هند
18-06-2005, 06:34 AM
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/
عزيزي العميل: هل تأكدت من حجز مكانك على مروحيات الهروب ؟ اذا لم تفعل ، ارجوك اقرأ وشاهد كيف تخلى الامريكان عن عملائهم في سايغون لحظة الهروب يوم 30نيسان 1975
"سيتذكر الامريكان ذلك اليوم الى الابد بمشهد المروحيات الامريكية التي انطلقت من سطح السفارة الامريكية في سايغون. كان هناك مقارنة مؤلمة بين تحليقهم نحو الامان وبين الرعب الذي اصاب الالاف من الفيتناميين الجنوبيين الموالين للامريكان الذين تركوا لمصيرهم . قدمت وسائل الاعلام مئات المشاهد المؤلمة – قوارب صغيرة مزدحمة بالجنود (العملاء) وعائلاتهم والناس الذين يحاولون اختراق جدران السفارة الامريكية ومناظر الاطفال الفيتناميين الذين كان اهاليهم يسلمونهم فوق الاسلاك الشائكة لايدي منتظرة ومستقبل مجهول .
لقد تحول الجيش الجنوبي الى جيش من اللاجئين بدأوا رحلة شاقة سميت
( قافلة الدموع) .
لم ير احد مثل هذا الهروب في الحرب العالمية الثانية . كان الهاربون يركبون أي واسطة نقل : سيارات كبيرة ، دبابات ، شاحنات ، مركبات جنود مدرعة ،سيارات خاصة . أي شيء له عجلات كان مشحونا بالجنود وعائلاتهم من الاطفال في الايدي الى كبار السن وكان الركاب هؤلاء يتعلقون بجوانب المركبات وكثير منهم سقط فدهسته المركبة التالية .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
وهرب الكثير على الاقدام حاملين اغراضهم القليلة . وساروا لمدة 15 يوما في نهارات ساخنة وليال باردة بدون طعام او ماء ، وكان يتمدد على الطريق عشرات من الذين تم التخلي عنهم لئلا يعرقلوا الرحلة : الاطفال والعجائز والمعاقين .
.وزاد الامر سوءا حين تحول الكثير من جيش فيتنام الجنوبية الى قطاع طرق ينهبون ويقتلون المدنيين الهاربين ."
والتر بوين - كولونيل في القوة الجوية متقاعد ومؤلف حاليا. مقتطفات من مقالة نشرت في موقع رابطة القوة الجوية
وتروي (تو ترين تران ):
"في 28 نيسان 1975 كنت العب مع اخي في الحديقة حين سمعنا فجأة صوت مروحيات واصوات اطلاق نار في كل مكان . اصابنا الرعب وعدنا ركضا الى داخل المنزل "
هذه كانت بداية كابوس تو ترين تران وعائلتها .
كانت تعيش في سايغون وقد سمعت ابويها يحكيان لها عن الحرب . كانت تحس بقلقهما لتحرك الفيتناميين الشماليين باتجاه المدينة .
داخل المنزل ، كان والدا تو ترين يرميان بسرعة وفزع اغراضهما في حقائب . وبعد دقائق خرجوا جميعا من الباب راكضين باتجاه نهر سايغون هاربين من بيتهم المريح ومن الحياة التي كانت تو ترين تعرفها .
وفي طرف اخر من المدينة عند السفارة الامريكية كان كين كروس البالغ من العمر 19 عاما منهمكا بتمزيق الوثائق .
كان واحدا من المارينز الشباب وقد انضم الى مشاة البحرية يوم تخرجه في 1973 من مدرسة ثانوية في كاليفورنيا.
يقول كين :" كنت متحمسا لمغادرة منزل عائلة محافظة وكنت قد اغرمت بزي المارينز."
كان قد جاء الى فيتنام من شهرين فقط في مهمة في السفارة :" لم يقولوا لنا الكثير ولكني احسست ان هناك شيئا ما لأني كنت اقرأ الصحف الامريكية بانتظام ."
لم يكن لدى عائلة تران اية خطة عندما ركضوا باتجاه النهر . وقد استقبلهم الضجيج والفوضى والعنف عند النهر .
تتذكر تو ترين :" كان الكل يصرخ ويبكي ويدفعون بعضهم البعض وحتى يتقاتلون من اجل الحصول على مقعد في الزورق .
وهنا تدخل الجيش وسيطر واصدرت الاوامر للمدنيين ان يخلو الشوارع عند غروب الشمس . وهكذا رجعت العائلة الى المنزل عبر شوارع سايغون التي تعمها الفوضى .
كانت سايغون على وشك السقوط.
الحرب. .
حرب فيتنام . الحرب التي لم ننتصر فيها كانت حربا طويلة ومكروهة . ببساطة كانت الحرب جهدا فاشلا قامت بها فيتنام الجنوبية بدعم من الولايات المتحدة لمنع الشيوعيين في شمال فيتنام من توحيد الشمال والجنوب تحت قيادة شيوعية . ولكن هذه ليست كل القصة .
في الحرب فقد 58000 جندي امريكي حياتهم كما يعتقد ان اكثر من مليون من النساء والرجال الفيتناميين المقاتلين من كلا الطرفين قد فقدوا حياتهم ايضا . اضافة الى اكثر من مليون مدني فيتنامي من الشمال والجنوب .
كان الجنود الامريكان نشطين في فيتنام من 1965 الى وقف اطلاق النار في كانون الثاني / يناير 1973. عندما انسحبت القوات الامريكية بقي عدد قليل من الامريكان – اغلبهم مستشارون ودبلوماسيون ومارينز يعملون في السفارة.
كان من المفروض ان يعمل وقف اطلاق النار على ايقاف القتال ولكن ذلك لم يحدث . تقدم الشماليون الى سايغون بعد سنتين من وقف اطلاق النار في 30 نيسان 1975 . ولم تجابههم اية مقاومة من الجنوبيين .
تولت السلطة حكومة عسكرية في 2 تموز 1976 واتحدت البلاد رسميا باسم جمهورية فيتنام الاشتراكية وعاصمتها هانوي في الشمال واعيد تسمية سايغون باسم هوشي منه.
29 نيسان 1975
في اوائل ساعات 29 نيسان ، كان كين في مهمة خفارة ليلية على سطح السفارة الامريكية . وهي واحدة من اكثر المباني ارتفاعا في سايغون. سمع اصوات انفجارات ورأى ومضات نارية . كان الفيتناميون الشماليون يتقدمون ويقصفون بمدافعهم المجمع العسكري في المطار .
يقول كين :" نظرت الى زميلي في الخفارة وادركنا ان هناك شيئا ليس على مايرام. " وفي تلك اللحظة تذكر كين ان واحدا من اعز اصدقائه في فيتنام ، رفيقه في السكن كان يقوم بواجبه في القاعدة الجوية .
علم كين فيما بعد ان اصدقاءه : دارون جادج وتشارلس ماكماهون وهما حراس أمن من المارينز في القاعدة الجوية قد اصبحا آخر قتلى الامريكان في فيتنام .
بحلول النهار ، كان الوف الفيتناميين قد تجمعوا في السفارة الامريكية يطلبون اخلاءهم . كانت الجماهير في حالة يأس والكثير منهم حاول تسلق الجدران .
اقفل المارينز الابواب وبدأت عملية اخلاء ضخمة .
اما تو ترين وعائلتها فقد قرروا الذهاب الى المطار . الان الكل في حالة اضطراب ويأس . كان الناس يركضون وهم يصرخون . كان الوضع يبدو وكأن المدينة بكاملها قد اصابها الجنون .
انتظرت عائلة تران في المطار لمدة طويلة من اجل ان تسمع اسمها ينادى عليه وهم يدعون ربهم ان يساعدهم على الوصول الى الطائرة .
في السفارة الامريكية كان المارينز يحولون باستماتة تدمير مبلغ 4 ملايين دولار من العملة الامريكية المطبوعة حديثا اضافة الى السجلات والملفات.
وكانت مهمة كين تنظيم جماعات الناس بحيث يستطيعون ركوب المروحيات من اول وهلة هبوطها . كان هناك اسطول من المروحيات يحوم في سماء السفارة وكانت الواحدة منها تهبط وتأخذ حمولتها ثم تنطلق بعيدا . كانت المروحيات الاكبر تذهب مباشرة الى السفن التي تنتظر في بحر الصين الجنوبية . اما الاصغر فكان عليها ان تطير اولا الى المجمع العسكري قرب القاعدة الجوية ومن هناك كان الناس ينقلون الى مروحيات اكبر واقوى .
سميت عملية الاخلاء هذه : عملية الريح المتكررة . تمت 682 رحلة واخلي 5000 شخص بواسطة المروحيات من المجمع العسكري و 2500 من السفارة.
(معظم الذين تم اخلاؤهم من الامريكان وكبار العملاء اما بقية العملاء الصغار مثل آلاف الجيش العميل فقد تركوا لمصيرهم )
لو كانت قد تحطمت مروحية واحدة لالغيت العملية . كانت مناطق الهبوط صغيرة وتتطلب هبوطا مباشرا وكان الناس المزدحمون على وشك الخروج عن السيطرة والتكالب على الطائرات وكان الطيارون خائفين من نيران القناصة .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
عند الغروب حل اليأس باسرة تران . وهكذا عادوا الى المنزل وهم في قمة التعب والارهاق في انتظار مستقبل مجهول .
تقول تو ترين :" في ذلك المساء صعدت مع اخي الى سطح المنزل فرأينا الناس واقفين في طابور لركوب مروحية على سطح اعلى بناية على البعد. وقد شعرنا بالحزن لأننا لم نكن معهم ."
استمرت عملية الاخلاء في الليل . وفي الساعة 30ر3 فجرا ابلغ المارينز بعضهم البعض ان العملية على وشك الانتهاء .
بقي مئات الفيتناميين داخل جدران مجمع السفارة . وعندما تراجع المارينز داخل مبنى السفارة ادرك الناس المحصورين ان الامريكان قد تخلوا عنهم واندفعوا الى ابواب السفارة .
قام كين وحوالي 60 من المارينز بارسال المصاعد الى اعلى طابق واغلقوا الكوابح. يقول كين :" اخلينا السفارة طابقا طابقا . قام واحد من الجماهير بقيادة سيارة مطافيء وحطم بها ابواب السفارة فاندفع المئات يركضون على السلالم . كان في آخر طابق ممر الى السطح وقد اطلق المارينز قنابل غاز لئلا يقتحمه الجمهور .
كان كين في المروحية قبل الاخيرة ويتذكر :" عندما ارتفعنا في السماء وقد انبلج نور النهار ، استطعت ان ارى دبابات الفيتناميين الشمالييين تتقدم على الطريق ونحن نطير ."
جاءت تو ترين وعائلتها الى الولايات المتحدة منذ بضعة سنوات وهي تعيش في كاليفورنيا وتعمل في صناعة الاتصالات.
** ترجمة واعداد دورية العراق - يرجى الاشارة الى الدورية عند اعادة النشر وشكرا .
عزيزي العميل: هل تأكدت من حجز مكانك على مروحيات الهروب ؟ اذا لم تفعل ، ارجوك اقرأ وشاهد كيف تخلى الامريكان عن عملائهم في سايغون لحظة الهروب يوم 30نيسان 1975
"سيتذكر الامريكان ذلك اليوم الى الابد بمشهد المروحيات الامريكية التي انطلقت من سطح السفارة الامريكية في سايغون. كان هناك مقارنة مؤلمة بين تحليقهم نحو الامان وبين الرعب الذي اصاب الالاف من الفيتناميين الجنوبيين الموالين للامريكان الذين تركوا لمصيرهم . قدمت وسائل الاعلام مئات المشاهد المؤلمة – قوارب صغيرة مزدحمة بالجنود (العملاء) وعائلاتهم والناس الذين يحاولون اختراق جدران السفارة الامريكية ومناظر الاطفال الفيتناميين الذين كان اهاليهم يسلمونهم فوق الاسلاك الشائكة لايدي منتظرة ومستقبل مجهول .
لقد تحول الجيش الجنوبي الى جيش من اللاجئين بدأوا رحلة شاقة سميت
( قافلة الدموع) .
لم ير احد مثل هذا الهروب في الحرب العالمية الثانية . كان الهاربون يركبون أي واسطة نقل : سيارات كبيرة ، دبابات ، شاحنات ، مركبات جنود مدرعة ،سيارات خاصة . أي شيء له عجلات كان مشحونا بالجنود وعائلاتهم من الاطفال في الايدي الى كبار السن وكان الركاب هؤلاء يتعلقون بجوانب المركبات وكثير منهم سقط فدهسته المركبة التالية .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
وهرب الكثير على الاقدام حاملين اغراضهم القليلة . وساروا لمدة 15 يوما في نهارات ساخنة وليال باردة بدون طعام او ماء ، وكان يتمدد على الطريق عشرات من الذين تم التخلي عنهم لئلا يعرقلوا الرحلة : الاطفال والعجائز والمعاقين .
.وزاد الامر سوءا حين تحول الكثير من جيش فيتنام الجنوبية الى قطاع طرق ينهبون ويقتلون المدنيين الهاربين ."
والتر بوين - كولونيل في القوة الجوية متقاعد ومؤلف حاليا. مقتطفات من مقالة نشرت في موقع رابطة القوة الجوية
وتروي (تو ترين تران ):
"في 28 نيسان 1975 كنت العب مع اخي في الحديقة حين سمعنا فجأة صوت مروحيات واصوات اطلاق نار في كل مكان . اصابنا الرعب وعدنا ركضا الى داخل المنزل "
هذه كانت بداية كابوس تو ترين تران وعائلتها .
كانت تعيش في سايغون وقد سمعت ابويها يحكيان لها عن الحرب . كانت تحس بقلقهما لتحرك الفيتناميين الشماليين باتجاه المدينة .
داخل المنزل ، كان والدا تو ترين يرميان بسرعة وفزع اغراضهما في حقائب . وبعد دقائق خرجوا جميعا من الباب راكضين باتجاه نهر سايغون هاربين من بيتهم المريح ومن الحياة التي كانت تو ترين تعرفها .
وفي طرف اخر من المدينة عند السفارة الامريكية كان كين كروس البالغ من العمر 19 عاما منهمكا بتمزيق الوثائق .
كان واحدا من المارينز الشباب وقد انضم الى مشاة البحرية يوم تخرجه في 1973 من مدرسة ثانوية في كاليفورنيا.
يقول كين :" كنت متحمسا لمغادرة منزل عائلة محافظة وكنت قد اغرمت بزي المارينز."
كان قد جاء الى فيتنام من شهرين فقط في مهمة في السفارة :" لم يقولوا لنا الكثير ولكني احسست ان هناك شيئا ما لأني كنت اقرأ الصحف الامريكية بانتظام ."
لم يكن لدى عائلة تران اية خطة عندما ركضوا باتجاه النهر . وقد استقبلهم الضجيج والفوضى والعنف عند النهر .
تتذكر تو ترين :" كان الكل يصرخ ويبكي ويدفعون بعضهم البعض وحتى يتقاتلون من اجل الحصول على مقعد في الزورق .
وهنا تدخل الجيش وسيطر واصدرت الاوامر للمدنيين ان يخلو الشوارع عند غروب الشمس . وهكذا رجعت العائلة الى المنزل عبر شوارع سايغون التي تعمها الفوضى .
كانت سايغون على وشك السقوط.
الحرب. .
حرب فيتنام . الحرب التي لم ننتصر فيها كانت حربا طويلة ومكروهة . ببساطة كانت الحرب جهدا فاشلا قامت بها فيتنام الجنوبية بدعم من الولايات المتحدة لمنع الشيوعيين في شمال فيتنام من توحيد الشمال والجنوب تحت قيادة شيوعية . ولكن هذه ليست كل القصة .
في الحرب فقد 58000 جندي امريكي حياتهم كما يعتقد ان اكثر من مليون من النساء والرجال الفيتناميين المقاتلين من كلا الطرفين قد فقدوا حياتهم ايضا . اضافة الى اكثر من مليون مدني فيتنامي من الشمال والجنوب .
كان الجنود الامريكان نشطين في فيتنام من 1965 الى وقف اطلاق النار في كانون الثاني / يناير 1973. عندما انسحبت القوات الامريكية بقي عدد قليل من الامريكان – اغلبهم مستشارون ودبلوماسيون ومارينز يعملون في السفارة.
كان من المفروض ان يعمل وقف اطلاق النار على ايقاف القتال ولكن ذلك لم يحدث . تقدم الشماليون الى سايغون بعد سنتين من وقف اطلاق النار في 30 نيسان 1975 . ولم تجابههم اية مقاومة من الجنوبيين .
تولت السلطة حكومة عسكرية في 2 تموز 1976 واتحدت البلاد رسميا باسم جمهورية فيتنام الاشتراكية وعاصمتها هانوي في الشمال واعيد تسمية سايغون باسم هوشي منه.
29 نيسان 1975
في اوائل ساعات 29 نيسان ، كان كين في مهمة خفارة ليلية على سطح السفارة الامريكية . وهي واحدة من اكثر المباني ارتفاعا في سايغون. سمع اصوات انفجارات ورأى ومضات نارية . كان الفيتناميون الشماليون يتقدمون ويقصفون بمدافعهم المجمع العسكري في المطار .
يقول كين :" نظرت الى زميلي في الخفارة وادركنا ان هناك شيئا ليس على مايرام. " وفي تلك اللحظة تذكر كين ان واحدا من اعز اصدقائه في فيتنام ، رفيقه في السكن كان يقوم بواجبه في القاعدة الجوية .
علم كين فيما بعد ان اصدقاءه : دارون جادج وتشارلس ماكماهون وهما حراس أمن من المارينز في القاعدة الجوية قد اصبحا آخر قتلى الامريكان في فيتنام .
بحلول النهار ، كان الوف الفيتناميين قد تجمعوا في السفارة الامريكية يطلبون اخلاءهم . كانت الجماهير في حالة يأس والكثير منهم حاول تسلق الجدران .
اقفل المارينز الابواب وبدأت عملية اخلاء ضخمة .
اما تو ترين وعائلتها فقد قرروا الذهاب الى المطار . الان الكل في حالة اضطراب ويأس . كان الناس يركضون وهم يصرخون . كان الوضع يبدو وكأن المدينة بكاملها قد اصابها الجنون .
انتظرت عائلة تران في المطار لمدة طويلة من اجل ان تسمع اسمها ينادى عليه وهم يدعون ربهم ان يساعدهم على الوصول الى الطائرة .
في السفارة الامريكية كان المارينز يحولون باستماتة تدمير مبلغ 4 ملايين دولار من العملة الامريكية المطبوعة حديثا اضافة الى السجلات والملفات.
وكانت مهمة كين تنظيم جماعات الناس بحيث يستطيعون ركوب المروحيات من اول وهلة هبوطها . كان هناك اسطول من المروحيات يحوم في سماء السفارة وكانت الواحدة منها تهبط وتأخذ حمولتها ثم تنطلق بعيدا . كانت المروحيات الاكبر تذهب مباشرة الى السفن التي تنتظر في بحر الصين الجنوبية . اما الاصغر فكان عليها ان تطير اولا الى المجمع العسكري قرب القاعدة الجوية ومن هناك كان الناس ينقلون الى مروحيات اكبر واقوى .
سميت عملية الاخلاء هذه : عملية الريح المتكررة . تمت 682 رحلة واخلي 5000 شخص بواسطة المروحيات من المجمع العسكري و 2500 من السفارة.
(معظم الذين تم اخلاؤهم من الامريكان وكبار العملاء اما بقية العملاء الصغار مثل آلاف الجيش العميل فقد تركوا لمصيرهم )
لو كانت قد تحطمت مروحية واحدة لالغيت العملية . كانت مناطق الهبوط صغيرة وتتطلب هبوطا مباشرا وكان الناس المزدحمون على وشك الخروج عن السيطرة والتكالب على الطائرات وكان الطيارون خائفين من نيران القناصة .
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/notfound.gif
عند الغروب حل اليأس باسرة تران . وهكذا عادوا الى المنزل وهم في قمة التعب والارهاق في انتظار مستقبل مجهول .
تقول تو ترين :" في ذلك المساء صعدت مع اخي الى سطح المنزل فرأينا الناس واقفين في طابور لركوب مروحية على سطح اعلى بناية على البعد. وقد شعرنا بالحزن لأننا لم نكن معهم ."
استمرت عملية الاخلاء في الليل . وفي الساعة 30ر3 فجرا ابلغ المارينز بعضهم البعض ان العملية على وشك الانتهاء .
بقي مئات الفيتناميين داخل جدران مجمع السفارة . وعندما تراجع المارينز داخل مبنى السفارة ادرك الناس المحصورين ان الامريكان قد تخلوا عنهم واندفعوا الى ابواب السفارة .
قام كين وحوالي 60 من المارينز بارسال المصاعد الى اعلى طابق واغلقوا الكوابح. يقول كين :" اخلينا السفارة طابقا طابقا . قام واحد من الجماهير بقيادة سيارة مطافيء وحطم بها ابواب السفارة فاندفع المئات يركضون على السلالم . كان في آخر طابق ممر الى السطح وقد اطلق المارينز قنابل غاز لئلا يقتحمه الجمهور .
كان كين في المروحية قبل الاخيرة ويتذكر :" عندما ارتفعنا في السماء وقد انبلج نور النهار ، استطعت ان ارى دبابات الفيتناميين الشمالييين تتقدم على الطريق ونحن نطير ."
جاءت تو ترين وعائلتها الى الولايات المتحدة منذ بضعة سنوات وهي تعيش في كاليفورنيا وتعمل في صناعة الاتصالات.
** ترجمة واعداد دورية العراق - يرجى الاشارة الى الدورية عند اعادة النشر وشكرا .