المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شوارع بغداد خالية مع الغروب والخوف يتحكم في حياة البغداديين



الفرقاني
07-06-2005, 05:21 PM
شوارع بغداد خالية مع الغروب والخوف يتحكم في حياة البغداديين


بعد أسبوع علي حملة البرق: الوضع الأمني يزداد تدهورا والحياة اليومية تفقد ملامحها
بغداد ـ القدس العربي : انعكس تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وارتفاع نسبة الاعتقالات مع عمليات البرق التي أطلقتها الحكومة العراقية مؤخرا علي الشارع العراقي والحياة العامة.
فشوارع بغداد التي كانت تتسم ببعض الحركة في مناطق معينة مع كل مساء بعد الغروب لعدة ساعات قبل منع التجوال الليلي في الساعة الحادية عشرة ليلا، أصبحت خاوية ومقفرة مع الساعات الأولي بعد غروب الشمس، فيما باتت مسرحا بين المسلحين والشرطة والتي تنتشر دورياتها بشكل مكثف، وغالبا ما تتعرض لهجمات بسيارات مفخخة او من مسلحين لتنشب معارك دامية وسط الشوارع يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين المارة. وفيما كانت شوارع العامرية وزيونة وفلسطين والاعظمية والكاظمية وبغداد الجديدة والمنصور وهي من أحياء بغداد المكتظة بالسكان والمقاهي والمطاعم تبدأ عملها بعد الغروب وانخفاض درجات الحرارة باستقبال الزبائن لساعات معدودة قبل حظر التجوال، بدأت تغلق أبوابها منذ وقت مبكر وتتحول من انقطاع التيار الكهربائي إلي شوارع خالية مقفرة مخيفة، فيما يتحدث العراقيون عن أوضاعهم قبل اشهر قليلة مقارنة بما يجري اليوم حيث انتشرت عصابات الخطف وعمليات الاغتيال التي تجري أمام مرأي ومسمع الناس في الشوارع العامة، في وقت تتصاعد فيه مواجهات بأسلحة نارية في معظم الشوارع دون تدخل رجال الشرطة او الحرس الوطني بين مسلحين وأشخاص يرتبطون بحركات سياسية او يمثلون جهات حكومية، ما يدفع الناس الي العزوف عن الخروج إلا في حالات الضرورة القصوي، وتكاد تمسي بغداد مع أول ساعات الغروب مدينة أشباح، ابرز ما يميز شوارعها حركة بعض السيارات السريعة التي يقودها المدنيون للعودة إلي منازلهم بأسرع وقت، خوفا من انقطاع أو إغلاق الشوارع التي تمر بها الدوريات الأمريكية أو حدوث مواجهات أو عمليات عسكرية تؤخرهم عن الوصول في مواعيدهم اليومية قبل أن ينشر الليل سواده علي الشوارع ليخفي دماء القتلي حتي صباح يوم آخر تكون الدماء فيه قد زادت مع موجات الاغتيال الصباحي التي تستهدف موظفي الحكومة او ضباط الشرطة خلال توجههم إلي أعمالهم.
ومع اعتقاد ساد الشارع العراقي من ان عمليات (البرق) ربما ستسهم في إيقاف التدهور الأمني وعمليات العنف، وربما تؤدي إلي تقليص فترة منع التجوال التي ستساعد البغداديين علي العودة للياليهم الصيفية الجميلة، إلا أن ما حدث بعد أسبوع من تلك العمليات هو زيادة الانهيار الأمني وارتفاع عدد الضحايا في حوادث التفجيرات والقتل العشوائي، وارتفاع نسبة المعتقلين الذين أكدت مصادر من وزارة الداخلية أن المعتقلات لم تعد تتسعهم، حيث بلغ عدد المعتقلين في يوم واحد من عمليات (البرق) اكثر من 500 معتقل، فيما تنشر الصحف صباح كل يوم أخبارا عن أعداد إضافية، تصفهم بإرهابيين حتي قبل التحقيق معهم او ثبوت أية أدلة ضدهم، رغم أن بعض المحاكم العراقية التي احيل إليها عشرات من هؤلاء أطلقت سراحهم ببراءة بعد عدم ثبوت مشاركتهم في أي عمل مسلح.
ومع عدم وجود نهاية لحملة (البرق) التي يشارك فيها اكثر من 40 ألفاً من الجيش والشرطة، تبقي مخاوف الناس تتوالد يوما بعد آخر من ان تمتد تلك الحملة الي ما لا نهاية كما هو حال فرض حالة الطوارئ التي أعلنت من اجل إجراء الانتخابات وما زالت مستمرة بعدها منذ اكثر من سبعة اشهر حتي الآن وجري تمديدها مؤخرا شهرا إضافيا وهو التمديد السابع لها منذ إعلانها