حقاني
08-06-2005, 04:40 PM
كان يقول الحقيقة ويتنبأ بالمستقبل
سارة والين
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/uploaded/sahaf1.jpg
ابان الحرب الثانية على العراق كان الغربيون يضحكون من الصحاف الذي اطلقوا عليه اسم (بوب بغداد baghdad bob ) . كانت تصريحات محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام في حكومة صدام حسين التي يطلقها ضد قوات الاحتلال وبطريقة يتعمد ان تكون عرضية – تثير الكثير من الضحكات .
ولكن هذا كان في ذلك الوقت . الان شيء آخر.
فالان يبدو ان الصحاف كان دقيقا في توقعاته حول مسار الحرب . كان تعليقه حين سئل عن تكهنات رامسفيلد وولفوفتز المستندة على مصدرهما المريب احمد الجلبي بان العراقيين سوف يستقبلون قوات الاحتلال بالورود والقبلات والحلويات، قال مؤكدا :" سوف نستقبلهم بالرصاص والاحذية ." وضحك الغرب ولكن هذا كان في ذلك الوقت . والان شيء آخر.
حين سئل كيف سوف يتعامل المسؤولون العراقيون مع الغزاة قال الصحاف:" اهلا وسهلا بهم . سوف نذبحهم ." وضحك الغرب .
ولكن هذا كان حينذاك. اما الان فشيء آخر. وبعد سنتين من التفجيرات الاستشهادية والسيارات المفخخة والاختطافات وقطع الرؤوس، لايملك المرء الا ان يتساءل من كان اقل واقعية: الصحاف ام تشيني نائب رئيس امريكا ؟ الذي قال هذا الاسبوع :" اعتقد ان التمرد في شهقات الاحتضار الاخيرة". وبحدوث 140 سيارة مفخخة و 60 عملية استشهادية في شهر آيار وحده يتساءل المرء اذا كان الرئيس جورج بوش ليس الوحيد بين كبار المسؤولين الامريكان الذي لايقرأ الصحف .
كانت ادارة بوش تأمل ان تقلل هذه الارقام بعملية "البرق" وهي مصممة لتشتيت المقاومة من خلال اقامة عشرات نقاط التفتيش في بغداد والقيام باعتقالات كبيرة ثم اصطياد المقاومين وهم يهربون من عمليات الدهم والاعتقال. وهذه خطة جيدة نظريا مثل كل خطط البنتاغون! ولكن عملية البرق لم تأخذ في الحسبان ان المقاومين يفضلون ان يجابهوا ويقاوموا حتى الموت بدلا من الهروب. ولهذا كانت دهشة الامريكان كبيرة عندما استدار المقاومون كما وصفت صحيفة لوس انجيليس تايمز و "استهدفوا نفس نقاط التفتيش التي وضعت لاصطيادهم " لقد كان هناك خمسة تفجيرات فدائية في ست ساعات.
واذا كانت اصابات الامريكان قد انخفضت في العراق فإنها بسبب عدم مخاطرتهم بالخروج من مناطقهم المحمية. وهي نفس المشكلة التي شخصها الصحاف عندما كان الغرب يضحك منه :" كيف يمكن ان تحاصر بلادا كاملة ؟ من هو الذي تحت الحصار الان فعلا ؟ بغداد لايمكن ان تحاصر " هل الصحاف من يضحك اخيرا ؟ لقد قال :" ان واشنطن التي يقودها القزم المجنون بوش قد القت جنودها في النار "
وقد كان الناخبون الامريكان حساسين لهذه النقطة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة حتى ان بوش سعى بحماسة الى تجميع شرطة عراقية و(قوات دفاع) مكونة من خليط متنافر على اساس ان القوات الامريكية (ستدعم) فقط هذه القوات التي ستقوم بالعمل الفعلي . ولكن المقاومين بدأوا يستهدفون قوات الامن المحلية باعتبارها عميلة ومتعاونة مع الاحتلال . ويعجب المرء اذا تذكر ملاحظة الصحاف حين قال ان الامريكان الغزاة لا يحركون دباباتهم (ويرفضون مقاتلتنا. انهم يتنزهون فقط). وبالتأكيد فإن العراقيين يرون الامريكان يحتمون الان في المنطقة الخضراء المحروسة جيدا في حين ان بعض العراقيين يتقدمون لوظائف الامن ويفقدون حياتهم .
كان الصحاف حين يتحدث يضحك الغرب ولكن كان ذلك حينذاك اما الان – بعد سنة على انكشاف فضيحة ابو غريب واسابيع بعد تقارير اهانة القرآن الكريم في غوانتنامو والمظاهرات التي حدثت في افغانستان وبعد ايام من نشر صحيفة صفراء صور الرئيس صدام حسين في ملابسه الداخلية – وكل هذه الاحداث انتهاك صريح لمعاهدات جنيف . ولهذا يشعر المرء بالقشعريرة وهو يتذكر وصف الصحاف لقوات الاحتلال وقادتهم :" هؤلاء ليسوا بشرا عاديين . انهم مجرمون . . بالطبيعة والتدريب . ان المؤسسات الكبيرة في هذه الدولة الامبريالية ، في امبراطورية الشر الامريكية ، يجهزون سياسييهم ليصبحوا مجرمين ."
كم يحتاج الامريكان ومن يؤيدهم ان يروا ان هذه الاشياء ليست مادة للضحك . . لا في ذلك الوقت ولا الان .
اقرأ المقالة الاصلية في النفق :http://iraqtunnel.com/php/index.php?showtopic=1220
سارة والين
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/uploaded/sahaf1.jpg
ابان الحرب الثانية على العراق كان الغربيون يضحكون من الصحاف الذي اطلقوا عليه اسم (بوب بغداد baghdad bob ) . كانت تصريحات محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام في حكومة صدام حسين التي يطلقها ضد قوات الاحتلال وبطريقة يتعمد ان تكون عرضية – تثير الكثير من الضحكات .
ولكن هذا كان في ذلك الوقت . الان شيء آخر.
فالان يبدو ان الصحاف كان دقيقا في توقعاته حول مسار الحرب . كان تعليقه حين سئل عن تكهنات رامسفيلد وولفوفتز المستندة على مصدرهما المريب احمد الجلبي بان العراقيين سوف يستقبلون قوات الاحتلال بالورود والقبلات والحلويات، قال مؤكدا :" سوف نستقبلهم بالرصاص والاحذية ." وضحك الغرب ولكن هذا كان في ذلك الوقت . والان شيء آخر.
حين سئل كيف سوف يتعامل المسؤولون العراقيون مع الغزاة قال الصحاف:" اهلا وسهلا بهم . سوف نذبحهم ." وضحك الغرب .
ولكن هذا كان حينذاك. اما الان فشيء آخر. وبعد سنتين من التفجيرات الاستشهادية والسيارات المفخخة والاختطافات وقطع الرؤوس، لايملك المرء الا ان يتساءل من كان اقل واقعية: الصحاف ام تشيني نائب رئيس امريكا ؟ الذي قال هذا الاسبوع :" اعتقد ان التمرد في شهقات الاحتضار الاخيرة". وبحدوث 140 سيارة مفخخة و 60 عملية استشهادية في شهر آيار وحده يتساءل المرء اذا كان الرئيس جورج بوش ليس الوحيد بين كبار المسؤولين الامريكان الذي لايقرأ الصحف .
كانت ادارة بوش تأمل ان تقلل هذه الارقام بعملية "البرق" وهي مصممة لتشتيت المقاومة من خلال اقامة عشرات نقاط التفتيش في بغداد والقيام باعتقالات كبيرة ثم اصطياد المقاومين وهم يهربون من عمليات الدهم والاعتقال. وهذه خطة جيدة نظريا مثل كل خطط البنتاغون! ولكن عملية البرق لم تأخذ في الحسبان ان المقاومين يفضلون ان يجابهوا ويقاوموا حتى الموت بدلا من الهروب. ولهذا كانت دهشة الامريكان كبيرة عندما استدار المقاومون كما وصفت صحيفة لوس انجيليس تايمز و "استهدفوا نفس نقاط التفتيش التي وضعت لاصطيادهم " لقد كان هناك خمسة تفجيرات فدائية في ست ساعات.
واذا كانت اصابات الامريكان قد انخفضت في العراق فإنها بسبب عدم مخاطرتهم بالخروج من مناطقهم المحمية. وهي نفس المشكلة التي شخصها الصحاف عندما كان الغرب يضحك منه :" كيف يمكن ان تحاصر بلادا كاملة ؟ من هو الذي تحت الحصار الان فعلا ؟ بغداد لايمكن ان تحاصر " هل الصحاف من يضحك اخيرا ؟ لقد قال :" ان واشنطن التي يقودها القزم المجنون بوش قد القت جنودها في النار "
وقد كان الناخبون الامريكان حساسين لهذه النقطة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة حتى ان بوش سعى بحماسة الى تجميع شرطة عراقية و(قوات دفاع) مكونة من خليط متنافر على اساس ان القوات الامريكية (ستدعم) فقط هذه القوات التي ستقوم بالعمل الفعلي . ولكن المقاومين بدأوا يستهدفون قوات الامن المحلية باعتبارها عميلة ومتعاونة مع الاحتلال . ويعجب المرء اذا تذكر ملاحظة الصحاف حين قال ان الامريكان الغزاة لا يحركون دباباتهم (ويرفضون مقاتلتنا. انهم يتنزهون فقط). وبالتأكيد فإن العراقيين يرون الامريكان يحتمون الان في المنطقة الخضراء المحروسة جيدا في حين ان بعض العراقيين يتقدمون لوظائف الامن ويفقدون حياتهم .
كان الصحاف حين يتحدث يضحك الغرب ولكن كان ذلك حينذاك اما الان – بعد سنة على انكشاف فضيحة ابو غريب واسابيع بعد تقارير اهانة القرآن الكريم في غوانتنامو والمظاهرات التي حدثت في افغانستان وبعد ايام من نشر صحيفة صفراء صور الرئيس صدام حسين في ملابسه الداخلية – وكل هذه الاحداث انتهاك صريح لمعاهدات جنيف . ولهذا يشعر المرء بالقشعريرة وهو يتذكر وصف الصحاف لقوات الاحتلال وقادتهم :" هؤلاء ليسوا بشرا عاديين . انهم مجرمون . . بالطبيعة والتدريب . ان المؤسسات الكبيرة في هذه الدولة الامبريالية ، في امبراطورية الشر الامريكية ، يجهزون سياسييهم ليصبحوا مجرمين ."
كم يحتاج الامريكان ومن يؤيدهم ان يروا ان هذه الاشياء ليست مادة للضحك . . لا في ذلك الوقت ولا الان .
اقرأ المقالة الاصلية في النفق :http://iraqtunnel.com/php/index.php?showtopic=1220