muslim
10-06-2005, 04:57 PM
د.أميــــر البياتي
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/uploaded/party_republican.jpg
بسم الله الرحمن الرحيـــــم
" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول " صدق الله العظيم
كلنا، كمسلمين نؤمن أن القرآن الكريم إنما هو كلام الله وأنه صالح لكل زمان ومكان، وأن الله العزيز القدير إنما أنزله على عبده كتاباً لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه. وإذا كان الأمر كذلك، فأن قصة أصحاب الفيل هي للعبرة والاستذكار، وهي للدرس والاستحضار، ولترصين البناء الإيماني لدى البشر، وللدلالة على القدرة المطلقة للخالق القدير التي تجعل من المخلوقات المستضعفة، وهي الطيور والحجارة أسلحة تجلب الموت والدمار لمن كتب الله عليهم ذلك، حالها حال آيات الله الأخرى كالرياح والأمطار والزلازل وغيرها. أهذا كل شيء؟ بالتأكيد لا، فأن هناك خفايا أخرى لا يعلمها كل الناس، وهناك أغراض أخرى يعجز عن فهما كل الناس. وفيما يلي سأحاول قراءة سورة الفيل بطريقة معاصرة قد يبدو فيها بعض ما يدعوه الفقهاء " تحميل المعنى أكثر مما يحتمل"، ولكني أرى فيها وجه صواب، والله أعلم وهو ولي التوفيق.
هل يوجد أصحاب الفيل في عصرنا هذا؟ وهل هم ممن يستحق لعنة الله وغضبه؟ وهل أرسل عليهم، أو يرسل عليهم، أو سيرسل عليهم الله طيراً أبابيل لترميهم بحجارة من سجيل وليجعل كيدهم في تضليل؟ والجواب سهل وواضح وهو نعم. وليس في الأمر مواربة أو تلاعب بالألفاظ، فالحزب الجمهوري الأمريكي الحاكم – والذي ينتمي له ويمثله في قمته عدو الله بوش- يتخذ من الفيل شعاراً له! نعم فالفيل هو شعار الحزب الجمهوري، والحمار هو شعار الحزب الديمقراطي- ولمن يتذكر فقد نشرت لكاتب هذه السطور سلسلة مقالات عن الانتخابات الأمريكية في الصحافة العراقية قبل الاحتلال تحت عنوان حكاية الفيل والحمار- .
أذن، فأصحاب الفيل موجودون، وهم اتخذوا الفيل شعاراً لحزبهم تمثلاً بقوته وصبره ورسوخ أقدامه. وفي واقع الحال، فأن الحزب الجمهوري هو الذي يمثل الطبقة المتنفذة والكلاسيكية من الأمريكيين، ويسمى الحزب الجمهوري بالحزب العتيق العتيد (Grand Old Party)، باعتباره أقدم نشوءاً وأكثر تمثيلاً للفلسفة الأمريكية في الحياة.
هل أستحق أصحاب الفيل المعاصرون لعنة الله وغضبه؟ لا أجد نفسي مضطراً للإجابة على السؤال، فهم الذين تفضلوا على شعوب العالم المختلفة من اليابان والكوريين والفيتناميين وشعوب أمريكا الوسطى، إلى شعب فلسطين والعراق بشتى أنواع الهدايا والمنن من أحدث ما اخترعته مختبرات القتل والتدمير لديهم، وهم الذين سوّقوا إلى العالم معظم ابتكارات الرذيلة والانحطاط ، وغير ذلك كثير مما لا يخفى على أي قارئ. ورغم إننا لا نريد أن ننصب أنفسنا حكماً على أعمال البشر، إلا إن الأمر هنا لا يختلف فيه اثنان منصفان.
لقد أرسل الله على أهل الفيل مخلوقات مستضعفة لم يحسب لها أبرهة وجيشه حساباً، وظنوا أن الطريق إلى الكعبة الشريفة أصبح سالكاً، وأنهم سيجنون المال الكثير والهيبة عند احتلالهم لبيت الله العتيق. ومنّـوا أنفسهم بالأماني، ولكن الله كان لهم بالمرصاد، فأرسل عليهم عباداً من عنده يرمونهم بحجارة من سجيل... وكان أصحاب الفيل الأمريكيون يمنّـون أنفسهم ويحلمون بعراق وديع واحتلال بديع – والدنيا ربيع- يجنون من وراءه أموالا طائلة ومنافع اقتصادية ومشاريع سياسية لا حصر لها، وكانوا يأملون بأن يرى العالم سطوتهم وقوتهم التي لا يقف أمامها أحد، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من كل ذلك لولا... نعم. فقد هيأ الله لهم عباداً من عباده لم يكونوا يحسبون لهم حساباً، وظنوا خاسئين أن الله غير قادر عليهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وثار العراق كله حمماً تحت أقدامهم، وأمطرت سماؤه أشكالاً من الموت الزؤام لم يألفوه، وأصبح جيش العراق الضعيف الذي حوصر وحرم من تحديث أسلحته وتطويرها، وسلطت عليه آلاف الساعات الإعلامية المضللة، أصبح هذا الجيش همهم الشاغل، يحرمهم الراحة، ويقض عليهم يقظتهم ومنامهم القلق. وأصبح عباد الله المستضعفون يطاردونهم في كل مكان، ولم تمنعهم سياراتهم المصفحة ولا دباباتهم المجنزرة ( أفيالهم)، ولا تقنياتهم المتطورة من أن يكونوا كالعصف المأكول أمام عزم المؤمنين، وصولاتهم وإصرارهم على تحقيق النصر، ورفع راية الحق، راية الله أكبر، راية العراق الحر الموحّـد.
وجعل الله كيد الكافرين في تضليل... والله أكبر. وأختم من حيث ابتدأت: والله أعلم وهو ولي التوفيق.
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/uploaded/party_republican.jpg
بسم الله الرحمن الرحيـــــم
" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول " صدق الله العظيم
كلنا، كمسلمين نؤمن أن القرآن الكريم إنما هو كلام الله وأنه صالح لكل زمان ومكان، وأن الله العزيز القدير إنما أنزله على عبده كتاباً لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه. وإذا كان الأمر كذلك، فأن قصة أصحاب الفيل هي للعبرة والاستذكار، وهي للدرس والاستحضار، ولترصين البناء الإيماني لدى البشر، وللدلالة على القدرة المطلقة للخالق القدير التي تجعل من المخلوقات المستضعفة، وهي الطيور والحجارة أسلحة تجلب الموت والدمار لمن كتب الله عليهم ذلك، حالها حال آيات الله الأخرى كالرياح والأمطار والزلازل وغيرها. أهذا كل شيء؟ بالتأكيد لا، فأن هناك خفايا أخرى لا يعلمها كل الناس، وهناك أغراض أخرى يعجز عن فهما كل الناس. وفيما يلي سأحاول قراءة سورة الفيل بطريقة معاصرة قد يبدو فيها بعض ما يدعوه الفقهاء " تحميل المعنى أكثر مما يحتمل"، ولكني أرى فيها وجه صواب، والله أعلم وهو ولي التوفيق.
هل يوجد أصحاب الفيل في عصرنا هذا؟ وهل هم ممن يستحق لعنة الله وغضبه؟ وهل أرسل عليهم، أو يرسل عليهم، أو سيرسل عليهم الله طيراً أبابيل لترميهم بحجارة من سجيل وليجعل كيدهم في تضليل؟ والجواب سهل وواضح وهو نعم. وليس في الأمر مواربة أو تلاعب بالألفاظ، فالحزب الجمهوري الأمريكي الحاكم – والذي ينتمي له ويمثله في قمته عدو الله بوش- يتخذ من الفيل شعاراً له! نعم فالفيل هو شعار الحزب الجمهوري، والحمار هو شعار الحزب الديمقراطي- ولمن يتذكر فقد نشرت لكاتب هذه السطور سلسلة مقالات عن الانتخابات الأمريكية في الصحافة العراقية قبل الاحتلال تحت عنوان حكاية الفيل والحمار- .
أذن، فأصحاب الفيل موجودون، وهم اتخذوا الفيل شعاراً لحزبهم تمثلاً بقوته وصبره ورسوخ أقدامه. وفي واقع الحال، فأن الحزب الجمهوري هو الذي يمثل الطبقة المتنفذة والكلاسيكية من الأمريكيين، ويسمى الحزب الجمهوري بالحزب العتيق العتيد (Grand Old Party)، باعتباره أقدم نشوءاً وأكثر تمثيلاً للفلسفة الأمريكية في الحياة.
هل أستحق أصحاب الفيل المعاصرون لعنة الله وغضبه؟ لا أجد نفسي مضطراً للإجابة على السؤال، فهم الذين تفضلوا على شعوب العالم المختلفة من اليابان والكوريين والفيتناميين وشعوب أمريكا الوسطى، إلى شعب فلسطين والعراق بشتى أنواع الهدايا والمنن من أحدث ما اخترعته مختبرات القتل والتدمير لديهم، وهم الذين سوّقوا إلى العالم معظم ابتكارات الرذيلة والانحطاط ، وغير ذلك كثير مما لا يخفى على أي قارئ. ورغم إننا لا نريد أن ننصب أنفسنا حكماً على أعمال البشر، إلا إن الأمر هنا لا يختلف فيه اثنان منصفان.
لقد أرسل الله على أهل الفيل مخلوقات مستضعفة لم يحسب لها أبرهة وجيشه حساباً، وظنوا أن الطريق إلى الكعبة الشريفة أصبح سالكاً، وأنهم سيجنون المال الكثير والهيبة عند احتلالهم لبيت الله العتيق. ومنّـوا أنفسهم بالأماني، ولكن الله كان لهم بالمرصاد، فأرسل عليهم عباداً من عنده يرمونهم بحجارة من سجيل... وكان أصحاب الفيل الأمريكيون يمنّـون أنفسهم ويحلمون بعراق وديع واحتلال بديع – والدنيا ربيع- يجنون من وراءه أموالا طائلة ومنافع اقتصادية ومشاريع سياسية لا حصر لها، وكانوا يأملون بأن يرى العالم سطوتهم وقوتهم التي لا يقف أمامها أحد، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من كل ذلك لولا... نعم. فقد هيأ الله لهم عباداً من عباده لم يكونوا يحسبون لهم حساباً، وظنوا خاسئين أن الله غير قادر عليهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وثار العراق كله حمماً تحت أقدامهم، وأمطرت سماؤه أشكالاً من الموت الزؤام لم يألفوه، وأصبح جيش العراق الضعيف الذي حوصر وحرم من تحديث أسلحته وتطويرها، وسلطت عليه آلاف الساعات الإعلامية المضللة، أصبح هذا الجيش همهم الشاغل، يحرمهم الراحة، ويقض عليهم يقظتهم ومنامهم القلق. وأصبح عباد الله المستضعفون يطاردونهم في كل مكان، ولم تمنعهم سياراتهم المصفحة ولا دباباتهم المجنزرة ( أفيالهم)، ولا تقنياتهم المتطورة من أن يكونوا كالعصف المأكول أمام عزم المؤمنين، وصولاتهم وإصرارهم على تحقيق النصر، ورفع راية الحق، راية الله أكبر، راية العراق الحر الموحّـد.
وجعل الله كيد الكافرين في تضليل... والله أكبر. وأختم من حيث ابتدأت: والله أعلم وهو ولي التوفيق.