عبدالغفور الخطيب
02-06-2005, 03:26 PM
استهلال سيئ للتصويت على الدستور الأوروبي
ضربتان متتاليتان لمشروع الدستور الأوروبي .. الأولى كانت من الفرنسيين والثانية من الهولنديين .. فالفرنسيون صوتوا بنسبة 55% ، والهولنديون صوتوا بنسبة 63% ضد المشروع الذي خشي الرافضون له أن يذيب هويتهم القومية فيما لو قبلوا به !
كان العالم يراقب على مر عشرات السنين ، ما سيؤول له التصاعد في إنشاء تكتل أوروبي ، راهن عليه الكثيرون في أن يحد من قسوة وعنجهية الولايات المتحدة الأمريكية .. ولن نناقش تلك المراهنة و جديتها من عدمها .
وقد كان حظ المراهنين أو الأوروبيين الذين كانوا يبنوا على مثل ذلك التصويت أنه بدأ بدولتين استعماريتين قديمتين ، فالفرنسيين كان لهم مستعمرات غطت مساحات شاسعة من الأرض وصلت فيتنام بآسيا وامتدت الى شمال أمريكا ، ولا يقل الهولنديين شأنا عنهم حيث كانت لهم مستعمرات وصلت إندونيسيا .
فشعوب تلك الدول تحشو ذاكرتها بأمجاد تليدة ، و أنجبت علماء و فنانين و مفكرين يشهد لهم العالم .. فخشي أبناء تلك الدول ، حتى ولو تم تحقيق الإنجازات الضخمة على يد هذا التكتل العملاق ، أن لا يذكر إسهام أبناء شعب بالتخصيص في هذا الإنجاز .. وعليه فإن الإنجازات التي سبقت فيما مضى ستنسى شيئا فشيئا .
إن هذا يقودنا الى تساؤل ، هل أن القومية عندما تتساوى كل الظروف ، تبقى هي لها المعطى الأولي والحاسم في اتخاذ القرار ؟
ولو فحصنا كثير من الأحداث التاريخية لوجدنا أن العامل القومي ، له الكثير من الأثر .. فعندما حكم الرومان شمال أفريقيا عدة قرون ، لم يستطيعوا أن يجعلوهم يعتنقوا الديانة المسيحية ، في حين عندما جاء العرب فاتحين لشمال إفريقيا ، سرعان ما اعتنق أبناء المنطقة ، والذين يرتبطون بروابط دم تمتد الى آلاف السنين مع أبناء المشرق العربي الفاتحين . لا بل خرج منهم وعلى الفور قادة أسهموا في نشر الرسالة أمثال طارق ابن زياد .
و عندما غزا هتلر الاتحاد السوفييتي انقلب أبناء الأقليات القومية على السوفييت وتعاونوا مع المحتل .. كما يحدث من ذوي العروق الفارسية والكردية الذين يتساوون مع عرب العراق في الدين والطائفة بالتعاون مع الأجنبي .. في حين كان عرب جنوب العراق الذين خاضوا حربا لمدة ثمانية أعوام ومعظم معاركها كانت في مناطقهم ، ولم يألوا جهدا في الدفاع المستميت عن وطنهم دونما اعتبار لالتقائهم بالتشابه الطائفي مع أعدائهم .
وقد يقول قائل أن هذا الكلام والاستنتاج مغلوطين .. فما الذي يفسر هذا المد الاسلامي الواسع في بلداننا العربية بعد أن فشلت كل المشاريع الأخرى ؟
قد تكون وجهة النظر تلك سليمة ، ولكن لما لا نقول أن العرب قد بدءوا بالاستفاقة ، لكيلا يحرموا من بقاء شرف حمل الرسالة الإسلامية التي خصهم الله عز وجل بها ؟
ضربتان متتاليتان لمشروع الدستور الأوروبي .. الأولى كانت من الفرنسيين والثانية من الهولنديين .. فالفرنسيون صوتوا بنسبة 55% ، والهولنديون صوتوا بنسبة 63% ضد المشروع الذي خشي الرافضون له أن يذيب هويتهم القومية فيما لو قبلوا به !
كان العالم يراقب على مر عشرات السنين ، ما سيؤول له التصاعد في إنشاء تكتل أوروبي ، راهن عليه الكثيرون في أن يحد من قسوة وعنجهية الولايات المتحدة الأمريكية .. ولن نناقش تلك المراهنة و جديتها من عدمها .
وقد كان حظ المراهنين أو الأوروبيين الذين كانوا يبنوا على مثل ذلك التصويت أنه بدأ بدولتين استعماريتين قديمتين ، فالفرنسيين كان لهم مستعمرات غطت مساحات شاسعة من الأرض وصلت فيتنام بآسيا وامتدت الى شمال أمريكا ، ولا يقل الهولنديين شأنا عنهم حيث كانت لهم مستعمرات وصلت إندونيسيا .
فشعوب تلك الدول تحشو ذاكرتها بأمجاد تليدة ، و أنجبت علماء و فنانين و مفكرين يشهد لهم العالم .. فخشي أبناء تلك الدول ، حتى ولو تم تحقيق الإنجازات الضخمة على يد هذا التكتل العملاق ، أن لا يذكر إسهام أبناء شعب بالتخصيص في هذا الإنجاز .. وعليه فإن الإنجازات التي سبقت فيما مضى ستنسى شيئا فشيئا .
إن هذا يقودنا الى تساؤل ، هل أن القومية عندما تتساوى كل الظروف ، تبقى هي لها المعطى الأولي والحاسم في اتخاذ القرار ؟
ولو فحصنا كثير من الأحداث التاريخية لوجدنا أن العامل القومي ، له الكثير من الأثر .. فعندما حكم الرومان شمال أفريقيا عدة قرون ، لم يستطيعوا أن يجعلوهم يعتنقوا الديانة المسيحية ، في حين عندما جاء العرب فاتحين لشمال إفريقيا ، سرعان ما اعتنق أبناء المنطقة ، والذين يرتبطون بروابط دم تمتد الى آلاف السنين مع أبناء المشرق العربي الفاتحين . لا بل خرج منهم وعلى الفور قادة أسهموا في نشر الرسالة أمثال طارق ابن زياد .
و عندما غزا هتلر الاتحاد السوفييتي انقلب أبناء الأقليات القومية على السوفييت وتعاونوا مع المحتل .. كما يحدث من ذوي العروق الفارسية والكردية الذين يتساوون مع عرب العراق في الدين والطائفة بالتعاون مع الأجنبي .. في حين كان عرب جنوب العراق الذين خاضوا حربا لمدة ثمانية أعوام ومعظم معاركها كانت في مناطقهم ، ولم يألوا جهدا في الدفاع المستميت عن وطنهم دونما اعتبار لالتقائهم بالتشابه الطائفي مع أعدائهم .
وقد يقول قائل أن هذا الكلام والاستنتاج مغلوطين .. فما الذي يفسر هذا المد الاسلامي الواسع في بلداننا العربية بعد أن فشلت كل المشاريع الأخرى ؟
قد تكون وجهة النظر تلك سليمة ، ولكن لما لا نقول أن العرب قد بدءوا بالاستفاقة ، لكيلا يحرموا من بقاء شرف حمل الرسالة الإسلامية التي خصهم الله عز وجل بها ؟