عبدالغفور الخطيب
19-06-2005, 02:23 PM
الشرعية وما أدراك ما الشرعية
يكاد هذا المصطلح أن يطغي على كل مصطلحات السياسة والإعلام في هذه الأيام .. وكل من يود الحديث في انتقاد دولة ما ، أو نظام حكم ما فانه لا يجد مفرا من استخدام هذا المصطلح في حديثه عدة مرات .. وقد لا يقتصر هذا النمط من الحديث على ما يجري في بلد ما .. وان كان المتحدث يتناول به أوضاع بلده هو .. بل يتجاوزه الى قارات أخرى .. لا بل الى قرون غابرة قد تصل الفراعنة.
وكل متحدث يجعل من الشرعية مقياسا يلائم ما يريد إيصال فكرته للآخرين ، فان كان يتحدث عن فتنة المسلمين أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فانه ينتقي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، ما يعتقد أنه سيخدمه في التدليل على صحة ما يقول .. وان أراد أن يتكلم عن الاستعانة بالأجنبي لكي يبرر صمته ، فانه يسوق من فهارس التاريخ ما يحاول التدليل به على شرعية سلوكه ..
فما هي الشرعية ؟ سيتعجل البعض .. ويقول أنها شرع الله وتشريعه .. نعم لا خلاف على ذلك .. فكل ما هو حي ، هو من خلق الله ، قد جعل الله تعالى منهجا للتعامل معه .. ولكن الخلاف هو من الذي يكون أهلا للمطابقة مع روح الشرع فالأدعياء بذلك كثر .. ولهم مدارسهم وفقهائهم .. ليس على صعيد الأديان السماوية .. بل داخل الدين الواحد والطائفة الواحدة ..
وقد يخرج طرف آخر يرد الشرعية الى مسألة وضعية صرفة ، فيقول أنها نصوص تستمد قوة تأثيرها من رضا الأطراف التي تحتكم إليها على الأرض .. قد يبدو هذا التعريف بضعفه و اهتزازه وعدم تحديد حدوده .. وهذا صحيح جدا .. فمن هم من يصيغوا القوانين والدساتير المحلية ؟ ومن هم من يصيغوا الصياغات الدولية على الصعيد العالمي ؟
ان من يصيغها هم من يكونوا في وضع يسمح لهم دون غيرهم في الصياغة .. سواء كانوا قوة محلية على صعيد بلد أو على الصعيد العالمي .. فانهم يصيغوا تلك الدساتير والقوانين بشكل يضمن أولا أمنهم كفئة ، ويحاولون فلسفته بما يبدو و كأنه أمنا لمن يستمدون منهم قوة الشرعية .. ويكون من يقر بتلك النصوص أحيانا مخدوع و أحيانا مضطر ..
فينخدع ما ينخدع عندما تكون صنعة إخراج تلك النصوص للجميع متقنة ، ومدعومة بنشاط فكري و أدبي و استعراضي تجعل من المواطن أو المعني ممن يقر تلك النصوص و كأنه هو من كتبها .. من خلال سوق الفئات الممهدة والمبشرة لمثل تلك النصوص بدلائل تاريخية ودينية .. فيمتلئ صدر من يوافق عليها ، فيوافق عليها بل ويتبناها ..
وهذا حدث في التعبئة النازية والتعبئة الصهيونية .. والتعبئة الشيوعية في الصين وفي كثير من مناطق العالم .. وليس بالضرورة ان تلك الشرعية مزيفة أو ضارة .. فأحيانا تتشابك رموز تلك الشرعية من قادة سياسيين و قادة عسكريين و علماء وفنانين ورياضيين .. فتصبح كل تلك الرموز جزءا من الشرعية بل و أحد أسباب دعمها جماهيريا ..
و أحيانا تجد تلك الشرعية لها أصداء عالمية بالموافقة أو بالمعارضة ، فان كانت بالموافقة فإنها تأخذ شكلها التاريخي وتصبح أحد معالم او النقاط الظاهرة في مسار الحضارة العالمية .. وعندما تكون بالمعارضة فان تلك المعارضة تصبح عامل نخر وهدم لتلك الشرعية حتى تتلاشى أو تولد شكلا من الشرعية أقل معارضة في العالم .. هذا بعد إجراء تحسينات محلية على عناصرها ..
وقد تجد مناطق دون غيرها في العالم تتعاطف مع شرعية نظام دون غيره ، ودون مناطق أخرى بالعالم .. فتجد هتلر وسلوكه تجاه اليهود يحظى برضى عربي شبه أزلي .. و يجعل من العرب التسامح مع ما يشتمهم به ..
كما تجد أن المقاومة العراقية ، تلقى تأييدا شعبيا عالميا عريضا جدا ، في حين تجد من يتأذون منها من أبناء العراق يطلقون عليها ألقابا لا تتلاءم مع جلال التأييد الشعبي والعالمي ..
سيظهر رأي يؤيد مسألة الشرعية واقترانها بالانتخابات ، وهذا ما سيتم تناوله في مقالة منفصلة ..
يكاد هذا المصطلح أن يطغي على كل مصطلحات السياسة والإعلام في هذه الأيام .. وكل من يود الحديث في انتقاد دولة ما ، أو نظام حكم ما فانه لا يجد مفرا من استخدام هذا المصطلح في حديثه عدة مرات .. وقد لا يقتصر هذا النمط من الحديث على ما يجري في بلد ما .. وان كان المتحدث يتناول به أوضاع بلده هو .. بل يتجاوزه الى قارات أخرى .. لا بل الى قرون غابرة قد تصل الفراعنة.
وكل متحدث يجعل من الشرعية مقياسا يلائم ما يريد إيصال فكرته للآخرين ، فان كان يتحدث عن فتنة المسلمين أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فانه ينتقي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، ما يعتقد أنه سيخدمه في التدليل على صحة ما يقول .. وان أراد أن يتكلم عن الاستعانة بالأجنبي لكي يبرر صمته ، فانه يسوق من فهارس التاريخ ما يحاول التدليل به على شرعية سلوكه ..
فما هي الشرعية ؟ سيتعجل البعض .. ويقول أنها شرع الله وتشريعه .. نعم لا خلاف على ذلك .. فكل ما هو حي ، هو من خلق الله ، قد جعل الله تعالى منهجا للتعامل معه .. ولكن الخلاف هو من الذي يكون أهلا للمطابقة مع روح الشرع فالأدعياء بذلك كثر .. ولهم مدارسهم وفقهائهم .. ليس على صعيد الأديان السماوية .. بل داخل الدين الواحد والطائفة الواحدة ..
وقد يخرج طرف آخر يرد الشرعية الى مسألة وضعية صرفة ، فيقول أنها نصوص تستمد قوة تأثيرها من رضا الأطراف التي تحتكم إليها على الأرض .. قد يبدو هذا التعريف بضعفه و اهتزازه وعدم تحديد حدوده .. وهذا صحيح جدا .. فمن هم من يصيغوا القوانين والدساتير المحلية ؟ ومن هم من يصيغوا الصياغات الدولية على الصعيد العالمي ؟
ان من يصيغها هم من يكونوا في وضع يسمح لهم دون غيرهم في الصياغة .. سواء كانوا قوة محلية على صعيد بلد أو على الصعيد العالمي .. فانهم يصيغوا تلك الدساتير والقوانين بشكل يضمن أولا أمنهم كفئة ، ويحاولون فلسفته بما يبدو و كأنه أمنا لمن يستمدون منهم قوة الشرعية .. ويكون من يقر بتلك النصوص أحيانا مخدوع و أحيانا مضطر ..
فينخدع ما ينخدع عندما تكون صنعة إخراج تلك النصوص للجميع متقنة ، ومدعومة بنشاط فكري و أدبي و استعراضي تجعل من المواطن أو المعني ممن يقر تلك النصوص و كأنه هو من كتبها .. من خلال سوق الفئات الممهدة والمبشرة لمثل تلك النصوص بدلائل تاريخية ودينية .. فيمتلئ صدر من يوافق عليها ، فيوافق عليها بل ويتبناها ..
وهذا حدث في التعبئة النازية والتعبئة الصهيونية .. والتعبئة الشيوعية في الصين وفي كثير من مناطق العالم .. وليس بالضرورة ان تلك الشرعية مزيفة أو ضارة .. فأحيانا تتشابك رموز تلك الشرعية من قادة سياسيين و قادة عسكريين و علماء وفنانين ورياضيين .. فتصبح كل تلك الرموز جزءا من الشرعية بل و أحد أسباب دعمها جماهيريا ..
و أحيانا تجد تلك الشرعية لها أصداء عالمية بالموافقة أو بالمعارضة ، فان كانت بالموافقة فإنها تأخذ شكلها التاريخي وتصبح أحد معالم او النقاط الظاهرة في مسار الحضارة العالمية .. وعندما تكون بالمعارضة فان تلك المعارضة تصبح عامل نخر وهدم لتلك الشرعية حتى تتلاشى أو تولد شكلا من الشرعية أقل معارضة في العالم .. هذا بعد إجراء تحسينات محلية على عناصرها ..
وقد تجد مناطق دون غيرها في العالم تتعاطف مع شرعية نظام دون غيره ، ودون مناطق أخرى بالعالم .. فتجد هتلر وسلوكه تجاه اليهود يحظى برضى عربي شبه أزلي .. و يجعل من العرب التسامح مع ما يشتمهم به ..
كما تجد أن المقاومة العراقية ، تلقى تأييدا شعبيا عالميا عريضا جدا ، في حين تجد من يتأذون منها من أبناء العراق يطلقون عليها ألقابا لا تتلاءم مع جلال التأييد الشعبي والعالمي ..
سيظهر رأي يؤيد مسألة الشرعية واقترانها بالانتخابات ، وهذا ما سيتم تناوله في مقالة منفصلة ..