المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رامسفلد بين مطرقة المقاومة و سندان الكونغرس



الهمام
19-06-2005, 01:18 PM
لم يجد رامسفلد بداً من الاعتراف بفشله كوزير للدفاع في حرب العراق بعد مرور عامين عليها ، وكان خلالها يكابر ويمني النفس بهوى الانتصار الوهمي الذي تاق إليه بشوق كبير .
اعتقد رامسفلد في بداية الأمر ان دخول العراق هو مجرد آليات عسكرية تسلك طريقا آمناً محفوفا بالورود من الكويت إلى بغداد حيث سيجلس في مرابع هارون الرشيد فلعله قرأ عنها.
هكذا صوروا له الأمر (الجلبي ،والحكيم ،وعلاوي والطالباني والبرزاني وغيرهم كثيرون ) على انه نزهة نهرية في مياه دجلة والفرات ، وان امتلاك العراق هو امتلاك اكبر احتياطي من النفط العالمي لسنوات عديدة قادمة ، وان حصتهم من عمولة السرقة هذه ستكون مجزية .
واوهم نفسه ان ما يجري في العراق من مقاومة ماهو إلا أعمال من بعض المجرمين الذين فروا من السجون ثم تحولت تسميتهم إلى فلول النظام ألصدامي كما كان يحلو للخونة تسميتهم قبل ان تتحول التسمية إلى إرهابيين ومتمردين ، ثم إلى مسلحين لابد من التفاوض معهم وإشراكهم في العملية السياسية .
أما اليوم فان رامسفلد يعترف بان العراق كان أكثر امناً أيام صدام حسين ، وان العراق أصبح مرتعا للإرهاب الذي جلبته أمريكا من شتى البقاع بغزوها العراق ، وقال لشبكة التلفزيون البريطانية (بي بي سي) "بعد نهاية الحرب فر الجيش وبدأ التمرد بعد ذلك بتكوين نفسه مع الوقت وحصلت تقلبات" وفي السياق ذاته اعترف وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفلد بأن العراق اليوم ليس أكثر أمانا مما كان عليه بعد سقوط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
رامسفلد يخالف بذلك رئيسه بوش الذي قال بان العالم أصبح أكثر أمنا بعد سقوط صدام .
ما دعا رامسفلد لهذا الاعتراف هو المقاومة البطلة التي أثبتت أنها مقاومة منظمة مدربه وطنية تسعى لتحرير العراق وليست كما ادعى ويدعي المحتلون والمرجفون من أذناب الاحتلال .

رامسفلد أكد أن اتصالات جرت بين الحكومة العراقية والمسلحين الذين يشنون حملة عنف في البلاد. وأوضح أن هذه الاتصالات ضرورية لتحقيق الاستقرار في العراق لكنه امتنع عن الكشف عن هوية الأطراف التي أجرتها.
وها هو يطأطئ الرأس ويدعي بأنه يجري اتصالات مع المقاومة املأ في التأثير على معنويات المقاومين .
لاشك ان رامسفلد يتمنى ذلك ،بل ويتمنى أكثر من ذلك لدرجة تجعلنا نجزم بأنه يفكر بكيفية العودة إلى نظام صدام للخروج من المستنقع الذي أوجد نفسه فيه ،ولكن كيف يتم ذلك ؟
مطرقة المقاومة أخذت ضرباتها تؤثر على الشارع الأمريكي الذي تفاجأ بأعداد القتلى والجرحى من خلال الجرائد التي بدأت تنشر أرقاما تختلف كثيرا عن الأرقام التي ينشرها رامسفلد في بياناته ، كما وان أرقام المفقودين في العراق أخذت بالارتفاع بشكل ملفت للنظر من خلال انقطاع التراسل بين الجنود الأمريكان وذويهم سواء من خلال البريد العادي أو الالكتروني أو الاتصال الهاتفي ،ودون ان يلقى اهالى الجنود أية إجابات مقنعة عن أسباب هذا الانقطاع ، مما حدا بهؤلاء الاهالى إلى تفسير ما يحدث بأنه إخفاء متعمد لمقتل أبنائهم ،وهذا بدوره زاد من ضغطهم على الكونغرس الذي بدأ يطالب بتحديد جدول للانسحاب من العراق لأنه لم يعد هو الأخر قادرا على إخفاء الحقائق والسير على خطى رامسفلد وبوش إلى النهاية الأكثر إيلاما.
وما تصريحات بوش و رامسفلد برفضهم تحديد جدول زمني لسحب قواتهم من العراق ما هو إلا نفاق وكذب موجه لوسائل الإعلام ،خشية الوقوع في الاعتراف بالهزيمة أمام الملأ ، ولا شك أنهم يعملون على قاعدة (إذا ابتليتم فاستتروا )

ما دامت المطرقة تهوي بشدة على راس رامسفلد فان سندان الكونغرس سيتألم أكثر إلى ان( تنفلق مرارته) وعندها سيتلوث الجسد بأكمله ويصاب بالتسمم ، فهل سيتحمل رامسفلد ضربات المطرقة ،ويتحمل الكونغرس راس رامسفلد إلى ان تفقع مرارته ؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.

البصري
19-06-2005, 03:25 PM
لكم كابر "فرعون" موسى بعد ما رأى الآية تلو الآية ( تسع آيات عظيمة ) تجعل الصخر الجلمود يؤمن ؛ ويُسلّم لموسى ؛ ولكنه فرعون وملأه ؛ كما هو أبو جهل والملأ من قريش ؛ والنمرود وملؤه .. على مرّ التاريخ منذ ابني آدم حتى يوم القيامة تبقى أقوام المتكبرين المتجبرين تأخذهم العزّة بالإثم ؛ مصرّين على الكفر والظلم والفجور ؛ معاندين لتمضي سُنّة الله تعالى : أنّه سبحانه يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلتْه .

سيأتي رامسفيلد ؛ وبوش ؛ وبلير ؛ وكل يهود ؛ والصليبيين والمنافقين والخائنين راكعين أمام الحقّ ( ولاتَ حينَ مناصٍ )

ذلك وعد الله ، والله لا يُخلِف وعده أولياءه .