صدام77
04-06-2005, 03:08 AM
المقاومة في العراق بين الواقع والتضليل
نشاهد في كل يوم من على شاشات التلفاز أخباراً وصوراً يتم بثها تصوّر واقعاً مصطنعاً من قبل جهات ، إمــا تابعة بشكل أو بآخر إلى القوات الأمريكية ، أو تابعة بشكل أو بآخر إلى إيران ومن دار في فلكها من شيعة العراق ، وإمـا جهة ركبت فـي ركب هاتان القافلتان خوفاً أو طمعاً ، أما من يقترب من الحقيقة فيتم التضييق عليه أو محاربته عـن طريق استبعاده وطــرده مثل قناة الجزيرة ، ناهيك عن اعتقال وقتل المراسلين الذين يصورون أي خسـائر للقوات المحتلة ومن والاها ، بل وصل بـهم الأمر إلى منع أجهزة الإعلام من نقل أي اشتباك بين المقاومين وبين القوات المحتلة ومنع تصوير القتلى العراقيين الذين سقطوا بنيران المحتل وأعوانه ، والتصدي لكل محاولة من أي إعلامي ينقل أي صورة أو معلومة تبين حقيقة الوضع المأساوي في العراق وبالتالي سيؤثر ذلك على صورتها كملاك ومحرر من جهة وأسطورة يستحيل إهانتها أو قـهرهـا من جهة أخرى ، فيما يلـي توضيح لكثير من الأمور الملتبسة على كثير من الناس من داخل وخارج العراق ، وهـذه المعلومات تم جمـعها من عدة مصادر عراقية وغير عراقية ، وفيها الكثير من الحقائق التي نسيها أو تناساها كثيـر مـن الناس نتيجة الكم الهائل من المعلومات المغلوطة التي يتم نقلها بصورة مركزة ومكررة ومفبركـة في الإعلام العراقي والعربي والعالمي ، والملاحظات كالتالي :
أولاً:- إغفال قدرة المقاومة في العراق على ضرب القوات الأمريكية بكل قوة وشراسة ، حيث يتم تنفيذ عمليات نوعية تَعجّب من دقتها وقوتها وفاعليتها قادة الجيش الأمريكي نفسه ، نورد منها :
1- العمليات الاستشهادية المركبة ، فمثلاً العمليات التي يقوم بتنفيذها فدائيين يقوم الأول بتفجير عربته في الجدار المحيط بمدخل القاعدة العسكرية ، فيقوم الثاني باختراق هذا الجدار والدخول إلى القاعدة والتفجير في الأماكن المقرر الوصول إليها ، مما يحدث أضرار بالغة ومحرجة لا يتم الكشف عنها .
2- عمليات الاختراق التي تتم من قبل الفدائيين إلى داخل المقرات والمعسكرات الأمريكية ، وهذا تكـرر في مرات عديدة في عدة مناطق مثل المنطقة الخضراء في بغداد ومعسكر الغزلاني في الموصل وأماكن أخرى ، مما أثـار تساؤلات كثيرة عن قدرة المقاومين على التحرك والتسلل حتى إلى اكثر الأماكن تحصناً .
3- العمليات الكبيرة التي ينفذها مجموعة كبيرة من المقاومين يتجاوز عدد المقاومين الخمسين مثل عملـية سجن أبـو غريب التي حيّرت القوات الأمريكية وأدت إلى ضعف الثقة بالتحصينات الأمنية ، إضافةً إلى العدد الكبير الذي اشترك في هذه العملية كان هناك مخطط مدروس ومحكم للهجوم والانسحاب ، حيث كان هناك أربع مراحل في هذه المعركة ، المرحلة الأولى كانت تتضمن الهجوم بقذائف الهاون ، والثانية تشمل الهجوم بسبع سيارات مفخخة يقودهــا عدد من الاستشهاديين استهدفت البوابات الخاصة بالسجن ، والثالثة شملت هجوم بقاذفات (الآر.بي.جي) والأسلحة الخفيفة ، والرابعة تشمل التغطية الكثيفة والتمويه لانسحاب المقاومين من دون خسائر ، علماً إن هذه المعركـة تم تسميتها باسم غزوة أبي أنس الشامي .
4- مجموعة من العمليات الاستشهادية التي تم تنفيذها على الشواطئ المائية في البصرة ، حيث تم استهداف مجموعة من زوارق القوات البريطانية المتمركزة في البصرة ، حيث سميت هذه السلسلة من الهجمات بغزوة يوسف العييري .
5- استخدام العربات المحورة في إطلاق الصواريخ بمختلف أحجامها .
6- استخدام الحيوانات المفخخة في الشوارع ، مما أدى إلى القلق من أي حيوان أو جسم غريب ملقى على الشارع .
ثانياً :- التعتيم الإعلامي على حجم الخسائر التي تصيب القوات الغازية للعراق ، من خلال عدة إجراءات منها :
1- إزالة آثار الدمار الحاصل بعرباتها بسرعة كبير ( باستخدام طائراتهم المروحية الشينوك ذات المروحتين أحياناً ) ، بالإضافة إلى نقل جثث جنوها و المصابين بسرعة أكبر .
2- غسل وتنظيف أماكن الانفجارات وإزالة آثار الانفجار قدر المستطاع بالإضافة إلى إزالة آثار دماء الجنود القتلى والمصابين في أغلب الأحيان .
3- إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى مكان الحادث ومنع الناس من الاقتراب من الموقع .
4- منع أجهزة الإعلام من الوصول إلى مكان الحادث عن طريق التضييق عليهم واعتقالهم وقتلهم في أحيان أخرى .
5- تهديد جميع وسائل الإعلام ومنعهم من عرض أي صورة لأي جثة أمريكية أو مشاهد لمجموعات مسلحة تعرض قتل رهائن أو عمليات مسلحة تقوم بها المقاومة أو حتى عرض أي مسلحين من المقاومة بحجة أن هذه المشاهد تشـجع على العنف والإرهاب ، وهنا لا ننسى طرد بعض وسائل الإعلام من العراق وإغلاق مكاتبها بصورة كلية .
6- اعتراف القوات الأمريكية بأعداد قليلة من القتلى والمصابين في العمليات وخصوصاً العمليات التي شاهدها كثيـر مـن الناس ، أما بالنسبة للعمليات التي لم يشاهدها كثير من الناس أو العمليات التي جرت في القرى والأماكن البعيدة عن أجهزة الإعلام فلا يتم الإعلان عنها مطلقاً هذا بالإضافة إلى جميع العمليات المتمثلة بإطلاق الصواريـخ وقذائـف الهاون على المقرات الأمريكية ، وكذلك جميع العمليات التي يتم تنفيذها ليلاً .
علماً إن الاعترافات التي يعترف بها جيش الاحتلال مناقضةً أصلاً لما ينشـره من حقائق عن أعداد القتـلى والجرحـى ، فمثلاً :
اعترفت صحيفة ( نيويورك تايمز ) بـ 2300 عملية مسلحة في الشهر الواحد في العراق أي معدل 80 عملية في اليوم الواحد ، ومن ثم يعترفون بمقتل نصف جندي نتيجة حادث مروري وإصابة ثلاثة بنيران صديقة !!!!
لم نسمع من قبل بحادث مروري يؤدي إلى مقتل وإصابة جنود عسكريين مع العلم انهم كانوا في أقوى وأحصن دبابة أو مدرعة في العالم ، أما في العراق فالأمر أصبح طبيعياً ، فالحوادث المرورية بدأت تطول حتى المروحيات العسكرية الأحدث في العالم !!!!
قال رامسفيلد : لم أتوقع أن تكون المقاومة العراقية للأمريكيين بهذه القوة (وكالة نبأ ) ( شبكة "فوكس نيوز") .
ثالثاً:- القيام بأكبر حملة تشويه لصورة المقاومة في العراق من خلال عدة خطوات مدروسة سنورد ما نستطيع ذكره :
1- إلقاء مسؤولية قتل المدنيين والأبرياء على عاتق المقاومة واتهامهم بشتى أنواع الأكاذيب الباطلة التي يراد من هذا التشويه للعمل على انعدام الثقة بالمقاومة وبالتالي التعاون مع القوات المحتلة والأجهزة الموالية لها عن طريق الإدلاء إلى أماكن تواجدهم أو الإبلاغ عن أي عملية متوقـعة ضد القوات الأمريكية أو عدم تقديم يد العون لهم في أي جانب من الجوانب العسكرية واللوجستية ، ففي هذا الموضوع سيتم العرض بشيء من التفصيل للحالة :
إدعاء القوات الأمريكية ومن دار في فلكها بأن المقاومة لا تهتم بحياة المدنيين فهي من أجل قتل أمريكي واحد تقتل 5 أو10 أو أكثر ، أو قد تقتل المدنيين من أجل زرع الخوف بين الناس من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد وهذا كلام باطل لا أساس له من الصحة ، لان المقاومة في العراق إسلامية تتخذ من شرع الله سبحانه وتعالى منهجاً لها ، لا تقتل المسلمين ، وهنا اركز على كلمة المسلمين ولا أقصد الذين اتخذوا الكافرين أولياء ولا أقصد الذين اصطفوا مع المحتل الكافر ضد المجاهد المسلم الذي لا هم له سوى نصرة الإسلام والمسلمين .
نسمع في القنوات الفضائية مثلاً (انفجار عبوة ناسفة في الحي الفلاني ومقتل ثلاثة عراقيين وإصابة سبعة ) فيما يلي الاحتمالات التي نجزم حصول أحدها في أغلب الأحيان :
• الانفجار الحاصل كان ضد القوات الأمريكية ونظراً للضرر الذي تعرض له الرتل العسكري وللخوف والارتباك والاستهتار بأرواح الناس قام الجيش الأمريكي بإطلاق النار بصورة عشوائية على المدنيين من حولهم انتقاماً وتخويفاً لأهالي المنطقة وإيصال رسالة مفادها إن المتضرر من هذه العمليات هو أنتم ، بالتأكيد هذه الحالات لا ينقلها الإعلام إما لعمالته أو لخوفه من التغريد خارج السرب الأمريكي ، وكذلك الجهات الامنية العراقية التابعة أصلا للقوات الأمريكي لا تعلن الحقيقة لان مصلحتها من مصلحة قوات الاحتلال .
• من الممكن أن يكون الانفجار قد استهدف القوات المحتلة وقد دمّر لهم عربتين مثلاً فلا يتم ذكر الخسائر في الاعلام ويُكتفى بذكر المصابين العراقيين الذين قد يكونوا قد أصيبوا بإصابات بسيطة ناتجة عن زجاج النوافذ .
• الانفجار الحاصل استهدف قوات أمن عراقية والقتلى والمصابين جميعهم من قوات الأمن ، وفي كثير من الأحيان لا يُذكر إن القتلى من رجال الأمن بل يتم الاكتفاء بذكر انهم عراقيون .
• قد يكون الانفجار يستهدف عملاء للقوات المحتلة ولكنهم مدنيون .
• من المعلوم أن الحكومة قد عيّنت الكثير من العمال لأعمال تنظيف الشوارع (وقد جنّدت الكثير منهم من أجل الإبلاغ عن العبوات الناسفة التي يتم زرعها على حافات الشوارع العامة ) ونتيجةً للفضول أو التقصد بالعبث بها تنفجر على من يريد أن يزيلها .
• وفي بعض الحالات يقوم الجيش الأمريكي باستخدام أجهزة حديثة تقوم بالتشويش على أجهزة التحكم عن بعد التي يستخدمها المقاومون مما يؤدي إلى انفجار العبوة قبل أو بعد مرور الرتل العسكري .
• في بعض الحالات التي يقوم بالعمليات استشهاديون ، يقترب الفدائي من الهدف فيشك به جنود الاحتلال أو أنصارهم فيقومون بإطلاق النار الكثيف تجاه هذا الشخص قبل أن يصلهم ، فـيُستَشهد مما يؤدي إلى انفجار السيارة المفخخة في غير الموقع المقرر له ، ومن الملاحظ أن جثة الشهيد قد يتم الإعلان عنها على أنها لأحد المدنيين المتواجدين في المنطقة .
• في بعض الأحيان تنفجر العبوة الناسفة أو السيارة المفخخة على المقاومين عند تهيئتها نتيجة خطأ أو خلل ما فتؤدي إلى استشهادهم ، أيضاً يتم الإعلان عن انفجار عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة ومقتل ثلاث مدنيين .
• لا يتم استبعاد احتمال قيام القوات المحتلة وأذنابها بالقيام بهكذا أعمال لمنع أهالي منطقة معينة من التكتم على ما يتم نصبه من عبوات ناسفة وكمائن على الطرق ، وهذا قد تم التأكد منه على أرض الواقع من قبل المجاهدين .
نسمع أيضاً بسقوط قذيفة هاون على أحد بيوت المواطنين أو وسط جامعة أو مدرسة أو مستشفى .
وهنا يجدر الذكر بأنه تم اعتراف عدد من القوات الأمنية العراقية بعد احتجازها من قبل رجال المقاومة بأنها تقوم بهكذا أعمال حتى تشوه صورة المقاومة وبالتالي قيام الناس بمنع المقاومين من القيام بهكذا أعمال قرب دارهم ، وعدم التعاون معهم والإبلاغ عنهم .
نسمع مثلاً بعمليات اغتيال لعلماء وأطباء وباحثين وخبراء من أصحاب الكفاءة والمناصب الرفيعة في البلد وهذا له الاحتمالات التالية :
• إما أن يكون هؤلاء العلماء من أهل السنّة يراد أن يتم القضاء عليهم وتهجيرهم من قبل جهات لها علاقة بالحكومة الموالية للاحتلال حتى لا ينافسوا أحداً على منصبٍ معين وهؤلاء الأشخاص يُتّهمون بأنهم من أزلام النظام السابق ، أو بأنه من علماء الدين السلفيون الذين لا يريدون الديمقراطية ويُعادون المحررين والمُخلّصين ويحضون على العنف والإرهاب .
• إما أن يكون هذا الشخص أحد المسؤولين في الحكومة الجديدة أو عضواً بارزاً في حزب تابع للحكومة الحالية .
نسمع أحياناً بعمليات اختطاف أشخاص قد يبدوا أنهم لا يمتّون للقوات الأمريكية والاحتلال بصلة مثل الصحفيين ورجال الأعمال أو حتى مواطنين عرب يسكنون العراق منذ زمن طويل للعمل أو قادمين للدراسة في الجامعات العراقية فيما يلي سنوضح الالتباس الحاصل :
• إذا كان المختطف صحفياً مثلاً ، يقوم المقاومون بالتحقيق معه وجمع المعلومات عنه عن طريق متابعة الصحف التابع لها والبحث عن اسم هذا الشخص عبر الإنترنت ، قد يكون هذا الشخص الذي يدعي بأنه صحفي تابع لمخابرات قوات الاحتلال فهو يجمع المعلومات الدقيقة عن المقاومين من عامة الناس البسطاء من دون أن يشك الناس بأن هذا الشخص ذو نوايا ****ة ، وقد يكون هذا الصحفي بريئاً غير مرتبط بجهة معادية يتم الاستفادة من حالة خطفه إعلامياً عن طريق مطالبة الخاطفين بانسحاب قوات بلاد المخطوف من العراق والمطالبة بتسيير المظاهرات والضغط على حكومة المخطوف ، ولهذا ترى في بعض عمليات الاختطاف أسماءً غير معروفة من قبل .
• قد يكون المختطف رجل أعمال أو مقاول ولكن تابع لشركات أمريكية خاصة ، واجبها تقديم العون للقوات المحتلة ، وقد يكون رجل الأعمال بريء قد اختُطف من قبل أشخاص غايتهم هي الربح المادي عن طريق الفدية الكبيرة التي يتم دفعها لهم بصورة سرية فهم لا يمتّون للمقاومة بصلة .
• وقد يكون المختطف هو مواطن عربي من الذين يسكنون العراق ، فالخاطفون هنا واضحون ، وهم من الجهات التي لا تريد أن يبقى أي عربي غير عراقي داخل العراق بحجة إنه قد يدعم المقاومة ، فالغاية هي تهجيرهم .
• اختطاف بعض من العراقيين الأغنياء غير المرتبطين بأي شكل من الأشكال إلى المحتل أو اختطاف الأطفال وطلب فدية ذات مقدار كبير جداً ، الفاعلين هنا إما من عملاء المحتل وغايتهم واضحة ألا وهي تشويه صورة المقاومين وخلط الأوراق وجعل الناس يقفون بوجه أي حالة اختطاف يشاهدونها والإبلاغ عن مواصفات الخاطفين لدى الأجهزة الأمنية ، وإما يكون الفاعلين من العصابات الانتهازية مع العلم أن هاتان الفئتان هما من أهداف المجاهدين ، لما ينشروه من الفوضى بين الناس ، وبالتالي سيقوم الناس بالمطالبة بتكثيف تواجد القوات الأمنية ودعمها ، مما يؤدي بالحقيقة إلى تثبيت سلطة المحتل عن طريق قيام القوات الأمنية باعتقال والتحقيق مع كل من تشك به القيام بمساعدة المقاومة .
2- اتهام المقاومين بأنهم من أزلام النظام السابق وهدفهم العودة إلى عصر الدكتاتورية ، وهذا افتراء واضح لأن القوات المحتلة هي أول من يعلم إن المقاومة إسلامية غير مرتبطة بالنظام السابق ، ولكن اتهمتها بهذا الاتهام كي تفقدها شرعيتها بحجة أنهم من المتضررين ويريدون الرجوع إلى السلطة .
3- اتهام المقاومين بأنهم مدعومين من جهات ودول خارجية غايتها عدم استقرار الوضع في العراق ، حتى يتم الانشغال عنها وعدم التعرض لها ، وهذا كذب وافتراء ، إن كان هناك دعم فهو من أفراد مسلمين غيورين على عرض أمتهم غير مرتبطين بأي جهة سياسية أو حكومية ، لأن ابسط عقلية تدرك بأن أي دعم من قبل أي جهة خارجية سياسية أو حكومية سيؤدي بها إلى أضرار لا يحمد عقباها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فالكل إما مع القوات المحتلة إيماناً أو خوفاً وطمعاً بالرضى والدعم للبقاء على الكراسي .
4- ادعاءهم بأن المقاومين يقومون بهذه العمليات مقابل مبالغ مالية ، وهذه من الطرائف فكيف يمكن الوقوف بوجه أقوى جيش في العالم مسنوداً بقوات التحالف بالإضافة إلى القوات الأمنية الموالية لها بالإضافة إلى جيش من العملاء والجواسيس مقابل بعض من الأموال ، هذا شيء غير معقول نهائياً لان الوقوف بوجه كل هذه القوى يحتاج إلى إيمان عميق بالشهادة والأجر العظيم مقابل هذا العمل البطولي ، فإذا راقبت الاشتباكات الحاصلة بين المقاومة البطلة والقوات المحتلة وهي مجهزة بأقوى وأحدث الأسلحة من مدرعات ودبابات ومروحيات ومقاتلات فإنك لا ترى سوى أسود لا تخاف الموت ولا تهابه فهم يقاتلون بعقيدةٍ راسخة ، لا يفكرون إلا برضى الله عز وجل ودخول جنته التي وعدها إياهم ، أما بالنسبة للاستشهاديين الذين يسطّرون أقوى دروس الشجاعة والبطولة فمن غير المعقول بل من الغباء التصديق بأن هؤلاء يقومون بهذه العمليات مقابل الأموال مع العلم بأن كثير منهم أصلاً قادمين من مجتمعات تُعرف بأنها غنية ومترفة ، لا يوجد مبرر لكل ذلك إلا طاعةً لله ورسوله .
5- القول بأنهم خوارج يكفّرون الناس ويقتلونهم ، وهذا دأبهم في كل بلد ، فكلما رأوا بأن هناك من يذود عن حياض الأمة أو ينصر دين الله ، أو يدافع عن حرمات المسلمين ، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام ، ألصقوا به تهمة التكفير ، والحقيقة بأنهم يكفرون الذين يتولون الكافر ويخدمونه ويطيعونه على حساب دينهم ويلاحقون من يجاهد في سبيل الله ، إرضاء للكافرين، لان هذا الأمر من نواقض الإسلام، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء.. الآية }، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }. 6- القول بأنهم لا يريدون الديمقراطية لان مصالحهم ستتضرر ، وهذا كلام حق أريد به باطل لان الحقيقة إنهم لا يريدون الديمقراطية لأنها تعني تنفيذ أهواء الأغلبية المخدوعة بالإعلام الغربي والمعادي ، فمثلاً إذا اختار أكثر من نصف المشتركين في تصويت معين الاعتراف بدولة إسرائيل أو قبولاً بشراء إسرائيل لمؤسسات وأراضٍ سكنية وزراعية في العراق ( عن طريق بث فتوى من المرجع الديني المطيع ) سيتم تنفيذ هذا الأمر رغم أنف أي فئة مخالفة ما دامت لا تشكل الأغلبية ، وهذا الأمر يعد مخالفةً لأحكام الشريعة .
7- يتهمونهم بالانحرافات الخلقية وانتهاك الأعراض وممارسة الأعمال المشينة ، وهذه الاتهامات لا يصدقها إلا من كان في قلبه مرض أو منحازاً إلى فـئة ، ومعروفة هذه الفئة .
8- اتهامهم باستهداف وقتل أصحاب محلات الحلاقة الرجالية لأنهم يقوموا بحلاقة الرجال بطرق غير شرعية ، وهذا من الباطل أيضاً فمن غير المعقول أن يتم قتل كل من يرتكب معصية لا يخرج بها عن الملة ، وهذا الأمر واضح لكل صاحب بصيرة ، فلم نرى في أي فلم خاص بالمجاهدين أو بيان على شبكة الإنترنت يهدد بقتل من يرتكب أي معصية ، صحيح إننا نلاحظ في بعض الأحيان إصدار تهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان وحث الناس على عدم الإفطار وخصوصا الإفطار العلني في المطاعم من غير تهديد بالقتل ، فالمجاهدون يستخدمون السلاح على المحتل وأعوانه ، وفي بعض الأحيان على دور البغاء والدعارة ومحلات بيع الخمور بعد تهديدهم ، ولكن لا يتم استهداف أرواح بائعي الخمور بصورة مباشرة بل استهداف الممتلكات المادية للمحل .
9- اتهامهم بضرب البنية التحتية للبلاد مثل مشاريع الماء والكهرباء والاتصالات وكذلك التعرض للشاحنات التي تنقل المواد الغذائية للمواطنين ، وهذا افتراء أيضاً ، لأن هذه المصالح ليس لها أي علاقة بقوات الاحتلال ، فلو كان المقاومون يستهدفون شاحنات نقل المواد الغذائية على الطرق الخارجية لم لا يستهدفونها على الطرق القريبة من المدن أو في الشوارع الداخلية وما الفائدة من هذه العملية ، هنا الافتراءات ليس لها أي مبرر أو دليل ، ولكن هناك حقد على المقاومة فهم لا يدّخرون تهمةً أو ادعاءاً إلا أطلقوه عليها .
المقاومة لا تستهدف إلا النفط الذي يتم تصديره إلى خارج العراق من أجل حصول أمريكا على ثمنه مع إعطاء الفتات لأذنابها في الداخل ، وما أن تذهب حكومة وتأتي أخرى حتى تنتقد التي قبلها وتتهمها بالفساد الإداري و سرقة أموال البلاد و استغلال مناصبها لمصالح فردية ،مع العلم إن الجميع هم لصوص همهم المصلحة الشخصية والمكاسب المالية ، فالمقاومة كلما منعت تصدير النفط كلما قلت الأموال التي ستدخل الخزينة الأمريكية مما يؤدي إلى الاستنزاف الفعال الذي يؤدي إلى إحراج الإدارة الأمريكية اقتصادياً .
10- وصل الأمر إلى حد اتهامهم بقتل علماء السنة بحجة زرع الفرقة الطائفية بين السنة والشيعة ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ) ، فلا يخفى لأي عاقل في العراق قيام المليشيات الشيعية و المليشيات الكردية المتحالفة مع القوات الأمريكية ( بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الرسمية للدولة وخصوصاً حكومة الجعفري الطائفية ) باغتيال أئمة وخطباء المساجد السنية في كافة أنحاء العراق ، وهذه التهمة هي من أبشع التهم وأقذرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيـم .
11- اتهامهم المقاومين بأنهم يقتلون الشيعة والأكراد ( على الهوية ) ، بخصوص الشيعة أولاً لا يوجد في العراق هوية تبين طائفة هذا الشخص أو ذاك ، ثانياً الاتهام ملقى على أهل السنة الذين يسكنون مع الشيعة في أماكن متجاورة حتى أسمائهم متقاربة ومتشابهة ما عدا بعض الأسماء المحرّمة مثل عبد الحسين وعبد الزهرة ، فالحقيقة لا يتم استهداف سوى صنفين من الشيعة ، الأول هو صنف المساندين للقوات الأمريكية ، الثاني هو من كان له دور في إشعال النار الطائفية وتأليب الشيعة على السنة وتشجيعهم على التطاول حتى وصل الأمر إلى لعن وسب الصحابة الاجلاء وخصوصاً أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين وبصورة علنية أمام أهل السنة وبصورة استفزازية إضافةً إلى استهداف أئمة المساجد وإعطاء البلاغات الكاذبة أو الصحيحة عن هذا الإمام وعن ذاك بحجة أنه يدعو في المسجد إلى العنف والإرهاب !!!
و وصل الأمر إلى اعتقال مئات العلماء بهذه الحجج بل وصل الحد إلى الاغتيالات المباشرة وبصورة مثيرة للاستفزاز والغضب من قبل الناس ، هذا كله ما عدا الاعتقالات التي تستهدف شباب ورجال أهل السنة وإرسالهم إلى جهات مجهولة والقيام بتعذيبهم بكل أنواع التعذيب والتنكيل والقتل ، الغاية من هذه الأعمال تهجير أهل السنة من الأماكن التي يتواجد فيها الشيعة ، مع العلم إن أغلب هذه العمليات الإجرامية تقوم بها مليشيات مسلحة تابعة لرجال دين شيعة أو زعماء مفترضين ، وذلك كله بدعم وتغطية من الحكومة والجهات الأمنية .
أما بالنسبة للأكراد فلا وجود لهذه الحالة مطلقاً ما لم يكون هذا الشخص تابعاً للقوات الأمريكية أو تابعاً للجهات الكردية العميلة ، حتى أن عدد كبير من قيادات وأفراد المقاومة هم من الأكراد ، ولكن هذا مسلسل التباكي وتمثيل دور الضحية يشبه الدور الذي يلعبه اليهود في استعطاف الناس عن حدث مبالغ فيه إن كان قد حدث أصلاً كما هو في محرقة النازية ( الهولوكوست ) ، من جهة يستعطفون الناس ومن جهة أخرى يقومون بتنفيذ جرائمهم ضد أعدائهم بكل وحشية ووقاحة .
12- عرض المقاومين وعلماء الدين على القنوات العراقية التابعة للقوات الأمريكية وانتزاع اعترافات غالباً ما تكون ملفقة وبشتى أنواع العذاب النفسي والجسدي ، الغاية من هذه التمثيليات السخيفة تشويه صورة رجال المقاومة وتشكيك الناس بهم ( خابوا وفشلوا ) وسنذكر هنا بعض أنواع التعذيب للمعتقلين من قبل الشرطة والحرس الوطني :
التعذيب النفسي ، وذلك من خلال تهديد المعتقلين بانتهاك عرض زوجاتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم ، بل وتجاوزت التهديدات إلى حد الانتهاك السافر والاغتصاب لنساء المعتقلين أمام المعتقلين بعد إلقاء القبض عليهن .
التعذيب الجسدي ، حيث نشرت جريدة البصائر في عددها رقم [80] بتاريخ 24/2/2005 تقريراً عن تجاوزات الشرطة والحرس الوطني ضد المعتقلين ، وأبرزت جانباً من صور هذا التعذيب ، ومنها :
أ- كي الجسد بالمكواة الكهربائية في عدة مواضع .
ب- غرز المخيط في الأطراف وتحت الأظافر .
ج- سكب الماء الحار على الرءوس .
د- إيقاف المتهم لعدة أيام ، الأمر الذي أدى إلى إصابة الكثير من المعتقلين بمرض الكنكري .
هـ- التعليق من اليدين لمدة طويلة .
و- التعذيب بواسطة المزرف الكهربائي [الدريل] وثقب الأيدي والأقدام .
ز- قلع الأظافر .
ح- إدخال أقلام الرصاص المبراة في أذن المعتقل وضربها بقوة حتى يتفجر الدم من أذنيه .
ط- استخدام [الكوسرة] بلف قرصها الحجري بقطعة من الصوف وامرارها على جسد المعتقل ، فتولد لديه ناراً كنار الأوكسجين الحارقة .
ناهيك عن صعق المعتقلين كهربائياً وقطع أطرافهم وأجزاء من جسمهم بالمناشير الكهربائية وكذلك كسر الأطراف وقلع العيون والاعتداء عليهم جنسياً وضربهم ضرباً مبرحاً وتعليقهم بطرق مؤلمة ولفترات طويلة ، والأعمال الوحشية كثيرة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام ، وبعد كل هذه الأعمال الإجرامية يقومون بقتل بعضهم وإلقاء جثثهم على قارعة الطريق .
نسأل الله أن يتقبل منا هذا الجهد المتواضع في جمع أجزاء هذا الموضوع المهم والخافي على كثير من أبناء هذه الأمة ، فمع كل هذه الأبواق العميلة للعدو ( الصهيو صليبي-الرافضي ) من قنوات فضائية وصحف ومجلات ومؤتمرات لا تخفى على المسلم كل هذه الألاعيب الرخيصة والقذرة ، ولكن التوضيح واجب لإقامة الحجة على كل مسلم .
نشاهد في كل يوم من على شاشات التلفاز أخباراً وصوراً يتم بثها تصوّر واقعاً مصطنعاً من قبل جهات ، إمــا تابعة بشكل أو بآخر إلى القوات الأمريكية ، أو تابعة بشكل أو بآخر إلى إيران ومن دار في فلكها من شيعة العراق ، وإمـا جهة ركبت فـي ركب هاتان القافلتان خوفاً أو طمعاً ، أما من يقترب من الحقيقة فيتم التضييق عليه أو محاربته عـن طريق استبعاده وطــرده مثل قناة الجزيرة ، ناهيك عن اعتقال وقتل المراسلين الذين يصورون أي خسـائر للقوات المحتلة ومن والاها ، بل وصل بـهم الأمر إلى منع أجهزة الإعلام من نقل أي اشتباك بين المقاومين وبين القوات المحتلة ومنع تصوير القتلى العراقيين الذين سقطوا بنيران المحتل وأعوانه ، والتصدي لكل محاولة من أي إعلامي ينقل أي صورة أو معلومة تبين حقيقة الوضع المأساوي في العراق وبالتالي سيؤثر ذلك على صورتها كملاك ومحرر من جهة وأسطورة يستحيل إهانتها أو قـهرهـا من جهة أخرى ، فيما يلـي توضيح لكثير من الأمور الملتبسة على كثير من الناس من داخل وخارج العراق ، وهـذه المعلومات تم جمـعها من عدة مصادر عراقية وغير عراقية ، وفيها الكثير من الحقائق التي نسيها أو تناساها كثيـر مـن الناس نتيجة الكم الهائل من المعلومات المغلوطة التي يتم نقلها بصورة مركزة ومكررة ومفبركـة في الإعلام العراقي والعربي والعالمي ، والملاحظات كالتالي :
أولاً:- إغفال قدرة المقاومة في العراق على ضرب القوات الأمريكية بكل قوة وشراسة ، حيث يتم تنفيذ عمليات نوعية تَعجّب من دقتها وقوتها وفاعليتها قادة الجيش الأمريكي نفسه ، نورد منها :
1- العمليات الاستشهادية المركبة ، فمثلاً العمليات التي يقوم بتنفيذها فدائيين يقوم الأول بتفجير عربته في الجدار المحيط بمدخل القاعدة العسكرية ، فيقوم الثاني باختراق هذا الجدار والدخول إلى القاعدة والتفجير في الأماكن المقرر الوصول إليها ، مما يحدث أضرار بالغة ومحرجة لا يتم الكشف عنها .
2- عمليات الاختراق التي تتم من قبل الفدائيين إلى داخل المقرات والمعسكرات الأمريكية ، وهذا تكـرر في مرات عديدة في عدة مناطق مثل المنطقة الخضراء في بغداد ومعسكر الغزلاني في الموصل وأماكن أخرى ، مما أثـار تساؤلات كثيرة عن قدرة المقاومين على التحرك والتسلل حتى إلى اكثر الأماكن تحصناً .
3- العمليات الكبيرة التي ينفذها مجموعة كبيرة من المقاومين يتجاوز عدد المقاومين الخمسين مثل عملـية سجن أبـو غريب التي حيّرت القوات الأمريكية وأدت إلى ضعف الثقة بالتحصينات الأمنية ، إضافةً إلى العدد الكبير الذي اشترك في هذه العملية كان هناك مخطط مدروس ومحكم للهجوم والانسحاب ، حيث كان هناك أربع مراحل في هذه المعركة ، المرحلة الأولى كانت تتضمن الهجوم بقذائف الهاون ، والثانية تشمل الهجوم بسبع سيارات مفخخة يقودهــا عدد من الاستشهاديين استهدفت البوابات الخاصة بالسجن ، والثالثة شملت هجوم بقاذفات (الآر.بي.جي) والأسلحة الخفيفة ، والرابعة تشمل التغطية الكثيفة والتمويه لانسحاب المقاومين من دون خسائر ، علماً إن هذه المعركـة تم تسميتها باسم غزوة أبي أنس الشامي .
4- مجموعة من العمليات الاستشهادية التي تم تنفيذها على الشواطئ المائية في البصرة ، حيث تم استهداف مجموعة من زوارق القوات البريطانية المتمركزة في البصرة ، حيث سميت هذه السلسلة من الهجمات بغزوة يوسف العييري .
5- استخدام العربات المحورة في إطلاق الصواريخ بمختلف أحجامها .
6- استخدام الحيوانات المفخخة في الشوارع ، مما أدى إلى القلق من أي حيوان أو جسم غريب ملقى على الشارع .
ثانياً :- التعتيم الإعلامي على حجم الخسائر التي تصيب القوات الغازية للعراق ، من خلال عدة إجراءات منها :
1- إزالة آثار الدمار الحاصل بعرباتها بسرعة كبير ( باستخدام طائراتهم المروحية الشينوك ذات المروحتين أحياناً ) ، بالإضافة إلى نقل جثث جنوها و المصابين بسرعة أكبر .
2- غسل وتنظيف أماكن الانفجارات وإزالة آثار الانفجار قدر المستطاع بالإضافة إلى إزالة آثار دماء الجنود القتلى والمصابين في أغلب الأحيان .
3- إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى مكان الحادث ومنع الناس من الاقتراب من الموقع .
4- منع أجهزة الإعلام من الوصول إلى مكان الحادث عن طريق التضييق عليهم واعتقالهم وقتلهم في أحيان أخرى .
5- تهديد جميع وسائل الإعلام ومنعهم من عرض أي صورة لأي جثة أمريكية أو مشاهد لمجموعات مسلحة تعرض قتل رهائن أو عمليات مسلحة تقوم بها المقاومة أو حتى عرض أي مسلحين من المقاومة بحجة أن هذه المشاهد تشـجع على العنف والإرهاب ، وهنا لا ننسى طرد بعض وسائل الإعلام من العراق وإغلاق مكاتبها بصورة كلية .
6- اعتراف القوات الأمريكية بأعداد قليلة من القتلى والمصابين في العمليات وخصوصاً العمليات التي شاهدها كثيـر مـن الناس ، أما بالنسبة للعمليات التي لم يشاهدها كثير من الناس أو العمليات التي جرت في القرى والأماكن البعيدة عن أجهزة الإعلام فلا يتم الإعلان عنها مطلقاً هذا بالإضافة إلى جميع العمليات المتمثلة بإطلاق الصواريـخ وقذائـف الهاون على المقرات الأمريكية ، وكذلك جميع العمليات التي يتم تنفيذها ليلاً .
علماً إن الاعترافات التي يعترف بها جيش الاحتلال مناقضةً أصلاً لما ينشـره من حقائق عن أعداد القتـلى والجرحـى ، فمثلاً :
اعترفت صحيفة ( نيويورك تايمز ) بـ 2300 عملية مسلحة في الشهر الواحد في العراق أي معدل 80 عملية في اليوم الواحد ، ومن ثم يعترفون بمقتل نصف جندي نتيجة حادث مروري وإصابة ثلاثة بنيران صديقة !!!!
لم نسمع من قبل بحادث مروري يؤدي إلى مقتل وإصابة جنود عسكريين مع العلم انهم كانوا في أقوى وأحصن دبابة أو مدرعة في العالم ، أما في العراق فالأمر أصبح طبيعياً ، فالحوادث المرورية بدأت تطول حتى المروحيات العسكرية الأحدث في العالم !!!!
قال رامسفيلد : لم أتوقع أن تكون المقاومة العراقية للأمريكيين بهذه القوة (وكالة نبأ ) ( شبكة "فوكس نيوز") .
ثالثاً:- القيام بأكبر حملة تشويه لصورة المقاومة في العراق من خلال عدة خطوات مدروسة سنورد ما نستطيع ذكره :
1- إلقاء مسؤولية قتل المدنيين والأبرياء على عاتق المقاومة واتهامهم بشتى أنواع الأكاذيب الباطلة التي يراد من هذا التشويه للعمل على انعدام الثقة بالمقاومة وبالتالي التعاون مع القوات المحتلة والأجهزة الموالية لها عن طريق الإدلاء إلى أماكن تواجدهم أو الإبلاغ عن أي عملية متوقـعة ضد القوات الأمريكية أو عدم تقديم يد العون لهم في أي جانب من الجوانب العسكرية واللوجستية ، ففي هذا الموضوع سيتم العرض بشيء من التفصيل للحالة :
إدعاء القوات الأمريكية ومن دار في فلكها بأن المقاومة لا تهتم بحياة المدنيين فهي من أجل قتل أمريكي واحد تقتل 5 أو10 أو أكثر ، أو قد تقتل المدنيين من أجل زرع الخوف بين الناس من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد وهذا كلام باطل لا أساس له من الصحة ، لان المقاومة في العراق إسلامية تتخذ من شرع الله سبحانه وتعالى منهجاً لها ، لا تقتل المسلمين ، وهنا اركز على كلمة المسلمين ولا أقصد الذين اتخذوا الكافرين أولياء ولا أقصد الذين اصطفوا مع المحتل الكافر ضد المجاهد المسلم الذي لا هم له سوى نصرة الإسلام والمسلمين .
نسمع في القنوات الفضائية مثلاً (انفجار عبوة ناسفة في الحي الفلاني ومقتل ثلاثة عراقيين وإصابة سبعة ) فيما يلي الاحتمالات التي نجزم حصول أحدها في أغلب الأحيان :
• الانفجار الحاصل كان ضد القوات الأمريكية ونظراً للضرر الذي تعرض له الرتل العسكري وللخوف والارتباك والاستهتار بأرواح الناس قام الجيش الأمريكي بإطلاق النار بصورة عشوائية على المدنيين من حولهم انتقاماً وتخويفاً لأهالي المنطقة وإيصال رسالة مفادها إن المتضرر من هذه العمليات هو أنتم ، بالتأكيد هذه الحالات لا ينقلها الإعلام إما لعمالته أو لخوفه من التغريد خارج السرب الأمريكي ، وكذلك الجهات الامنية العراقية التابعة أصلا للقوات الأمريكي لا تعلن الحقيقة لان مصلحتها من مصلحة قوات الاحتلال .
• من الممكن أن يكون الانفجار قد استهدف القوات المحتلة وقد دمّر لهم عربتين مثلاً فلا يتم ذكر الخسائر في الاعلام ويُكتفى بذكر المصابين العراقيين الذين قد يكونوا قد أصيبوا بإصابات بسيطة ناتجة عن زجاج النوافذ .
• الانفجار الحاصل استهدف قوات أمن عراقية والقتلى والمصابين جميعهم من قوات الأمن ، وفي كثير من الأحيان لا يُذكر إن القتلى من رجال الأمن بل يتم الاكتفاء بذكر انهم عراقيون .
• قد يكون الانفجار يستهدف عملاء للقوات المحتلة ولكنهم مدنيون .
• من المعلوم أن الحكومة قد عيّنت الكثير من العمال لأعمال تنظيف الشوارع (وقد جنّدت الكثير منهم من أجل الإبلاغ عن العبوات الناسفة التي يتم زرعها على حافات الشوارع العامة ) ونتيجةً للفضول أو التقصد بالعبث بها تنفجر على من يريد أن يزيلها .
• وفي بعض الحالات يقوم الجيش الأمريكي باستخدام أجهزة حديثة تقوم بالتشويش على أجهزة التحكم عن بعد التي يستخدمها المقاومون مما يؤدي إلى انفجار العبوة قبل أو بعد مرور الرتل العسكري .
• في بعض الحالات التي يقوم بالعمليات استشهاديون ، يقترب الفدائي من الهدف فيشك به جنود الاحتلال أو أنصارهم فيقومون بإطلاق النار الكثيف تجاه هذا الشخص قبل أن يصلهم ، فـيُستَشهد مما يؤدي إلى انفجار السيارة المفخخة في غير الموقع المقرر له ، ومن الملاحظ أن جثة الشهيد قد يتم الإعلان عنها على أنها لأحد المدنيين المتواجدين في المنطقة .
• في بعض الأحيان تنفجر العبوة الناسفة أو السيارة المفخخة على المقاومين عند تهيئتها نتيجة خطأ أو خلل ما فتؤدي إلى استشهادهم ، أيضاً يتم الإعلان عن انفجار عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة ومقتل ثلاث مدنيين .
• لا يتم استبعاد احتمال قيام القوات المحتلة وأذنابها بالقيام بهكذا أعمال لمنع أهالي منطقة معينة من التكتم على ما يتم نصبه من عبوات ناسفة وكمائن على الطرق ، وهذا قد تم التأكد منه على أرض الواقع من قبل المجاهدين .
نسمع أيضاً بسقوط قذيفة هاون على أحد بيوت المواطنين أو وسط جامعة أو مدرسة أو مستشفى .
وهنا يجدر الذكر بأنه تم اعتراف عدد من القوات الأمنية العراقية بعد احتجازها من قبل رجال المقاومة بأنها تقوم بهكذا أعمال حتى تشوه صورة المقاومة وبالتالي قيام الناس بمنع المقاومين من القيام بهكذا أعمال قرب دارهم ، وعدم التعاون معهم والإبلاغ عنهم .
نسمع مثلاً بعمليات اغتيال لعلماء وأطباء وباحثين وخبراء من أصحاب الكفاءة والمناصب الرفيعة في البلد وهذا له الاحتمالات التالية :
• إما أن يكون هؤلاء العلماء من أهل السنّة يراد أن يتم القضاء عليهم وتهجيرهم من قبل جهات لها علاقة بالحكومة الموالية للاحتلال حتى لا ينافسوا أحداً على منصبٍ معين وهؤلاء الأشخاص يُتّهمون بأنهم من أزلام النظام السابق ، أو بأنه من علماء الدين السلفيون الذين لا يريدون الديمقراطية ويُعادون المحررين والمُخلّصين ويحضون على العنف والإرهاب .
• إما أن يكون هذا الشخص أحد المسؤولين في الحكومة الجديدة أو عضواً بارزاً في حزب تابع للحكومة الحالية .
نسمع أحياناً بعمليات اختطاف أشخاص قد يبدوا أنهم لا يمتّون للقوات الأمريكية والاحتلال بصلة مثل الصحفيين ورجال الأعمال أو حتى مواطنين عرب يسكنون العراق منذ زمن طويل للعمل أو قادمين للدراسة في الجامعات العراقية فيما يلي سنوضح الالتباس الحاصل :
• إذا كان المختطف صحفياً مثلاً ، يقوم المقاومون بالتحقيق معه وجمع المعلومات عنه عن طريق متابعة الصحف التابع لها والبحث عن اسم هذا الشخص عبر الإنترنت ، قد يكون هذا الشخص الذي يدعي بأنه صحفي تابع لمخابرات قوات الاحتلال فهو يجمع المعلومات الدقيقة عن المقاومين من عامة الناس البسطاء من دون أن يشك الناس بأن هذا الشخص ذو نوايا ****ة ، وقد يكون هذا الصحفي بريئاً غير مرتبط بجهة معادية يتم الاستفادة من حالة خطفه إعلامياً عن طريق مطالبة الخاطفين بانسحاب قوات بلاد المخطوف من العراق والمطالبة بتسيير المظاهرات والضغط على حكومة المخطوف ، ولهذا ترى في بعض عمليات الاختطاف أسماءً غير معروفة من قبل .
• قد يكون المختطف رجل أعمال أو مقاول ولكن تابع لشركات أمريكية خاصة ، واجبها تقديم العون للقوات المحتلة ، وقد يكون رجل الأعمال بريء قد اختُطف من قبل أشخاص غايتهم هي الربح المادي عن طريق الفدية الكبيرة التي يتم دفعها لهم بصورة سرية فهم لا يمتّون للمقاومة بصلة .
• وقد يكون المختطف هو مواطن عربي من الذين يسكنون العراق ، فالخاطفون هنا واضحون ، وهم من الجهات التي لا تريد أن يبقى أي عربي غير عراقي داخل العراق بحجة إنه قد يدعم المقاومة ، فالغاية هي تهجيرهم .
• اختطاف بعض من العراقيين الأغنياء غير المرتبطين بأي شكل من الأشكال إلى المحتل أو اختطاف الأطفال وطلب فدية ذات مقدار كبير جداً ، الفاعلين هنا إما من عملاء المحتل وغايتهم واضحة ألا وهي تشويه صورة المقاومين وخلط الأوراق وجعل الناس يقفون بوجه أي حالة اختطاف يشاهدونها والإبلاغ عن مواصفات الخاطفين لدى الأجهزة الأمنية ، وإما يكون الفاعلين من العصابات الانتهازية مع العلم أن هاتان الفئتان هما من أهداف المجاهدين ، لما ينشروه من الفوضى بين الناس ، وبالتالي سيقوم الناس بالمطالبة بتكثيف تواجد القوات الأمنية ودعمها ، مما يؤدي بالحقيقة إلى تثبيت سلطة المحتل عن طريق قيام القوات الأمنية باعتقال والتحقيق مع كل من تشك به القيام بمساعدة المقاومة .
2- اتهام المقاومين بأنهم من أزلام النظام السابق وهدفهم العودة إلى عصر الدكتاتورية ، وهذا افتراء واضح لأن القوات المحتلة هي أول من يعلم إن المقاومة إسلامية غير مرتبطة بالنظام السابق ، ولكن اتهمتها بهذا الاتهام كي تفقدها شرعيتها بحجة أنهم من المتضررين ويريدون الرجوع إلى السلطة .
3- اتهام المقاومين بأنهم مدعومين من جهات ودول خارجية غايتها عدم استقرار الوضع في العراق ، حتى يتم الانشغال عنها وعدم التعرض لها ، وهذا كذب وافتراء ، إن كان هناك دعم فهو من أفراد مسلمين غيورين على عرض أمتهم غير مرتبطين بأي جهة سياسية أو حكومية ، لأن ابسط عقلية تدرك بأن أي دعم من قبل أي جهة خارجية سياسية أو حكومية سيؤدي بها إلى أضرار لا يحمد عقباها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فالكل إما مع القوات المحتلة إيماناً أو خوفاً وطمعاً بالرضى والدعم للبقاء على الكراسي .
4- ادعاءهم بأن المقاومين يقومون بهذه العمليات مقابل مبالغ مالية ، وهذه من الطرائف فكيف يمكن الوقوف بوجه أقوى جيش في العالم مسنوداً بقوات التحالف بالإضافة إلى القوات الأمنية الموالية لها بالإضافة إلى جيش من العملاء والجواسيس مقابل بعض من الأموال ، هذا شيء غير معقول نهائياً لان الوقوف بوجه كل هذه القوى يحتاج إلى إيمان عميق بالشهادة والأجر العظيم مقابل هذا العمل البطولي ، فإذا راقبت الاشتباكات الحاصلة بين المقاومة البطلة والقوات المحتلة وهي مجهزة بأقوى وأحدث الأسلحة من مدرعات ودبابات ومروحيات ومقاتلات فإنك لا ترى سوى أسود لا تخاف الموت ولا تهابه فهم يقاتلون بعقيدةٍ راسخة ، لا يفكرون إلا برضى الله عز وجل ودخول جنته التي وعدها إياهم ، أما بالنسبة للاستشهاديين الذين يسطّرون أقوى دروس الشجاعة والبطولة فمن غير المعقول بل من الغباء التصديق بأن هؤلاء يقومون بهذه العمليات مقابل الأموال مع العلم بأن كثير منهم أصلاً قادمين من مجتمعات تُعرف بأنها غنية ومترفة ، لا يوجد مبرر لكل ذلك إلا طاعةً لله ورسوله .
5- القول بأنهم خوارج يكفّرون الناس ويقتلونهم ، وهذا دأبهم في كل بلد ، فكلما رأوا بأن هناك من يذود عن حياض الأمة أو ينصر دين الله ، أو يدافع عن حرمات المسلمين ، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام ، ألصقوا به تهمة التكفير ، والحقيقة بأنهم يكفرون الذين يتولون الكافر ويخدمونه ويطيعونه على حساب دينهم ويلاحقون من يجاهد في سبيل الله ، إرضاء للكافرين، لان هذا الأمر من نواقض الإسلام، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء.. الآية }، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }. 6- القول بأنهم لا يريدون الديمقراطية لان مصالحهم ستتضرر ، وهذا كلام حق أريد به باطل لان الحقيقة إنهم لا يريدون الديمقراطية لأنها تعني تنفيذ أهواء الأغلبية المخدوعة بالإعلام الغربي والمعادي ، فمثلاً إذا اختار أكثر من نصف المشتركين في تصويت معين الاعتراف بدولة إسرائيل أو قبولاً بشراء إسرائيل لمؤسسات وأراضٍ سكنية وزراعية في العراق ( عن طريق بث فتوى من المرجع الديني المطيع ) سيتم تنفيذ هذا الأمر رغم أنف أي فئة مخالفة ما دامت لا تشكل الأغلبية ، وهذا الأمر يعد مخالفةً لأحكام الشريعة .
7- يتهمونهم بالانحرافات الخلقية وانتهاك الأعراض وممارسة الأعمال المشينة ، وهذه الاتهامات لا يصدقها إلا من كان في قلبه مرض أو منحازاً إلى فـئة ، ومعروفة هذه الفئة .
8- اتهامهم باستهداف وقتل أصحاب محلات الحلاقة الرجالية لأنهم يقوموا بحلاقة الرجال بطرق غير شرعية ، وهذا من الباطل أيضاً فمن غير المعقول أن يتم قتل كل من يرتكب معصية لا يخرج بها عن الملة ، وهذا الأمر واضح لكل صاحب بصيرة ، فلم نرى في أي فلم خاص بالمجاهدين أو بيان على شبكة الإنترنت يهدد بقتل من يرتكب أي معصية ، صحيح إننا نلاحظ في بعض الأحيان إصدار تهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان وحث الناس على عدم الإفطار وخصوصا الإفطار العلني في المطاعم من غير تهديد بالقتل ، فالمجاهدون يستخدمون السلاح على المحتل وأعوانه ، وفي بعض الأحيان على دور البغاء والدعارة ومحلات بيع الخمور بعد تهديدهم ، ولكن لا يتم استهداف أرواح بائعي الخمور بصورة مباشرة بل استهداف الممتلكات المادية للمحل .
9- اتهامهم بضرب البنية التحتية للبلاد مثل مشاريع الماء والكهرباء والاتصالات وكذلك التعرض للشاحنات التي تنقل المواد الغذائية للمواطنين ، وهذا افتراء أيضاً ، لأن هذه المصالح ليس لها أي علاقة بقوات الاحتلال ، فلو كان المقاومون يستهدفون شاحنات نقل المواد الغذائية على الطرق الخارجية لم لا يستهدفونها على الطرق القريبة من المدن أو في الشوارع الداخلية وما الفائدة من هذه العملية ، هنا الافتراءات ليس لها أي مبرر أو دليل ، ولكن هناك حقد على المقاومة فهم لا يدّخرون تهمةً أو ادعاءاً إلا أطلقوه عليها .
المقاومة لا تستهدف إلا النفط الذي يتم تصديره إلى خارج العراق من أجل حصول أمريكا على ثمنه مع إعطاء الفتات لأذنابها في الداخل ، وما أن تذهب حكومة وتأتي أخرى حتى تنتقد التي قبلها وتتهمها بالفساد الإداري و سرقة أموال البلاد و استغلال مناصبها لمصالح فردية ،مع العلم إن الجميع هم لصوص همهم المصلحة الشخصية والمكاسب المالية ، فالمقاومة كلما منعت تصدير النفط كلما قلت الأموال التي ستدخل الخزينة الأمريكية مما يؤدي إلى الاستنزاف الفعال الذي يؤدي إلى إحراج الإدارة الأمريكية اقتصادياً .
10- وصل الأمر إلى حد اتهامهم بقتل علماء السنة بحجة زرع الفرقة الطائفية بين السنة والشيعة ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ) ، فلا يخفى لأي عاقل في العراق قيام المليشيات الشيعية و المليشيات الكردية المتحالفة مع القوات الأمريكية ( بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية الرسمية للدولة وخصوصاً حكومة الجعفري الطائفية ) باغتيال أئمة وخطباء المساجد السنية في كافة أنحاء العراق ، وهذه التهمة هي من أبشع التهم وأقذرها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيـم .
11- اتهامهم المقاومين بأنهم يقتلون الشيعة والأكراد ( على الهوية ) ، بخصوص الشيعة أولاً لا يوجد في العراق هوية تبين طائفة هذا الشخص أو ذاك ، ثانياً الاتهام ملقى على أهل السنة الذين يسكنون مع الشيعة في أماكن متجاورة حتى أسمائهم متقاربة ومتشابهة ما عدا بعض الأسماء المحرّمة مثل عبد الحسين وعبد الزهرة ، فالحقيقة لا يتم استهداف سوى صنفين من الشيعة ، الأول هو صنف المساندين للقوات الأمريكية ، الثاني هو من كان له دور في إشعال النار الطائفية وتأليب الشيعة على السنة وتشجيعهم على التطاول حتى وصل الأمر إلى لعن وسب الصحابة الاجلاء وخصوصاً أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين وبصورة علنية أمام أهل السنة وبصورة استفزازية إضافةً إلى استهداف أئمة المساجد وإعطاء البلاغات الكاذبة أو الصحيحة عن هذا الإمام وعن ذاك بحجة أنه يدعو في المسجد إلى العنف والإرهاب !!!
و وصل الأمر إلى اعتقال مئات العلماء بهذه الحجج بل وصل الحد إلى الاغتيالات المباشرة وبصورة مثيرة للاستفزاز والغضب من قبل الناس ، هذا كله ما عدا الاعتقالات التي تستهدف شباب ورجال أهل السنة وإرسالهم إلى جهات مجهولة والقيام بتعذيبهم بكل أنواع التعذيب والتنكيل والقتل ، الغاية من هذه الأعمال تهجير أهل السنة من الأماكن التي يتواجد فيها الشيعة ، مع العلم إن أغلب هذه العمليات الإجرامية تقوم بها مليشيات مسلحة تابعة لرجال دين شيعة أو زعماء مفترضين ، وذلك كله بدعم وتغطية من الحكومة والجهات الأمنية .
أما بالنسبة للأكراد فلا وجود لهذه الحالة مطلقاً ما لم يكون هذا الشخص تابعاً للقوات الأمريكية أو تابعاً للجهات الكردية العميلة ، حتى أن عدد كبير من قيادات وأفراد المقاومة هم من الأكراد ، ولكن هذا مسلسل التباكي وتمثيل دور الضحية يشبه الدور الذي يلعبه اليهود في استعطاف الناس عن حدث مبالغ فيه إن كان قد حدث أصلاً كما هو في محرقة النازية ( الهولوكوست ) ، من جهة يستعطفون الناس ومن جهة أخرى يقومون بتنفيذ جرائمهم ضد أعدائهم بكل وحشية ووقاحة .
12- عرض المقاومين وعلماء الدين على القنوات العراقية التابعة للقوات الأمريكية وانتزاع اعترافات غالباً ما تكون ملفقة وبشتى أنواع العذاب النفسي والجسدي ، الغاية من هذه التمثيليات السخيفة تشويه صورة رجال المقاومة وتشكيك الناس بهم ( خابوا وفشلوا ) وسنذكر هنا بعض أنواع التعذيب للمعتقلين من قبل الشرطة والحرس الوطني :
التعذيب النفسي ، وذلك من خلال تهديد المعتقلين بانتهاك عرض زوجاتهم أو أخواتهم أو أمهاتهم ، بل وتجاوزت التهديدات إلى حد الانتهاك السافر والاغتصاب لنساء المعتقلين أمام المعتقلين بعد إلقاء القبض عليهن .
التعذيب الجسدي ، حيث نشرت جريدة البصائر في عددها رقم [80] بتاريخ 24/2/2005 تقريراً عن تجاوزات الشرطة والحرس الوطني ضد المعتقلين ، وأبرزت جانباً من صور هذا التعذيب ، ومنها :
أ- كي الجسد بالمكواة الكهربائية في عدة مواضع .
ب- غرز المخيط في الأطراف وتحت الأظافر .
ج- سكب الماء الحار على الرءوس .
د- إيقاف المتهم لعدة أيام ، الأمر الذي أدى إلى إصابة الكثير من المعتقلين بمرض الكنكري .
هـ- التعليق من اليدين لمدة طويلة .
و- التعذيب بواسطة المزرف الكهربائي [الدريل] وثقب الأيدي والأقدام .
ز- قلع الأظافر .
ح- إدخال أقلام الرصاص المبراة في أذن المعتقل وضربها بقوة حتى يتفجر الدم من أذنيه .
ط- استخدام [الكوسرة] بلف قرصها الحجري بقطعة من الصوف وامرارها على جسد المعتقل ، فتولد لديه ناراً كنار الأوكسجين الحارقة .
ناهيك عن صعق المعتقلين كهربائياً وقطع أطرافهم وأجزاء من جسمهم بالمناشير الكهربائية وكذلك كسر الأطراف وقلع العيون والاعتداء عليهم جنسياً وضربهم ضرباً مبرحاً وتعليقهم بطرق مؤلمة ولفترات طويلة ، والأعمال الوحشية كثيرة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام ، وبعد كل هذه الأعمال الإجرامية يقومون بقتل بعضهم وإلقاء جثثهم على قارعة الطريق .
نسأل الله أن يتقبل منا هذا الجهد المتواضع في جمع أجزاء هذا الموضوع المهم والخافي على كثير من أبناء هذه الأمة ، فمع كل هذه الأبواق العميلة للعدو ( الصهيو صليبي-الرافضي ) من قنوات فضائية وصحف ومجلات ومؤتمرات لا تخفى على المسلم كل هذه الألاعيب الرخيصة والقذرة ، ولكن التوضيح واجب لإقامة الحجة على كل مسلم .