الفرقاني
20-06-2005, 08:38 PM
لقد عشنا في الذل بعد رحيلك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك
العراق: تلك الكذبة اللامعة
أخبار الموقع/صحف
أدت القصة التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست قبل أيام عن أوشتي شديد وستيف فينارو تحت عنوان: "بناء الجيش العراقي: المهمة المستحيلة" حيث حكى شديد وفينارو قصة ما حدث خلال الأيام التي قضوها بين وحدات الجيش العراقي الجديدة المدربة من طرف القوات الأمريكية. وجاء في بداية القصة أن جنود إحدى الوحدات كانوا يغنون بعيدا عن سمع الأمريكان هذه المقطوعات عن صدام حسين:
لقد عشنا في الذل بعد رحيلك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك
لقد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية قضايا المقاومة وبناها السياسية، لكن لم يتصور أحد أن يأتي يوما تتمنى فيه القوات التي تدربها الولايات المتحدة تحن إلى أيام صدام وتحلم برجوعه. هذا يعني بطريقة أو أخرى أن الولايات المتحدة لم تحقق الأمن فقط بل إنها تدرب مقاومة المستقبل أيضا.
وقال بعض الجنود العراقيين لشديد وفينارو أن 17 جنديا منهم تركوا القوات العراقية، وأضاف أن كل واحد من الباقين يخطط لفعل نفس الشيء. أما عن الأسباب وراء ذلك فهي عادية جدا. إنهم مغتاظون وحاقدون جدا على القوات الأمريكية، يقول أحد الجنود "انظر إلى بيوت العراقيين، لقد دمرت ودمر الشعب العراقي" ولما سئل عن من وراء ذلك، أجاب "هم" مشيرا إلى الأمريكان في احدى الأرتال المارة.
إن احتلال الولايات المتحدة للعراق قضية جديدة، والخطأ الكبير الذي ارتكبته أمريكا بهذا الاحتلال له عواقب وتراكمات خطيرة، انه بمثابة سجن الضمير الإنساني في أيديولوجية مساندة بالعنف. وأوضح مثال على ذلك هو: روسيا تحت قبضة ستالين. حيث أدت عقود من الفوضى والقمع والقهر إلى تبريريها على أنها "مرحلة" ضرورية لغد ومستقبل شيوعي مشرق.
أما الحاضر المأساوي فالكلام فيه أصبح عن شيء اسمه "الشيوعية" (في الماضي) ولما جاء المستقبل، لم يكن بطبيعة الحال شيوعيا وإنما سقوط وانهيار كامل المنظومة من أساسها، وظهر أن "المراحل" لم تؤد إلى اتجاه معين، ولما يصبح الفكر في قبضة نظام مثل هذا، فإن كل أشكال العنف والإرهاب تصور في أحسن لوحة وتعرض في أحسن شكل نحو مستقبل مشرق ومزدهر.
لذلك فإن في عراق اليوم جميع أشكال التعذيب، والمدن المسحوقة، والسيارات المفخخة، والرؤوس المقطوعة تقدم على أنها الثمن الباهض في طريق الحرية في العراق أو الشرق الأوسط أو حتى جميع العالم، حيث تعهد الرئيس بوش بإنهاء جميع أشكال وأنماط الديكتاتوريات فيه.
لكن تأتي لحظات تظهر فيها بعض القصص والقراءات الصحفية كالتي مرت مع شديد وفينايرو لتبدد جميع سحب الأماني والأحلام، ليواجه الإنسان حقيقة الأمور على أرض الواقع. وعندما نسقط ذلك على تجربة ومغامرة أمريكا في العراق – التي دعمت بالكذب وأنتجت الكذب – فإن هذا الحلم الموهوم سغدو قاب قوسين أو أدنى من النهاية.
آسيا تايمز 17/6/2005
نعم والله .....صدقا وحقا
لقد عشنا في الذل بعد رحيلك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك
العراق: تلك الكذبة اللامعة
أخبار الموقع/صحف
أدت القصة التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست قبل أيام عن أوشتي شديد وستيف فينارو تحت عنوان: "بناء الجيش العراقي: المهمة المستحيلة" حيث حكى شديد وفينارو قصة ما حدث خلال الأيام التي قضوها بين وحدات الجيش العراقي الجديدة المدربة من طرف القوات الأمريكية. وجاء في بداية القصة أن جنود إحدى الوحدات كانوا يغنون بعيدا عن سمع الأمريكان هذه المقطوعات عن صدام حسين:
لقد عشنا في الذل بعد رحيلك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك
لقد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية قضايا المقاومة وبناها السياسية، لكن لم يتصور أحد أن يأتي يوما تتمنى فيه القوات التي تدربها الولايات المتحدة تحن إلى أيام صدام وتحلم برجوعه. هذا يعني بطريقة أو أخرى أن الولايات المتحدة لم تحقق الأمن فقط بل إنها تدرب مقاومة المستقبل أيضا.
وقال بعض الجنود العراقيين لشديد وفينارو أن 17 جنديا منهم تركوا القوات العراقية، وأضاف أن كل واحد من الباقين يخطط لفعل نفس الشيء. أما عن الأسباب وراء ذلك فهي عادية جدا. إنهم مغتاظون وحاقدون جدا على القوات الأمريكية، يقول أحد الجنود "انظر إلى بيوت العراقيين، لقد دمرت ودمر الشعب العراقي" ولما سئل عن من وراء ذلك، أجاب "هم" مشيرا إلى الأمريكان في احدى الأرتال المارة.
إن احتلال الولايات المتحدة للعراق قضية جديدة، والخطأ الكبير الذي ارتكبته أمريكا بهذا الاحتلال له عواقب وتراكمات خطيرة، انه بمثابة سجن الضمير الإنساني في أيديولوجية مساندة بالعنف. وأوضح مثال على ذلك هو: روسيا تحت قبضة ستالين. حيث أدت عقود من الفوضى والقمع والقهر إلى تبريريها على أنها "مرحلة" ضرورية لغد ومستقبل شيوعي مشرق.
أما الحاضر المأساوي فالكلام فيه أصبح عن شيء اسمه "الشيوعية" (في الماضي) ولما جاء المستقبل، لم يكن بطبيعة الحال شيوعيا وإنما سقوط وانهيار كامل المنظومة من أساسها، وظهر أن "المراحل" لم تؤد إلى اتجاه معين، ولما يصبح الفكر في قبضة نظام مثل هذا، فإن كل أشكال العنف والإرهاب تصور في أحسن لوحة وتعرض في أحسن شكل نحو مستقبل مشرق ومزدهر.
لذلك فإن في عراق اليوم جميع أشكال التعذيب، والمدن المسحوقة، والسيارات المفخخة، والرؤوس المقطوعة تقدم على أنها الثمن الباهض في طريق الحرية في العراق أو الشرق الأوسط أو حتى جميع العالم، حيث تعهد الرئيس بوش بإنهاء جميع أشكال وأنماط الديكتاتوريات فيه.
لكن تأتي لحظات تظهر فيها بعض القصص والقراءات الصحفية كالتي مرت مع شديد وفينايرو لتبدد جميع سحب الأماني والأحلام، ليواجه الإنسان حقيقة الأمور على أرض الواقع. وعندما نسقط ذلك على تجربة ومغامرة أمريكا في العراق – التي دعمت بالكذب وأنتجت الكذب – فإن هذا الحلم الموهوم سغدو قاب قوسين أو أدنى من النهاية.
آسيا تايمز 17/6/2005
نعم والله .....صدقا وحقا
لقد عشنا في الذل بعد رحيلك
تمنينا أن نعيش باقي حياتنا معك