المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلحت رميح في تحليل لماذا لم تواجه المقاومة 'برق بغداد' بعمليات كبيرة؟!



kimo17
12-06-2005, 12:43 PM
لماذا لم تواجه المقاومة 'برق بغداد' بعمليات كبيرة؟!



تقارير رئيسية :عام :الأحد 5 جمادى الأول 1426هـ - 12 يونيو 2005م



مفكرة الإسلام: ثلاثة مشاهد مركبة من ساحة العراق، تكشف الأبعاد الكاملة لما وصلت إليه الأوضاع من تطور في أعمال المقاومة واندحار متصاعد لقوات الاحتلال والقوى العميلة المرتبطة به, ومن حالة من الارتباك المركبة التي تعاني منها أطراف الاحتلال التي باتت كساقط في وحل؛ كلما تحرك زاد غوصه فيه.



· في المشهد المركب الأول: كان الإعلان عن انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من قاعدة واحدة من القواعد التي تحتلها - من قواعد الجيش العراقي - وتسليمها للقوات العميلة، وجاء الإعلان في حالة وصورة مسرحية صاخبة. وفي المقابل كان الإعلان الأمريكي عن خطة لتجميع قوات الاحتلال من جميع القواعد المحتلة في العراق لترابض في أربعة فقط، وجاء الإعلان في حالة وصورة خافتة ووفق إعلان صغير وبلا ضجيج.

في الحالة الأولى، كان الطابع مسرحيًا - تسليم وتسلم وتصوير - حتى يحقق هدفه في خداع العراقيين بأن قوات الاحتلال ستغادر مدنهم, كما استهدف 'تفزيع' المقاومة بأن سلطات الاحتلال باتت تثق في قدرات الجيش العميل لها، وبأن هذه القوات باتت قادرة على حماية الحكومة العميلة على الأرض.. ولذلك كان من الضروري أن يكون الإعلان موسعًا.

وفي الحالة الثانية، كان الإعلان خافتًا، لأن قوات الاحتلال تدرك وعلى أرض الواقع أن ما بني عليه قرار الانسحاب ليس عوامل قوة, وإنما هي عوامل ضعف, وأن هذه القوات إنما تنسحب تحت ضربات المقاومة، وليس برغبة منها, وأنها لو نفذت ذلك فعليًا الآن على أرض الواقع كما حدث في المشهد الأول، لسقطت الحكومة العميلة على الفور؛ ولذلك جاء الإعلان خافتًا.



قوات الاحتلال خططت للتمركز في قواعد قليلة العدد شديدة الحماية من قبل ضمن استراتيجيتها لحكم العراق بعد استقرار الاحتلال، لكنها لم تكن تريد أن يحدث ذلك الآن وفي هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه قوة أعمال المقاومة وتقوى. إن خطة قوات الاحتلال للتمركز في قواعد رئيسة وترك التعساء في حكومة الاحتلال، لم يكن خافيًا على أحد أو غير متوقع حدوثها - [يرجى الرجوع إلى دراستنا على ذات الموقع حول استراتيجية تحرير العراق – الحلقة الثانية] - ومن ثم فإن السؤال الرئيس هو: هل تنسحب القوات الأمريكية بعد أن أنهت خطتها في القضاء على المقاومة.. أم أنها تنسحب قبل أن تنجز مهمتها, فيأتي الانسحاب هربًا من المقاومة؟!



· وفى المشهد المركب الثاني: كان الإعلان عن عملية 'برق بغداد' التي حشدت فيها القوات العميلة وقوات الاحتلال للنيل من المقاومة, وكان من الطبيعي أن يأتي ذلك وسط أعلى حالة من الضجيج المسرح والصخب، وفي المقابل كان الإعلان عن أن الحكومة العميلة غيرت خطتها من 'الموت المفاجئ للموت البطيء' للمقاومة، إعلانًا واعترافًا خافتًا وحديثًا متهدج الصوت.

ومرة أخرى لم يكن أمر معركة بغداد الكبرى خافيًا على أحد [يرجى العودة إلى دراستنا حول معركة بغداد الكبرى على ذات الموقع أيضًا], فقد كانت القراءة لمغزى عملية 'أبو غريب'، ولخطة المقاومة في التحرك من الخارج إلى الداخل أو من الأطراف إلى المركز في بغداد واضحة. وبطبيعة الحال فإذا كنا قد رصدنا ذلك ونحن في الخارج, فلا شك أن الإدارة العسكرية الأمريكية رصدت ذلك وحددته ووضعت خطتها لمواجهة خطة المقاومة. وجاءت الخطة 'برق بغداد' للدفع بالمجاهدين في الاتجاه المضاد لخطتهم - أي الدفع بهم من الداخل إلى الخارج - وشملت إقامة 608 حواجز للتفتيش وتسيير 1957 دورية سيارة وجرى خلالها – حتى كتابة التحليل - شنّ 38 عملية اعتداء شملت 194 حيًا وشارعًا ومنزلاً في بغداد, كان الهدف على المستوى التكتيكي هو منع المقاومة من الحركة والتنقل على المستوى العملياتي, وكانت أهدافها على المستوى الاستراتيجي تأمين للعاصمة تحت الاحتلال ومنع تطوير هجوم المقاومة، غير أن خطط الاحتلال دائمًا هي خطط لا تنتهي إلا إلى الكوارث والهزيمة، وهنا جاء الإعلان الخافت والمهترئ عن الموت البطيء لا السريع؛ لأن الاحتلال والعملاء أيقنوا فشل خطتهم. لكن السؤال المهم هنا هو: لماذا لم تُقدِم قوى المقاومة على مجابهة هذه الخطة فورًا مع القيام باشتباكات طويلة ضد القوات المحتشدة؟ وفي المقابل ما مغزى العودة للحديث عن حكاية الموت البطيء لا القضاء على المقاومة بضربة واحدة؟



· وفى المشهد المركب الثالث: كان الإعلان عن توافق عبد العزيز الحكيم وجلال الطالباني، على تساند جهود قوات بدر - التي يسميها العراقيون قوات غدر - وقوات البشمرجة, مع الجهود التي تقوم بها أجهزة الدولة العميلة وقوات الاحتلال في مواجهة المقاومة, وكان من الطبيعي أن يأتي ذلك وسط صخب وضجيج مسرحي، وفي المقابل كان الإعلان عن إحصائية بعدد قتلى قوات الاحتلال في الشهر الماضي، وكان من الطبيعي أن يأتي خافتًا ويمر في لمح البصر!

في الحالة الأولى فإن المشهد يثير تساؤلات حول التناقض في موقف حركة بدر التي أُعلن من قبل أنها لم تعد حركة مسلحة - يوم أن اتُّهمت مباشرة بأن عناصرها هم من يغتالون علماء المسلمين - فإذا بهم يأتون اليوم ليقولوا: إنهم سيساعدون الجيش العراقي العميل!! كما يثير التساؤل حول رجل يدعي أنه رئيس دولة, ومن ثمّ لديه جيش وقوات شرطة، ويعيش في حماية نحو 150 ألف جندي أمريكي مدججين بأعلى تكنولوجيا تسليح على وجه الكرة الأرضية، ثم هو يقف علنًا ليطلب عون ميليشيات!! ألا يدرك أنه بقوله هذا يقدم أخطر اعتراف بأن كل هذه القوة الخارجية والداخلية هي أضعف من المقاومة؟!

وفى الحالة الثانية فإن المشهد يثير تساؤلات أكبر حول تلك الانتصارات المزعومة, وحول ضربات الجيش الأمريكي للمقاومة، وحول نجاح الاعتداءات التي جرت ضد القائم وتلعفر والرمادي... إلخ، كما أنه يثير كثرة من التساؤلات حول الألاعيب الإعلامية وإخفاء حقائق الخسائر الأمريكية؛ إذ لم تعد هناك أية وسيلة إعلام فضائية تنقل خسائر قوات الاحتلال إلا ما تعلن هي عنه، وبعضها بالكاد ينقل بيانات المقاومة المدعومة بصور فقط.



الانسحاب الأمريكي.. الدوافع والنتائج:

من المؤكد أن خطة قوات الاحتلال كانت تقوم ومنذ البداية على أن تنتهي الأوضاع إلى وجود هذه القوات في قواعد مستقرة لها بعد انتهاء مرحلة الغزو والاحتلال، تتمكن من خلالها من دعم السلطة التي تقيمها حينما تتطلب الحاجة إلى ذلك، ولتكون هذه القواعد نقطة ارتكاز لتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، والفارق المهم بين تلك القواعد وأية قواعد أخرى في المنطقة أنها ستكون قواعد بلا أية معوقات أو ضوابط أو شروط، أو كما يقول العسكريون الأمريكان: 'نحن لم نُدعَ إلى العراق لتوضع علينا أية شروط في استخدام القواعد'.



لكن ما جرى هو أن كل التوقعات الأمريكية فشلت، ولم يتوقف الأمر عند تلك المعايرة الشهيرة التي حوصرت بها الإدارة الأمريكية من أن الكاوبوي رامسفيلد توقّع استقبال جنوده بالورود, فاستُقبلوا بمقاومة روعتهم, ولا عند إدانة تصلب رامسفيلد على رؤيته بغزو العراق بقوات ذات عدد قليل نسبيًا مما أشار عليه جنرالاته، وإنما تحول الأمر إلى كارثة للقوات الأمريكية المحتلة جعلت جنرالات رامسفيلد يعلنون بوضوح أنهم خسروا الحرب استراتيجيًا, وهنا تأتي خطورة الانسحاب إلى قواعد أربعة.

لقد اشتعلت المقاومة, وظهرت مخططة ومنظمة إلى درجة تجعل من انسحاب القوات الأمريكية إلى قواعد ثابتة قليلة العدد - 4 قواعد, ويقال في تصريحات أخرى: 12 - أمرًا تفرضه ضرورة الهزيمة العسكرية لا مترتبات النصر، حيث القوات الأمريكية لم تنجز مهمتها السابق تحديدها لتترك المدن من بعد انسحابها آمنة مطمئنة إلى أن الأوضاع استقرت فيها لها ولحكومتها من العملاء، بل هي تقرر الانسحاب إلى القواعد بهدف الهروب من المصيدة المحكمة التي وقعت فيها, فلم يعد أمامها إلا الإفلات منها بالهروب. وكذلك فهي بدأت الإعلان عن الانسحاب من إحدى القواعد بهذه الطريقة المسرحية؛ حتى ترسل رسالة إلى العراقيين بأنها ستخرج من المدن حرصًا على العلاقة مع المواطنين العراقيين، ولكن ما يراه المواطنون العراقيون على الأرض هو أن قوات الاحتلال إنما تنسحب تحت القصف والتفجير. وهنا تأتي أهمية إدراك مغزى التصريحات الصادرة من واشنطن خلال الأيام الماضية بأنها لا اعتراض لها على التفاوض مع المسلحين العراقيين'، الأمر الذي يطرح دلالات كبرى حول طبيعة الهزيمة الأمريكية الحالية والقريبة.



رعد وليس برقًا:

الرعد يصل إلى السامعين بعد البرق, وقوات الاحتلال اختارت لتلك العملية الإجرامية الجارية في بغداد اسم 'البرق' ليكون أقرب إلى الفهم الأمريكي المرتبط بالصدمة والترويع؛ إذ البرق يصعق. لكن ما حدث فعليًا هو أن العملية صارت رعدًا يُسمع بعد فترة ولا يفعل شيئًا سوى الضجيج وبلا برق, والأخطر أنها كشفت عن ضعف قدرات الاحتلال وعن تحوله إلى حالة استراتيجية دفاعية.



صحيح أن العملية نتج عنها تنكيل بالمواطنين وعمليات قبض عشوائية يتبارى عملاء الاحتلال في حكم العراق في الإعلان عن أعداد المقبوض عليهم خلالها. وصحيح أن كثرة الحواجز لابد أن تعوق أعمال المقاومة, ولكن دراسة مبسطة للمشهد تكشف العديد من الأمور:

أولاً: أن العملية أثبتت ما تتمتع به المقاومة من قدرات وطاقات وقوة؛ إذ لو كانت المقاومة ضعيفة لما كانت قوات الاحتلال قد حشدت 40 ألف – كما تقول – من القوات العميلة, و10 آلاف من الجند الأمريكيين.

ثانيًا: أن القوات العميلة هي قوات ضعيفة ومفككة ومنهزمة وغير مأمونة أيضًا؛ فبمقارنة نسبة القوات الأمريكية إلى القوات العميلة سنجدها بنسبة واحد إلى خمسة، أي أن كل جندي أمريكي سيقود خمسة من الجنود العملاء, ما يعني عدم الثقة وضعف القدرات, وما يعني أن حكاية قرب الانسحاب للقوات الأمريكية إلى قواعدها الأربعة مجرد مزحة سخيفة.

ثالثًا: أنها أظهرت أن 'أعمال المقاومة' تحولت إلى حالة حرب كاملة؛ ليس فقط لأن عدد القوات المعتدية بلغ 50 ألفًا فقط, ولكن لأن هذه القوات، باتت تعمل وفق خطط 'واسعة' وذات طابع استراتيجي لا طابع تكتيكي - ضربة هنا وضربة هناك - ولأن هذا الطابع الاستراتيجي قد فرضته قوة المقاومة لا ضعفها، من خلال تطور قدراتها على نحو استراتيجي، ومن خلال خطتها الاستراتيجية في خوض معركة بغداد الكبرى – المشتعلة حاليًا – فجاءت خطة الاحتلال حالة دفاعية رغم أنها تكتيكيا تبدو حالة هجومية.



لماذا لم تجرِ معارك ضخمة إذن في مواجهة برق بغداد؟! هذا السؤال مهم للغاية؛ حيث إذا كانت المقاومة هي من بدأ معركة بغداد الكبرى، وإذا كانت قدراتها قد تطورت على نحو استراتيجي، فلماذا إذن لم تدخل في مجابهة مع قوات الاحتلال والقوات العميلة خلال تنفيذهم عملية برق بغداد؟

والإجابة هي أن المقاومة لا تحارب كجيش نظامي, بل إن قتالها دومًا هو قتال من نمط مختلف. والقاعدة 'الذهبية' في هجمات المقاومة وقتالها هي أن العدو إذا ما استنفر قوته واحتشد وهاجم فإن المقاومة لا تستنفر قوتها وتدافع – إلا في حالات خاصة جدًا – بل هي في هذه الحالة تختفي وتذوب بين الناس، ثم هي تتركه في حالة من الترقب والفزع، وعندما يبلغ الإرهاق منه مبلغًا, أو حينما يبدأ بالتراجع, أو حينما يعود إلى الاسترخاء؛ فإنها تهاجمه بعنف وضراوة وفي لمح البرق. القاعدة هي أن العمل المقاوم لا يقوم في الأصل على 'مواجهة قوات ضد قوات في صراع عسكري يحسم في كل معركة، ولكنه عمل يقوم على إرهاق وإنهاك العدو ومهاجمته حين لا يكون مستعدًا أو متوقعًا، والانسحاب حين يهاجم, والهجوم عليه حين ينسحب.. وهكذا. ولذلك لم تسعَ قوى المقاومة إلى مجابهة مباشرة في خطة برق بغداد, بل وجدناها تضرب هناك في تلعفر والفلوجة والرمادي، ولكن حينما تتحول قوات الاحتلال إلى حالة أخرى في بغداد سنجد المقاومة حاضرة بضراوة أشد من ذي قبل. أما القصص والروايات التي يطلقها أعداء المقاومة، فهي - كما هو معلوم - إما قصص مفبركة، وإما أن المقبوض عليهم هم مواطنون عزل لا حول لهم ولا قوة، أو أنها أحد أساليب الحرب النفسية التي تجري ضد المقاومة في كل يوم. والاحتمال الأخير كان واضحًا حين تحدث 'ليث كبه' الناطق باسم حكومة العملاء - لاحظ أنه 'ليث' ويعمل تحت إمرة قوات الاحتلال - حيث قال في مؤتمر صحفي: إن طريقة عمل المسلحين تشير إلى أنهم في حالة انكماش, وأن الخطة الحكومية التي أطلقت ضدهم في العاصمة بغداد باسم 'البرق' تسير في الاتجاه الصحيح, وأنها أصبحت تشمل مدينة الموصل شمالي البلاد.



وكذلك ما جاء على لسان وفيق السامرائي - وهو خبير متخصص في أشكال الحرب النفسية - حين تحدث عن حدوث اشتباكات في غرب العراق بين أنصار السنة وعناصر من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين, وعن أن مواجهات أخرى تجري بين تنظيمات مسلحة، في كذبة لا تنطلي على أحد.



أفلس الاحتلال والعملاء يدافعون عن أنفسهم:

إن مغزى الإعلان المباشر عن دور لـ'بدر' و'البشمرجة' بصفة رسمية في هذه المرحلة في مواجهة المقاومة، ليس إلا إعلانًا لما هو قائم بالفعل منذ بداية الاحتلال، لكن العملاء كانوا ينفونه، فما السبب الذي جعلهم الآن يعلنون ذلك وفي صخب؟

الأمر باختصار هو أن كل خطط الاحتلال فشلت, وأن العملاء باتوا مرتجفين مما هو قادم مع كل يوم يمضي, ولذلك كان الإعلان بأن لهم قوة عسكرية تحميهم.

والأمر باختصار هو أن قوات الاحتلال أخذت قرارًا استراتيجيًا بالانسحاب إلى قواعد أربعة تُحمى حماية جيدة من ضربات المقاومة واستمرار عملياتها لحماية نفسها وللاستعداد للرحيل، لا أن قوات الاحتلال أنجزت مهمتها في القضاء على المقاومة, ولكن لأنها فشلت في تثبيت العملاء في حكم العراق، وأنها فتحت بذلك الطريق لحرب أهلية رسميًا وبصفة مباشرة في العراق, ومن ثمّ فإن العملاء باتوا يتحسسون رقابهم.



المشاهد الثلاث مشهد واحد:

المشاهد الثلاث المركبة من ستة مشاهد هي مشهد واحد.

الاحتلال لم يعد بإمكانه البقاء في المدن العراقية وهو يعلن عن الانسحاب من قاعدة واحدة الآن, وهو وإن كان لن ينسحب من المدن بين ليلة وضحاها إلا أنه سينسحب ودون أن يعلن ذلك, وإلا انهارت الحكومة العميلة. ولأجل تغطية انسحابه كان من الضروري أن يكون هناك 'برق' في بغداد, لكنه انكشف وظهر أنه ليس إلا رعدًا يزعج ولا يخيف، ولذلك خرجوا بنظرية الموت البطيء بدلاً من القضاء المبرم.

وبسبب كل ذلك كان من الطبيعي أن يعلن الحكيم - وهو ليس بحكيم - والرئيس العراقي - وهو ليس برئيس - أنهم لم يعودوا يجدوا من بُد إلا بحماية أنفسهم بأنفسهم من خلال منظمة بدر أو 'غدر' كما يسميها العراقيون أو من خلال البشمرجة التي سبق وأن شاركت في الهجوم على الفلوجة.





بقلم: طلعت رميح

هند
12-06-2005, 01:32 PM
"القاعدة هي أن العمل المقاوم لا يقوم في الأصل على 'مواجهة قوات ضد قوات في صراع عسكري يحسم في كل معركة، ولكنه عمل يقوم على إرهاق وإنهاك العدو ومهاجمته حين لا يكون مستعدًا أو متوقعًا، والانسحاب حين يهاجم, والهجوم عليه حين ينسحب.. وهكذا. ولذلك لم تسعَ قوى المقاومة إلى مجابهة مباشرة في خطة برق بغداد, بل وجدناها تضرب هناك في تلعفر والفلوجة والرمادي، ولكن حينما تتحول قوات الاحتلال إلى حالة أخرى في بغداد سنجد المقاومة حاضرة بضراوة أشد من ذي قبل."

"الاحتلال لم يعد بإمكانه البقاء في المدن العراقية وهو يعلن عن الانسحاب من قاعدة واحدة الآن, وهو وإن كان لن ينسحب من المدن بين ليلة وضحاها إلا أنه سينسحب ودون أن يعلن ذلك, وإلا انهارت الحكومة العميلة. ولأجل تغطية انسحابه كان من الضروري أن يكون هناك 'برق' في بغداد, لكنه انكشف وظهر أنه ليس إلا رعدًا يزعج ولا يخيف، ولذلك خرجوا بنظرية الموت البطيء بدلاً من القضاء المبرم."

الله أكبر

kimo17
12-06-2005, 03:07 PM
انشاء الله الموت البطيء لهم ولأزلامهم
وبعدها الموت السريع والضربة القاصمة
بيد أبو الليثين وأبو هدلا
المغوار الأشم الذي رفض رغد الدنيا وآثر المقاومة
راعي العراق