IdiotKiller
26-05-2004, 01:20 PM
منقول/ ابو بشار
أغلق عليٌ باب مكتبي، أحاول أن أشهر قلمي، كأنه يستعصي علي الكتابة، تزاحمني العناوين، أريد أن أكتب شيئا يبعث الأمل في النفوس، رائحة الدم تطاردني، صوت امرأة فلسطينية تصرخ فيزلزل كياني، أبعث بروحي إلي هناك، تعود إليٌ مشبعة برائحة البارود الذي اخترق أجساد أطفالي في رفح ودير البلح وجنين.
إنها الحرب.. الطائرات، الدبابات، الصواريخ، بيوت تهدم علي حدودي، طلقات القتل تخترق جوف بلادي، لكن قلمي لا يريد أن يكتب، إنه ينزف، يقطر دما كقلبي الذي يشتاط غضبا!!
في المساء عندما أغفو قليلا تزاحمني صور 'أبو غريب'، يطاردني صوت إمام مسجد أجبر علي خلع ملابسه وارتداء ملابس النساء، أختنق وأنا أتذكر مظاهر الرجال الذين يجبرون علي ممارسة الشذوذ، يؤلمني صوت امرأة تغتصب علي يد القتلة، تصرخ: وامعتصماه! لكن المعتصم لا يرد، غاب عن الدنيا، أصبح مهموما بالكرسي والسجادة الحمراء!!
علي شاشة التلفاز يقتحم جورج بوش غرفة نومي، يطل بوجهه الكئيب، يبث السم في جسدي، لا يهتم برد الفعل، يمنح الوعود للقتلة، يغمس يديه في دمائنا، يصافح شارون الذي اغتال أحمد ياسين منذ قليل، يعلنان وثيقة العهد، ويبتسمان بسخرية لاذعة.
بعد قليل، يطل علينا بوش مرة أخري، وإلي جواره في هذه المرة دونالد رامسفيلد.. المغتصب، السفاح، المجرم، لكن لبوش رأيا آخر، فرامسفيلد قام بعمل رائع في العراق، وهو أفضل وزير دفاع في تاريخ الولايات المتحدة!!
أبحث عن رد فعل عربي واحد. لا حراك، كأنه الموت، الصمت قاتل، النفوس المهزومة لا تصنع حاضرا ولا مستقبلا.. أسأل: أين الناس؟ دعكم من الحكام، أيديكم منهم والأرض،. ولكن أين أنتم؟ لماذا لم نسمع عن مظاهرة واحدة تخرج، تستنكر، تعلن غضبتها علي شرفنا المستباح في فلسطين، كيف يمكن للإنسان أن يصبح لوحا من الثلج، كيف له أن يكتم غضبته ويقمع ذاته ويجبرها علي الصمت والخنوع؟
إذا أردتم الخروج من الأزمة، ووقف التردي، والحفاظ علي شرف أوطانكم وأهليكم، فلابد أن تكونوا طرفا فيما يجري، صوتكم يجب ألا يغيب أبدا، لا تكتفوا بالبكاء والدموع، فهذا زمن التصدي والمواجهة، وليس زمن الخنوع والاستسلام.
سقطت كل الرهانات علي السلام والصداقة، حدث الفرز، وسقطت الأقنعة، أصبحنا نعرف من معنا ومن ضدنا، أدرك الكافة أن أمريكا مستنقع الوحل يلطخ الوجوه، لم تعد للمتأمركين بضاعة، لقد ظهروا علي حقيقتهم، دعاة الحرية علي النمط الأمريكي ليسوا أكثر من عملاء، وبوتيكات حقوق الإنسان عجزت عن إدانة أخطر الجرائم الإنسانية لأنهم ارتهنوا إرادتهم وباعوا شرفهم لمن يدفع.
أما دعاة الزيف الإعلامي فقد أصبحت فضيحتهم مدوية، فقدوا أية مصداقية لما يكتبون، منذ زمن طويل، وتأكد الآن، أنهم ليسوا أكثر من أفاقين عملاء يروجون لربهم الأعظم في البيت الأسود الأمريكي!!
يبحثون دائما عن مبررات، شاركوا في التمهيد لاحتلال العراق، والآن يروجون لجريمة أمريكا ضد سوريا، ويعزفون علي نفس الوتر الذي يعزفه غلاة المتشددين الأمريكيين ضد مصر والسعودية والسودان.
هؤلاء ركائز متقدمة، تخدم الهدف، وتقبض الثمن، اخترقوا وسائل إعلامنا، تغلغلوا داخل مؤسساتنا، أضحوا في حماية المارينز، بينما الأنظمة المستهدفة تقف عاجزة عن التصدي لهم.
لقد اخترق الأمريكيون والصهاينة كل الخطوط الحمراء، هدموا المساجد، وفعلوا كل الموبقات بالبشر، لم تعد لديهم مدينة مقدسة ولا ساحة محرمة، حتي ضريح الإمام علي أطلقوا عليه داناتهم، ولم يبق أمامهم الآن سوي هدم المسجد الأقصي والكعبة ومحاكمة الرسول صلي الله عليه وسلم بأثر عكسي.
لقد ألفوا لنا كتابا جديدا اسمه 'الفرقان الحق' وقالوا: هذا بديل عن القرآن، يساعد علي تحقيق السلام والاستقرار والتصالح بين الحضارات، والخطوة القادمة ستكون تحريم طباعة القرآن نهائيا، وربما معاقبة كل من يقتنيه بتهمة الإرهاب، وأمامهم مشروع انتهوا من خطواته النهائية يقضي بتغيير حروف اللغة العربية واستبدالها بحروف لاتينية تحت زعم تحقيق التواصل بين الثقافات ويسعون الآن من أجل اقناع العرب بأهمية المشروع الجديد.
تري بعد كل ذلك، هل نصمت؟ هل نغلق علينا أبوابنا؟ ونقول: 'كفي الله المؤمنين شر القتال' وماذا إذا كان القتال قد فرض علينا، ووصل بحريقه إلي بيوتنا وأجسادنا؟
يا سادة القضية لم تعد فقط قضية أنظمة عاجزة خانعة، القضية أصبحت قضية كل مواطن عربي، كلنا مسئولون عن هذا التردي، نحن الذين صنعناه بصمتنا وسكوتنا علي ما يجري.
إن أمريكا لن تتوقف، وإسرائيل ستظل تزحف، ولن تترك أحدا خارج دائرة النفوذ والسيطرة، طالما بقي العرب علي حالهم، وطالما ظلت الأمة صامتة بلا حراك.
إن المقاومة البطلة في العراق وفلسطين أثبتت أننا أمام عدو جبان، يخاف المواجهة، يهرب من ساحة القتال، ويحتمي بالطائرات والدبابات، فتعالوا نبحث عن طريق للخروج وعن وسيلة للتصدي.. تردع وتصيب العدو في مقتل.
لقد أعلنوا الحرب ضدنا جميعا حكاما ومحكومين.. انظروا ماذا فعلوا مع الرئيس مبارك في واشنطن، وتأملوا الحملة التي تفجرت ضد السعودية مؤخرا، واقرأوا المؤامرة التي تحاك حاليا ضد سوريا والسودان، إن علينا أن نعيد الحسابات مجددا.
والحسابات تقول: إننا أمة واحدة، والأعداء يعاملوننا كذلك، والحسابات تقول إن مصر هي القيادة، وإن زئيرها كفيل ببث الرعب في نفوس القتلة، وإنها وحدها القادرة علي توحيد الصف، وزلزلة الأرض من تحت أقدام العملاء.
إذا لم تتحرك مصر الآن وتلملم الجسد، إذا لم تضع حدا للعابثين بأمنها وأمن أمتها، فلنثق بأننا سندفع الثمن كما يïدفع الآن في العراق وفلسطين، وساعتها ستتحول أوطاننا إلي ساحة تشبه سجن أبو غريب، وسيكون علينا أن نبدأ من المربع صفر!!
من هذا المنطلق أريد أن أتساءل كما يتساءل كثيرون غيري: أين هو موقفنا مما يحدث في رفح؟ لماذا لا تتحرك مصر لانقاذ أبناء شعبنا الفلسطيني من حرب الإبادة التي يتعرضون لها حاليا؟
إن ما يجري علي الحدود مع مصر يمس الأمن المصري في الصميم، فطلقات الدبابات التي تهدم بيوت الفلسطينيين في رفح تسببت في تصدع وهدم عشرات المنازل في رفح المصرية.
وانهار الدماء التي تتدفق علي الحدود تخترق أرضنا وتشعرنا جميعا بالمذلة والهوان.
لقد قالوا: إن كامب ديفيد قد حققت السلام والأمن بين مصر والعدو الصهيوني، ولكن ما نراه الآن هو خطر حقيقي يهدد مصر وأمنها في الصميم.
إن إسرائيل قررت إقامة خط بارليف جديد بيننا وبين فلسطين عبر حفر خندق مائي بطول الحدود بين مصر وقطاع غزة تحت زعم منع تسريب أسلحة للفلسطينيين، وهذه كلها ادعاءات زائفة.. ذلك أن هذا المخطط يعني أن الدور قد جاء علي مصر، وبأقرب ما يتصور الكثيرون، وإذا تأملنا ما نشرته الصحافة الإسرائيلية مؤخرا بأن هناك ضغوطا تمارس علي مصر حاليا بالتنازل عن 350 كيلومترا مربعا من أرضها وبعرض 20 كيلومترا داخل سيناء، وبما في ذلك قطاع الشاطئ في مقابل قيام 'إسرائيل' بإخلاء قطاع غزة لوضعنا أيدينا علي قلوبنا.
لقد تحركت مصر وبسرعة في قضية 'أشلاء الجنود الإسرائيليين' فلماذا لا تتحرك دفاعا عن الشعب الشقيق الذي يتعرض لحرب الإبادة علي يد القتلة والمجرمين؟
تصوروا معي لو أعلنت مصر أنها ستطرد السفير الإسرائيلي في حال استمرار العدوان علي الشعب الفلسطيني، مجرد تهديد فقط كان يمكن أن يوقف المجزرة ويدفع إسرائيل إلي مراجعة نفسها ألف مرة.
لقد صمتنا علي اغتيال الشهيد أحمد ياسين، فكان طبيعيا أن يغتال الرمز المناضل د. عبدالعزيز الرنتيسي، وكان طبيعيا أن تهدد إسرائيل باغتيال عرفات، وكان طبيعيا أن تجتاح رفح، وأن تمارس حرب الإبادة بهذه الطريقة البشعة.
لا تقولوا لي : وأين العرب؟.. بل يجب أن نسأل أولا: أين مصر؟.. لماذا تقف هكذا صامتة؟ لماذا لم نعد نجرؤ حتي علي الشجب والإدانة؟ هل أصبحنا بلا دور؟ وإلي متي سيبقي هذا الهوان؟
مصر هي التي تحرك المياه الراكدة، مصر هي القادرة علي وقف هذا التردي، وإذا غابت مصر غابت الأمة بأسرها. هنا يكون طبيعيا أن تمارس إسرائيل كل أنواع العبث في الجسد العربي، وهي آمنة مطمئنة بأن أحدا لن يتحرك.
إنني لا أستبشر خيرا بالقمة العربية في تونس، فالبيانات هي البيانات، وكولن باول يدس أنفه في كل كلمة وكل حرف، ولذلك يبقي الرهان الوحيد هو علي الجماهير العربية.
الجماهير العربية هي وحدها القادرة علي وضع حد لهذا التردي الذي تعيشه الأمة في الوقت الراهن، فمتي تتحرك الجماهير؟ ومتى تنطلق دفاعا عن عقيدتها وأرضها وكرامتها؟!
تعليق
اعذرني يا أستاذ مصطفى تقول:-
مصر هي القادرة علي وقف هذا التردي، وإذا غابت مصر غابت الأمة بأسرها
وأقول لك إن أكبر متآمر على الأمة الإسلامية والعربية حاليا هي مصر اللا مبارك..... نعم مصر قادرة على وقف التدهور لكن ليست مصر الحالية بقيادة هذا العميل الخانع الذي حولها إلى دولة تأتمر بأوامر البيت الأسود.... مصر الإسلامية بقيادة المجاهدين المخلصين الموحدين البعيدة كل البعد عن التعصب الأعمى لما يسمى "الوطنية" و "المصرية الفرعونية" و "القومية"، والمتمسكة براية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. مصر أيمن الظواهري.. مصر الشيخ عمر عبد الرحمن ورفاقه هي التي ستقودنا إلى راية التحرير والخلافة بإذن الله...
أغلق عليٌ باب مكتبي، أحاول أن أشهر قلمي، كأنه يستعصي علي الكتابة، تزاحمني العناوين، أريد أن أكتب شيئا يبعث الأمل في النفوس، رائحة الدم تطاردني، صوت امرأة فلسطينية تصرخ فيزلزل كياني، أبعث بروحي إلي هناك، تعود إليٌ مشبعة برائحة البارود الذي اخترق أجساد أطفالي في رفح ودير البلح وجنين.
إنها الحرب.. الطائرات، الدبابات، الصواريخ، بيوت تهدم علي حدودي، طلقات القتل تخترق جوف بلادي، لكن قلمي لا يريد أن يكتب، إنه ينزف، يقطر دما كقلبي الذي يشتاط غضبا!!
في المساء عندما أغفو قليلا تزاحمني صور 'أبو غريب'، يطاردني صوت إمام مسجد أجبر علي خلع ملابسه وارتداء ملابس النساء، أختنق وأنا أتذكر مظاهر الرجال الذين يجبرون علي ممارسة الشذوذ، يؤلمني صوت امرأة تغتصب علي يد القتلة، تصرخ: وامعتصماه! لكن المعتصم لا يرد، غاب عن الدنيا، أصبح مهموما بالكرسي والسجادة الحمراء!!
علي شاشة التلفاز يقتحم جورج بوش غرفة نومي، يطل بوجهه الكئيب، يبث السم في جسدي، لا يهتم برد الفعل، يمنح الوعود للقتلة، يغمس يديه في دمائنا، يصافح شارون الذي اغتال أحمد ياسين منذ قليل، يعلنان وثيقة العهد، ويبتسمان بسخرية لاذعة.
بعد قليل، يطل علينا بوش مرة أخري، وإلي جواره في هذه المرة دونالد رامسفيلد.. المغتصب، السفاح، المجرم، لكن لبوش رأيا آخر، فرامسفيلد قام بعمل رائع في العراق، وهو أفضل وزير دفاع في تاريخ الولايات المتحدة!!
أبحث عن رد فعل عربي واحد. لا حراك، كأنه الموت، الصمت قاتل، النفوس المهزومة لا تصنع حاضرا ولا مستقبلا.. أسأل: أين الناس؟ دعكم من الحكام، أيديكم منهم والأرض،. ولكن أين أنتم؟ لماذا لم نسمع عن مظاهرة واحدة تخرج، تستنكر، تعلن غضبتها علي شرفنا المستباح في فلسطين، كيف يمكن للإنسان أن يصبح لوحا من الثلج، كيف له أن يكتم غضبته ويقمع ذاته ويجبرها علي الصمت والخنوع؟
إذا أردتم الخروج من الأزمة، ووقف التردي، والحفاظ علي شرف أوطانكم وأهليكم، فلابد أن تكونوا طرفا فيما يجري، صوتكم يجب ألا يغيب أبدا، لا تكتفوا بالبكاء والدموع، فهذا زمن التصدي والمواجهة، وليس زمن الخنوع والاستسلام.
سقطت كل الرهانات علي السلام والصداقة، حدث الفرز، وسقطت الأقنعة، أصبحنا نعرف من معنا ومن ضدنا، أدرك الكافة أن أمريكا مستنقع الوحل يلطخ الوجوه، لم تعد للمتأمركين بضاعة، لقد ظهروا علي حقيقتهم، دعاة الحرية علي النمط الأمريكي ليسوا أكثر من عملاء، وبوتيكات حقوق الإنسان عجزت عن إدانة أخطر الجرائم الإنسانية لأنهم ارتهنوا إرادتهم وباعوا شرفهم لمن يدفع.
أما دعاة الزيف الإعلامي فقد أصبحت فضيحتهم مدوية، فقدوا أية مصداقية لما يكتبون، منذ زمن طويل، وتأكد الآن، أنهم ليسوا أكثر من أفاقين عملاء يروجون لربهم الأعظم في البيت الأسود الأمريكي!!
يبحثون دائما عن مبررات، شاركوا في التمهيد لاحتلال العراق، والآن يروجون لجريمة أمريكا ضد سوريا، ويعزفون علي نفس الوتر الذي يعزفه غلاة المتشددين الأمريكيين ضد مصر والسعودية والسودان.
هؤلاء ركائز متقدمة، تخدم الهدف، وتقبض الثمن، اخترقوا وسائل إعلامنا، تغلغلوا داخل مؤسساتنا، أضحوا في حماية المارينز، بينما الأنظمة المستهدفة تقف عاجزة عن التصدي لهم.
لقد اخترق الأمريكيون والصهاينة كل الخطوط الحمراء، هدموا المساجد، وفعلوا كل الموبقات بالبشر، لم تعد لديهم مدينة مقدسة ولا ساحة محرمة، حتي ضريح الإمام علي أطلقوا عليه داناتهم، ولم يبق أمامهم الآن سوي هدم المسجد الأقصي والكعبة ومحاكمة الرسول صلي الله عليه وسلم بأثر عكسي.
لقد ألفوا لنا كتابا جديدا اسمه 'الفرقان الحق' وقالوا: هذا بديل عن القرآن، يساعد علي تحقيق السلام والاستقرار والتصالح بين الحضارات، والخطوة القادمة ستكون تحريم طباعة القرآن نهائيا، وربما معاقبة كل من يقتنيه بتهمة الإرهاب، وأمامهم مشروع انتهوا من خطواته النهائية يقضي بتغيير حروف اللغة العربية واستبدالها بحروف لاتينية تحت زعم تحقيق التواصل بين الثقافات ويسعون الآن من أجل اقناع العرب بأهمية المشروع الجديد.
تري بعد كل ذلك، هل نصمت؟ هل نغلق علينا أبوابنا؟ ونقول: 'كفي الله المؤمنين شر القتال' وماذا إذا كان القتال قد فرض علينا، ووصل بحريقه إلي بيوتنا وأجسادنا؟
يا سادة القضية لم تعد فقط قضية أنظمة عاجزة خانعة، القضية أصبحت قضية كل مواطن عربي، كلنا مسئولون عن هذا التردي، نحن الذين صنعناه بصمتنا وسكوتنا علي ما يجري.
إن أمريكا لن تتوقف، وإسرائيل ستظل تزحف، ولن تترك أحدا خارج دائرة النفوذ والسيطرة، طالما بقي العرب علي حالهم، وطالما ظلت الأمة صامتة بلا حراك.
إن المقاومة البطلة في العراق وفلسطين أثبتت أننا أمام عدو جبان، يخاف المواجهة، يهرب من ساحة القتال، ويحتمي بالطائرات والدبابات، فتعالوا نبحث عن طريق للخروج وعن وسيلة للتصدي.. تردع وتصيب العدو في مقتل.
لقد أعلنوا الحرب ضدنا جميعا حكاما ومحكومين.. انظروا ماذا فعلوا مع الرئيس مبارك في واشنطن، وتأملوا الحملة التي تفجرت ضد السعودية مؤخرا، واقرأوا المؤامرة التي تحاك حاليا ضد سوريا والسودان، إن علينا أن نعيد الحسابات مجددا.
والحسابات تقول: إننا أمة واحدة، والأعداء يعاملوننا كذلك، والحسابات تقول إن مصر هي القيادة، وإن زئيرها كفيل ببث الرعب في نفوس القتلة، وإنها وحدها القادرة علي توحيد الصف، وزلزلة الأرض من تحت أقدام العملاء.
إذا لم تتحرك مصر الآن وتلملم الجسد، إذا لم تضع حدا للعابثين بأمنها وأمن أمتها، فلنثق بأننا سندفع الثمن كما يïدفع الآن في العراق وفلسطين، وساعتها ستتحول أوطاننا إلي ساحة تشبه سجن أبو غريب، وسيكون علينا أن نبدأ من المربع صفر!!
من هذا المنطلق أريد أن أتساءل كما يتساءل كثيرون غيري: أين هو موقفنا مما يحدث في رفح؟ لماذا لا تتحرك مصر لانقاذ أبناء شعبنا الفلسطيني من حرب الإبادة التي يتعرضون لها حاليا؟
إن ما يجري علي الحدود مع مصر يمس الأمن المصري في الصميم، فطلقات الدبابات التي تهدم بيوت الفلسطينيين في رفح تسببت في تصدع وهدم عشرات المنازل في رفح المصرية.
وانهار الدماء التي تتدفق علي الحدود تخترق أرضنا وتشعرنا جميعا بالمذلة والهوان.
لقد قالوا: إن كامب ديفيد قد حققت السلام والأمن بين مصر والعدو الصهيوني، ولكن ما نراه الآن هو خطر حقيقي يهدد مصر وأمنها في الصميم.
إن إسرائيل قررت إقامة خط بارليف جديد بيننا وبين فلسطين عبر حفر خندق مائي بطول الحدود بين مصر وقطاع غزة تحت زعم منع تسريب أسلحة للفلسطينيين، وهذه كلها ادعاءات زائفة.. ذلك أن هذا المخطط يعني أن الدور قد جاء علي مصر، وبأقرب ما يتصور الكثيرون، وإذا تأملنا ما نشرته الصحافة الإسرائيلية مؤخرا بأن هناك ضغوطا تمارس علي مصر حاليا بالتنازل عن 350 كيلومترا مربعا من أرضها وبعرض 20 كيلومترا داخل سيناء، وبما في ذلك قطاع الشاطئ في مقابل قيام 'إسرائيل' بإخلاء قطاع غزة لوضعنا أيدينا علي قلوبنا.
لقد تحركت مصر وبسرعة في قضية 'أشلاء الجنود الإسرائيليين' فلماذا لا تتحرك دفاعا عن الشعب الشقيق الذي يتعرض لحرب الإبادة علي يد القتلة والمجرمين؟
تصوروا معي لو أعلنت مصر أنها ستطرد السفير الإسرائيلي في حال استمرار العدوان علي الشعب الفلسطيني، مجرد تهديد فقط كان يمكن أن يوقف المجزرة ويدفع إسرائيل إلي مراجعة نفسها ألف مرة.
لقد صمتنا علي اغتيال الشهيد أحمد ياسين، فكان طبيعيا أن يغتال الرمز المناضل د. عبدالعزيز الرنتيسي، وكان طبيعيا أن تهدد إسرائيل باغتيال عرفات، وكان طبيعيا أن تجتاح رفح، وأن تمارس حرب الإبادة بهذه الطريقة البشعة.
لا تقولوا لي : وأين العرب؟.. بل يجب أن نسأل أولا: أين مصر؟.. لماذا تقف هكذا صامتة؟ لماذا لم نعد نجرؤ حتي علي الشجب والإدانة؟ هل أصبحنا بلا دور؟ وإلي متي سيبقي هذا الهوان؟
مصر هي التي تحرك المياه الراكدة، مصر هي القادرة علي وقف هذا التردي، وإذا غابت مصر غابت الأمة بأسرها. هنا يكون طبيعيا أن تمارس إسرائيل كل أنواع العبث في الجسد العربي، وهي آمنة مطمئنة بأن أحدا لن يتحرك.
إنني لا أستبشر خيرا بالقمة العربية في تونس، فالبيانات هي البيانات، وكولن باول يدس أنفه في كل كلمة وكل حرف، ولذلك يبقي الرهان الوحيد هو علي الجماهير العربية.
الجماهير العربية هي وحدها القادرة علي وضع حد لهذا التردي الذي تعيشه الأمة في الوقت الراهن، فمتي تتحرك الجماهير؟ ومتى تنطلق دفاعا عن عقيدتها وأرضها وكرامتها؟!
تعليق
اعذرني يا أستاذ مصطفى تقول:-
مصر هي القادرة علي وقف هذا التردي، وإذا غابت مصر غابت الأمة بأسرها
وأقول لك إن أكبر متآمر على الأمة الإسلامية والعربية حاليا هي مصر اللا مبارك..... نعم مصر قادرة على وقف التدهور لكن ليست مصر الحالية بقيادة هذا العميل الخانع الذي حولها إلى دولة تأتمر بأوامر البيت الأسود.... مصر الإسلامية بقيادة المجاهدين المخلصين الموحدين البعيدة كل البعد عن التعصب الأعمى لما يسمى "الوطنية" و "المصرية الفرعونية" و "القومية"، والمتمسكة براية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. مصر أيمن الظواهري.. مصر الشيخ عمر عبد الرحمن ورفاقه هي التي ستقودنا إلى راية التحرير والخلافة بإذن الله...