منصور بالله
18-06-2005, 06:51 PM
<b>صناعة الخبر في (( حياة )) آل سعود!
شبكة البصرة
د نوري المرادي
إذا بليتم بالفضائح فاكتبوا في صحيفة الحياة!
أتساءل عن الفرق بين إسماعيل زاير ومطفأة السجاير!
قبل ايام تسرب إلى بعض الجالية العربية في بريطانيا خبر فضيحة أخلاقية من النوع الثقيل بطلها السالب هو مدير تحرير صحيفة عربية مشهورة تصدر في لندن تمولها العائلة المالكة السعودية. والفضيحة تتلخص بأن مدير التحرير أولم لأحد الأمراء في بيته الفاخر في لندن. ولعبت الخمرة برأس الأمير، أو هو إفتعل السكر، فتحرش بزوجة مدير التحرير دون سواها من الجميلات المستأجرات لتلك الليلة. وخجلا أو إحتراما تجاوبت الزوجة مع الأمير ونادمته، بينما الزوج يفتعل الهايلايفية والذوق ويبش ويهش بوجه الأمير. ثم تمادى الأمير وسقى الزوجة وقبلها بفمها قبلة طويلة، قطعها الزوج معترضا رابتا بأدب على كتف الأمير. لكن هذا ودون تكلف قال له: تخرج هذه الليلة من دارك أو تطرد غدا من عملك!؟
وأنهي الحفل وخرج المعنيون.
وبقي مدير التحرير محتفظا بمنصبه،، سوى ركاكة في الحبك وسفاهة في البناء بدأتا تميزان مواضيعه!
طبعا هذه الفضيحة منفصلة تماما ولا رابط لها بما سنتناوله أدناه، إنماها لمجرد التذكير.
فتحت عنوان (السيد يخوض مفاوضات مع الأمريكيين ورأس الزرقاوي قد يكون الثمن) نشرت صحيفة (الحياة) السعودية الصادرة في لندن اليوم 050616 الخبر التالي: (( تشير تسريبات أميركية في بغداد الى ان شيخ احدى أكبر عشائر الانبار اجتمع أخيراً مع وسطاء عرب واجانب في دولة مجاورة، وعرض سبل وقف العمليات المسلحة في مقابل طلبات تراوحت بين دور سياسي أوسع وعفو شامل عن المحتجزين في العراق. واكد مصدر قريب الى التنظيمات العسكرية في حزب البعث المنحل، التي تتخذ اسماء مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وجيش محمد وكتائب الفاروق وكتائب علي بن ابي طالب، ان محادثات اجريت في بلد «محايد» بين عناصر استخباراتية اميركية وعضو رفيع في البعث هو حسيب الرفاعي، النائب السابق لمدير الاستخبارات، علماً أن الرفاعي غير مدرج على قوائم المطلوبين اميركياً. والرفاعي، الذي يعرف بـالسيد ويرجح انه يتخذ من دولة عربية مقراً له، تعتبره الاوساط المسلحة العراقية أحد مهندسي حركة المقاومة ضد القوات الاميركية، وأحد قادة الظل الذين اختيروا لأداء ادوار في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين. الا ان نجمه أفل بعد سنة على الغزو الاميركي، في مقابل سطوة المجموعات الاسلامية المتطرفة، وتولي قادة مقربين الى تنظيم القاعدة مسؤولية ادارة العمليات وتمويلها. وأفادت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة شهدت أخيراً انقلاباً صامتاً بعد تفاقم التوتر المذهبي في العراق، خصوصاً اثر العمليات التي نفذتها مجموعات متطرفة ضد الشيعة وزعماء قبليين ودينيين، خروجاً على مبدأ الجهاد ضد المحتل، والذي شكل اساساً للتنسيق بين اطراف متناقضة ايديولوجياً كالبعثيين والاسلاميين المتطرفين، ما اتاح للسيد اعادة تفعيل دوره وتنظيم مجموعات تتلقى تعليمات من اعضاء في النظام السابق، بينهم محمد يونس الاحمد وعبدالباقي السعدون. ويبدو ان الاشارات الاميركية تجاوزت اسلوب الغزل الى تسريبات حول مفاوضات تزامنت مع تصريحات لأيهم السامرائي، وزير الكهرباء في حكومة اياد علاوي، والذي اكد اتصاله بمجموعات مسلحة مستعدة لبدء التفاوض والقاء السلاح، وتصريحات اخرى لوزير الدفاع السابق حازم الشعلان في شأن اتصالات مع مجموعات مسلحة ترفض صدام والمتطرفين والاحتلال... فضلاً عن تأكيد ليث كبة، الناطق باسم حكومة ابراهيم الجعفري، ان بعض المجموعات المسلحة أجرى اتصالات بالحكومة سعياً الى التفاوض على شروط لاحلال السلام وعلى رغم هذه الاشارات المتفائلة يبدو صعباً ضمان استجابة الاطراف الاكثر تشدداً في المعادلة، وان كان بعض الاطراف يلوح برأس ابي مصعب الزرقاوي وكبار معاونيه، كاحدى النتائج المتوقعة للمفاوضات، ما عزز أنباء عن مواجهات بين مجموعات ذات انتماءات قبلية وبعثية وصدامية وبين جماعة الزرقاوي في الانبار))
والخبر كما أورده موقع (العراق للجميع) سائب التوقيع مما يوحي أن كاتبه رئيس تحرير، أو عضو بارز في مكتب صياغة الدعاية الذي يحمل عنوان (مكتب الدراسات الإستراتيجية) في صحيفة الحياة.
وفي بغداد أعيد الإعتبار لمزحة قيلت في الستينات، عن كردي رفع تقريرا أمنيا بعابر سبيل بجريرة أنه قال: ((الحكومة نجسة)) فجيء بالعابر إلى محكمة، وإعترف أنه قال هذه الجملة، لكنها سائبة ولا مبرر لأخذها على حكومتنا. فإعترض المخبر الكردي قائلا: (( لا سيدي هو يقصد حكومتنا، لأنها الأنجس في العالم!))
وهي مزحة تُحكى، قد نفهم منها أن المرء يحكم بعين طبيعته أو خيالات أمانيه.
وإن ربطناها بموضوعنا هذا فيمكن القول أن المفاوضات أنواع كمفاوضات الفيتناميين المنتصرين مع الأمريكان المهزومين، أو مفاوضات رامسفيلد مع صدام التي إنتهت ببصقة بوجه رامسفيلد، ومفاوضات التقية، التي يلعبها هيئة علماء المسلمين والخالصي مع الأصفهانوصولاغيين. وهذه القوى أصلا داعمة للمقاومة رافضة للإحتلال قطعا، وليست المقاومة ذاتها. أما مع كتائب المقاومة فلا مفاوضات جرت، إنماها أحلام أمريكية مبنية على الفضيحة الكبرى بعد خسارة معركة القائم وبعد المقاتل التي غدت تفوق الثمانين جنديا أمريكا باليوم رغم عملية الذرق وغيرها.
وعلى أية حال فقد تطرق الأستاذ عوني القلمجي إلى تكذيب حزب البعث لأخبار المفاوضات، وليس لجماعة الزرقاوي أية نية بتباحث، وهم أصلا أأنف من أن يردوا على أخبار مفاوضات. أما بقية قوى المقاومة، فلم يتهمها أحد بالتفاوض!
وعلى أية حال، أيضا، فالأمريكان وغلمانهم مافتئوا يتحدثون عن مفاوضات ما مع المقاومة منذ سنة ونصف بالتمام والكمال. حيث قال سانشيز يوم كان ناطقا بإسم قوات الإحتلال أن مفاوضات تجري، ثم بعده بثلاثة أشهر قال كريم شهبوري أن مفاوضات جرت، ثم بعده بستة أشهر أخرى قال حويزم بن كطيران العشيلان أن مفاوضات جرت وأثنى عليه عليوي، ثم ها هم يعيدون ثانية إسطوانة المفاوضات الجارية، وسيعيدوها مجددا حين تمر الأيام وتضطرد وتيرة مقاتل الأمريكان في العراق. وقد عودنا الأمريكان على فذلكة ما يطروحنها إلى السوق بعد كل هزيمة منكرة تطالهم على يد فتيان العراق البواسل وأنصارهم.
المهم إن هذه الإسطوانات هي خبز الإحتلال ومرتكز أحلامه، ولا ضرر منها، ولا هي نفعت محتلا خلال التاريخ ولا أحد يتعامل معها سوى بإزدراء. لذا نعود إلى خبر (الحياة) ونعالجه عسانا نستشف سبب نشره!
فالخبر تتصدره جملة: ((تشير تسريبات أمريكية في بغداد)). وهي أول ركاكة في الحبك وسفاهة في البناء تضرب القصة بكاملها. وهما سفاهة وركاكة كان مدير تحرير الخبر سيتجاوزهما حتما لو أنه أسنده لإسم أمريكي لا على التعيين أو رتبة ما من مراتب الإحتلال. ولا أحد سيذهب ويستقصي، إنما الإسناد يقوي المصداقية التي إنفقدت أصلا جراء إبقاء الخبر سائبا دون توقيع كاتبه، ولا ذكر لإسم شيخ العشيرة الدليمية الكبيرة ولا ذكر للبلد المجاور. والأمريكان وحيثهم يعلمون أنهم قد كرروا خبر المفاوضات مع المقاومة للمرة العاشرة خلال سنة ونصف ولم يصدقوا مرة، فلابد وإن أرادوا الحديث عن مفاوضات فسيعمدون إلى التلميحات الضعيفة جدا، كي لا تحسب عليهم فشلا جديدا. وربما من هنا صاروا لا يتحدثون عن مفاوضات، إنما عن تلميحات باهتة من قبيل: (( أن الحل في العراق يتم بإشراك أعداد إضافية من السنة في صياغة الدستور )).
المهم إن في السطر الأول فقط من الخبر الذي نشرته الحياة السعودية عن المفاوضات إجتمعت أربعة إنعدامات عهدة، إسم محرر الخبر وإسم مصدره وإسم شيخ العشيرة المتفاوضة وإسم البلد!
ثم تتواصل حالات إنعدام العهدة حين لم يذكر الخبر إسماء الوسطاء واسماء دولهم وإسم البلد المحايد الذي جرى فيه التفاوض المخابرات الأمريكية مع السيد وإسم الدولة العربية التي يتخذها مقرا، وإسم المصدر المقرب من المقاومة، وإسم المصادر التي أفادت بوقوع إنقلاب صامت، وإسم الأطراف التي تلوح برأس الزرقاوي ثمنا. أي لدينا في خبر واحد من 11 سطرا، هناك 11 مبعث لإنعدام العهدة، أي بمعدل إنعدام واحد في السطر.
بل وفي سفاهة وترهة ما بعدها ترهة، وحين إنتبه صائغ الخبر لكثرة إنعدامات العهدة، إعتهد لأسماء كأيهم وليث وكريم شهبوري، والذين هم أصلا دون الخنازير عهدة وغلمان إحتلال وبروليتاريته الرثة المستعدة حتى للسجود أغريقيا أمامه.
ويواصل الخبر في السطر الثاني منه ليقول أن التفاوض مقابل طلبات تراوحت بين دور سياسي أوسع وعفو شامل عن المحتجزين. وهذه جملة لا قيمة لها بحكم أنها تكررت في كل مرة يدعون بها التفاوض مع جهة من جهات المقاومة.
ويواصل الخبر فيذكر أن حسيب الرفاعي هو النائب السابق لمدير الاستخبارات وأحد مهندسي حركة المقاومة ضد القوات الاميركية وأحد قادة الظل الذين اختيروا لأداء ادوار في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين. وهذا يعني أن الرفاعي إرهابي من الطراز الأول حسب المفهوم الأمريكي. وإرهابي من الطراز الأول أيضا وحسب مفهومهم لكونه عنصرا متقدما من عناصر البعث. وكل إرهابي حسب المفهوم الأمريكي مطلوب ومسجل إسمه على قائمة المطلوبين التي توسعت فصارت تشتمل على ما لايقل عن 30الف إسم تبدأ بالسياسيين الرافضين للإحتلال وتنتهي بالقادة الميامين عزت الدوري وعبدالباقي والزرقاوي، ورأس المجاهدين عبدالله الجنابي. والأمريكيون كما يدعون لا يتنازلون ويجتمعون بإرهابي. والمطلوب لأمريكا لا يجرؤ على الإجتماع بهم. وهي متاهة حلها صائغ الخبر بالقول أن الرفاعي غير مطلوب. ولا أدري إن كان صائغ الخبر سفيها أبلها إلى الدرجة التي لا يعلم بها أن المتفاوض حتى من عتاة المجرمين معفوا من تبعات المطلوبية. وهكذا ديدن التفاوضات،، الصادقة أو النصف صادقة أو حتى الإيمائية في العالم،، لكن ليس عالم جريدة الحياة التي يتصدرها طبل الإعلام المهترئ عبدالوهاب بدرخان أو مهتوك الصحفيين الراشد، أو غلامهم القرد القميء إسماعيل زاير.
أما قول الخبر: ((وأفادت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة شهدت أخيراً انقلاباً صامتاً بعد تفاقم التوتر المذهبي في العراق، خصوصاً اثر العمليات التي نفذتها مجموعات متطرفة ضد الشيعة وزعماء قبليين ودينيين، خروجاً على مبدأ الجهاد ضد المحتل، والذي شكل اساساً للتنسيق بين اطراف متناقضة ايديولوجياً كالبعثيين والاسلاميين المتطرفين، ما اتاح للسيد اعادة تفعيل دوره وتنظيم مجموعات تتلقى تعليمات من اعضاء في النظام السابق، بينهم محمد يونس الاحمد وعبدالباقي السعدون )) هذا القول يمثل حقا منتهى الجهالة في صياغة الدعايات النفسية والتحريض الطائفية.
ذلك أن صائغ الخبر يقول ضمنا هنا أنه والأمريكان كانو يؤمنون بشرعية قتال البعث للمحتلين ويرون فيه جهادا شرعيا حتى جاءت الجماعات الإسلامية وهاجمت الشيعة. قال هذا على إفتراض أن عراقيا واحدا بقي يرى بفيلق بدر شيعيا ويرى بالجعفري أو السستاني ممثلين للشيعة وليس عملاء خونة حكمهم حكم المحتل ذاته. ويفترض أن عراقيا واحدا لازال يصدق أن الهجمات التي طالت المساجد الشيعية من تنفيذ المقاومة وليس من تنفيذ الإحتلال وغلمانه، أو يفترض أن عراقيا واحدا لا يعلم أن قتلة الخائن باقر حكيم هم الموساد وبالتعاون مع أخيه عبدالعزيز ونائبه حامد البياتي وبإدارة وإشراف الجلبي وكريم شهبوري.
الجميل أن صائغ الخبر لا ينتبه أنه أعطى للرفاعي مكانة جديدة هنا، حين جعله يعيد التنسيق ويتلقى الأوامر من عبدالباقي المعروض مليون دولار لمجرد معلومات تشير إلى مكانه. وليصدق أحد أن شخصا كالرفاعي ينسق مع هذا القائد الأسطورة عبدالباقي الذي أذاق المحتلين الويلات، ولا يكون مطلوبا للأمريكان!
أما القول: (( ان بعض المجموعات المسلحة أجرت اتصالات بالحكومة سعياً الى التفاوض على شروط لاحلال السلام )) فهو ترهة لا ينتبه صائغ الخبر أنه ما يلبث وبعد كلمتين فقط ويلغيها حين يقول: (( وعلى رغم هذه الاشارات المتفائلة يبدو صعباً ضمان استجابة الاطراف الاكثر تشدداً في المعادلة ))
فلتقبض أمريكا، إذن، من أمانيها بالتفاوض الهواء!
وليمسح محرر أو مدير تحرير هذا الخبر السفيه بوزه وبوز أبيه!
أو ليستعد لصياغة الآلاف مثله أو أنجس منه!
إنما لو راجعنا الذي خلف سطور هذا الخبر فسنجده نسخة طبق الأصل من الفذلكات الأمريكية التي تخرج بها إلى الساحة بعد كل خسران، أو فضيحة!
وكاتب هذا الخبر لا يمكن سوى أن يكون بشعور منسوخ أو مشابه أو مطابق عن شعور مدير تحرير تلك الصحيفة السعودية في القصة أعلاه، حين عاد إلى بيته في اليوم التالي ووجد زوجته بعقد لؤلؤ بحراني تتوسطه ماسة مؤطرة بالعقيق اليماني. فعاد إلى مكتبه حردانا غضبانا مليئ بالغصة، وكتب،، مقالا بمانشيت عريض يشكر إسهامات العائلة السعودية في إقتصاد الوطن العربي!
شبكة البصرة
االجمعة 10 جمادي الاول 1426 / 17 حزيران 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس<B>
شبكة البصرة
د نوري المرادي
إذا بليتم بالفضائح فاكتبوا في صحيفة الحياة!
أتساءل عن الفرق بين إسماعيل زاير ومطفأة السجاير!
قبل ايام تسرب إلى بعض الجالية العربية في بريطانيا خبر فضيحة أخلاقية من النوع الثقيل بطلها السالب هو مدير تحرير صحيفة عربية مشهورة تصدر في لندن تمولها العائلة المالكة السعودية. والفضيحة تتلخص بأن مدير التحرير أولم لأحد الأمراء في بيته الفاخر في لندن. ولعبت الخمرة برأس الأمير، أو هو إفتعل السكر، فتحرش بزوجة مدير التحرير دون سواها من الجميلات المستأجرات لتلك الليلة. وخجلا أو إحتراما تجاوبت الزوجة مع الأمير ونادمته، بينما الزوج يفتعل الهايلايفية والذوق ويبش ويهش بوجه الأمير. ثم تمادى الأمير وسقى الزوجة وقبلها بفمها قبلة طويلة، قطعها الزوج معترضا رابتا بأدب على كتف الأمير. لكن هذا ودون تكلف قال له: تخرج هذه الليلة من دارك أو تطرد غدا من عملك!؟
وأنهي الحفل وخرج المعنيون.
وبقي مدير التحرير محتفظا بمنصبه،، سوى ركاكة في الحبك وسفاهة في البناء بدأتا تميزان مواضيعه!
طبعا هذه الفضيحة منفصلة تماما ولا رابط لها بما سنتناوله أدناه، إنماها لمجرد التذكير.
فتحت عنوان (السيد يخوض مفاوضات مع الأمريكيين ورأس الزرقاوي قد يكون الثمن) نشرت صحيفة (الحياة) السعودية الصادرة في لندن اليوم 050616 الخبر التالي: (( تشير تسريبات أميركية في بغداد الى ان شيخ احدى أكبر عشائر الانبار اجتمع أخيراً مع وسطاء عرب واجانب في دولة مجاورة، وعرض سبل وقف العمليات المسلحة في مقابل طلبات تراوحت بين دور سياسي أوسع وعفو شامل عن المحتجزين في العراق. واكد مصدر قريب الى التنظيمات العسكرية في حزب البعث المنحل، التي تتخذ اسماء مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وجيش محمد وكتائب الفاروق وكتائب علي بن ابي طالب، ان محادثات اجريت في بلد «محايد» بين عناصر استخباراتية اميركية وعضو رفيع في البعث هو حسيب الرفاعي، النائب السابق لمدير الاستخبارات، علماً أن الرفاعي غير مدرج على قوائم المطلوبين اميركياً. والرفاعي، الذي يعرف بـالسيد ويرجح انه يتخذ من دولة عربية مقراً له، تعتبره الاوساط المسلحة العراقية أحد مهندسي حركة المقاومة ضد القوات الاميركية، وأحد قادة الظل الذين اختيروا لأداء ادوار في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين. الا ان نجمه أفل بعد سنة على الغزو الاميركي، في مقابل سطوة المجموعات الاسلامية المتطرفة، وتولي قادة مقربين الى تنظيم القاعدة مسؤولية ادارة العمليات وتمويلها. وأفادت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة شهدت أخيراً انقلاباً صامتاً بعد تفاقم التوتر المذهبي في العراق، خصوصاً اثر العمليات التي نفذتها مجموعات متطرفة ضد الشيعة وزعماء قبليين ودينيين، خروجاً على مبدأ الجهاد ضد المحتل، والذي شكل اساساً للتنسيق بين اطراف متناقضة ايديولوجياً كالبعثيين والاسلاميين المتطرفين، ما اتاح للسيد اعادة تفعيل دوره وتنظيم مجموعات تتلقى تعليمات من اعضاء في النظام السابق، بينهم محمد يونس الاحمد وعبدالباقي السعدون. ويبدو ان الاشارات الاميركية تجاوزت اسلوب الغزل الى تسريبات حول مفاوضات تزامنت مع تصريحات لأيهم السامرائي، وزير الكهرباء في حكومة اياد علاوي، والذي اكد اتصاله بمجموعات مسلحة مستعدة لبدء التفاوض والقاء السلاح، وتصريحات اخرى لوزير الدفاع السابق حازم الشعلان في شأن اتصالات مع مجموعات مسلحة ترفض صدام والمتطرفين والاحتلال... فضلاً عن تأكيد ليث كبة، الناطق باسم حكومة ابراهيم الجعفري، ان بعض المجموعات المسلحة أجرى اتصالات بالحكومة سعياً الى التفاوض على شروط لاحلال السلام وعلى رغم هذه الاشارات المتفائلة يبدو صعباً ضمان استجابة الاطراف الاكثر تشدداً في المعادلة، وان كان بعض الاطراف يلوح برأس ابي مصعب الزرقاوي وكبار معاونيه، كاحدى النتائج المتوقعة للمفاوضات، ما عزز أنباء عن مواجهات بين مجموعات ذات انتماءات قبلية وبعثية وصدامية وبين جماعة الزرقاوي في الانبار))
والخبر كما أورده موقع (العراق للجميع) سائب التوقيع مما يوحي أن كاتبه رئيس تحرير، أو عضو بارز في مكتب صياغة الدعاية الذي يحمل عنوان (مكتب الدراسات الإستراتيجية) في صحيفة الحياة.
وفي بغداد أعيد الإعتبار لمزحة قيلت في الستينات، عن كردي رفع تقريرا أمنيا بعابر سبيل بجريرة أنه قال: ((الحكومة نجسة)) فجيء بالعابر إلى محكمة، وإعترف أنه قال هذه الجملة، لكنها سائبة ولا مبرر لأخذها على حكومتنا. فإعترض المخبر الكردي قائلا: (( لا سيدي هو يقصد حكومتنا، لأنها الأنجس في العالم!))
وهي مزحة تُحكى، قد نفهم منها أن المرء يحكم بعين طبيعته أو خيالات أمانيه.
وإن ربطناها بموضوعنا هذا فيمكن القول أن المفاوضات أنواع كمفاوضات الفيتناميين المنتصرين مع الأمريكان المهزومين، أو مفاوضات رامسفيلد مع صدام التي إنتهت ببصقة بوجه رامسفيلد، ومفاوضات التقية، التي يلعبها هيئة علماء المسلمين والخالصي مع الأصفهانوصولاغيين. وهذه القوى أصلا داعمة للمقاومة رافضة للإحتلال قطعا، وليست المقاومة ذاتها. أما مع كتائب المقاومة فلا مفاوضات جرت، إنماها أحلام أمريكية مبنية على الفضيحة الكبرى بعد خسارة معركة القائم وبعد المقاتل التي غدت تفوق الثمانين جنديا أمريكا باليوم رغم عملية الذرق وغيرها.
وعلى أية حال فقد تطرق الأستاذ عوني القلمجي إلى تكذيب حزب البعث لأخبار المفاوضات، وليس لجماعة الزرقاوي أية نية بتباحث، وهم أصلا أأنف من أن يردوا على أخبار مفاوضات. أما بقية قوى المقاومة، فلم يتهمها أحد بالتفاوض!
وعلى أية حال، أيضا، فالأمريكان وغلمانهم مافتئوا يتحدثون عن مفاوضات ما مع المقاومة منذ سنة ونصف بالتمام والكمال. حيث قال سانشيز يوم كان ناطقا بإسم قوات الإحتلال أن مفاوضات تجري، ثم بعده بثلاثة أشهر قال كريم شهبوري أن مفاوضات جرت، ثم بعده بستة أشهر أخرى قال حويزم بن كطيران العشيلان أن مفاوضات جرت وأثنى عليه عليوي، ثم ها هم يعيدون ثانية إسطوانة المفاوضات الجارية، وسيعيدوها مجددا حين تمر الأيام وتضطرد وتيرة مقاتل الأمريكان في العراق. وقد عودنا الأمريكان على فذلكة ما يطروحنها إلى السوق بعد كل هزيمة منكرة تطالهم على يد فتيان العراق البواسل وأنصارهم.
المهم إن هذه الإسطوانات هي خبز الإحتلال ومرتكز أحلامه، ولا ضرر منها، ولا هي نفعت محتلا خلال التاريخ ولا أحد يتعامل معها سوى بإزدراء. لذا نعود إلى خبر (الحياة) ونعالجه عسانا نستشف سبب نشره!
فالخبر تتصدره جملة: ((تشير تسريبات أمريكية في بغداد)). وهي أول ركاكة في الحبك وسفاهة في البناء تضرب القصة بكاملها. وهما سفاهة وركاكة كان مدير تحرير الخبر سيتجاوزهما حتما لو أنه أسنده لإسم أمريكي لا على التعيين أو رتبة ما من مراتب الإحتلال. ولا أحد سيذهب ويستقصي، إنما الإسناد يقوي المصداقية التي إنفقدت أصلا جراء إبقاء الخبر سائبا دون توقيع كاتبه، ولا ذكر لإسم شيخ العشيرة الدليمية الكبيرة ولا ذكر للبلد المجاور. والأمريكان وحيثهم يعلمون أنهم قد كرروا خبر المفاوضات مع المقاومة للمرة العاشرة خلال سنة ونصف ولم يصدقوا مرة، فلابد وإن أرادوا الحديث عن مفاوضات فسيعمدون إلى التلميحات الضعيفة جدا، كي لا تحسب عليهم فشلا جديدا. وربما من هنا صاروا لا يتحدثون عن مفاوضات، إنما عن تلميحات باهتة من قبيل: (( أن الحل في العراق يتم بإشراك أعداد إضافية من السنة في صياغة الدستور )).
المهم إن في السطر الأول فقط من الخبر الذي نشرته الحياة السعودية عن المفاوضات إجتمعت أربعة إنعدامات عهدة، إسم محرر الخبر وإسم مصدره وإسم شيخ العشيرة المتفاوضة وإسم البلد!
ثم تتواصل حالات إنعدام العهدة حين لم يذكر الخبر إسماء الوسطاء واسماء دولهم وإسم البلد المحايد الذي جرى فيه التفاوض المخابرات الأمريكية مع السيد وإسم الدولة العربية التي يتخذها مقرا، وإسم المصدر المقرب من المقاومة، وإسم المصادر التي أفادت بوقوع إنقلاب صامت، وإسم الأطراف التي تلوح برأس الزرقاوي ثمنا. أي لدينا في خبر واحد من 11 سطرا، هناك 11 مبعث لإنعدام العهدة، أي بمعدل إنعدام واحد في السطر.
بل وفي سفاهة وترهة ما بعدها ترهة، وحين إنتبه صائغ الخبر لكثرة إنعدامات العهدة، إعتهد لأسماء كأيهم وليث وكريم شهبوري، والذين هم أصلا دون الخنازير عهدة وغلمان إحتلال وبروليتاريته الرثة المستعدة حتى للسجود أغريقيا أمامه.
ويواصل الخبر في السطر الثاني منه ليقول أن التفاوض مقابل طلبات تراوحت بين دور سياسي أوسع وعفو شامل عن المحتجزين. وهذه جملة لا قيمة لها بحكم أنها تكررت في كل مرة يدعون بها التفاوض مع جهة من جهات المقاومة.
ويواصل الخبر فيذكر أن حسيب الرفاعي هو النائب السابق لمدير الاستخبارات وأحد مهندسي حركة المقاومة ضد القوات الاميركية وأحد قادة الظل الذين اختيروا لأداء ادوار في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين. وهذا يعني أن الرفاعي إرهابي من الطراز الأول حسب المفهوم الأمريكي. وإرهابي من الطراز الأول أيضا وحسب مفهومهم لكونه عنصرا متقدما من عناصر البعث. وكل إرهابي حسب المفهوم الأمريكي مطلوب ومسجل إسمه على قائمة المطلوبين التي توسعت فصارت تشتمل على ما لايقل عن 30الف إسم تبدأ بالسياسيين الرافضين للإحتلال وتنتهي بالقادة الميامين عزت الدوري وعبدالباقي والزرقاوي، ورأس المجاهدين عبدالله الجنابي. والأمريكيون كما يدعون لا يتنازلون ويجتمعون بإرهابي. والمطلوب لأمريكا لا يجرؤ على الإجتماع بهم. وهي متاهة حلها صائغ الخبر بالقول أن الرفاعي غير مطلوب. ولا أدري إن كان صائغ الخبر سفيها أبلها إلى الدرجة التي لا يعلم بها أن المتفاوض حتى من عتاة المجرمين معفوا من تبعات المطلوبية. وهكذا ديدن التفاوضات،، الصادقة أو النصف صادقة أو حتى الإيمائية في العالم،، لكن ليس عالم جريدة الحياة التي يتصدرها طبل الإعلام المهترئ عبدالوهاب بدرخان أو مهتوك الصحفيين الراشد، أو غلامهم القرد القميء إسماعيل زاير.
أما قول الخبر: ((وأفادت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة شهدت أخيراً انقلاباً صامتاً بعد تفاقم التوتر المذهبي في العراق، خصوصاً اثر العمليات التي نفذتها مجموعات متطرفة ضد الشيعة وزعماء قبليين ودينيين، خروجاً على مبدأ الجهاد ضد المحتل، والذي شكل اساساً للتنسيق بين اطراف متناقضة ايديولوجياً كالبعثيين والاسلاميين المتطرفين، ما اتاح للسيد اعادة تفعيل دوره وتنظيم مجموعات تتلقى تعليمات من اعضاء في النظام السابق، بينهم محمد يونس الاحمد وعبدالباقي السعدون )) هذا القول يمثل حقا منتهى الجهالة في صياغة الدعايات النفسية والتحريض الطائفية.
ذلك أن صائغ الخبر يقول ضمنا هنا أنه والأمريكان كانو يؤمنون بشرعية قتال البعث للمحتلين ويرون فيه جهادا شرعيا حتى جاءت الجماعات الإسلامية وهاجمت الشيعة. قال هذا على إفتراض أن عراقيا واحدا بقي يرى بفيلق بدر شيعيا ويرى بالجعفري أو السستاني ممثلين للشيعة وليس عملاء خونة حكمهم حكم المحتل ذاته. ويفترض أن عراقيا واحدا لازال يصدق أن الهجمات التي طالت المساجد الشيعية من تنفيذ المقاومة وليس من تنفيذ الإحتلال وغلمانه، أو يفترض أن عراقيا واحدا لا يعلم أن قتلة الخائن باقر حكيم هم الموساد وبالتعاون مع أخيه عبدالعزيز ونائبه حامد البياتي وبإدارة وإشراف الجلبي وكريم شهبوري.
الجميل أن صائغ الخبر لا ينتبه أنه أعطى للرفاعي مكانة جديدة هنا، حين جعله يعيد التنسيق ويتلقى الأوامر من عبدالباقي المعروض مليون دولار لمجرد معلومات تشير إلى مكانه. وليصدق أحد أن شخصا كالرفاعي ينسق مع هذا القائد الأسطورة عبدالباقي الذي أذاق المحتلين الويلات، ولا يكون مطلوبا للأمريكان!
أما القول: (( ان بعض المجموعات المسلحة أجرت اتصالات بالحكومة سعياً الى التفاوض على شروط لاحلال السلام )) فهو ترهة لا ينتبه صائغ الخبر أنه ما يلبث وبعد كلمتين فقط ويلغيها حين يقول: (( وعلى رغم هذه الاشارات المتفائلة يبدو صعباً ضمان استجابة الاطراف الاكثر تشدداً في المعادلة ))
فلتقبض أمريكا، إذن، من أمانيها بالتفاوض الهواء!
وليمسح محرر أو مدير تحرير هذا الخبر السفيه بوزه وبوز أبيه!
أو ليستعد لصياغة الآلاف مثله أو أنجس منه!
إنما لو راجعنا الذي خلف سطور هذا الخبر فسنجده نسخة طبق الأصل من الفذلكات الأمريكية التي تخرج بها إلى الساحة بعد كل خسران، أو فضيحة!
وكاتب هذا الخبر لا يمكن سوى أن يكون بشعور منسوخ أو مشابه أو مطابق عن شعور مدير تحرير تلك الصحيفة السعودية في القصة أعلاه، حين عاد إلى بيته في اليوم التالي ووجد زوجته بعقد لؤلؤ بحراني تتوسطه ماسة مؤطرة بالعقيق اليماني. فعاد إلى مكتبه حردانا غضبانا مليئ بالغصة، وكتب،، مقالا بمانشيت عريض يشكر إسهامات العائلة السعودية في إقتصاد الوطن العربي!
شبكة البصرة
االجمعة 10 جمادي الاول 1426 / 17 حزيران 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس<B>