المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيش الأمريكي .. أزمة داخليّة!



الفرقاني
19-06-2005, 06:34 PM
الجيش الأمريكي .. أزمة داخليّة!

طارق ديلواني / عمان 11/5/1426
18/06/2005



تتفاقم الأزمات داخل أكبر وأقوى جيش في العالم، وتجعله باتجاه الانهيار شبه التام
خلال سنوات قليلة بحسب توقعات محللين عسكريين أمريكيين.
وعلى الأرض ثمة شواهد تشير جميعها إلى أن خللاً ما يعتري بنية الجيش الأمريكي بدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ومن قبلها أفغانستان مما سبب استنزافاً كبيراً لمجهوداته.
ثمة أزمة داخلية تعصف بالجيش الامريكي وبالمؤسسة العسكرية الأمريكية عموماً تتراوح ما بين انخفاض الروح القتالية والمساءلة الأخلاقية وارتفاع الخسائر بشكل مضطرد والانتحار ..الخ.

التجنيد الإجباري لتفادي النقص!

ولنا هنا أن نقرأ بكثير من التمعن تحذيرات العضو البارز في الكونغرس (جوزف بيدن) من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة لاعتماد التجنيد الإجباري لتفادي النقص في عدد الجيش الأميركي.
وتوصل (جوزف بيدن) العضو الديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إلى هذا الاستنتاج بعد اطلاعه على تقرير جديد لوزارة الدفاع الاميركية يشير إلى أن الجيش لقي صعوبات في جذب المجندين في الأشهر الأربعة الماضية.
وأن هناك تراجعاً بنسبة 40 % في أعداد المجندين المتطوعين ..
الأكثر أهمية ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية من أن سلاح البر لم يحقق كامل أهدافه في اجتذاب المجندين للشهر الرابع على التوالي.
وأن سلاح البر استطاع أن يحقق 75 % من هدفه الذي كان يرمي إلى تجنيد (6700) عنصر في شهر أيار/مايو.
لكن الخبراء يرون أن التراجع كان أكبر، وأن الجيش اضطر إلى إعادة النظر في احتياجاته فخفض العدد من (8050) إلى (6700) مجند. ويمثل التراجع قرابة 40% قياساً على التطلعات الأساسية.
والأهم أن المحللين العسكريين الأمريكيين ربطوا صعوبات التجنيد التطوعي وانخفاضه بسبب العمليات الجارية حالياً في العراق وأفغانستان، وارتفاع عدد القتلى الأمريكيين خاصة في العراق حيث وصل عدد القتلى إلى (1700) جندي.

إنهم يجندون الفاشلين دراسياً!

(نيويورك تايمز) بدورها أشارت مؤخراً إلى لجوء الجيش الأمريكي -وسط أزمته الداخلية هذه- إلى تجنيد الفاشلين من طلبة المدارس العليا لسد احتياجاته في مختلف صفوف أفرع قواته المسلحة، لمواجهة العجز في توفير المجندين، والذي استمر للشهر الرابع على التوالي كما أسلفنا، حتى بعد تخفيض الأعداد المستهدف توفيرها، بسبب عزوف الشباب عن التطوع في الجيش نتيجة الحرب الدائرة في العراق.
ما تحاول الصحيفة الأمريكية قوله هو: إن الجيش بدأ في التحوّل عن موقفه الرافض لقبول ذوي الدرجات الدنيا والراسبين من طلبة المدارس العليا لسد احتياجاته من المجندين، وقبل بالفعل المئات منهم خلال الأشهر القليلة الماضية؛ وهو الأمر الذي كان يرفضه طيلة سنوات مضت بحسب إحصائيات خاصة بالجيش الأمريكي.
وبحسب تقرير بثته الصحيفة أظهرت إحصائيات أن الجيش الأمريكي أصبح متأخراً بدرجة أكبر في تحقيق أهداف التجنيد بسبب حرب العراق، فيما أعد مسؤولون مقترحات لمضاعفة الحوافز النقدية وتقديم مساعدات قروض لشراء منازل للذين يتقدمون للتجنيد.
وتوضح (نيويورك تايمز) أن نسبة المجندين الجدد غير الحاصلين على دبلوم المدارس العليا قد ارتفعت إلى 10%، وهي مرشحة للزيادة، في حين قبل الجيش نظراً لظروف الحرب في العراق وأفغانستان العام الماضي 2004 نسبة 8% منهم، وهي نسبة تُعدّ عالية جداً مقارنة بالسنوات السابقة .

حوافز وإغراءات.. في مواجهة الموت!

الجيش الأمريكي يأمل اليوم في تجنيد أكبر عدد ممكن لمواجهة ارتفاع عدد القتلى والجرحى أو المصابين بإعاقات فضلاً عن مواجهة الأعداد المتزايدة للهاربين من الخدمة أو الرافضين لها .. ولهذا فإنه يعتمد اليوم على سياسة الإغراء والتحفيز عبر زيادة الحد الأقصى للحوافز النقدية للمجندين الجدد إلى (40) ألف دولار وبدء برنامج إرشادي لتقديم ما يصل إلى (50) ألف دولار في صورة قروض لشراء منازل للذين يتطوعون لمدة تصل إلى (8) سنوات في الخدمة الفعلية.
أمام هذا الواقع المرير فإن الهجمات المتصاعدة ضد المارينز بالعراق أيضاً تجبرهم على عدم التفكير بالعودة للخدمة، وقد أفادت إحصائيات عسكرية أمريكية أن المئات من جنود الاحتياط الأمريكيين الذين تم استدعاؤهم للخدمة لسد النقص في القوات العاملة بالعراق وأفغانستان طلبوا إعفاءهم، أو تجاهلوا تلك الاستدعاءات، فيما رفع ثمانية جنود عاملين في العراق دعوى قضائية ضد مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لقيامها بتمديد عقودهم دون إخطارهم.
ونقلت وكالات الأنباء معلومات مثيرة منها أن سلاح البر أرسل أوامر تعبئة في 20 نوفمبر 2004 إلى (4024) جندياً احتياطياً، إلا أن (1855) منهم طلبوا إعفاءهم أو تأجيل التحاقهم بالجيش.
ومنذ احتلال بغداد تردّدت أنباء عن هروب المئات من المارينز من العراق نتيجة لتصاعد هجمات المقاومة العراقية.
ويعاني جنود الاحتلال الأمريكي من وضع نفسي سيّئ نتيجة طول فترة بقائهم داخل العراق، وتنامي الشعور بالإحباط لدى الكثيرين منهم بعد أن أخلفت قيادتهم الوعود التي كانت قد قطعتها على نفسها باستبدال غيرهم بهم وعودتهم إلى بلادهم، خاصة أنهم يتعرضون بشكل يومي لهجمات المقاومة العراقية.
وأقر الجيش الأمريكي أوائل عام 2004 باستمرار تزايد معدلات انتحار الجنود في العراق منذ بدء الغزو في مارس 2003 والتي وصلت إلى عشرات الحالات.

مرضى نفسيّون!

وفي اتجاه آخر تشير إحصاءات أمريكية داخلية إلى انتشار ظاهرة المصحات النفسية المتخصصة في علاج آلاف الجنود العائدين من العراق وأفغانستان الذين يعانون من أمراض نفسية خطيرة نتيجة ما واجهوه في الحرب في هاتين الدولتين، ووصلت نسبتهم في العراق وحده إلى سدس إجمالي القوات التي شاركت في الحرب.
وتنقل صحيفة (نيويورك تايمز) عن (إيفان كانتر) الإخصائي النفسي بمصحة (باجيت ساوند) للمحاربين القدامى بمدينة سياتل الأمريكية قوله: إن مصحته تستقبل "أعداداً متزايدة من الجنود المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض المعروفة لضغوط ما بعد الصدمة. ونحن نترقب في قلق وصول طوفان آخر من العراق وأفغانستان ممن يعانون من نفس الحالة".
وأظهرت دراسة حديثة أعدها الجيش الأمريكي أن واحداً من بين كل ستة جنود في العراق مصاب باكتئاب وقلق نفسي خطير واضطرابات. ويتوقع الخبراء أن تزيد تلك النسبة لتصل إلى ثلث الجيش مثلما حدث مع الجنود الذين حاربوا في فيتنام.
وتشير إحصائيات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى أن عدد الجنود الذين شاركوا في الحربين على العراق وأفغانستان حتى الآن يصل إلى نحو مليون جندي، ولذلك يتوقع الخبراء أن أكثر من مائة ألف منهم على الأقل سيحتاجون إلى علاج نفسي.

ماذا عن حالات الانتحار؟!

الأمور بدت أكثر سوءاً عندما أرسل الجيش الأمريكي لأول مرة فريقاً طبياً إلى العراق للتحقيق في ارتفاع نسبة حوادث الانتحار بين صفوف الجنود الأمريكان، ولتحديد ما إذا كان تزايد الهجمات الدامية ضد قوات الاحتلال الأمريكية، وطول مدة الخدمة في العراق يثيران لدى الجنود حالة من التوتر واليأس تدفعهم إلى الانتحار. وذلك بعد التزايد الكبير في حالات الانتحار في الجيش الأمريكي بالعراق وخاصة في صفوف قوات المارينز .

الهمام
20-06-2005, 10:16 AM
اخي الفرقاني بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم ، ونسأل الله العلي القدير ان يعجّل بنهاية الطاغوت وان يزلزل اركان امبراطورية الشر كلها ،انه نعم المولى ونعم المجيب.