وما هانوا، وتسجل ذاكرة البشرية منعطفات الإرادة التي مثلت قوة دفع في التاريخ البشري، ولطالما اعتز الإنسان النقي بنظيره الإنسان، واحترم قدراته في المثول أمام مواقف عجز هو عن القيام بها.
فما زال التاريخ يحفظ للزير سالم غضبته، ولمعركة ذي قار بكارتها، ويقول الناس أن: سيف بن ذي يزن اقتحم البحر راكباً فرسه ولم يرجع بعد هزيمته في المعركة، ويقولون: غادر عبد مناف المكان بإبله قائلاً: للبيت رب يحميه، ويقولون: رفض الحسين بن علي أن يرفع الراية البيضاء، ويستسلم لجند الأمويين، وأصر على القتال حتى الشهادة، رغم اختلال موازين القوى، وما زال التاريخ يقر لعنترة قوة الذراع في المعركة، ويعترف بدهاء الجازية في تغريبة بني هلال، وبسيف أبي زيد، ويفتخر بسيف الله المسلول خالد بن الوليد، ويشهد ليوسف العظمة موقفه ضد الفرنسيين في سوريا، ولأحمد عرابي وقفته ضد الإنجليز في مصر، ولعبد الكريم الخطابي مقاومته، ولعمر المختار شموخه في وجه الطليان، ولا شك أن أولئك الرجال قد تعرضوا في زمانهم للوم، والتبكيت، وربما لم يجدوا من يساندهم، ويشيد بمواقفهم في حينه، ويدافع عن معطيات إصرارهم على المواجهة حتى النهاية، ولكن التاريخ جعل منهم أسطورة شهامة، وباتت سيرتهم تقترن بالموقف الإنساني الذي تفتخر به الأجيال.
لتكن شهيداً مثل أبي عمار يا صدام، أو تقضي أسيراً مثل عمر القاسم، وراسم حلاوة في سجون إسرائيل، أو تنزف جريحاً مثل الشهيد محمد الدرة، أو تصير مطارداً مثل الشهيد يحيى عياش، لتكن أي شيء غير أن تكون ذليلاً على موائد الغاصبين!!!
أكتب عنك يا مناضل صدام، وأنا أتخيل نفسي مكانك، وأتخيلك مثلي ذات يوم بلباس السجن، وأتخيل أمثالك من الأسرى الفلسطينيين، وقد عمدت المخابرات الإسرائيلية على نشر صورهم التي تلتقطها العدسات المثبتة، ولا مذلة تلحق بالأسير من ذلك، الذل لهم، ولكل عربي مسلم لا يستحضر لك شخصية السجين، ويحتفظ لك بصورة الرئيس صدام حسين، فما أكثر رؤساءنا وملوكنا، ولكن ما أقل رؤساءنا في الأسر!! فلا يهمنا ـ نحن السجناء ـ يا صدام، بهاء الحكم وصولجان السلطان، ولا يهمنا سوى تجربة وماضي وخلاصة سيرة الرجل الذي ارتسمت معالم شخصيته، وانطبعت في الذاكرة أسيراً عربياً، يتنفس كبرياء، رغم ما عرض له من صور تهدف إلى إذلال الموقف الشهم الذي وقفه، هكذا بدت خاتمة صدام حسين التي طغت على بداياته، إن هذه الصورة للأسير العربي الذي تحاصره الدبابات الأمريكية، وتحلق من فوق رأسه الطائرات الأمريكية لتذكر كل مسلم بالشيخ الشهيد أحمد ياسين، الذي طورت الصناعات الحربية الإسرائيلية الصواريخ الموجهة من أجله، وهو مقعد، إن هؤلاء الرجال عرب أقاح، يجبرون كل عربي على أن يرفع رأسه، وأن يفتخر بين الأمم، ويقول بالصوت العالي، أنا أنتمي إلى هذه الأمة التي تقصف قياداتها بالصواريخ، وتحاصر، وتسجن، وتسرق لها صور في الزنزانة، ولا تبيع شرفها من أجل المنصب الرئاسي الزائل، وأن فينا نحن العرب، من هو مستعد للموت أو للسجن دون أن يخلع ثوب الكرامة الذي يستر العورة.
أنت اليوم صاحب يوسف في السجن، ورفيق مانديلا، وصديق ناظم حكمت، وحبيب سعيد العتبة، وسمير القنطار، وكريم يونس، وقاهرة السعدي، وعبد الله البرغوثي، أنت اليوم دون مرتبة الشهداء بقليل، وفي مصاف الشرفاء الذين باعوا الحياة الدنيا واشتروا الآخرة والكرامة، أنت يا صدام، يا من قالوا عنك: دكتاتور، وظالم، وفاسد، وقاتل، وحاربوك بهدف نشر الديمقراطية، ومحاربة التجبر، أنت تحاصر كل المتآمرين على أمة العرب بسروالك الطاهر، وبالسؤال الكبير، من كان يختلف في طريقة حكمة عن صدام، فليرفع يده عن حرية التعبير، وحرية الرأي، وحرية التفكير، وحرية تقرير المصير لهذه الملايين من أمة العرب.
أقول لك اليوم يا صدام، اغسل ملابسك بيديك، فما أطهر ثوبك!! رتب زنزانتك فما أنظم وقتك!!، ضع برشك في أحدى الزوايا فما أوسع سرجك، اقرأ، ثم اكتب خواطرك، هم في ملكوت الله، وسبح بحمده، فما أنت إلا رقم أسير في سجل الإدارة الأمريكية، إن خنعت أخذت ملكاً وبساطاً أحمر، وإن شمخت برأسك أخذت برشاً في زنزانة!!!
فاصمد يا صدام، لك البرش يا أيها السجين الذي تزحلقت عن كتفه نجوم المذلة، وسقط عن جبينه شماخ الخنوع، فقد سبقك إلى الأسر الروم أبي فراس الحمداني، عندما قال:
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على أمرئ فليس له بر يقيه ولا بحر
__________________
د. فايز صلاح أبو شمالة