الفرقاني
21-06-2005, 07:39 PM
القيادي الإسلامي العراقي عصام الراوي لـ «السبيل»: حسب إحصائية خاصة بي فإن عدد القتلى الأمريكان 5 آلاف قتيل
لولا وجود المرتزقة في الجيش الأمريكي لانسحب من العراق قبل عام
بغداد - حاوره :عامر الرومي
تشهد الساحة العراقية هجمات واسعة تشنها القوات الأمريكية والحكومة العراقية تستهدف فصل العراق عن محيطه العربي. ويتعرض الفلسطينيون وبقية العرب لمحاولة اجتثاثهم من العراق. من اجل الوقوف على حقيقة الأوضاع، التقت «السبيل» القيادي الإسلامي العراقي البارز الدكتور عصام الراوي عضو هيئة علماء المسلمين ورئيس رابطة التدريسيين العراقيين التي تضم اكثر من ألفي مدرس في الجامعات العراقية.
السبيل: العرب في العراق ضيوف أم إرهابيون، كيف تنظرون إلى ذلك؟
- الحقيقة أن هناك هجوما عنيفا جدا ضد كل ما هو أصيل في هذا البلد، وهذا الهجوم متأت من عدة أطراف، هناك أحزاب سياسية مرتبطة بدولة مجاورة تريد أن تجعل هذا البلد مرتبطا بها بطريق أو بآخر، وبذلك فان عزل العراق عن محيطه العربي أهم ضمانه تلبي طموحاتهم غير المشروعة مع الأسف.
وإني أتعجب من السيد إبراهيم الجعفري الذي ينتمي إلى حزب يسمى بحزب الدعوة الإسلامي، ماذا أبقى هذا الرجل من الإسلام. الحدود هو لا يملك التصرف بها، هو يقدر أن يعفو عن الجرائم البسيطة مثل الذين عبروا الحدود أو من لهم توجهات سياسية مخالفة أو قاموا بمظاهرات. فقد ثبت أن هناك من قام بالتهريب وتخريب الاقتصاد العراقي، وهناك من قتل وسرق وشارك في تدمير الاقتصاد العراقي، وهناك الذين أتوا بالمخدرات إلى العراق ووصلوا بها إلى الأماكن التي لها قدسية وإلى المساجد ومراقد الأئمة، وهذه حدود لله سبحانه وتعالى، وهذا حق عام.
فالجرائم والحدود لا يحق لأي إنسان أن يتدخل في العفو عنها، وثبت أيضا في برامج أذاعتها القوات الأمريكية المحتلة والعراقية أن هناك عمليات تهريب للسلاح والمخدرات وحتى للجنس الأبيض عبر الحدود العراقية من جهة إيران. أن أعفو عن كل هذه الجرائم يعني أن أطلق يدهم، ثم لماذا لا يشمل العرب بهذا العفو ومن قبلهم العراقيون. السبيل: وماذا عن توجهات أحزاب كردية للانفصال عن العراق، كيف تنظرون إلى ذلك؟
في مسالة الأخوة الأكراد بدأ غالبية المثقفين في العراق يدركون أن مسالة الفيدرالية إنما هي مقدمة للانفصال وكل مقومات الانفصال موجودة في هذه الطروحات، فهناك جيش وعلم ووزارة مالية ووزارات أخرى ورئيس، كما لا يوجد أي سلطة للشرطة أو الجيش العراقي هناك. ونحن لسنا يائسين، لأن الشعب الكردي عريق في إسلامه وفيه خير كثير. الأحزاب الكردية هي من ضغطت على الشعب الكردي في الاستفتاء من اجل الفيدرالية، وان الكثير من الشعب الكردي لا يؤيد مسألة الفيدرالية والانفصال عن جسد العراق وإنما قام بهذا الحزبان الكرديان الرئيسيان، وأنا شخصيا اعتقد أن هذا الأمر غير صحيح و في الحقيقة أنا خبير بالشأن الكردي، فقد عشت 10 سنوات في أربيل كتدريسي وانا أعرف الشعب الكردي جيدا وهذا ليس رأي الشعب الكردي بأي حال من الأحوال.
هناك الآن عاطفة وردة فعل ضد العرب، ولكن بعد أن يستقر الأمر ويتجاوز الأكراد ذلك، أعتقد أن العمل المسلح في كردستان سيكون اشد من طرق الموت في المحافظات المجاهدة، وسيرى المحتلون الموت والهلاك في كردستان.
السبيل: برأيك لماذا تتصاعد الحملة ضد العرب في العراق؟
- في الحقيقة أن هناك محاربة لكل ما هو عربي منذ اليوم الأول للاحتلال، وقد اطلعت على آلاف الشعارات على الجدران في الموصل وخصوصا على جدران جامعة الموصل منها «اخرجوا العرب والفلسطينيين من الجامعات» واليد الصهيونية واضحة وبارزة في ذلك، والعراقيون الشرفاء يعرفون ذلك، وكان هناك موقف للعشائر العربية العراقية ضد هذه النزعة الغريبة عن العراقيين، فهم منذ القديم أهل كرم يستقبلون الضيوف من كل أنحاء العالم. هناك هجمة طالت السودانيين والفلسطينيين والأردنيين والسوريين والمصريين، بحجة أن هؤلاء هم أساس الإرهاب.
السبيل: وماذا عن الاعتقالات المتواصلة في صفوف العراقيين؟
- منذ اليوم الأول لمجيء هذه الحكومة والتي قامت على أساس طائفي اعلنت على لسان وزير داخليتها بيان جبر وهو معروف بطائفيته وكذلك رئيس الوزراء، واتضحت طائفيتهم من خلال البيان رقم واحد في العفو عن المجرمين الإيرانيين وكذلك، من وزير الدفاع الذي نعتقد انه لا يملك من أمره شيئا، أعلنت الخطة الأمنية المسماة بـ«البرق» وهي خطة أمنية بحتة لا تتناول المتطلبات الحقيقية للأمن في العراق وهم لم يتطرقوا إلى أسباب فقدان الأمن والتي من أهمها وجود الاحتلال» بل الأمر تعدى ذلك، فقد صنفوا كل مقاومة شريفة ضمن خانة الإرهاب واستهدفوها، وهم بذلك استهدفوا الشعب العراقي فادى ذلك إلى هجوم كاسح على مساجد السنّة.
وأنا ابعث بنداء استغاثة إلى الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والى جامعة الدول العربية إذ ان عندنا عشرات العلماء في هيئة علماء المسلمين فرع الكرخ لا يستطيع أحد منهم منذ اكثر من شهرين أن يصل إلى المقر على الإطلاق، غالبيتهم قد تم تصفيتهم أو اعتقلوا وادخلوا السجن، والكثير منهم لا يستطيعون إن يأووا إلى مساكنهم.
وتأزم الموقف بين الهيئة والحكومة بعد أن تمت مداهمة أربعة مساجد خلال يومين واستشهد 3 أئمة بطريقة هي غاية في البشاعة، ويعجب الإنسان كيف يصل الحقد والإجرام إلى هذا الحد حيث ثقبت أجسامهم الشريفة بمثاقب كهربائية، وقلعت عيونهم، وكسرت أطرافهم وأضلاعهم. وقد تم مداهمة ثلاثة أرباع مساجد السنّة وخربت بشكل هو غاية في الإجرام، وقلنا لهم إن محاربة الخارجين على القانون كما تدعون لا يكون بالخروج على القانون.وهناك تجاوز فاضح لحقوق الإنسان العراقي والعربي في العراق،هم فاجأوا أئمة المساجد على فراشهم، ومنعوا الناس من إقامة صلاة الجمعة، هذا هو الإرهاب بعينه.
وهناك توجه من كل أبناء السنة، وهناك استنفار حقيقي تجاه حمل السلاح، على عكس ما يتصور وزير الدفاع أو الداخلية، وهناك وعي للتكتل والتجمع ، وقد طالبنا الحكومة بإقامة ندوات وحوارات قانونية. والحكومة لم تفعل ما طلبناه من حل للأزمة بالطرق الصحيحة. نحن نقرّ أن هناك إرهابا، ولكن من أين يأتي الإرهاب؟ والمشكلة الأكبر انهم يتهمون جهات محددة ويتهمون المقاومة بالإرهاب، إذا والأمريكي الذي يقتل الناس في الشوارع أليس إرهابيا !! والمليشيات المسلحة التي تقتل هنا وهناك وتفرض نفسها بالقوة الغاشمة، أليست إرهابا!! إرهاب الدولة الذي يستهدف المساجد والمدنيين وقتل المئات أليس إرهابا؟
الإرهاب اصبح يطال المسلمين، يطال العرب يطال العراقيين، بينما تدافع الحكومة مع الأسف عن الإرهاب الحقيقي المتمثل بقوات الاحتلال وتسميها قوات صديقة وقوات داعمة وقوات تقدم العون، وأنا قلت هذا في اجتماع الحزب الإسلامي في فندق بابل عقب خروج الدكتور محسن عبد الحميد من الاعتقال، قلت انه من الصدفة إن الدكتور محسن والحزب الإسلامي برؤوا الحكومة من التآمر على الدكتور محسن، ثم يأتي رئيس الوزراء ويصرح أن قوات الاحتلال هي قوات عون لا تقوم إلا بما تقوم به الحكومة، هل هذا يعني تبجحا بان الحكومة كانت على علم ودراية باعتقال الدكتور محسن ومتواطئة مع قوات الاحتلال؟ وأنا شخصيا اعتقد أن هذا الأمر حصل، وهي رسالة لكل العرب والمسلمين بأنه لا يوجد أحد بمنأى عن القتل والإذلال والاعتقال، وعلينا أن نتلقى هذه الرسالة بوعي تام، وليس كما حصل من الدكتور محسن والحزب بهذه الدبلوماسية التي أفقدتهم الكثير من شعبيتهم في الشارع، كان ينبغي أن يضعوا النقاط على الحروف ولكن بحكمة.
السبيل: وما الموقف العربي تجاه الأوضاع السياسية القائمة في العراق ؟
- نريد من العرب أن يقفوا وقفة جادة، وان يكون لهم موقف صارم من هذه الحكومة وان لا يقبلوا بطروحاتها، وان يكون لهم موقف منها ما لم تكن في خدمة العراقيين وفي خدمة ارتباط العراق بمحيطه العربي ومحيطه الإسلامي.
السبيل: وما هي رؤيتكم لحل الأزمة القائمة حاليا؟
- هناك سعي لفرض الواقع بالقوة من خلال المليشيات المسلحة، ومعروف أن الحكيم ادعى ان عنده مئة ألف من قوات بدر والبشمركة جاهزون، والسنّة ليس لهم مليشيات، وإذا ما قامت المقاومة تتهم بالإرهاب، إضافة إلى الدعم المباشر لقوات الاحتلال من قبل هذه الأحزاب التي جاءت على دبابات الاحتلال.
ويكون حل الأزمة من خلال الضغط على المحتل من خلال جدولة الانسحاب، أو إعلان الكفاح المسلح. وإن أي أمن لا يتحقق ما دام الاحتلال موجودا وما دامت المليشيات المسلحة موجودة أيضا. وان هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي والتدريسيين او أي طرف آخر هم ليسوا قادرين على طلب نزع أسلحة المقاومة لأن لسان حال الملايين المغيبة يقول: لن نسمح للأخرين أن يسحقوننا، وإذا كان هناك مائة ألف فعندنا أربعمائة ألف وإذا كانت هناك بدر وبشمركة فعندنا كتائب ثورة العشرين والمقاومة الإسلامية، وقلت هذا للجميع، لحزب الدعوة من خلال البرامج التلفزيونية ولم أجد استجابة حقيقية وان الأمر جد خطير وان استهداف العرب واستهداف طائفة دون الطوائف الأخرى يولد نقمة مضادة، وأنا غير متفائل إزاء وجود المليشيات المسلحة بسبب إن الحكومة غير جادة في حل هذه المليشيات.
السبيل: كيف تنظرون إلى تصريحات أحد النواب في الكونجرس الأمريكي الذي طالب بجدولة الانسحاب ؟
- لقد ثبت بطلان ادعاءات أمريكا وبطلان حججها بوجود علاقة بين العراق والقاعدة، وكذلك عدم وجود أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، يضاف إلى ذلك التكلفة الاقتصادية الكبيرة لاستمرار الاحتلال، والخسائر العسكرية الكبيرة للمحتلين. وأتوقع أن يكون هناك ضغط من الكونجرس ومن كل العالم من اجل انسحاب الولايات المتحدة من العراق.
واؤكد انه لولا وجود المرتزقة في الجيش الأمريكي، ولولا أن جثثهم لا تذهب إلى الولايات المتحدة لكانت أمريكا انسحبت منذ أكثر من عام، لأنها لا تتحمل كل هذه الأعداد من القتلى والمقطعة أطرافهم. فلم يتوقع الأمريكي في يوم من الأيام أن تنشر صور جنوده وهم يبكون، بل لم يتخيلوا ذلك، وهذا ضرب لأمريكا في الصميم.
http://www.assabeel.info/article.asp?version=597&newsid=10279§ion=80
لولا وجود المرتزقة في الجيش الأمريكي لانسحب من العراق قبل عام
بغداد - حاوره :عامر الرومي
تشهد الساحة العراقية هجمات واسعة تشنها القوات الأمريكية والحكومة العراقية تستهدف فصل العراق عن محيطه العربي. ويتعرض الفلسطينيون وبقية العرب لمحاولة اجتثاثهم من العراق. من اجل الوقوف على حقيقة الأوضاع، التقت «السبيل» القيادي الإسلامي العراقي البارز الدكتور عصام الراوي عضو هيئة علماء المسلمين ورئيس رابطة التدريسيين العراقيين التي تضم اكثر من ألفي مدرس في الجامعات العراقية.
السبيل: العرب في العراق ضيوف أم إرهابيون، كيف تنظرون إلى ذلك؟
- الحقيقة أن هناك هجوما عنيفا جدا ضد كل ما هو أصيل في هذا البلد، وهذا الهجوم متأت من عدة أطراف، هناك أحزاب سياسية مرتبطة بدولة مجاورة تريد أن تجعل هذا البلد مرتبطا بها بطريق أو بآخر، وبذلك فان عزل العراق عن محيطه العربي أهم ضمانه تلبي طموحاتهم غير المشروعة مع الأسف.
وإني أتعجب من السيد إبراهيم الجعفري الذي ينتمي إلى حزب يسمى بحزب الدعوة الإسلامي، ماذا أبقى هذا الرجل من الإسلام. الحدود هو لا يملك التصرف بها، هو يقدر أن يعفو عن الجرائم البسيطة مثل الذين عبروا الحدود أو من لهم توجهات سياسية مخالفة أو قاموا بمظاهرات. فقد ثبت أن هناك من قام بالتهريب وتخريب الاقتصاد العراقي، وهناك من قتل وسرق وشارك في تدمير الاقتصاد العراقي، وهناك الذين أتوا بالمخدرات إلى العراق ووصلوا بها إلى الأماكن التي لها قدسية وإلى المساجد ومراقد الأئمة، وهذه حدود لله سبحانه وتعالى، وهذا حق عام.
فالجرائم والحدود لا يحق لأي إنسان أن يتدخل في العفو عنها، وثبت أيضا في برامج أذاعتها القوات الأمريكية المحتلة والعراقية أن هناك عمليات تهريب للسلاح والمخدرات وحتى للجنس الأبيض عبر الحدود العراقية من جهة إيران. أن أعفو عن كل هذه الجرائم يعني أن أطلق يدهم، ثم لماذا لا يشمل العرب بهذا العفو ومن قبلهم العراقيون. السبيل: وماذا عن توجهات أحزاب كردية للانفصال عن العراق، كيف تنظرون إلى ذلك؟
في مسالة الأخوة الأكراد بدأ غالبية المثقفين في العراق يدركون أن مسالة الفيدرالية إنما هي مقدمة للانفصال وكل مقومات الانفصال موجودة في هذه الطروحات، فهناك جيش وعلم ووزارة مالية ووزارات أخرى ورئيس، كما لا يوجد أي سلطة للشرطة أو الجيش العراقي هناك. ونحن لسنا يائسين، لأن الشعب الكردي عريق في إسلامه وفيه خير كثير. الأحزاب الكردية هي من ضغطت على الشعب الكردي في الاستفتاء من اجل الفيدرالية، وان الكثير من الشعب الكردي لا يؤيد مسألة الفيدرالية والانفصال عن جسد العراق وإنما قام بهذا الحزبان الكرديان الرئيسيان، وأنا شخصيا اعتقد أن هذا الأمر غير صحيح و في الحقيقة أنا خبير بالشأن الكردي، فقد عشت 10 سنوات في أربيل كتدريسي وانا أعرف الشعب الكردي جيدا وهذا ليس رأي الشعب الكردي بأي حال من الأحوال.
هناك الآن عاطفة وردة فعل ضد العرب، ولكن بعد أن يستقر الأمر ويتجاوز الأكراد ذلك، أعتقد أن العمل المسلح في كردستان سيكون اشد من طرق الموت في المحافظات المجاهدة، وسيرى المحتلون الموت والهلاك في كردستان.
السبيل: برأيك لماذا تتصاعد الحملة ضد العرب في العراق؟
- في الحقيقة أن هناك محاربة لكل ما هو عربي منذ اليوم الأول للاحتلال، وقد اطلعت على آلاف الشعارات على الجدران في الموصل وخصوصا على جدران جامعة الموصل منها «اخرجوا العرب والفلسطينيين من الجامعات» واليد الصهيونية واضحة وبارزة في ذلك، والعراقيون الشرفاء يعرفون ذلك، وكان هناك موقف للعشائر العربية العراقية ضد هذه النزعة الغريبة عن العراقيين، فهم منذ القديم أهل كرم يستقبلون الضيوف من كل أنحاء العالم. هناك هجمة طالت السودانيين والفلسطينيين والأردنيين والسوريين والمصريين، بحجة أن هؤلاء هم أساس الإرهاب.
السبيل: وماذا عن الاعتقالات المتواصلة في صفوف العراقيين؟
- منذ اليوم الأول لمجيء هذه الحكومة والتي قامت على أساس طائفي اعلنت على لسان وزير داخليتها بيان جبر وهو معروف بطائفيته وكذلك رئيس الوزراء، واتضحت طائفيتهم من خلال البيان رقم واحد في العفو عن المجرمين الإيرانيين وكذلك، من وزير الدفاع الذي نعتقد انه لا يملك من أمره شيئا، أعلنت الخطة الأمنية المسماة بـ«البرق» وهي خطة أمنية بحتة لا تتناول المتطلبات الحقيقية للأمن في العراق وهم لم يتطرقوا إلى أسباب فقدان الأمن والتي من أهمها وجود الاحتلال» بل الأمر تعدى ذلك، فقد صنفوا كل مقاومة شريفة ضمن خانة الإرهاب واستهدفوها، وهم بذلك استهدفوا الشعب العراقي فادى ذلك إلى هجوم كاسح على مساجد السنّة.
وأنا ابعث بنداء استغاثة إلى الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والى جامعة الدول العربية إذ ان عندنا عشرات العلماء في هيئة علماء المسلمين فرع الكرخ لا يستطيع أحد منهم منذ اكثر من شهرين أن يصل إلى المقر على الإطلاق، غالبيتهم قد تم تصفيتهم أو اعتقلوا وادخلوا السجن، والكثير منهم لا يستطيعون إن يأووا إلى مساكنهم.
وتأزم الموقف بين الهيئة والحكومة بعد أن تمت مداهمة أربعة مساجد خلال يومين واستشهد 3 أئمة بطريقة هي غاية في البشاعة، ويعجب الإنسان كيف يصل الحقد والإجرام إلى هذا الحد حيث ثقبت أجسامهم الشريفة بمثاقب كهربائية، وقلعت عيونهم، وكسرت أطرافهم وأضلاعهم. وقد تم مداهمة ثلاثة أرباع مساجد السنّة وخربت بشكل هو غاية في الإجرام، وقلنا لهم إن محاربة الخارجين على القانون كما تدعون لا يكون بالخروج على القانون.وهناك تجاوز فاضح لحقوق الإنسان العراقي والعربي في العراق،هم فاجأوا أئمة المساجد على فراشهم، ومنعوا الناس من إقامة صلاة الجمعة، هذا هو الإرهاب بعينه.
وهناك توجه من كل أبناء السنة، وهناك استنفار حقيقي تجاه حمل السلاح، على عكس ما يتصور وزير الدفاع أو الداخلية، وهناك وعي للتكتل والتجمع ، وقد طالبنا الحكومة بإقامة ندوات وحوارات قانونية. والحكومة لم تفعل ما طلبناه من حل للأزمة بالطرق الصحيحة. نحن نقرّ أن هناك إرهابا، ولكن من أين يأتي الإرهاب؟ والمشكلة الأكبر انهم يتهمون جهات محددة ويتهمون المقاومة بالإرهاب، إذا والأمريكي الذي يقتل الناس في الشوارع أليس إرهابيا !! والمليشيات المسلحة التي تقتل هنا وهناك وتفرض نفسها بالقوة الغاشمة، أليست إرهابا!! إرهاب الدولة الذي يستهدف المساجد والمدنيين وقتل المئات أليس إرهابا؟
الإرهاب اصبح يطال المسلمين، يطال العرب يطال العراقيين، بينما تدافع الحكومة مع الأسف عن الإرهاب الحقيقي المتمثل بقوات الاحتلال وتسميها قوات صديقة وقوات داعمة وقوات تقدم العون، وأنا قلت هذا في اجتماع الحزب الإسلامي في فندق بابل عقب خروج الدكتور محسن عبد الحميد من الاعتقال، قلت انه من الصدفة إن الدكتور محسن والحزب الإسلامي برؤوا الحكومة من التآمر على الدكتور محسن، ثم يأتي رئيس الوزراء ويصرح أن قوات الاحتلال هي قوات عون لا تقوم إلا بما تقوم به الحكومة، هل هذا يعني تبجحا بان الحكومة كانت على علم ودراية باعتقال الدكتور محسن ومتواطئة مع قوات الاحتلال؟ وأنا شخصيا اعتقد أن هذا الأمر حصل، وهي رسالة لكل العرب والمسلمين بأنه لا يوجد أحد بمنأى عن القتل والإذلال والاعتقال، وعلينا أن نتلقى هذه الرسالة بوعي تام، وليس كما حصل من الدكتور محسن والحزب بهذه الدبلوماسية التي أفقدتهم الكثير من شعبيتهم في الشارع، كان ينبغي أن يضعوا النقاط على الحروف ولكن بحكمة.
السبيل: وما الموقف العربي تجاه الأوضاع السياسية القائمة في العراق ؟
- نريد من العرب أن يقفوا وقفة جادة، وان يكون لهم موقف صارم من هذه الحكومة وان لا يقبلوا بطروحاتها، وان يكون لهم موقف منها ما لم تكن في خدمة العراقيين وفي خدمة ارتباط العراق بمحيطه العربي ومحيطه الإسلامي.
السبيل: وما هي رؤيتكم لحل الأزمة القائمة حاليا؟
- هناك سعي لفرض الواقع بالقوة من خلال المليشيات المسلحة، ومعروف أن الحكيم ادعى ان عنده مئة ألف من قوات بدر والبشمركة جاهزون، والسنّة ليس لهم مليشيات، وإذا ما قامت المقاومة تتهم بالإرهاب، إضافة إلى الدعم المباشر لقوات الاحتلال من قبل هذه الأحزاب التي جاءت على دبابات الاحتلال.
ويكون حل الأزمة من خلال الضغط على المحتل من خلال جدولة الانسحاب، أو إعلان الكفاح المسلح. وإن أي أمن لا يتحقق ما دام الاحتلال موجودا وما دامت المليشيات المسلحة موجودة أيضا. وان هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي والتدريسيين او أي طرف آخر هم ليسوا قادرين على طلب نزع أسلحة المقاومة لأن لسان حال الملايين المغيبة يقول: لن نسمح للأخرين أن يسحقوننا، وإذا كان هناك مائة ألف فعندنا أربعمائة ألف وإذا كانت هناك بدر وبشمركة فعندنا كتائب ثورة العشرين والمقاومة الإسلامية، وقلت هذا للجميع، لحزب الدعوة من خلال البرامج التلفزيونية ولم أجد استجابة حقيقية وان الأمر جد خطير وان استهداف العرب واستهداف طائفة دون الطوائف الأخرى يولد نقمة مضادة، وأنا غير متفائل إزاء وجود المليشيات المسلحة بسبب إن الحكومة غير جادة في حل هذه المليشيات.
السبيل: كيف تنظرون إلى تصريحات أحد النواب في الكونجرس الأمريكي الذي طالب بجدولة الانسحاب ؟
- لقد ثبت بطلان ادعاءات أمريكا وبطلان حججها بوجود علاقة بين العراق والقاعدة، وكذلك عدم وجود أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل، يضاف إلى ذلك التكلفة الاقتصادية الكبيرة لاستمرار الاحتلال، والخسائر العسكرية الكبيرة للمحتلين. وأتوقع أن يكون هناك ضغط من الكونجرس ومن كل العالم من اجل انسحاب الولايات المتحدة من العراق.
واؤكد انه لولا وجود المرتزقة في الجيش الأمريكي، ولولا أن جثثهم لا تذهب إلى الولايات المتحدة لكانت أمريكا انسحبت منذ أكثر من عام، لأنها لا تتحمل كل هذه الأعداد من القتلى والمقطعة أطرافهم. فلم يتوقع الأمريكي في يوم من الأيام أن تنشر صور جنوده وهم يبكون، بل لم يتخيلوا ذلك، وهذا ضرب لأمريكا في الصميم.
http://www.assabeel.info/article.asp?version=597&newsid=10279§ion=80