المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميتران الكاره للمسلمين : دخل الاسلام في عقر داره !



خطاب
08-06-2005, 04:31 AM
حسن زيتوني

في خضم الأحداث الدموية التي كانت تعيشها مدينة سراييفو قبل تسعة أعوام خلت قام ‏الرئيس الفرنسي الراحل أنذاك فرانسوا ميتران بزيارة مفاجئة للمدينة المنكوبة ‏المحاصرة من قبل القوات الصربية ووصفت تلك الزيارة بالتحدي الكبير والعمل البطولي ‏لزعيم أوروبي يتحدى الحصار ويخاطر بحياته من أجل رفع الحصار عن المدينة وإعلان أن ‏سراييفو حية لا تموت .

غير أنه اتضح فيما بعد أن ميتران خلال تلك الزيارة القصيرة اجتمع بزعيم الأقلية ‏الصربية المطارد حاليا رادوفان كاراديتش وأطلعه بالموقف الفرنسي الواضح والرافض ‏لإقامة، بأي شكل من الأشكال، دولة إسلامية في قلب القارة الأوروبية وبالضبط في ‏منطقة البلقان.

ويقال إن تلك الإشارة الفرنسية فسرت من قبل قادة التطهير العرقي والديني من صرب ‏البوسنة على أنها تأييد لسياساتهم العدوانية الهادفة إلى مسح الوجود البشنقي المسلم ‏في جمهورية البوسنة والهرسك. أو بالأحرى فسر على أنه تزكية فرنسية أوروبية لتلك ‏السياسة التي كانت تتنافى مع كل القيم التي بنيت عليها أوروبا بعد مأساة الحرب ‏العالمية الثانية وما خلفته من أثار وجروح عميقة في هذه القارة التي لم تعرف السلم ‏الكامل لقرون طويلة من الزمن.

رفض ميتران إقامة الدولة الإسلامية في البوسنة والهرسك وكان له ما أراد إلى حد ‏بعيد لأن الخريطة التي رسمت بها هذه الجمهورية اليوم استنادا إلى بنود اتفاقية ‏دايتون للسلام مزقت البوسنة والهرسك إلى شبه "كونتونات" صغيرة لا يمكنها بأي حال أن ‏تصبح قادرة على إقامة دولة وفقا للمعايير الدولية الجيو استراتيجية المعتمدة.

ولكن بعد مرور تسعة أعوام على رحيل فرانسوا ميتران وفي الأسابيع القليلة الماضية ‏فقط عرضت إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية مقابلة مع ابنة الرئيس الفرنسي وهي ‏حامل. . وسألها المذيع ماهو الاسم الذي ستختاره ابنة ميتران لو أنجبت ولدا فاجابت ‏عبد القادر ولو كانت بنتا قالت فاطمة.

فوجئ الجمهور الفرنسي الذي كان يتابع وقائع اللقاء في الاستوديو وعبر شاشات ‏التلفزيون بغرابة الموضوع واتضح أن ابنة الرئيس الفرنسي الراحل التي أخفى قصتها عن ‏الرأي العام الفرنسي لاكثر من ثلاثين عاما متزوجة من مواطن فرنسي الجنسية مغربي ‏الأصل وهو مسلم . المذيع قال ساخرا "عبد القادر ميتران" أو "فاطمة ميتران" علما أن ‏ذلك لن يحدث بحكم أن الولد أو البنت ستتخذ لقب الوالد المغربي المسلم وليس لقب ‏الأم.

الغريب في هذه المسألة أن الرئيس الفرنسي الذي أقسم خلال وجوده في العاصمة ‏سراييفو بان فرنسا مثل أوروبا لن تقبل بإقامة دولة مسلمة في القارة أصبح جدا وهو ‏يرقد في قبره لولد أو بنت مسلمة. قد تكون الأمور مجرد صدفة وقد تكون مجرد شيء طبيعي ‏لكن هذا أمر وجدته يستدعي الاستغراب فعلا، ولله في خلقه شؤون.