المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انسحبوا من العراق ! - جيم ماكغفرن جورج ماكغفرن



الفرقاني
20-06-2005, 02:24 PM
انسحبوا من العراق ! - جيم ماكغفرن جورج ماكغفرن


--------------------------------------------------------------------------------

بتاريخ: 20 /06 /2005 م

||
كنا من اوائل المعارضين للغزو الامريكي للعراق, ومع ذلك, علقنا الآمال, بعد تورط القوات العسكرية الامريكية, على ان تثبت الاحداث عدم صحة مخاوفنا, لكن ذلك لم يحدث.
يتوجب على الولايات المتحدة ان تبدأ الآن انسحابا منظما للقوات الامريكية من هذا المشروع الخارجي الخاطئ.
لقد بنيت مبررات الحرب على معلومات زائفة او مزيفة. والغزو الذي توقعته ادارة بوش في البداية عملية عسكرية غير معقدة, تحول فيما بعد الى ورطة وارتكاسة في العنف. وقد اخفق الزعماء الامريكيون في تقدير حجم التمرد كما اخفقوا في تقدير اهمية الانقسامات الاثنية المتأصلة في المجتمع العراقي.

لا تملك الادارة الامريكية ولا الكونغرس اية اجوبة واضحة عن المدة التي ستحتاجها القوات الامريكية للبقاء في العراق, ولا عن الكلفة المتوقعة في الارواح والاموال, ولا حتى عن مواصفات الوضع الذي يمكن ان يعتبر نجاحا للعملية الامريكية.
وبدلا عن ذلك, يبدو الكثير من صانعي السياسة الامريكية ميالين الى القبول باحتلال مفتوح النهايات. وكيل وزير الدفاع الامريكي السابق بول وولفويتز كان قد ابلغ الكونغرس بأن امريكا ستظل في العراق لمدة لا تقل عن عشر سنوات اخرى. وصار من المألوف سماع البعض ممن صوتوا ضد الحرب في البداية يقولون اليوم: »بعد ان ذهبنا الى هناك, لم يعد امامنا اختيار اخر غير البقاء«.
اننا نعارض هذا الموقف معارضة شديدة. فالدعوة الى المحافظة على الوضع الراهن تردد اصداء المنطق الذي استخدم في الماضي للابقاء على القوات الامريكية في فيتنام. ولاولئك المتذرعين بأن انسحاب امريكا من العراق سوف يضعف مصداقيتها, لا نملك الا ان نقول بأن مكانة الولايات المتحدة سوف تتعزز الى حد كبير لو اننا اظهرنا من الحكمة ما يكفي لحملنا على وضع نهاية لمسار ما كان حكيما.
ان استمرار الوجود الامريكي في العراق يغذي المقاومة ويمنحهم شرعية خاصة في نظر الكثيرين حول العالم. والامريكيون يعرفون من تاريخهم ان جيوش الاحتلال نادرا ما تقابل بالترحاب.
لقد اجريت انتخابات عامة في العراق. ولكن, بالرغم من ذلك, ما زال من غير الواضح ما اذا كانت الاطراف السياسية والاثنية والدينية المختلفة ترغب في العمل سوية.
لكن هناك ما هو واضح من دون ادنى شك, وهو ان واشنطن لا تستطيع ان تقرر مصير العراق. ولن يغير شيئا عدد المرات التي سيكون فيها على دونالد رامسفيلد او كوندوليزا رايس ان يزورا العراق. ولن يغير شيئا عدد الجنود الذين سيكون على امريكا ان تنشرهم هناك. اذ ان من مسؤولية الاطراف المتنوعة في العراق ان تظهر الارادة السياسية الكافية للمطالبة بنظام للحكم يحترم التنوع العراقي.

ليس في العراق اجوبة سهلة. لكننا مقتنعون بأن على الولايات المتحدة الان ان ترسم مسارا مختلفا تماما للاحداث. وهو المسار الذي يتوقع انسحابا امريكيا عاجلا لا آجلا. اذ يتوجب على امريكا ان تبدأ الان البحث في الكيفية التي تستطيع بها اعادة جنودها الى الوطن.
على الولايات المتحدة ان تعجل بعملية تدريب القوات الامنية العراقية وان تدفع نفقات تلك العملية, وعليها ايضا ان تستعين بمصر والاردن وحلفائها العرب من اجل تحقيق هذه الغاية وبوسع امريكا منذ الان ان تبدأ بتخفيض عدد جنودها في العراق بما يتساوى مع عدد القوات العراقية التي يتم تدريبها. وتبعا لهذا المنطلق, فإن 30 الف جندي امريكي يجب ان يعودوا الى الوطن الان.

كما ينبغي للرئيس جورج بوش ان يتشاور مع الحكومة العراقية القائمة والدول العربية الاخرى حول ضرورة تكوين قوة امنية بقيادة عربية لدعم القوات العراقية في المدى القريب. وهنا ايضا ينبغي للولايات المتحدة ان تقوم بتمويل هذا المسعى.
وعلى واشنطن, ايضا, ان تعمل مع الامم المتحدة على استنباط الافكار التي تستطيع الاسرة الدولية تقديمها في هذا المجال والحصول على مساعدة المجتمع الدولي في الكيفية التي يمكن لامريكا بها ان تحقق فك الاشتباك على افضل وجه ممكن.
ليست هنالك ضمانات تكفل ان الانسحاب العسكري من العراق سوف يساهم في تحقيق الاستقرار في ذلك البلد او انه سيقود الى الفوضى. لكن امريكا تعلم علم اليقين ان العنف سوف يتواصل تحت ظل الاحتلال وان الاحتلال نفسه يشكل واحدا من الاسباب الرئيسية وراء كراهية امريكا ليس في العالم العربي وحده انما في اماكن اخرى خارجه.
يسهل, في العادة, الدخول في الحروب, لكن الخروج منها صعب مثل صعوبة الخروج من الجحيم. والان وبعد مضي عامين على الوجود الامريكي في العراق وخسارة اكثر من 1600 جندي امريكي, فإن القبول بالامر الواقع لا يمكن ان يعتبر كافيا.
اننا هنا لا نقترح استراتيجية للتخلي والهروب. اذ ينبغي للولايات المتحدة ان تواصل تمويل الامن وتدريب القوات المسلحة وعمليات اعادة اعمار العراق. لكن المزيج الحالي من العناد وحفظ ماء الوجه لا يشكل منطلقا كافيا لمواصلة هذه الحرب, اننا لا نتحدث عن قضية ليبرالية او محافظة. فقد آن الآوان لان يقوم صانعو القوانين في واشنطن, ومعهم كل المواطنين المهتمين بالامر على امتداد الولايات المتحدة, بالمطالبة بوضع نهاية لهذا الفصل الحزين من التاريخ الامريكي والتأكيد على عدم تكراره في دول منكوبة اخرى.

ان طريق الحرب اللامنتهية سوف تنتهي بالخزانة الامريكية الى الافلاس, كما انها سوف تبتلع ارواح الجنود الامريكيين, وتنحط بمستويات القيم الاخلاقية والروحية في الولايات المتحدة. وقد حان وقت تغيير الطريق.
مرشح الرئاسة الامريكي لعام 1972
عضو الكونغرس الامريكي
المصدر / هيرالد تريبيون
20/6/2005