المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : املاءات بوش علي الرئيس مبارك



منصور بالله
05-06-2005, 11:38 AM
املاءات بوش علي الرئيس مبارك
2005/06/01


تصف الحكومة المصرية الشخصيات التي تتصل بالمسؤولين الامريكيين بانهم عملاء لواشنطن، ويتحركون باوامر منها، ولكنها تنسي انها تتلقي اعانات سنوية من الادارة الامريكية، وتشكل رأس حربة للمشاريع الامريكية في المنطقة والعالم الاسلامي.
بالأمس اتصل الرئيس الامريكي جورج بوش الابن بالرئيس المصري حسني مبارك لاكثر من عشر دقائق علي الهاتف، ليس من اجل مناقشة قضايا عالمية وعربية، واخذ رأي زعيم اكبر دولة عربية تجاهها، وانما لاصدار مجموعة من الاملاءات عليه حول كيفية اجراء انتخابات رئاسية ناجحة وديمقراطية، وللاحتجاج علي ضرب المتظاهرين المعارضين للتعديل الشكلي للدستور.
المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض سكوت مكليلان قال ان الزعيمين تحدثا هاتفيا، ومن بين الموضوعات التي بحثاها حملة الانتخابات الرئاسية في مصر والاستفتاء الذي اجري الاسبوع الماضي وما شهده من احداث عنف، وتأكيد الرئيس بوش علي اجراء انتخابات حرة تنافسية نزيهة يخوضها مرشحون من احزاب مختلفة مع اطلاق حرية التجمع والتعبير لزعماء المعارضة اضافة الي وجود مراقبين دوليين.
وهذا يعني ان الرئيس بوش، ومن خلال هذه المكالمة، قد عبر عن رفضه للاستفتاء ونتائجه والطريقة التي اجري من خلالها، ووضع اجندة واضحة للكيفية التي يجب ان تتم خلالها الانتخابات الرئاسية المصرية في الخريف المقبل.
الدول المستقلة، الحريصة علي سيادتها وكرامتها، لاتقبل بمثل هذه الاملاءات، كما ان الرئيس بوش نفسه لا يجرؤ ان يقول مثل هذا الكلام، وبهذه الطريقة المباشرة لقادة دول غير الدول العربية، وحتي اذا تجرأ والقي محاضرات في الديمقراطية وطريقة اجراء الانتخابات علي اي من الزعماء، يبادر هذا الزعيم الي الرد عليه مباشرة ودون اي تردد.
من الواضح ان الرئيس مبارك تقبل محاضرة الرئيس بوش الهاتفية حول كيفية اجراء الانتخابات الرئاسية والتعامل مع المعارضة، فلم نسمع او نقرأ اي رد من قبله علي مثل هذا التدخل الامريكي السافر في الشؤون الداخلية المصرية.
الرئيس مبارك، واركان حكمه، قالوا انهم لن يقبلوا مطلقا بوجود اي مراقبين دوليين لمتابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، علي اعتبار ان وجود هؤلاء يشكل انتهاكا للسيادة المصرية. ولكن الرئيس مبارك لم يقل لمحادثه الرئيس بوش هذا الكلام مطلقا، وقبل املاءاته دون مناقشة لانه يدرك جيدا ان الصدام مع الرئيس بوش ربما يعجل بسقوطه بالطريقة نفسها التي سقط بها زعماء جورجيا واوكرانيا.
السيد احمد نظيف رئيس الوزراء المصري الذي زار واشنطن مؤخرا لكسب ود رئيسها والعناصر المؤثرة في دائرة صنع القرار الامريكي، قال ان مصر لم ترفض وجود مراقبين دوليين وانها تدرس نصائح الرئيس بوش في هذا الخصوص.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، وبعد هذه المكالمة الهاتفية هو: من هم رجالات واشنطن في مصر، هل هم قادة واعضاء حركة كفاية ، ام جماعة الاخوان المسلمين، ام حكومة السيد نظيف والنظام الذي تمثله؟