bufaris
21-06-2005, 01:05 AM
عراقيون حول سيارة مفخخة كانت تستهدف دورية للجيش العراقي في بغداد لكنها أخطأت هدفها الجمعة
رأى محللون وخبراء الجمعة 17-6-2005 أن الهجمات التي استهدفت عناصر الشرطة والجيش العراقية في الآونة الأخيرة تشير بوضوح إلى أن منفذيها اخترقوا أجهزة الأمن، وأصبح بوسعهم إحباط خطط الحكومة في السيطرة على الوضع بالبلاد.
وتصاعدت العمليات المسلحة، التي تستهدف القوات العراقية، بشكل يكاد يفوق ما تواجهه القوات الأمريكية المحتلة ذاتها، وهو ما يرجعه بعض المراقبين إلى اعتقاد لدى الأطراف المسلحة أنه لولا وجود العراقيين في الجيش الجديد والأجهزة الأمنية الجديدة لما تمكنت القوات الأمريكية من مطاردتهم، وإلقاء القبض عليهم، وهو ما قد يدفع بالكثير من المجموعات المسلحة إلى تركيز عملياتها على هذه القوات الحديثة التشكيل، لاعتقادها أنها تمثل درعا حامية لقوات الاحتلال.
والعمليات الأخيرة التي استهدفت الأجهزة الأمنية يرى فيها المراقبون خطة المسلحين المضادة تجاه الخطط الأمنية التي أعلنتها الحكومة العراقية خاصة "عملية البرق". وبحسب هذا الرأي فإن مستقبل الحكومة الحالية بات يعتمد بالدرجة الأساس لا على تحقيق الأمن على مستوى الشارع العراقي، وإنما على مستوى ضمان أمن أجهزتها الأمنية نفسها أولا، قبل أن تفكر في تأمين العراقيين.
وقتل عشرات من أفراد الشرطة والحرس الوطني العراقيين في سلسلة هجمات على مدار الأيام الماضية. ويوم السبت 11-6-2005 قتل جندي يرتدي الزي الرسمي نحو 8 رجال على الأقل من وحدته السابقة وهي لواء الذئب عندما دخل إلى مقر قيادتها في بغداد في محاولة لاغتيال قائد اللواء.
ولم تكد تمضي 4 أيام على عملية لواء الذئب "الشهير" حتى فجر مهاجم نفسه يوم الأربعاء 15-6-2005 في مطعم يرتاده جنود عراقيون في بلدة الخالص التي تبعد 60 كيلومترا شمالي بغداد؛ مما أسفر عن مقتل نحو 25 شخصا وإصابة نحو 30 آخرين.
واختار المهاجم المكان بطريقة تنم على قدرة المسلحين على إيقاع أكبر الخسائر في صفوف القوات العراقية، إذ اختار مطعما يعد فعليا ضمن إطار القاعدة العسكرية للجيش العراقي. وأما التوقيت فكان ساعة تناول الجنود لطعام الغداء.
ووقع هجوم بسيارة مفخخة الثلاثاء 14-6-2005 بالقرب من مدينة بعقوبة مستهدفا دورية للجيش العراقي، وأسفر عن مقتل 5 من رجال الدورية.
فشل بناء القوات
رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران التي اندلعت بعد انفجار سيارة مفخخة في شاحنة وقود ببغداد
وقال المحلل السياسي العراقي مصطفى الشجيري: إن ما جرى في الخالص وبغداد يدل على فشل بناء القوات العراقية، بغض النظر عما يقال عن أهلية تلك القوات للسيطرة على الوضع المتأزم في العراق.
وفي حديث لـوكالة "قدس برس" للأنباء يرى الشجيري "أن مشكلة بناء الأجهزة الأمنية العراقية ستبقى قائمة، وأن الاختراقات من قبل المسلحين أيضا ستبقى قائمة، فما دام هناك احتلال فإن الاختراقات إذا لم تكن موجودة اليوم فإنها ستكون موجودة غدا".
وقال: "ما زالت معالجة قضية تشكيل الأجهزة الأمنية قاصرة، حتى الآن، فبعد أن تم حل الجيش العراقي السابق والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة أصبحت عملية إعادة التكوين تواجه بعدة تحديات".
وأضاف موضحا: "هناك من يدخل إلى الجيش أو الشرطة بدافع مادي، وهم كثر، بسبب حالة البطالة التي يعاني منها أغلب الشباب العراقي، هؤلاء يمكن أن يبيعوا معلومات عن هذه الفرقة أو تلك من الفرق العسكرية".
وتابع: "وهناك من يدخل وهو يعتقد أنه فعلا سينتمي إلى جيش وطني همه الأول مكافحة الإرهابيين... غير أنه وبعد أن يعايش الوضع الداخلي، ويجد أن بعضا من أفراد الأجهزة الأمنية يتصرفون تصرفات لا تمت إلى الوطنية بصلة يغيرون أفكارهم ومعتقداتهم".
ويخلص الشجيري إلى القول: "هنا مكمن الخطورة في بناء تلك الأجهزة، وبالتالي أنا لا أتوقع أنه يمكن إنشاء قوى أمنية عراقية غير مخترقة من قبل أي جهة، قبل أن تحل الأمور من جذورها، وهي معالجة مشكلة الاحتلال، ومعالجة مشكلة ما يعتقده البعض أن الأجهزة الأمنية العراقية هي أجهزة لخدمة الاحتلال لا العراقيين".
ضعف الخبرات
ويرى العميد المتقاعد إبراهيم البازي أن سهولة استهداف القوات الأمنية العراقية من قبل المسلحين، تعود بالدرجة الأساس إلى ضعف الخبرات والإمكانيات الميدانية لدى هذه الفرق الأمنية حديثة التشكيل.
وأضاف أن "من بين الأمثلة التي تكشف عورة ضعف الخبرة الميدانية لدى القوات العراقية الجديدة، أنك عندما تسير في الشارع تجد أن حافلة للجيش العراقي تقل على متنها قرابة 40 عنصرا، بينما يجب في ظل مثل الظروف القائمة ألا تقل هذه الحافلات أو الشاحنات أكثر من 4 أفراد مع سائقهم".
ويذهب العميد البازي إلى القول: "إن ضعف الاعتماد على الاستخبارات العسكرية، التي هي أيضا قليلة الخبرة، سهل على المسلحين مهاجمة تلك الأجهزة. وأتوقع إن استمر المقاومة العراقية بمهاجمة الأجهزة العراقية بهذه الشاكلة، فإن انهيار تلك الأجهزة سيكون وشيكا، وبالتالي انهيار أهم مقومات الدولة العراقية الجديدة
رأى محللون وخبراء الجمعة 17-6-2005 أن الهجمات التي استهدفت عناصر الشرطة والجيش العراقية في الآونة الأخيرة تشير بوضوح إلى أن منفذيها اخترقوا أجهزة الأمن، وأصبح بوسعهم إحباط خطط الحكومة في السيطرة على الوضع بالبلاد.
وتصاعدت العمليات المسلحة، التي تستهدف القوات العراقية، بشكل يكاد يفوق ما تواجهه القوات الأمريكية المحتلة ذاتها، وهو ما يرجعه بعض المراقبين إلى اعتقاد لدى الأطراف المسلحة أنه لولا وجود العراقيين في الجيش الجديد والأجهزة الأمنية الجديدة لما تمكنت القوات الأمريكية من مطاردتهم، وإلقاء القبض عليهم، وهو ما قد يدفع بالكثير من المجموعات المسلحة إلى تركيز عملياتها على هذه القوات الحديثة التشكيل، لاعتقادها أنها تمثل درعا حامية لقوات الاحتلال.
والعمليات الأخيرة التي استهدفت الأجهزة الأمنية يرى فيها المراقبون خطة المسلحين المضادة تجاه الخطط الأمنية التي أعلنتها الحكومة العراقية خاصة "عملية البرق". وبحسب هذا الرأي فإن مستقبل الحكومة الحالية بات يعتمد بالدرجة الأساس لا على تحقيق الأمن على مستوى الشارع العراقي، وإنما على مستوى ضمان أمن أجهزتها الأمنية نفسها أولا، قبل أن تفكر في تأمين العراقيين.
وقتل عشرات من أفراد الشرطة والحرس الوطني العراقيين في سلسلة هجمات على مدار الأيام الماضية. ويوم السبت 11-6-2005 قتل جندي يرتدي الزي الرسمي نحو 8 رجال على الأقل من وحدته السابقة وهي لواء الذئب عندما دخل إلى مقر قيادتها في بغداد في محاولة لاغتيال قائد اللواء.
ولم تكد تمضي 4 أيام على عملية لواء الذئب "الشهير" حتى فجر مهاجم نفسه يوم الأربعاء 15-6-2005 في مطعم يرتاده جنود عراقيون في بلدة الخالص التي تبعد 60 كيلومترا شمالي بغداد؛ مما أسفر عن مقتل نحو 25 شخصا وإصابة نحو 30 آخرين.
واختار المهاجم المكان بطريقة تنم على قدرة المسلحين على إيقاع أكبر الخسائر في صفوف القوات العراقية، إذ اختار مطعما يعد فعليا ضمن إطار القاعدة العسكرية للجيش العراقي. وأما التوقيت فكان ساعة تناول الجنود لطعام الغداء.
ووقع هجوم بسيارة مفخخة الثلاثاء 14-6-2005 بالقرب من مدينة بعقوبة مستهدفا دورية للجيش العراقي، وأسفر عن مقتل 5 من رجال الدورية.
فشل بناء القوات
رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران التي اندلعت بعد انفجار سيارة مفخخة في شاحنة وقود ببغداد
وقال المحلل السياسي العراقي مصطفى الشجيري: إن ما جرى في الخالص وبغداد يدل على فشل بناء القوات العراقية، بغض النظر عما يقال عن أهلية تلك القوات للسيطرة على الوضع المتأزم في العراق.
وفي حديث لـوكالة "قدس برس" للأنباء يرى الشجيري "أن مشكلة بناء الأجهزة الأمنية العراقية ستبقى قائمة، وأن الاختراقات من قبل المسلحين أيضا ستبقى قائمة، فما دام هناك احتلال فإن الاختراقات إذا لم تكن موجودة اليوم فإنها ستكون موجودة غدا".
وقال: "ما زالت معالجة قضية تشكيل الأجهزة الأمنية قاصرة، حتى الآن، فبعد أن تم حل الجيش العراقي السابق والأجهزة الأمنية التي كانت قائمة أصبحت عملية إعادة التكوين تواجه بعدة تحديات".
وأضاف موضحا: "هناك من يدخل إلى الجيش أو الشرطة بدافع مادي، وهم كثر، بسبب حالة البطالة التي يعاني منها أغلب الشباب العراقي، هؤلاء يمكن أن يبيعوا معلومات عن هذه الفرقة أو تلك من الفرق العسكرية".
وتابع: "وهناك من يدخل وهو يعتقد أنه فعلا سينتمي إلى جيش وطني همه الأول مكافحة الإرهابيين... غير أنه وبعد أن يعايش الوضع الداخلي، ويجد أن بعضا من أفراد الأجهزة الأمنية يتصرفون تصرفات لا تمت إلى الوطنية بصلة يغيرون أفكارهم ومعتقداتهم".
ويخلص الشجيري إلى القول: "هنا مكمن الخطورة في بناء تلك الأجهزة، وبالتالي أنا لا أتوقع أنه يمكن إنشاء قوى أمنية عراقية غير مخترقة من قبل أي جهة، قبل أن تحل الأمور من جذورها، وهي معالجة مشكلة الاحتلال، ومعالجة مشكلة ما يعتقده البعض أن الأجهزة الأمنية العراقية هي أجهزة لخدمة الاحتلال لا العراقيين".
ضعف الخبرات
ويرى العميد المتقاعد إبراهيم البازي أن سهولة استهداف القوات الأمنية العراقية من قبل المسلحين، تعود بالدرجة الأساس إلى ضعف الخبرات والإمكانيات الميدانية لدى هذه الفرق الأمنية حديثة التشكيل.
وأضاف أن "من بين الأمثلة التي تكشف عورة ضعف الخبرة الميدانية لدى القوات العراقية الجديدة، أنك عندما تسير في الشارع تجد أن حافلة للجيش العراقي تقل على متنها قرابة 40 عنصرا، بينما يجب في ظل مثل الظروف القائمة ألا تقل هذه الحافلات أو الشاحنات أكثر من 4 أفراد مع سائقهم".
ويذهب العميد البازي إلى القول: "إن ضعف الاعتماد على الاستخبارات العسكرية، التي هي أيضا قليلة الخبرة، سهل على المسلحين مهاجمة تلك الأجهزة. وأتوقع إن استمر المقاومة العراقية بمهاجمة الأجهزة العراقية بهذه الشاكلة، فإن انهيار تلك الأجهزة سيكون وشيكا، وبالتالي انهيار أهم مقومات الدولة العراقية الجديدة