IdiotKiller
25-05-2004, 01:48 AM
رسالة تستحق القرآة من مقاومة الفلوجة الباسلة إلى هيئة العلماء والحزب الإسلامي
http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDnews=460
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
بقلم : طالب علم عراقي
وبينما المفاوضات تجري ، يعلن ' كميت ' نائب قائد القوات في يوم 13/3 في مؤتمر صحفي بأنهم طلبوا حصراً لأعداد القتلى والجرحى بدقة من مصادر موثوقة لأمن أجهزة الدعاية ...! يشير بذلك للمفاوضين أننا موافقون على تعويض أهالي القتلى والجرحى كما طلبتم منا ..؟!
واستمر الانحدار والتراجع الانهزامي في الموقف الأمريكي أمام مجاهدي الفلوجة ..
وأخيراً يبتدئ الانسحاب ، و يشاغل الأمريكان المجاهدين بالطائرات ليتمكن جنودهم من الفرار ، ويتراقص جنودهم على الخطوط الخارجية فرحاً بقرار الفرار ..!
ويعلن [ كميت ] وقائد الفرقة الأولى بغباء بأن الاحتمالات الآن كلها مفتوحة على الفلوجة وأننا انسحبنا منها دون شروط ..؟!
إنه إعلان هزيمة الفرار بوضوح ، وإلا كيف تنسحب دون شروط ..؟!
وهل من انسحب دون شروط يفكر يوماً بالعودة إلى وادي الموت ، وخنادق الجحيم وأرض الفالج ..؟!
فهل كانت هذه الخطوات التراجعية من المعتدي ابتداءً علامة انحدار وذل وهزيمة أم علامة انتصار ... حتى تأتي هيئة علماء المسلمين فتتدخل لتوقف الانهيار الأمريكي المريع ، وتجمد الصولة الفلوجية العزوم ، والهبّة العراقية الناصرة ..
لقد تنفس الأمريكيون الصعداء حين ابتدأ الحوار بين الطرفين ، وخرج رؤوس الكفر يومها وما استطاعوا أن يكتموا فرحهم بنجاة أمتهم ، وقال بوش : ' لقد كان أسبوعاً عصيباً '..
واستغرب رامسفليد من كثرة القتلى في صفوف جنده وهو المعروف بالكذب والنكران ..
لقد كانت أشبه بمصارعة عملاق ضخم مع ضعيف صغير في حلبة ، وقد ضرب الصغير العملاق فآذاه وأدماه ، فتعثر العملاق مكباً على وجهه ، والآخر ينهال عليه ضرباً وذلك يهوي للسقوط ... فبادرهما الحكم بانتهاء الجولة الأولى ، فاستعاد العملاق عافيته وتوازنه ليبدأ جولة أخرى بعدما أخذ حذره ..!
الوقفة الثالثة : هم العدو ... فاحذرهم
لقد كسرت ظهور النصوص بشاطور المصلحة ، واليوم يرفع شاطور المصلحة الدعوية والحزبية على ظهر الجهاد ، وكأن الجهاد هذا سيذهب مصالح الدعوة ..
فهل كان هذا الرعب الذي سرى في قلوب الأعداء إلا بالجهاد في سبيل الله ...؟!
وهل كان هذا الفرار من الخدمة العسكرية إلا بالجهاد ...؟!
وهل كان التعجيل في نقل الحكم إلى السلطة العميلة إلا بالجهاد ...؟!
وهل إعطاء المجلس الانتقالي ثقلاً مصطنعاً إلا بالجهاد ...؟!
وهل بروز رؤوس النفاق وتميز المنافقين وافتضاحهم إلا بالجهاد ..؟!
وهل تميز المناهج الدعوية الحقة عن مناهج المصلحة الحزبية إلا بالجهاد ..؟!
وهل بدء انسحاب القوات التحالفية إلا بالجهاد ...؟!
وهل استجداء الأمريكان العراقيين من إعادة الوظائف والخدمات وكسب المشاعر المصطنعة إلا بالجهاد ...
وهل سقوط مهابة أمريكا في العالم إلا بالجهاد ..؟!
نعم ، أنا أدرك أن بعض الحزبيين المصلحين الإسلاميين يحاولون أن يظهروا عند المجاهدين أنهم مجاهدون ، ويظهروا عند الآخرين أنهم مسالمون ... والشعب العراقي يعرفهم جيداً والأحداث قد فضحتهم ، وهذا والله من بركة الجهاد الذي يقول الله تعالى فيه : [ أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ] التوبة 16
نعم إن الشعب العراقي يدرك من قالوا من قبل لصدام حسين حين دعاهم للقتال ضد الأمريكان ، فتنكبوا وقالوا ' لا يوجد الأمن الجهادي وإذا دخل العدو فسوف نجاهده ؟!'
وبالإضافة إلى ابتداع هذا المصطلح فإنه قد بني عليه أخطر عمل ذلك الإعانة على تسليم البلاد للكافرين ، ليبوء ذاك القائل وحزبه بكل انتهاك لكل ضرورة من ضرورات الإسلام الخمس التي حدثت بعد السقوط ، والتي لا يخفى على أحد آثارها العامة والتاريخية والأممية ..!
ثم ها هو العدو قد دخل فأين جهادكم يا أصحاب الأمن الجهادي ..؟!
إن كل من في الساحة الجهادية يعلم يقيناً معاداتكم الحقيقية للجهاد والمجاهدين ، وأن ليس لكم من العمليات التي جرت من قبل إلا الدعاوى ، وترويج بعض الصور ونسبتها لكم ، وتبني بعض العمليات التي لا تعرفونها إلا من خلال الإعلام أو العامة ..!
وأهل الميدان يعرفون ذلك جيداً ..!
وقد جاء الدليل الأعظم على ذلك وهو مناشدتكم المجاهدين إيقاف الجهاد ، وسعيكم لدى هيئة العلماء بالشفاعة في ذلك ..
فأين من كان يقول لا نجاهد الآن ، وإذا دخل العدو جاهدناه ..
هنيئاً للعدو بهذا الجهاد ...!
ولكنها سنة الله وثمرة من ثمرات الجهاد العظمى ، إذ قال الله تعالى : [ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين . وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم من الإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ] آل عمران 166
ثم أي مقارنة بين ما كنا وما أصبحنا ! لا والله لا مقارنة بين مفاسد جزئية وبين مفاسد كلية علينا وعلى الأمة ..
لا مقارنة بين من كان يجلد ظهرك وبين من ينتهك عرضك ويفسد جيلك ويقضي على دينك ..! ... لا مقارنة ... !
لا مقارنة بين مصلحة عودة فلان وفلان من الدعاة من الخارج ... وبين عودة الزنادقة وسلالة ابن سلول وعودة اليهود والصليبيين ... لا مقارنة ..!
ولا مقارنة بين إشهار حزب إسلامي وإقامة مقرات له ولغيره ... وبين أن يكون مقر حكم العراق بيد البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي ومواليهم داخل العراق .. لا مقارنة ..!
ولا مقارنة بين أن يفرح البعض بفتح التمليك في بغداد وتفتح الأسواق للبضائع الأمريكية وتفتح القنوات الفضائية ... وبين أن تباع البلاد كلها ، ويستعلن المنكر وتستباح المخدرات والأفيون والدعارة ... لا مقارنة.. !
لا مقارنة بين التضييق الأمني ... مع الضبط والربط للنظام العام والخاص في البلاد وقتل الداعرات وبين الانفلات الكامل وانفتاح الحدود على آخرها انتهاب البلاد علانية ظاهراً وباطناً ، وأهلها لا يملكون رداً ولا صداً ... لا مقارنة .!
لا مقارنة بين أن تصدر بعض الصحف المصلحية الحزبية الإسلامية بحرية مطلقة في شتم صدام وزمرته ، وإعلان الإخاء مع العلمانيين والباطنيين ، وبين أن يصبح الشرك بالله في العراق هو الأعلى والأظهر على مستوى العالم كله ، وتسير الجموع فيه بالملايين راكبة وراجلة وزاحفة ، مشركة بالله تعالى ..!
لا مقارنة بين مناهج تعليمية عليها صورة رئيس ، وبين أن ينسف منهج الجيل لتضعه لجنة مشتركة فيها صليبيون ويهود متخصصون .وللعلم فلقد ظهرت دراسات تخصصية للمناهج التربوية في البلاد الإسلامية فكان العراق هو الثاني بعد المملكة العربية السعودية قبل ابتداء تغير مناهجها أما بعد تغير المناهج فالعراق هو الأول في المناهج الرسمية ... هذه نقولها للعلم والتاريخ .. لا مقارنة ..!
لا مقارنة بين أن يعود نشاط حزب إسلامي وترفع راياته اليوم ، وبين أن تقصف فيه المساجد ، ويقتل فيها الراكع والساجد والمجاهد ، بينما كان العراق هو الأول على مستوى العالم في بناء المساجد ..
لا مقارنة بين عشر سنين عاشت فيها المساجد والدعوة ، والحلقات الشرعية والحجاب ، والمعاهد الشرعية في عصرها الذهبي منذ زمن ، وبين أيام ينتشر فيها عرض العراق وعورة العراق رجالاً ونساءً في الفضائيات أمام العالمين ... والمرء لا يملك إلا البكاء
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ... كما بكى لفراق الإلف رغدان
يقودهــا العلـج للمكروه مكرهة ... والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان ..؟!
لا مقارنة بين بلد كان الأطهر على مستوى العالم الإسلامي من الأفيون ، والأوحد في العالم عداءً لليهود والنصارى والأكثر نصرة للفلسطينيين من شهداء ومنكوبين ، وطلاب مدارس وجامعات في العراق ، وبين أن يصبح البوابة المفتوحة لليهود والنصارى للمرور إلى بلاد المسلمين ومناهجهم وأجيالهم ..
هذه حقائق .. من شاء أن يقفز عليها فليقفز ، ولكن يجب أن يكتب للتاريخ ، وإن أبى قراءتها من أبى ، وإن أغمض عينيه من أغمض ، وشاهد العراق بل العالم الإسلامي بل ومن سودت عينيه أنوار الفضائيات والدعايات ، فلينظر في ضدها وليتأمل واقع العراق بل واقع العالم مقارناً ولا مقارنة ..؟!
العالم كله شاهد قائم وحبر التغيير لم يجف بعد ، والله تعالى يقول : [ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ] النساء 135
فإن أبى الآخرون إلا أن يعظموا الحزب الإسلامي وأشخاصه حتى يعدوا عودتهم للعراق فتح الفتوح ، ويتناسوا كل هذه المفاسد الكلية ، فإن هذا دليل على أن الإسلام ليس هو الغاية ، إنما الغاية هو الحزب ، وإن أي نصر للإسلام عن غير طريق الحزب مرفوض ، وأن أي قيادة لا تخرج من تحت عباءته محاربة !
وليس الأمر كما قال هذا التربوي الحزبي الإسلامي وأمثاله من أن القتال تحت راية صدام ضد الأمريكان لا يجوز ، فإن علماءنا يقولون بمشروعيته ، لو كان هؤلاء المسلمون في بلاد كافرة وكانوا أقلية دفاعاً عن تلك البلاد ، فكيف ... والحال كما تعلمون ...
قال السرخسي الحنفي رحمه الله : إذا كان قوم من المؤمنين مستأمنين في دار الحرب ، فأغار على تلك الدار قوم من أهل الحرب ، لم يحل لهؤلاء المسلمين أن يقاتلوهم ، لأن في القتال تعريض للنفس ، فلا يحل ذلك إلا على وجه إعلاء كلمة الله عز وجل وإعزاز الدين وذلك لا يوجد ههنا ، لأن أحكام أهل الشرك غالبة فيهم ، فلا يستطيع المسلمون أن يحكموا بأحكام أهل الإسلام ، فكان قتالهم في الصورة لإعلاء كلمة الشرك وذلك لا يحل إلا أن يخافوا على أنفسهم من أولئك ، فحينئذ لا بأس بأن يقاتلوهم للدفع عن أنفسهم ، لا لإعلاء كلمة الشرك ، والأصل فيه حديث جعفر رضي الله عنه ، فإنه قاتل بالحبشة العدو الذي كان قصد النجاشي ، وإنما فعل ذلك لأنه لما كان مع المسلمين يومئذ آمناً عند النجاشي فكان يخاف على نفسه وعلى المسلمين من غيره ، فعرفنا أنه لا بأس بذلك عند الخوف '[1]
وقال محمد بن الحسن رحمه الله [2] :' إذا كانوا يخافون أولئك الآخرين على أنفسهم ، فلا بأس بأن يقاتلوهم ، لأنهم يدفعون الآن شر القتل عن أنفسهم ، فإنهم يأمنون الذين هم في أيديهم على أنفسهم ، ولا يأمنون الآخرين ، إن وقعوا في أيديهم ، فحل لهم أن يقاتلوا دفعاً عن أنفسهم .'
وقال البهوتي الحنبلي رحمه الله [3]: ' تحرم إعانة الكفار على عدو منهم إلا خوفاً من شرهم لقوله تعالى : [ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ] .
إن الحكم الشرعي الذي قرره هؤلاء العلماء الثلاثة وغيرهم كثير هو :
' الجواز الشرعي للقتال تحت راية الحاكم الكافر بالقيد المذكور ، أما إذا كان مسلماً فلا خلاف في الوجوب ، ومع هذا فثمة أمور لا بد من بيانها على ما نقلناه من السرخسي ومحمد بن الحسن والبهوتي ، لئلا يخطئ أحد في تطبيقها على الواقع العراقي ، تلك الأمر هي :
أولاً : قال السرخسي : ' إذا كان قوم من المسلمين مستأمنين في دار الحرب '
والواقع أن العراق بلد إسلامي وهي دار إسلام وأهلها ليسوا مستأمنين وإنما هم مسلمون في دار إسلام ، وعليه فإنه إذا اختلف الوصف اختلف الحكم ...
والحكم يدور مع علته كما هو مقرر ، ويصبح الدفاع عنها دفاعاً عن دار الإسلام .
والدفاع عن دار الإسلام فرض عين على أهلها ...
ثانياً : ' إلا أن يخافوا على أنفسهم من أولئك '
وهذا ضابط المستأمنين الذين في دار الحرب ، أما إذا كانوا مسلمين في دار إسلام فإن الخوف يتعدى النفس إلى الدين أولاً وإلى بلاد المسلمين ثانياً ، وإلى انتهاك الضرورات الخمس ، وقرائن ذلك في أفغانستان وغيرها قائمة ..!
بل لو كان ثمة عدو تخافه على نفسك وعدو تخافه على دينك ، فوجب رد العدو الذي تخافه على دينك ، وإن اقتضى ذلك الوقوف مع العدو الذي تخافه على نفسك ، وذلك لقول الله تعالى : ' الفتنة أكبر من القتل ' وقوله : ' قل إن كان آباؤكم ... إلى قوله وهو الشاهد ... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره '
ليس هذا الموقف طارئاً على هذا الحزب ، فنحن كما ذكرنا من قبل أنهم اعتذروا بأعذار باطلة ، فإنهم سوف يتخلفون في كل مرة قادمة ، والأيام بيننا وبينهم ..
ونحن هنا نقول لهم ما قال الله فيمن سلف من المخلفين من الأعراب : [ قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ] الفتح 16
ليس الجهاد لهؤلاء المتصدرون نحور المجالس ، إنما الجهاد لأولئك الفقراء ، الذين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ، الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم الذين جعلوا سيوفهم على عواتقهم ، يطلبون الموت مظانة كلما سمعوا هيعة طاروا إليها ... لا إلى أصحاب الأناشيد الجهادية المائعة ، والبدلات الغربية اللامعة ، والوجوه الحسناء الملمعة ... والآمال الطامعة .
وستأتي الأيام وسيرى الناس كيف يقف هؤلاء المتحزبون الإسلاميون في وجه الجهاد والمجاهدين، ويعتبرونهم العدو الأول قبل الأمريكان، لأنهم يفسدون الأمن الذي يرجوه الأمريكان ليستقروا ، ويرجوه هؤلاء ليقبضوا ويعلوا تماماً كما هو الأمر مع أئمة الرافضة ..
وقد ظهرت حربهم للجهاد حتى على المنابر والعياذ بالله تعالى ، ومع هذا فإنهم سادة المتاجرين بدماء أهل الفلوجة والجهاد لابتزاز جيوب أهل الخليج العربي والعالم الإسلامي .
وجمع الأصوات في العراق متى احتاجوا له .. لأنهم المتلبسين زوراً وبهتاناً بالجهاد في سبيل الله الناحبين على القتلى والمجروحين والمنكوبين الساكبين عليها دموع التماسيح .
ولا يحتجن واحد من هؤلاء على صدقهم بحماس ، فلحماس ظروفها الخاصة ومنهجها الذي نشزت فيه عن البقية الحزبية في فرعها الجهادي على وجه الخصوص ، ثم ماذا يمكن أن يكون حماس ، وما هو الخيار الآخر أمامها جزاهم الله خيراً ..
ومن المعلوم لدى جميع الذين جاهدوا في أفغانستان أن هؤلاء ما كانوا يجاهدون هناك ، وإن كانوا يهزون أعواد المنابر في بلدانهم بالجهاد ، ويجمعون الملايين من الناس ، إنما كانوا يجمعون أصحابهم المتحمسين ، الذين يذهبون من بلدانهم إلى الجهاد في معسكر خاص بهم اسمه ' معسكر .... ' في منطقة ..... في أفغانستان ، وذلك لمنعهم من الجهاد الفعلي ، بل قد واجه من نعرف من إخواننا الملتزمين معهم العقاب حين خالف ولم ينضم إلى معسكرهم وشارك في الجهاد فعلياً ..
ماذا ينتظر هؤلاء المتحزبون حتى يخرجوا الجهاد من اللسان إلى السنان ، ومن الأنشاد إلى الإستشهاد ، ومن المحاضرات إلى المواجهات ، ومن الكلام إلى الكِلام ويقفوا في صف المجاهدين لا صف أولياء الشياطين ..
أينتظرون الانسحاب الطوعي لهؤلاء المعتدين دون ضربات المجاهدين .. والله تعالى يقول في كتابه : [ إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ] ..
أم ينتظروا تحقق المكافأة بيننا وبين المحتلين ، بينما الله الذي تكفل بالنصر ما اشترط المكافأة وإنما اشترط الاستطاعة في إعداد العدة فقال سبحانه : [ وأعدوا لهم ما استطعتم ] ..
فلا هم أخذوا بالمكافأة كما يزعمون ولا هم أعدوا عدة الإستطاعة .. وصدق الله إذ قال : [ ولو ارادوا الخروج لأعدوا له عدة ]
أم ينتظر هؤلاء أن يأتيهم النصر من الخارج من دول الجوار ، أو من مجلس الأمن ..؟!
وهل دخل العدو العراق إلا من دول الجوار وبسبب مجلس الأمن ..
أم ينتظر هؤلاء خروج المهدي ليكونوا من جنده ..!
والمهدي لن يخرج فينتصر إلا بنصرة عصائب العراق الجهادية له ..!
لينتظر هؤلاء ما شاءوا ، ويفعلوا ما يشاءوا ... ولكن ليتركوا التعويق والتثبيط والتقعيد والتخليف وشق الصف المرصوص ، وطعن المجاهدين من على المنابر ، وفي الكتابات والمحابر .. ورميهم بقلة الفقه ، وانعدام الحكمة ، والنظرة البعيدة ، وعدم فهم السياسة الشرعية والمصالح المرعية وما إلى ذلك من مصطلحات يريدون بها إزاحة النصوص عن موطنها لتزكية أنفسهم بطريق مفهوم المخالفة ، وما القصد إلا التنصل من الجهاد في سبيل الله في الفلوجة وغيرها ، ومقارعة الأعداء فإذا ما ذهب الأعداء عن الفلوجة ، فما أطول ألسنتهم وأعظم دعاواهم ، وإذا عادوا تمنوا أنهم خارجها .. وصدق الله إذ قال مفصلاً وموضحاً .. فما أعظم ما قال الله : [ وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا ] الأحزاب 20ـ27
إن سلسلة الأعذار التي يتذرع بها المنافقون في تاريخهم الطويل كلما جاء الجهاد طويلة عريضة ولكنها واحدة في حقيقتها ، وما ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز منصوصة مفصلة إلا لفوائد عظيمة منها أنها تتكرر كلما جاء الجهاد .
فلنقرأ سورة التوبة والأحزاب وآل عمران وغيرها من السور التي ذكر فيها المنافقين وأعذارهم ودعاواهم قراءة جديدة حية ، وسنجد أن أشخاص تلك السور أحياء ، وإن اختلفت الأسماء : [ إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ] النساء 146
فلينتفض كل منصف قائداً كان أم تابعا ، من تحزب يرديه إلى درجة النفاق ، ويسكنه الدرك الأسفل من النار ، وهو يحسب أنه من الذين يحسنون صنعا ..
فهذا كتاب الله ، وهذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس لهما ظاهراً يفهمه عامة الملتزمين ، وباطناً يفهمه القادة .
أي عبادة للمناصب الكفرية هذه التي تجعل محسن عبد الحميد وزمرته جميعاً يرضون بها كرسياً قائماً ولو على أنقاض الفلوجة .. وهو ما زال يهدد بالإستقالة ..؟!
أي غيرة ، بل ذرة غيرة ونخوة تبقى حتى نرى بأعيننا إعراضنا تنشر على العالمين ، وعوراتنا تكشف على الفضائيات مباحة مستباحة للشامتين والساخرين والمروجين والمتفرجين ..؟!
وما زال الجهاد ليس واجباً ..؟!
وما زال محسن عبد الحميد ممسكاً على زناد كرسيه يهدد بالإستقالة ..؟!
وإذا بالمجلس يطلب منهم الإعتذار والتعويض ..؟!
والله لو أعطونا نسائهم سبايا لما كفانا ولا داوانا ولا أطفأ براكين الغيرة على أعراضنا ، ولهيب الروح في أرواحنا ..؟!
حادثة واحدة كادت تكشف فيها عورة مسلمة كانت كافية لئن يشعلها النبي صلى الله عليه وسلم حرباً لا تنتهي إلا بجلاء بني النضير عن المدينة وتحويلهم جميعاً إلى مستوى السخرة .
صرخة واحدة حملت غيرة المعتصم ، فما اكتحلت عينيه بنوم حتى اشتعلت عمورية ناراً فإذا بأسود بغداد يجسونها ..؟!
صراخ سيلانيات اختطفهن قراصنة الديبل أجج حمم الغيرة في قلب الحجاج ، وما هدأ حتى خلصهن ابن عمه محمد بن القاسم الثقفي ، وكانت تلك الصرخة الشرارة التي أضاءت سماء الهند بالإسلام ..
فلتشبع نساء العراق صراخاً تحت أرجل هؤلاء العلوج المتأيدزين ... فلن يزيدهن المنافقون إلا عرياً وتسليماً ..؟!
أتسبــى المسلمــات بكل ثغـر وعيش المسلمين إذاً يطيب
أمــا واللــه والإسـلام جنـــد يدافـع عنـه شبــان وشيب
فقل لذوي المروءة حيث كانوا أجيبـوا اللـه ويحكم أجيبوا
ويا سبحان الله ، فلقد اعتذر المنافقون الأوائل على ترك الجهاد قائلين كما ذكر الله تعالى عنهم : [ إن بيوتنا عورة ] فأرادوا الستر كما زعموا ...
أما هؤلاء المتحزبون فقد أصبحت بلادهم عورة ، وعورتهم معلقة على حبل غسيل الدنيا ، ومع هذا ما جاهدوا ستراً للعورة ، ولا استقالوا احتجاجاً على كشف العورة ...
فهنيئاً لأولئك المنافقين الذين ما ظننا أحداً سيبلغ بجاحتهم حتى قيام الساعة ... فجاءت الأيام ورأينا هؤلاء الذين ما عادت تثيرهم العورة ليعلنوا الثورة ..؟!
ولعل هؤلاء سيأتون وسيبررون بما برر به بوش نفسه بأن عهد صدام حدث أكبر من هذا ، وأن هؤلاء ستة جنود فقط من ثلاثمائة ألف جندي ..
فإذا كان الجنود ، ستة فكم عدد ضحاياهم ..؟!هذا وعدد المعتقلين ثمانين ألف حسب إعلاناتهم ؟!
ثم من ذا الذي يقول أن في عهد صدام في العقد الأخير منه على الأخص حدث مثل هذا ..؟!
سموا لنا حالة واحدة دون كذب ، لقد وجدتم كل الوثائق والصور .. أخرجوها لنا إن كنتم صادقين ..؟!
أرجو منكم أن تقرأوا ذلك المرجع الوثائقي المدقق الذي نشر في موقع مفكرة الإسلام والذي حمل عنوان [ العقد الأخير من حياة صدام في ميزان الإسلام ] ..
ليست القضية قضية محسن ولا حاجم ، بل القضية قضية منهج وجماعة ..
فمن الظلم والخطأ فصل هذا عن منهجه ، فلولا أنهم فخورين بهذا الدور الذي يقوم به لأعلنوا فصله وبراءته منه ، وهذا لا يكفي ..؟!
ولو أنه منكراً لهذا فعلاً لقدم استقالته حالاً ـ على الأقل ـ وهذا لا يكفي ..؟!
حتى يتغير المنهج ، ويخرج الآخرون من وحل النفاق إلى ذروة سنام الإسلام ..
لقد كان اليهود ينقسمون إلى طائفتين كما قال الإمام مجاهد : كل طائفة منهم مع فريق من الفريقين المتقاتلين ، فإذا وضعت الحرب أوزارها ، فادى اليهود في الطائفة المنصورة إخوانهم في الطائفة المهزومة .. وهذا ما ذكره الله عنهم في قوله تعالى :
[ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ] البقرة 85
وهذا هو ما عملوه ويعملونه في العالم، حيث انقسموا من قبل بين المعسكرين الشيوعي والرأس مالي ، وينقسمون داخل المعسكرات بنفس الطريقة ، وها هم يتوزعون بين الحزب الديموقراطي والجمهوري ، وبنفس الطريقة يعمل من يقتدي بهم على منهج المقتدى القسم الآخر من الرافضة ، ونهج المحسن وحزبه من منهم في المجلس ومن خارجه ممن يظهرون مخالفة أولئك ...؟!
فإن انتصر أهل الجهاد فعندهم فيهم فرقة ودعوى ، وإن كانت الأخرى فلهم مقعد زندقة عند عدو عاهر ..
وليست القضية قضية تكفير ... ولكن الخبث شجرة وإن امتدت أغصانها ، والتشبه باليهود والنصارى وارد في هذه الأمة .
ولعل قارئاً يقول : هل هذا هو وقت الحديث عن الإسلاميين المتحزبين ، أما تخشى شق صف أهل السنة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه على رأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الصف والكلمة ..؟!
أقول : وهذا والله هو منهجي ، وهذا ما أسعى له في هذا المقال تحديداً ، وإن الذي قلته هو بعض ما يقتضيه الحال وهو بعض ما عندي عن هؤلاء ، وإلا فإن الذي عندي عن هؤلاء هو أكبر من ذلك بكثير ..
من خلال أمور موثقة مؤرخة ، مرقمة ، مدلل عليها .. رجاء أن تكفي هذه الإشارة عما في القلب من اللوعة والمرارة ، والحر تكفيه الإشارة ..
أما كون هذا ليس وقته .
فلا أدري إذا لم تتميز الصفوف ويظهر تميزها أوقات الفتن ، فمتى تتميز ..؟!
وإذا لم يقام على هؤلاء الحجة أوقات الشدائد ، فهل سيصدق الناس ما يقال عنهم أوقات الرخاء ..؟!
ثم هل يجوز لمن في أعلى السفينة أن يتركوا الذين في أسفلها يخرقون في نصيبهم كيف شاؤوا ..؟!
ألسنا أحوج ما نكون على الأخذ على أيديهم يوم أن تكون السفينة وسط بحر لجي متلاطم ..؟!
وهل يمكن أن نغمض العين عن حقيقة الدور الذي يقوم به الحزب ، والعالم الواعي كله يتحدث فيه ، بما فيه الأعداء ..؟!
فهذا موقع مفكرة الإسلام ، وهو من هو شهرة وثقة ودقة ، وقد عمل استبياناً خاصاً ولأهل العلم أن يحكموا بعد ما يقرأوا النتيجة ...
والاستبيان كان هو : لماذا يصر الحزب الإسلامي على القيام بدور الوساطة بين المقاومة العراقية في الفلوجة وقوات الاحتلال؟
فكانت النتيجة أن أساء الظن في هذا الحزب 75 % من المشاركين وذلك على النحو التالي :
اتهم 20 % من المشاركين الحزب بأن لديه الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية لدى الإدارة الأمريكية بينما قال 5 % أنه يريد سحب البساط من تحت أقدام هيئة العلماء وصوت 6 % على كونه يريد الانفراد بالساحة السياسية بالقضاء على المقاومة ، وكانت النتيجة الأكثر قسوة عليه بأن اختار 44% من المشاركين أنه يريد جميع ما ذكر من الخيارات السابقة السيئة ، ولم يدافع عنه سوى 25 % فقط من المشاركين .
ولكن ليعرف مشايخنا أن نوعية الداخلين على هذا الموقع من المميزين سواء من الكوادر الإسلامية وغير الإسلامية، علماً وثقافة وقيادة ودعوة..
وها نحن قد سكتنا سنين طويلة ، وسكتنا من أول حرب العراق إلى أن احتل ، وسكتنا من أول حرب الفلوجة إلى اليوم ... فماذا جنينا من وراء السكوت ..؟!
لقد انشق صف العراق أول مرة حين أفتوا بحرمة مقاومة المحتلين ، وسقطت بغداد .!
وشاركوا المحتل في المجلس الكفري الإنتقالي على أعلى المستويات وأدناها .. وسكتنا ..!
وحاولوا شق صف هيئة علماء العراق، والتغطية عليها حين كونوا مجلس أهل السنة في العراق... وسكتنا ..!
وفشلوا ثم حاولوا ... ومازالوا يحاولون اختراق هيئة علماء المسلمين ثم احتوائها بدخولها وإدخال راشدهم ومرشدهم فيها ، أملاًَ في أن يتولى رئاستها بطرق وضغوطات كثيرة ، ليس الإنتخابات الداخلية إلا واحدة منها .. وسكتنا ..
وهكذا استمر هذا النزف العقدي والعملي يتواصل الليل والنهار في العراق بسببهم .. وسكتنا .. !
حتى جاءت أحداث الفلوجة ليكون موقفهم أدنى من أدنى موقف وقفه منتسبي مجلس الزندقة الإنتقالي كما بينا ..!
ولما أن ثبت المجاهدون ، وحوصر الأمريكان من كل جهة ، خرجوا بشعارهم المعروف عنهم في كل مكان : ' إنما نحن مصلحون ' .. ليوقفوا الصولة الإيمانية الفلوجية المنصورة .
وتم بجهودهم فك الحصار عن الأمريكان ، وأخمدوا روح الجهاد والانتصار في داخل الفلوجة ، بعدما أخمدوا النصرة والنفرة التي عمت العراق لأجلها .. وسكتنا ..
واتخذوا كل وسيلة ، وإن كانت خسيسة كاللمز والغمز طعناً بالمجاهدين نحو قول المنافقين السابقين ، حتى قال 'السامرائي' نائب محسنهم في تاريخ 25/4/2004 وهو يعرض بالمجاهدين قائلاً في قناة الجزيرة ' ما أراد أن يقاتل فلا يحتمي بالأهالي العزل ' ..
فهل بين منطقه هذا ومنطق أمريكا من فرق ، وهل تجد تعييراً بالجبن للمجاهدين أعظم من هذا ..؟!
وهل تجد فارقاً بين هذا القوم الذي يقطر حقداً وبين قول المنافقين الأولين الذين أنزل الله فيهم ما أنزل حين قالوا : [ أين نحن من بني الأصفر ، أصحابنا هؤلاء أكبر بطوناً وأجبن عند اللقاء ] ..
والهدف واحد وإن اختلفت العبارة ..
ولا سعوا دائبين في شق صف أهل الفلوجة القتالي ، وذلك بعزل الوجهاء عن المجاهدين عزلاً نفسياً وحوارياً ، ومحاولة تنحية المجاهدين عن القرار ، ومحاولاتهم مستمرة في عزل المجاهدين من شباب الفلوجة عن عموم شبابنا الغيارى ، وعزل آخرين بأنهم كانوا بعثيين ..
فهذا هو أسلوبهم الذي اعتادوه في شق الصف ، وإلا فما الفائدة في عزل هؤلاء عن هؤلاء والجميع يدافع ..!
فهل الدفاع عن العراق حكراً على أحد ..؟!
ثم ما ذنب البعثيين إذا دافعوا وقعدتم ، وثبتوا وتحالفتم ..!
هذا وكلنا يعرف أن عموم بعثيي العراق مسلمون مصلون ملتزمون كبني قومهم .
فمن يعطينا حق عزلهم ، أم أن الأصل هو الحزب الإسلامي لا الدين الإسلامي ..
كما أننا نعرف أن بعثيي العراق ليسوا كبعثيي سوريا ، ولا كبعثيي عراق السبعينات ولا الثمانينات ، فإن هذا أمر لا ينكره عراقي يعيش في العراق ..
أما من عاش في خارجها ، فليقل ما يشاء وليقرأ ما يشاء ، وليحكم بما يشاء ..
أما نحن فإن لنا إخواناً وأهلاً وأرحاماً ، وفيهم بعثيون ، وفيهم من الدين والخلق والغيرة ما فيهم ، فلماذا نترك ما نراه ونأخذ بأحكام غيابية لا رصيد لها في واقعنا ..؟!
فبأي شيء نجح هؤلاء ، ولأجل أي شيء يشرع لنا السكوت ..؟!
نعم لقد نجح هؤلاء ، ولكن في بناء علاقات ولائية وثيقة مع الصليبيين ..
نجحوا في إعلان التنازل عن مطلب الحكم بما أنزل الله وهم يفخرون بذلك جهاراًَ نهاراً كما قال مراراً وتكراراً دكتورهم محمد عياش : 'نحن لا نريد دولة دينية ' ، ويعدها من السياسة الشرعية .
فأي هدف بقي لكم بعد التنازل عن هذا، وأي مبرر لوجودكم ودعوتكم بعد هذا..
نعم نجحوا ولكن في شق صف أهل السنة، ونجحوا في بث عنصرية بغيضة بين المجاهدين أنفسهم عراقيين وغير عراقيين بل عراقيين وعراقيين آخرين ..؟!
نجحوا في وأد روح الجهاد في عموم المجتمع العراقي ، وإخراس صوت النفير ..!
نجحوا في فك أسرى الكافرين من أيدي المجاهدين ..!
نجحوا في ترميم التحالف الكافر على العراق ، حين جعلوا رؤساء دول التحالف المعتدي يتفاخرون بثبات موقفهم ، وتنازل الخاطفين مما زاد من شعبيتهم وشجع غيرهم على الثبات والإمداد وزيارة العراق ..
لقد سعوا جادين جاهدين لتجريد المجاهدين من أسلحتهم الثقيلة ، كما سعوا لإعادة الفلوجة إلى الحظيرة الأمريكية أليفة وديعة .. ذليلة مهينة ، بالشرطة العراقية والقوات الأمريكية .
ولن تطول الأيام كثيراً حتى يرى المسلمون في العراق منهم إن سكتوا عنهم ذهاب البلد بأكمله، واستقرار العدو على صدره .. لا قدر الله .
فإن من اتفق مع العدو على هدف ، وهو استقرار البلاد في ظل حكم العدو ، كان هو والعدو في خانة واحدة ، وكان المجاهدون هم الطرف الآخر .. فلا بد من التخلص منه إن لم يلتزم ..!
ويكفيك حتى تقف مع العدو في خندق واحد حين تربط مصيرك بمصيره ..!
يكفيك أنك إن لم تستطع ضبط هؤلاء سوف تستخدم عصا العدو ضدهم ، لأنه لا عصا لك ..!
يكفيك أنك إن كنت منصفاً ! سوف تراقب التزام هؤلاء وهؤلاء كما ذكر حاكمهم يوم 25/4/2004 هو ووفد حزبه ..!
يكفيك أنك قد ابتدأت بالسعي علانية في نزع أسلحة المجاهدين ، وترك العدو كما هو ..!
يكفيك أنك إن عجزت عن كل ذلك سوف تعمل جاسوساً طوعياً لدى العدو لنزع كل من يعيق الوصول إلى الهدف أو اغتياله أو اعتقاله .. وقد سلم عشرين اسماً من أسماء وفود المجاهدين فعلياً ...!
يكفيك ... ويكفيك ، ويكفيك .. وخطوات الشيطان ليس لها نهاية ..!
ولا يزال منافقو الجزائر يعيشون في حي مستقل اليوم يسمى حي العملاء في فرنسا ..!
http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDnews=460
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
بقلم : طالب علم عراقي
وبينما المفاوضات تجري ، يعلن ' كميت ' نائب قائد القوات في يوم 13/3 في مؤتمر صحفي بأنهم طلبوا حصراً لأعداد القتلى والجرحى بدقة من مصادر موثوقة لأمن أجهزة الدعاية ...! يشير بذلك للمفاوضين أننا موافقون على تعويض أهالي القتلى والجرحى كما طلبتم منا ..؟!
واستمر الانحدار والتراجع الانهزامي في الموقف الأمريكي أمام مجاهدي الفلوجة ..
وأخيراً يبتدئ الانسحاب ، و يشاغل الأمريكان المجاهدين بالطائرات ليتمكن جنودهم من الفرار ، ويتراقص جنودهم على الخطوط الخارجية فرحاً بقرار الفرار ..!
ويعلن [ كميت ] وقائد الفرقة الأولى بغباء بأن الاحتمالات الآن كلها مفتوحة على الفلوجة وأننا انسحبنا منها دون شروط ..؟!
إنه إعلان هزيمة الفرار بوضوح ، وإلا كيف تنسحب دون شروط ..؟!
وهل من انسحب دون شروط يفكر يوماً بالعودة إلى وادي الموت ، وخنادق الجحيم وأرض الفالج ..؟!
فهل كانت هذه الخطوات التراجعية من المعتدي ابتداءً علامة انحدار وذل وهزيمة أم علامة انتصار ... حتى تأتي هيئة علماء المسلمين فتتدخل لتوقف الانهيار الأمريكي المريع ، وتجمد الصولة الفلوجية العزوم ، والهبّة العراقية الناصرة ..
لقد تنفس الأمريكيون الصعداء حين ابتدأ الحوار بين الطرفين ، وخرج رؤوس الكفر يومها وما استطاعوا أن يكتموا فرحهم بنجاة أمتهم ، وقال بوش : ' لقد كان أسبوعاً عصيباً '..
واستغرب رامسفليد من كثرة القتلى في صفوف جنده وهو المعروف بالكذب والنكران ..
لقد كانت أشبه بمصارعة عملاق ضخم مع ضعيف صغير في حلبة ، وقد ضرب الصغير العملاق فآذاه وأدماه ، فتعثر العملاق مكباً على وجهه ، والآخر ينهال عليه ضرباً وذلك يهوي للسقوط ... فبادرهما الحكم بانتهاء الجولة الأولى ، فاستعاد العملاق عافيته وتوازنه ليبدأ جولة أخرى بعدما أخذ حذره ..!
الوقفة الثالثة : هم العدو ... فاحذرهم
لقد كسرت ظهور النصوص بشاطور المصلحة ، واليوم يرفع شاطور المصلحة الدعوية والحزبية على ظهر الجهاد ، وكأن الجهاد هذا سيذهب مصالح الدعوة ..
فهل كان هذا الرعب الذي سرى في قلوب الأعداء إلا بالجهاد في سبيل الله ...؟!
وهل كان هذا الفرار من الخدمة العسكرية إلا بالجهاد ...؟!
وهل كان التعجيل في نقل الحكم إلى السلطة العميلة إلا بالجهاد ...؟!
وهل إعطاء المجلس الانتقالي ثقلاً مصطنعاً إلا بالجهاد ...؟!
وهل بروز رؤوس النفاق وتميز المنافقين وافتضاحهم إلا بالجهاد ..؟!
وهل تميز المناهج الدعوية الحقة عن مناهج المصلحة الحزبية إلا بالجهاد ..؟!
وهل بدء انسحاب القوات التحالفية إلا بالجهاد ...؟!
وهل استجداء الأمريكان العراقيين من إعادة الوظائف والخدمات وكسب المشاعر المصطنعة إلا بالجهاد ...
وهل سقوط مهابة أمريكا في العالم إلا بالجهاد ..؟!
نعم ، أنا أدرك أن بعض الحزبيين المصلحين الإسلاميين يحاولون أن يظهروا عند المجاهدين أنهم مجاهدون ، ويظهروا عند الآخرين أنهم مسالمون ... والشعب العراقي يعرفهم جيداً والأحداث قد فضحتهم ، وهذا والله من بركة الجهاد الذي يقول الله تعالى فيه : [ أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ] التوبة 16
نعم إن الشعب العراقي يدرك من قالوا من قبل لصدام حسين حين دعاهم للقتال ضد الأمريكان ، فتنكبوا وقالوا ' لا يوجد الأمن الجهادي وإذا دخل العدو فسوف نجاهده ؟!'
وبالإضافة إلى ابتداع هذا المصطلح فإنه قد بني عليه أخطر عمل ذلك الإعانة على تسليم البلاد للكافرين ، ليبوء ذاك القائل وحزبه بكل انتهاك لكل ضرورة من ضرورات الإسلام الخمس التي حدثت بعد السقوط ، والتي لا يخفى على أحد آثارها العامة والتاريخية والأممية ..!
ثم ها هو العدو قد دخل فأين جهادكم يا أصحاب الأمن الجهادي ..؟!
إن كل من في الساحة الجهادية يعلم يقيناً معاداتكم الحقيقية للجهاد والمجاهدين ، وأن ليس لكم من العمليات التي جرت من قبل إلا الدعاوى ، وترويج بعض الصور ونسبتها لكم ، وتبني بعض العمليات التي لا تعرفونها إلا من خلال الإعلام أو العامة ..!
وأهل الميدان يعرفون ذلك جيداً ..!
وقد جاء الدليل الأعظم على ذلك وهو مناشدتكم المجاهدين إيقاف الجهاد ، وسعيكم لدى هيئة العلماء بالشفاعة في ذلك ..
فأين من كان يقول لا نجاهد الآن ، وإذا دخل العدو جاهدناه ..
هنيئاً للعدو بهذا الجهاد ...!
ولكنها سنة الله وثمرة من ثمرات الجهاد العظمى ، إذ قال الله تعالى : [ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين . وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم من الإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ] آل عمران 166
ثم أي مقارنة بين ما كنا وما أصبحنا ! لا والله لا مقارنة بين مفاسد جزئية وبين مفاسد كلية علينا وعلى الأمة ..
لا مقارنة بين من كان يجلد ظهرك وبين من ينتهك عرضك ويفسد جيلك ويقضي على دينك ..! ... لا مقارنة ... !
لا مقارنة بين مصلحة عودة فلان وفلان من الدعاة من الخارج ... وبين عودة الزنادقة وسلالة ابن سلول وعودة اليهود والصليبيين ... لا مقارنة ..!
ولا مقارنة بين إشهار حزب إسلامي وإقامة مقرات له ولغيره ... وبين أن يكون مقر حكم العراق بيد البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي ومواليهم داخل العراق .. لا مقارنة ..!
ولا مقارنة بين أن يفرح البعض بفتح التمليك في بغداد وتفتح الأسواق للبضائع الأمريكية وتفتح القنوات الفضائية ... وبين أن تباع البلاد كلها ، ويستعلن المنكر وتستباح المخدرات والأفيون والدعارة ... لا مقارنة.. !
لا مقارنة بين التضييق الأمني ... مع الضبط والربط للنظام العام والخاص في البلاد وقتل الداعرات وبين الانفلات الكامل وانفتاح الحدود على آخرها انتهاب البلاد علانية ظاهراً وباطناً ، وأهلها لا يملكون رداً ولا صداً ... لا مقارنة .!
لا مقارنة بين أن تصدر بعض الصحف المصلحية الحزبية الإسلامية بحرية مطلقة في شتم صدام وزمرته ، وإعلان الإخاء مع العلمانيين والباطنيين ، وبين أن يصبح الشرك بالله في العراق هو الأعلى والأظهر على مستوى العالم كله ، وتسير الجموع فيه بالملايين راكبة وراجلة وزاحفة ، مشركة بالله تعالى ..!
لا مقارنة بين مناهج تعليمية عليها صورة رئيس ، وبين أن ينسف منهج الجيل لتضعه لجنة مشتركة فيها صليبيون ويهود متخصصون .وللعلم فلقد ظهرت دراسات تخصصية للمناهج التربوية في البلاد الإسلامية فكان العراق هو الثاني بعد المملكة العربية السعودية قبل ابتداء تغير مناهجها أما بعد تغير المناهج فالعراق هو الأول في المناهج الرسمية ... هذه نقولها للعلم والتاريخ .. لا مقارنة ..!
لا مقارنة بين أن يعود نشاط حزب إسلامي وترفع راياته اليوم ، وبين أن تقصف فيه المساجد ، ويقتل فيها الراكع والساجد والمجاهد ، بينما كان العراق هو الأول على مستوى العالم في بناء المساجد ..
لا مقارنة بين عشر سنين عاشت فيها المساجد والدعوة ، والحلقات الشرعية والحجاب ، والمعاهد الشرعية في عصرها الذهبي منذ زمن ، وبين أيام ينتشر فيها عرض العراق وعورة العراق رجالاً ونساءً في الفضائيات أمام العالمين ... والمرء لا يملك إلا البكاء
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ... كما بكى لفراق الإلف رغدان
يقودهــا العلـج للمكروه مكرهة ... والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ... إن كان في القلب إسلام وإيمان ..؟!
لا مقارنة بين بلد كان الأطهر على مستوى العالم الإسلامي من الأفيون ، والأوحد في العالم عداءً لليهود والنصارى والأكثر نصرة للفلسطينيين من شهداء ومنكوبين ، وطلاب مدارس وجامعات في العراق ، وبين أن يصبح البوابة المفتوحة لليهود والنصارى للمرور إلى بلاد المسلمين ومناهجهم وأجيالهم ..
هذه حقائق .. من شاء أن يقفز عليها فليقفز ، ولكن يجب أن يكتب للتاريخ ، وإن أبى قراءتها من أبى ، وإن أغمض عينيه من أغمض ، وشاهد العراق بل العالم الإسلامي بل ومن سودت عينيه أنوار الفضائيات والدعايات ، فلينظر في ضدها وليتأمل واقع العراق بل واقع العالم مقارناً ولا مقارنة ..؟!
العالم كله شاهد قائم وحبر التغيير لم يجف بعد ، والله تعالى يقول : [ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ] النساء 135
فإن أبى الآخرون إلا أن يعظموا الحزب الإسلامي وأشخاصه حتى يعدوا عودتهم للعراق فتح الفتوح ، ويتناسوا كل هذه المفاسد الكلية ، فإن هذا دليل على أن الإسلام ليس هو الغاية ، إنما الغاية هو الحزب ، وإن أي نصر للإسلام عن غير طريق الحزب مرفوض ، وأن أي قيادة لا تخرج من تحت عباءته محاربة !
وليس الأمر كما قال هذا التربوي الحزبي الإسلامي وأمثاله من أن القتال تحت راية صدام ضد الأمريكان لا يجوز ، فإن علماءنا يقولون بمشروعيته ، لو كان هؤلاء المسلمون في بلاد كافرة وكانوا أقلية دفاعاً عن تلك البلاد ، فكيف ... والحال كما تعلمون ...
قال السرخسي الحنفي رحمه الله : إذا كان قوم من المؤمنين مستأمنين في دار الحرب ، فأغار على تلك الدار قوم من أهل الحرب ، لم يحل لهؤلاء المسلمين أن يقاتلوهم ، لأن في القتال تعريض للنفس ، فلا يحل ذلك إلا على وجه إعلاء كلمة الله عز وجل وإعزاز الدين وذلك لا يوجد ههنا ، لأن أحكام أهل الشرك غالبة فيهم ، فلا يستطيع المسلمون أن يحكموا بأحكام أهل الإسلام ، فكان قتالهم في الصورة لإعلاء كلمة الشرك وذلك لا يحل إلا أن يخافوا على أنفسهم من أولئك ، فحينئذ لا بأس بأن يقاتلوهم للدفع عن أنفسهم ، لا لإعلاء كلمة الشرك ، والأصل فيه حديث جعفر رضي الله عنه ، فإنه قاتل بالحبشة العدو الذي كان قصد النجاشي ، وإنما فعل ذلك لأنه لما كان مع المسلمين يومئذ آمناً عند النجاشي فكان يخاف على نفسه وعلى المسلمين من غيره ، فعرفنا أنه لا بأس بذلك عند الخوف '[1]
وقال محمد بن الحسن رحمه الله [2] :' إذا كانوا يخافون أولئك الآخرين على أنفسهم ، فلا بأس بأن يقاتلوهم ، لأنهم يدفعون الآن شر القتل عن أنفسهم ، فإنهم يأمنون الذين هم في أيديهم على أنفسهم ، ولا يأمنون الآخرين ، إن وقعوا في أيديهم ، فحل لهم أن يقاتلوا دفعاً عن أنفسهم .'
وقال البهوتي الحنبلي رحمه الله [3]: ' تحرم إعانة الكفار على عدو منهم إلا خوفاً من شرهم لقوله تعالى : [ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ] .
إن الحكم الشرعي الذي قرره هؤلاء العلماء الثلاثة وغيرهم كثير هو :
' الجواز الشرعي للقتال تحت راية الحاكم الكافر بالقيد المذكور ، أما إذا كان مسلماً فلا خلاف في الوجوب ، ومع هذا فثمة أمور لا بد من بيانها على ما نقلناه من السرخسي ومحمد بن الحسن والبهوتي ، لئلا يخطئ أحد في تطبيقها على الواقع العراقي ، تلك الأمر هي :
أولاً : قال السرخسي : ' إذا كان قوم من المسلمين مستأمنين في دار الحرب '
والواقع أن العراق بلد إسلامي وهي دار إسلام وأهلها ليسوا مستأمنين وإنما هم مسلمون في دار إسلام ، وعليه فإنه إذا اختلف الوصف اختلف الحكم ...
والحكم يدور مع علته كما هو مقرر ، ويصبح الدفاع عنها دفاعاً عن دار الإسلام .
والدفاع عن دار الإسلام فرض عين على أهلها ...
ثانياً : ' إلا أن يخافوا على أنفسهم من أولئك '
وهذا ضابط المستأمنين الذين في دار الحرب ، أما إذا كانوا مسلمين في دار إسلام فإن الخوف يتعدى النفس إلى الدين أولاً وإلى بلاد المسلمين ثانياً ، وإلى انتهاك الضرورات الخمس ، وقرائن ذلك في أفغانستان وغيرها قائمة ..!
بل لو كان ثمة عدو تخافه على نفسك وعدو تخافه على دينك ، فوجب رد العدو الذي تخافه على دينك ، وإن اقتضى ذلك الوقوف مع العدو الذي تخافه على نفسك ، وذلك لقول الله تعالى : ' الفتنة أكبر من القتل ' وقوله : ' قل إن كان آباؤكم ... إلى قوله وهو الشاهد ... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره '
ليس هذا الموقف طارئاً على هذا الحزب ، فنحن كما ذكرنا من قبل أنهم اعتذروا بأعذار باطلة ، فإنهم سوف يتخلفون في كل مرة قادمة ، والأيام بيننا وبينهم ..
ونحن هنا نقول لهم ما قال الله فيمن سلف من المخلفين من الأعراب : [ قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ] الفتح 16
ليس الجهاد لهؤلاء المتصدرون نحور المجالس ، إنما الجهاد لأولئك الفقراء ، الذين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ، الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم الذين جعلوا سيوفهم على عواتقهم ، يطلبون الموت مظانة كلما سمعوا هيعة طاروا إليها ... لا إلى أصحاب الأناشيد الجهادية المائعة ، والبدلات الغربية اللامعة ، والوجوه الحسناء الملمعة ... والآمال الطامعة .
وستأتي الأيام وسيرى الناس كيف يقف هؤلاء المتحزبون الإسلاميون في وجه الجهاد والمجاهدين، ويعتبرونهم العدو الأول قبل الأمريكان، لأنهم يفسدون الأمن الذي يرجوه الأمريكان ليستقروا ، ويرجوه هؤلاء ليقبضوا ويعلوا تماماً كما هو الأمر مع أئمة الرافضة ..
وقد ظهرت حربهم للجهاد حتى على المنابر والعياذ بالله تعالى ، ومع هذا فإنهم سادة المتاجرين بدماء أهل الفلوجة والجهاد لابتزاز جيوب أهل الخليج العربي والعالم الإسلامي .
وجمع الأصوات في العراق متى احتاجوا له .. لأنهم المتلبسين زوراً وبهتاناً بالجهاد في سبيل الله الناحبين على القتلى والمجروحين والمنكوبين الساكبين عليها دموع التماسيح .
ولا يحتجن واحد من هؤلاء على صدقهم بحماس ، فلحماس ظروفها الخاصة ومنهجها الذي نشزت فيه عن البقية الحزبية في فرعها الجهادي على وجه الخصوص ، ثم ماذا يمكن أن يكون حماس ، وما هو الخيار الآخر أمامها جزاهم الله خيراً ..
ومن المعلوم لدى جميع الذين جاهدوا في أفغانستان أن هؤلاء ما كانوا يجاهدون هناك ، وإن كانوا يهزون أعواد المنابر في بلدانهم بالجهاد ، ويجمعون الملايين من الناس ، إنما كانوا يجمعون أصحابهم المتحمسين ، الذين يذهبون من بلدانهم إلى الجهاد في معسكر خاص بهم اسمه ' معسكر .... ' في منطقة ..... في أفغانستان ، وذلك لمنعهم من الجهاد الفعلي ، بل قد واجه من نعرف من إخواننا الملتزمين معهم العقاب حين خالف ولم ينضم إلى معسكرهم وشارك في الجهاد فعلياً ..
ماذا ينتظر هؤلاء المتحزبون حتى يخرجوا الجهاد من اللسان إلى السنان ، ومن الأنشاد إلى الإستشهاد ، ومن المحاضرات إلى المواجهات ، ومن الكلام إلى الكِلام ويقفوا في صف المجاهدين لا صف أولياء الشياطين ..
أينتظرون الانسحاب الطوعي لهؤلاء المعتدين دون ضربات المجاهدين .. والله تعالى يقول في كتابه : [ إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ] ..
أم ينتظروا تحقق المكافأة بيننا وبين المحتلين ، بينما الله الذي تكفل بالنصر ما اشترط المكافأة وإنما اشترط الاستطاعة في إعداد العدة فقال سبحانه : [ وأعدوا لهم ما استطعتم ] ..
فلا هم أخذوا بالمكافأة كما يزعمون ولا هم أعدوا عدة الإستطاعة .. وصدق الله إذ قال : [ ولو ارادوا الخروج لأعدوا له عدة ]
أم ينتظر هؤلاء أن يأتيهم النصر من الخارج من دول الجوار ، أو من مجلس الأمن ..؟!
وهل دخل العدو العراق إلا من دول الجوار وبسبب مجلس الأمن ..
أم ينتظر هؤلاء خروج المهدي ليكونوا من جنده ..!
والمهدي لن يخرج فينتصر إلا بنصرة عصائب العراق الجهادية له ..!
لينتظر هؤلاء ما شاءوا ، ويفعلوا ما يشاءوا ... ولكن ليتركوا التعويق والتثبيط والتقعيد والتخليف وشق الصف المرصوص ، وطعن المجاهدين من على المنابر ، وفي الكتابات والمحابر .. ورميهم بقلة الفقه ، وانعدام الحكمة ، والنظرة البعيدة ، وعدم فهم السياسة الشرعية والمصالح المرعية وما إلى ذلك من مصطلحات يريدون بها إزاحة النصوص عن موطنها لتزكية أنفسهم بطريق مفهوم المخالفة ، وما القصد إلا التنصل من الجهاد في سبيل الله في الفلوجة وغيرها ، ومقارعة الأعداء فإذا ما ذهب الأعداء عن الفلوجة ، فما أطول ألسنتهم وأعظم دعاواهم ، وإذا عادوا تمنوا أنهم خارجها .. وصدق الله إذ قال مفصلاً وموضحاً .. فما أعظم ما قال الله : [ وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا ] الأحزاب 20ـ27
إن سلسلة الأعذار التي يتذرع بها المنافقون في تاريخهم الطويل كلما جاء الجهاد طويلة عريضة ولكنها واحدة في حقيقتها ، وما ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز منصوصة مفصلة إلا لفوائد عظيمة منها أنها تتكرر كلما جاء الجهاد .
فلنقرأ سورة التوبة والأحزاب وآل عمران وغيرها من السور التي ذكر فيها المنافقين وأعذارهم ودعاواهم قراءة جديدة حية ، وسنجد أن أشخاص تلك السور أحياء ، وإن اختلفت الأسماء : [ إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ] النساء 146
فلينتفض كل منصف قائداً كان أم تابعا ، من تحزب يرديه إلى درجة النفاق ، ويسكنه الدرك الأسفل من النار ، وهو يحسب أنه من الذين يحسنون صنعا ..
فهذا كتاب الله ، وهذه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس لهما ظاهراً يفهمه عامة الملتزمين ، وباطناً يفهمه القادة .
أي عبادة للمناصب الكفرية هذه التي تجعل محسن عبد الحميد وزمرته جميعاً يرضون بها كرسياً قائماً ولو على أنقاض الفلوجة .. وهو ما زال يهدد بالإستقالة ..؟!
أي غيرة ، بل ذرة غيرة ونخوة تبقى حتى نرى بأعيننا إعراضنا تنشر على العالمين ، وعوراتنا تكشف على الفضائيات مباحة مستباحة للشامتين والساخرين والمروجين والمتفرجين ..؟!
وما زال الجهاد ليس واجباً ..؟!
وما زال محسن عبد الحميد ممسكاً على زناد كرسيه يهدد بالإستقالة ..؟!
وإذا بالمجلس يطلب منهم الإعتذار والتعويض ..؟!
والله لو أعطونا نسائهم سبايا لما كفانا ولا داوانا ولا أطفأ براكين الغيرة على أعراضنا ، ولهيب الروح في أرواحنا ..؟!
حادثة واحدة كادت تكشف فيها عورة مسلمة كانت كافية لئن يشعلها النبي صلى الله عليه وسلم حرباً لا تنتهي إلا بجلاء بني النضير عن المدينة وتحويلهم جميعاً إلى مستوى السخرة .
صرخة واحدة حملت غيرة المعتصم ، فما اكتحلت عينيه بنوم حتى اشتعلت عمورية ناراً فإذا بأسود بغداد يجسونها ..؟!
صراخ سيلانيات اختطفهن قراصنة الديبل أجج حمم الغيرة في قلب الحجاج ، وما هدأ حتى خلصهن ابن عمه محمد بن القاسم الثقفي ، وكانت تلك الصرخة الشرارة التي أضاءت سماء الهند بالإسلام ..
فلتشبع نساء العراق صراخاً تحت أرجل هؤلاء العلوج المتأيدزين ... فلن يزيدهن المنافقون إلا عرياً وتسليماً ..؟!
أتسبــى المسلمــات بكل ثغـر وعيش المسلمين إذاً يطيب
أمــا واللــه والإسـلام جنـــد يدافـع عنـه شبــان وشيب
فقل لذوي المروءة حيث كانوا أجيبـوا اللـه ويحكم أجيبوا
ويا سبحان الله ، فلقد اعتذر المنافقون الأوائل على ترك الجهاد قائلين كما ذكر الله تعالى عنهم : [ إن بيوتنا عورة ] فأرادوا الستر كما زعموا ...
أما هؤلاء المتحزبون فقد أصبحت بلادهم عورة ، وعورتهم معلقة على حبل غسيل الدنيا ، ومع هذا ما جاهدوا ستراً للعورة ، ولا استقالوا احتجاجاً على كشف العورة ...
فهنيئاً لأولئك المنافقين الذين ما ظننا أحداً سيبلغ بجاحتهم حتى قيام الساعة ... فجاءت الأيام ورأينا هؤلاء الذين ما عادت تثيرهم العورة ليعلنوا الثورة ..؟!
ولعل هؤلاء سيأتون وسيبررون بما برر به بوش نفسه بأن عهد صدام حدث أكبر من هذا ، وأن هؤلاء ستة جنود فقط من ثلاثمائة ألف جندي ..
فإذا كان الجنود ، ستة فكم عدد ضحاياهم ..؟!هذا وعدد المعتقلين ثمانين ألف حسب إعلاناتهم ؟!
ثم من ذا الذي يقول أن في عهد صدام في العقد الأخير منه على الأخص حدث مثل هذا ..؟!
سموا لنا حالة واحدة دون كذب ، لقد وجدتم كل الوثائق والصور .. أخرجوها لنا إن كنتم صادقين ..؟!
أرجو منكم أن تقرأوا ذلك المرجع الوثائقي المدقق الذي نشر في موقع مفكرة الإسلام والذي حمل عنوان [ العقد الأخير من حياة صدام في ميزان الإسلام ] ..
ليست القضية قضية محسن ولا حاجم ، بل القضية قضية منهج وجماعة ..
فمن الظلم والخطأ فصل هذا عن منهجه ، فلولا أنهم فخورين بهذا الدور الذي يقوم به لأعلنوا فصله وبراءته منه ، وهذا لا يكفي ..؟!
ولو أنه منكراً لهذا فعلاً لقدم استقالته حالاً ـ على الأقل ـ وهذا لا يكفي ..؟!
حتى يتغير المنهج ، ويخرج الآخرون من وحل النفاق إلى ذروة سنام الإسلام ..
لقد كان اليهود ينقسمون إلى طائفتين كما قال الإمام مجاهد : كل طائفة منهم مع فريق من الفريقين المتقاتلين ، فإذا وضعت الحرب أوزارها ، فادى اليهود في الطائفة المنصورة إخوانهم في الطائفة المهزومة .. وهذا ما ذكره الله عنهم في قوله تعالى :
[ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ] البقرة 85
وهذا هو ما عملوه ويعملونه في العالم، حيث انقسموا من قبل بين المعسكرين الشيوعي والرأس مالي ، وينقسمون داخل المعسكرات بنفس الطريقة ، وها هم يتوزعون بين الحزب الديموقراطي والجمهوري ، وبنفس الطريقة يعمل من يقتدي بهم على منهج المقتدى القسم الآخر من الرافضة ، ونهج المحسن وحزبه من منهم في المجلس ومن خارجه ممن يظهرون مخالفة أولئك ...؟!
فإن انتصر أهل الجهاد فعندهم فيهم فرقة ودعوى ، وإن كانت الأخرى فلهم مقعد زندقة عند عدو عاهر ..
وليست القضية قضية تكفير ... ولكن الخبث شجرة وإن امتدت أغصانها ، والتشبه باليهود والنصارى وارد في هذه الأمة .
ولعل قارئاً يقول : هل هذا هو وقت الحديث عن الإسلاميين المتحزبين ، أما تخشى شق صف أهل السنة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه على رأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الصف والكلمة ..؟!
أقول : وهذا والله هو منهجي ، وهذا ما أسعى له في هذا المقال تحديداً ، وإن الذي قلته هو بعض ما يقتضيه الحال وهو بعض ما عندي عن هؤلاء ، وإلا فإن الذي عندي عن هؤلاء هو أكبر من ذلك بكثير ..
من خلال أمور موثقة مؤرخة ، مرقمة ، مدلل عليها .. رجاء أن تكفي هذه الإشارة عما في القلب من اللوعة والمرارة ، والحر تكفيه الإشارة ..
أما كون هذا ليس وقته .
فلا أدري إذا لم تتميز الصفوف ويظهر تميزها أوقات الفتن ، فمتى تتميز ..؟!
وإذا لم يقام على هؤلاء الحجة أوقات الشدائد ، فهل سيصدق الناس ما يقال عنهم أوقات الرخاء ..؟!
ثم هل يجوز لمن في أعلى السفينة أن يتركوا الذين في أسفلها يخرقون في نصيبهم كيف شاؤوا ..؟!
ألسنا أحوج ما نكون على الأخذ على أيديهم يوم أن تكون السفينة وسط بحر لجي متلاطم ..؟!
وهل يمكن أن نغمض العين عن حقيقة الدور الذي يقوم به الحزب ، والعالم الواعي كله يتحدث فيه ، بما فيه الأعداء ..؟!
فهذا موقع مفكرة الإسلام ، وهو من هو شهرة وثقة ودقة ، وقد عمل استبياناً خاصاً ولأهل العلم أن يحكموا بعد ما يقرأوا النتيجة ...
والاستبيان كان هو : لماذا يصر الحزب الإسلامي على القيام بدور الوساطة بين المقاومة العراقية في الفلوجة وقوات الاحتلال؟
فكانت النتيجة أن أساء الظن في هذا الحزب 75 % من المشاركين وذلك على النحو التالي :
اتهم 20 % من المشاركين الحزب بأن لديه الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية لدى الإدارة الأمريكية بينما قال 5 % أنه يريد سحب البساط من تحت أقدام هيئة العلماء وصوت 6 % على كونه يريد الانفراد بالساحة السياسية بالقضاء على المقاومة ، وكانت النتيجة الأكثر قسوة عليه بأن اختار 44% من المشاركين أنه يريد جميع ما ذكر من الخيارات السابقة السيئة ، ولم يدافع عنه سوى 25 % فقط من المشاركين .
ولكن ليعرف مشايخنا أن نوعية الداخلين على هذا الموقع من المميزين سواء من الكوادر الإسلامية وغير الإسلامية، علماً وثقافة وقيادة ودعوة..
وها نحن قد سكتنا سنين طويلة ، وسكتنا من أول حرب العراق إلى أن احتل ، وسكتنا من أول حرب الفلوجة إلى اليوم ... فماذا جنينا من وراء السكوت ..؟!
لقد انشق صف العراق أول مرة حين أفتوا بحرمة مقاومة المحتلين ، وسقطت بغداد .!
وشاركوا المحتل في المجلس الكفري الإنتقالي على أعلى المستويات وأدناها .. وسكتنا ..!
وحاولوا شق صف هيئة علماء العراق، والتغطية عليها حين كونوا مجلس أهل السنة في العراق... وسكتنا ..!
وفشلوا ثم حاولوا ... ومازالوا يحاولون اختراق هيئة علماء المسلمين ثم احتوائها بدخولها وإدخال راشدهم ومرشدهم فيها ، أملاًَ في أن يتولى رئاستها بطرق وضغوطات كثيرة ، ليس الإنتخابات الداخلية إلا واحدة منها .. وسكتنا ..
وهكذا استمر هذا النزف العقدي والعملي يتواصل الليل والنهار في العراق بسببهم .. وسكتنا .. !
حتى جاءت أحداث الفلوجة ليكون موقفهم أدنى من أدنى موقف وقفه منتسبي مجلس الزندقة الإنتقالي كما بينا ..!
ولما أن ثبت المجاهدون ، وحوصر الأمريكان من كل جهة ، خرجوا بشعارهم المعروف عنهم في كل مكان : ' إنما نحن مصلحون ' .. ليوقفوا الصولة الإيمانية الفلوجية المنصورة .
وتم بجهودهم فك الحصار عن الأمريكان ، وأخمدوا روح الجهاد والانتصار في داخل الفلوجة ، بعدما أخمدوا النصرة والنفرة التي عمت العراق لأجلها .. وسكتنا ..
واتخذوا كل وسيلة ، وإن كانت خسيسة كاللمز والغمز طعناً بالمجاهدين نحو قول المنافقين السابقين ، حتى قال 'السامرائي' نائب محسنهم في تاريخ 25/4/2004 وهو يعرض بالمجاهدين قائلاً في قناة الجزيرة ' ما أراد أن يقاتل فلا يحتمي بالأهالي العزل ' ..
فهل بين منطقه هذا ومنطق أمريكا من فرق ، وهل تجد تعييراً بالجبن للمجاهدين أعظم من هذا ..؟!
وهل تجد فارقاً بين هذا القوم الذي يقطر حقداً وبين قول المنافقين الأولين الذين أنزل الله فيهم ما أنزل حين قالوا : [ أين نحن من بني الأصفر ، أصحابنا هؤلاء أكبر بطوناً وأجبن عند اللقاء ] ..
والهدف واحد وإن اختلفت العبارة ..
ولا سعوا دائبين في شق صف أهل الفلوجة القتالي ، وذلك بعزل الوجهاء عن المجاهدين عزلاً نفسياً وحوارياً ، ومحاولة تنحية المجاهدين عن القرار ، ومحاولاتهم مستمرة في عزل المجاهدين من شباب الفلوجة عن عموم شبابنا الغيارى ، وعزل آخرين بأنهم كانوا بعثيين ..
فهذا هو أسلوبهم الذي اعتادوه في شق الصف ، وإلا فما الفائدة في عزل هؤلاء عن هؤلاء والجميع يدافع ..!
فهل الدفاع عن العراق حكراً على أحد ..؟!
ثم ما ذنب البعثيين إذا دافعوا وقعدتم ، وثبتوا وتحالفتم ..!
هذا وكلنا يعرف أن عموم بعثيي العراق مسلمون مصلون ملتزمون كبني قومهم .
فمن يعطينا حق عزلهم ، أم أن الأصل هو الحزب الإسلامي لا الدين الإسلامي ..
كما أننا نعرف أن بعثيي العراق ليسوا كبعثيي سوريا ، ولا كبعثيي عراق السبعينات ولا الثمانينات ، فإن هذا أمر لا ينكره عراقي يعيش في العراق ..
أما من عاش في خارجها ، فليقل ما يشاء وليقرأ ما يشاء ، وليحكم بما يشاء ..
أما نحن فإن لنا إخواناً وأهلاً وأرحاماً ، وفيهم بعثيون ، وفيهم من الدين والخلق والغيرة ما فيهم ، فلماذا نترك ما نراه ونأخذ بأحكام غيابية لا رصيد لها في واقعنا ..؟!
فبأي شيء نجح هؤلاء ، ولأجل أي شيء يشرع لنا السكوت ..؟!
نعم لقد نجح هؤلاء ، ولكن في بناء علاقات ولائية وثيقة مع الصليبيين ..
نجحوا في إعلان التنازل عن مطلب الحكم بما أنزل الله وهم يفخرون بذلك جهاراًَ نهاراً كما قال مراراً وتكراراً دكتورهم محمد عياش : 'نحن لا نريد دولة دينية ' ، ويعدها من السياسة الشرعية .
فأي هدف بقي لكم بعد التنازل عن هذا، وأي مبرر لوجودكم ودعوتكم بعد هذا..
نعم نجحوا ولكن في شق صف أهل السنة، ونجحوا في بث عنصرية بغيضة بين المجاهدين أنفسهم عراقيين وغير عراقيين بل عراقيين وعراقيين آخرين ..؟!
نجحوا في وأد روح الجهاد في عموم المجتمع العراقي ، وإخراس صوت النفير ..!
نجحوا في فك أسرى الكافرين من أيدي المجاهدين ..!
نجحوا في ترميم التحالف الكافر على العراق ، حين جعلوا رؤساء دول التحالف المعتدي يتفاخرون بثبات موقفهم ، وتنازل الخاطفين مما زاد من شعبيتهم وشجع غيرهم على الثبات والإمداد وزيارة العراق ..
لقد سعوا جادين جاهدين لتجريد المجاهدين من أسلحتهم الثقيلة ، كما سعوا لإعادة الفلوجة إلى الحظيرة الأمريكية أليفة وديعة .. ذليلة مهينة ، بالشرطة العراقية والقوات الأمريكية .
ولن تطول الأيام كثيراً حتى يرى المسلمون في العراق منهم إن سكتوا عنهم ذهاب البلد بأكمله، واستقرار العدو على صدره .. لا قدر الله .
فإن من اتفق مع العدو على هدف ، وهو استقرار البلاد في ظل حكم العدو ، كان هو والعدو في خانة واحدة ، وكان المجاهدون هم الطرف الآخر .. فلا بد من التخلص منه إن لم يلتزم ..!
ويكفيك حتى تقف مع العدو في خندق واحد حين تربط مصيرك بمصيره ..!
يكفيك أنك إن لم تستطع ضبط هؤلاء سوف تستخدم عصا العدو ضدهم ، لأنه لا عصا لك ..!
يكفيك أنك إن كنت منصفاً ! سوف تراقب التزام هؤلاء وهؤلاء كما ذكر حاكمهم يوم 25/4/2004 هو ووفد حزبه ..!
يكفيك أنك قد ابتدأت بالسعي علانية في نزع أسلحة المجاهدين ، وترك العدو كما هو ..!
يكفيك أنك إن عجزت عن كل ذلك سوف تعمل جاسوساً طوعياً لدى العدو لنزع كل من يعيق الوصول إلى الهدف أو اغتياله أو اعتقاله .. وقد سلم عشرين اسماً من أسماء وفود المجاهدين فعلياً ...!
يكفيك ... ويكفيك ، ويكفيك .. وخطوات الشيطان ليس لها نهاية ..!
ولا يزال منافقو الجزائر يعيشون في حي مستقل اليوم يسمى حي العملاء في فرنسا ..!