صدام فلسطين
24-05-2004, 02:01 AM
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
بعد كل ما نشاهده الآن من مجازر فى كل من العراق وفلسطين أستطيع أن أقول بضمير مرتاح : إن حكامنا العرب لا يصلحوا لشئ إلا لإدارة ملهى أو خمارة أو بيت للدعارة ـ هذا إذا حاولنا تطبيق قاعدة "الرجل المناسب فى المكان المناسب" ـ فلا يوجد بينهم من يغار على شرفه و يستثار إذا ما أنتهك عرضه ، فمنهم من يُعد كبيرًا للمعرصين فى الشرق الأوسط ، ومنهم من ينشر البغاء والفحشاء حتى فى قومه ، ومنهم من يعمل قواد للنساء فى تعليمه وإعلامه ، ومنهم من هو مدمن وشاذ ، ومنهم من هو منافق وكذاب ...
لقد حولوا الوطن العربى الكبير إلى خمارة نتنة تصدر منها الروائح الكريهة وأصوات العهر والفجور .. إنهم حكام بالصدفة لم يوليهم أحد ولا ندرى من أى رحم أتوا .. ما نعرفه أنهم ولدوا مع العار وتربوا وسط العار وكبروا فى حضن العار وتغذوا على موائد العار ، ولذلك فإن كل ما يصدمنا لا يصدمهم ، وكل ما يؤلمنا لا يؤلمهم .. بالتأكيد نظرة الشريف للشرف تختلف عن نظرة الديوث ، ونظرة القواد للفضيلة تختلف عن نظرة الرجل السوى الأمين .
أتمنى لو يخصص مركز أبحاث ـ أو جهة ما ـ للبحث فى تاريخ الحكام العرب لنعرف كيف تربوا وشبوا وكيف وصلوا للحكم وتوارثوه أبـًا عن جد .. حتمًا ستكون النتائج قاسية وستروعنا تفاصيلها وستكون أخطر وأفدح مما تصورنا .. سنعرف أن دم الحكام ليس نقيًا وإنما خليطـًا من الأجناس والأنجاس وعمل مشين غير صالح .
أفهم أن يكون الحاكم أطهر من فينا .. فمن الذى جعله أخبث من فينا ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم رجلاً .. فمن الذى حوله إلى أنثى داعرة ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم حُرًا .. فمن الذى أخصاه وجعله عبدًا مملوكـًا لا يقوى على شئ وهو كلٌ على شعبه ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم عزيزًا .. فمن الذى جعله ذليلاً ومهانـًا ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم شجاعًا .. فمن الذى جعله جبان يتحرك فى الخفاء ولا ينزل إلى الشارع ولا يسير فى الطرقات ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم ذكيًا .. فمن الذى حوله إلى كتلة من الغباء وسوء الفهم والبلادة ؟!!
أفهم أن تكون ثقوب العيب فى الحاكم مغلقة .. فمن الذى فتحها على البحرى واخترق جسده وحوله إلى غربال ممتلئ بالثقوب المهترية والمعيبة ؟!! ... والمثل يقول : من دخل فى ثقبه لا تثق به .
يا حكام العار ... إنى كفرت بما تؤمنون به .. إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفـًا وما أنا من المشركين .
مازلتم تتحدثون عن السلام مع إسرائيل وصداقة أمريكا وكأن شيئـًا لم يحدث !!
ما الذى بقى ولم تفعله فينا أمريكا وإسرائيل ؟!! ... وإن لم يكن ما يفعلوه حربًا على الإسلام فأى تسمية صحيحة يمكن أن نطلقها على تلك الأفعال ؟!!
الآن تدافع عن أعراضنا منظمات حقوق الإنسان الغربية ـ حتى وإن كانت منافقة ـ إلا أنها تدافع عن أعراض لا تجد من يدافع عنها !!
نحن أصحاب البلاء لا نجد حاكمًا واحدًا من بلادنا يأخذ موقفـًا شريفـًا وواضحًا مما يحدث الآن فى كل من العراق وفلسطين !!
أليست هذه نكسة ؟!!
أليست هذه فضيحة ؟!!
أليست هذه مأساة ليس لها حدود ؟!!
بلادنا أصبحت مستباحة ومهانة ، وأصبحت أوطاننا كالبيت الخرب الذى تركه الزوج وسار فى الموالد والأفراح خلف البغايا والغوانى .. ففسد من فسد ، وانحرف من انحرف ، وضاع من ضاع ، ولم يعد يعرف من يدخل بيته ولا من يخرج منه .. لا رقابة على أى شئ ولا محاسبة على أى فعل .. لا توجد ضوابط لأى شئ والجميع يعمل تحت لافتة ( إن بيت أبوك خِرب خد منه قالب ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يحاول المصلحون ولكن دون فائدة .. يصرخ الشرفاء ولا من سميع أو مجيب .. الخلل أكبر من أن يُحتوى ، والجرح أكبر من أن يُعالج .. الخطأ فى كل شئ ، والتدمير فى كل شئ ، والأب مازال نائمًا .. يصدر من بعيد أوامر اعتقال جديدة ...
هل هذا وطن ؟!! ... وإن كان فأين الدليل ؟!!
نحن لا نعيش فى وطن بل نعيش فى معتقل كبير سجانه الحاكم وجلاده الخائن وحراسه العملاء ، وما سجن أبو غريب إلا "ماكيت" صغير يجسد ألام الوطن الكبير .
بين الإهانة والكرامة يوجد خيط رفيع اسمه المقاومة ، والمهان هو الذى يشاهد ، أما الذى يقاوم فلا يشعر بالمهانة ، ولو علم الراقد الجبان ما يلقاه المقاوم من شرف ورفعة لبكى العمر على ما فرط وخان ، ولو علم المهان متعة التحدى لغمس الرمح فى القلب المهان ، ولو علم الديوث معنى الشرف لحمل الوحل على وجه الهوان ..
لا يعرف الكرامة إلا ذوى النفوس السامية ، ولا يعرف المقاومة إلا أصحاب الهمم العالية ، أما أصحاب الجلالة والفخامة المجتمعين الآن فى تونس ممن جعلوا شعار مؤتمرهم أغنية نانسى عجرم ( أحبك آه .. أخاصمك لا ) وقد أهدوها إلى المجرم شارون ، فلا أمل فى إصلاح الفسقة المرتزقة .. الأمل فى خلعهم كما يُخلع الورم السرطانى من الجسد .
عندما يرقد الديوث رقدته الأخيرة يتبول الكلاب على قبره ويكتب البول : هذا قبر الخائن الحقير !!
فى الزمن الردئ .. قد تنجب اللبؤة كلاب ، وقد تنجب الكلاب فئران ، وقد تنجب الفئران صراصير ، وقد تنجب الصراصير براغيث تنتشر فى الحضر بقدر ما تنتشر فى الريف إذا ما ظل الوطن عاجزًا عن تأديب حاكمه وظل مقلبـًا لنفايات الغرب وقاذوراته .
أمة من الأرانب يقودها أسد ( إسرائيل ) خير من أمة من الأسود يقودها أرنب ( العرب ) ، وها نحن ندفع الثمن صباح مساء ... يوم الأربعاء الماضى إسرائيل فى فلسطين ترتكب مجزرة فى رفح وتطلق الصواريخ وقذائف الدبابات على مظاهرة سلمية ، وأمريكا فى العراق تطلق صواريخ على حفل زفاف عراقى فتقتل فى الحال أكثر من 40 عراقيًا !!
أليست هذه حرب صليبية يهودية يا حكام العار ؟!!
أليست هذه حرب عالمية يُباد فيها الإسلام بعد توزيع الأدوار ما بين أمريكا وأوروبا ، وما بين مؤيد ومعارض حتى تختلط علينا الأمور ولا نفهم حقيقة ما يحدث على أرض الواقع ؟!!
لو أرادت أوروبا إيقاف المجازر فى فلسطين لفعلت ، ولو أرادت أمريكا إيقاف شارون لفعلت ، لكن الهدف واحد والغاية واحدة ، وليذهب أصحاب الحقوق إلى الجحيم .
لم يدخل بوش وبلير الحرب فى العراق إلا بعد موافقة الخونة العرب والحصول على الضوء الأخضر منهم ..
شارون يفعل ما يفعله الآن فى قطاع غزة ومخيم رفح بعد موافقة حكام العرب على ابادة الفلسطينيين ... هذا ليس رجمًا بالغيب أو إفتراء على الحكام لكنه واقع تظهره الأحداث وتثبته القرائن ... هذه الموافقات الجبانة ليست موافقات كتابية وإنما شفهية .. ليست وثائقية وإنما دبلوماسية نرى نتائجها فى صمت القبول وعدم الإدانة ... مهما بلغ شارون من همجية ما كان ليقوى على اقتراف كل هذه الجرائم دفعة واحدة وفى وقت واحد لولا الضوء الأخضر الذى منحه إياه الحكام العرب ، ومهما بلغ بوش من قوة وعنجهية ما كان له أن يجرؤ على وضع هيبة بلاده على المحك ويدخلها فى حرب غير محمودة العواقب دون الاطمئنان لموقف دول الجوار العراقى والدول العربية الفاعلة .
هذه حقائق أوضحتها الأحداث ، وقد وضحت الصورة تمامًا يوم أعلن مبارك عند اشتداد المقاومة العراقية فى بداية الحرب وقال دون أن يدرى : ( لقد قالوا لنا إنها ستكون حربًا خاطفة وسريعة ) .
وظهر ذلك أيضًا فى دور السعودية الذى كشف عنه أخيرًا من انطلاق الطائرات الأمريكية من ثلاث قواعد أمريكية بالمملكة وتموينها بالوقود اللازم لضرب العراق .
وظهر ذلك أيضًا فى إعلان الكويت لرعايتها لأسر من يُـقتل من الجنود الأمريكان واعتبار أرضها منطقة تجنيد وتعبئة لكل القوات التى غزت العراق ..
وظهر ذلك أيضًا فى احتضان قطر لأكبر قاعدة عمليات عسكرية للقوات الأمريكية وفى ضرب العراق بصواريخ انطلقت من الأراضى المصرية والأردنية !!
بعد كل ذلك بأى عين ندين أمريكا وحكامنا هم الخونة وهم الفسقة الفجرة .. بأى عين ندين إسرائيل وقد سارعت مصر أخيرًا بتسليم أشلاء الكلاب الإسرائيليين إلى عتاة المجرمين فى تل أبيب واستخلاص جيفتهم من أيادى المقاومة الطاهرة وتسليمها إلى إسرائيل دون الحصول على أى مقابل كالذى حصل عليه حزب الله فى تعامله مع هؤلاء الكلاب ، وقد كان لرسالة الشكر والتقدير التى أرسلها شارون وحكومة إسرائيل إلى الرئيس مبارك وقع الصاعقة على رؤوس كل شرفاء العالم !!
لا تلعنوا بوش .. إلعنوا كل حاكم قذر خان دينه وشعبه ومبادئ أمته ..
لا تلعنوا شارون .. إلعنوا من يتستر على جرائمه ويبتسم له ويسامره ..
وبعد كل هذه المجازر وكل هذا الهوان ... هل تغير أحد ؟!! .. هل أعاد الحكام العرب حساباتهم وعادوا إلى رشدهم ؟!! .... أبدًا .. إنهم يزيدون ضلالاً وخيانة ويزيدون إجرامًا وتبعية !!
الملك عبد الله ملك الأردن يدشن الآن أكبر المشروعات التجارية مع إسرائيل ويطالب دول أوروبا بفتح أسواقها لبضائع الأردن وإسرائيل التى تنتجها شركات البلدين !!
الرئيس مبارك فى حديث للواشنطن تايمز أثناء زيارته الأخيرة لأمريكا ـ سُـئل : هل طلب منكم الرئيس بوش تقديم أى مساعدة فى العراق ؟؟ .. أجاب : ( نحن مستعدون لمساعدة الولايات المتحدة بأقصى ما نستطيع وبكل ما يمكننا عمله ) وقد نشر هذا الحوار الأهرام المسائى فى 15/4/2004 .
هل يُعد هذا حاكمًا أو زعيمًا ؟!!
إننا نعيش أسود فترة عرفها التاريخ الإسلامى ... بلغنا اليوم الذى أصبحنا فيه نتمنى الموت ولا نجده .
أصبحنا ـ بفضل وضاعة الحكام ـ نكمل الحياة لا رغبة فيها وإنما صبرًا على قضاء الله .
اثنان وعشرون لصًا وعاطلاً عن العمل يتحكمون فى مصير أمة كانت خير أمة أخرجت للناس !!
أعجب كل العجب لمن يشغل نفسه الآن بمشاهدة مباراة فى كرة القدم ، وأعجب أكثر وأكثر لمن يجلس مسترخيـًا ويستمع إلى أغنية أو يشاهد فيلم !!
أعجب لمن ينام طولاً وعرضًا ولا يقلقه حال الإسلام !!
أعجب لكل غافل نسى الوطن ومازال متصورًا ان الخطر مازال بعيدًا عنه !!
الخطر الآن يحيط بالجميع ولم يعد أحد فى مأمن ، ولأن الحسابات كلها خاطئة وتخضع لمصالح شخصية من قبل الحكام فإن الشعوب هى التى تسعى لتحرير العراق بينما الحكام يعملون لتكريس هذا الاحتلال ... إن الحكام العرب فى مجملهم يرتاحون لمجاورة أمريكا لهم بدلاً من مجاورة العراق .. جميعهم يخشى انتصار المقاومة الإسلامية هناك وتحولها لتصفية الحسابات ، وفى سبيل إعاقة ذلك يسخر حكام الخليج كل موارد بلادهم من أجل دعم أمريكا وتثبيت أقدامها فى العراق ... أرجو ألا يتعجب أحد من هذا الطرح فالحكام ليسوا مثلنا .. إن لهم حساباتهم الخاصة فى هذا الخصوص ، وهذا الموقف بالذات هو الذى يفسر لنا تقاعس الحكام العرب عن نصرة الإخوة فى حماس وإغماض العين عن جرائم شارون فمجاورة اليهود أفضل عندهم من مجاورة المسلمين ، ورضا شارون عنهم أفضل من رضا الله ـ أستغفر الله ـ نفس الشئ يحدث فى أفغانستان خشية حكم طالبان .
والورطة الأمريكية فى العراق ليست ورطة أمريكية خالصة .. إنها تشمل كل من أيد وساعد القوات الأمريكية على احتلال العراق .. إنها أزمة كل الحكام الخونة الذين يخشون يوم الحساب بعد تحرير العراق .
لا يخشى اليوم انسحاب القوات الأمريكية من العراق إلا من توجد على رأسه "بطحة" وأصحاب البطحات كثر !!
زيبارى المخنث يعلن بكل صراحة عدم رغبة مجلس الحكم العميل فى انسحاب أمريكا من العراق لإدراك الخونة بأنه لا عيش لهم إلا فى الظل الأمريكى !!
وما يحز فى النفس حقـًا مواصلة الرئيس مبارك فى هذا الخصوص ودعمه للاتجاه الذى يطالب أمريكا بالبقاء فى العراق ... يقول مبارك : ( إن العراق سيصبح بؤرة للإرهاب إذا ما انسحبت منه أمريكا ) ونسى الرئيس مبارك أن يذكرنا بمن ساعد أمريكا وفتح لها الحدود والأجواء وقدم لها كل التسهيلات من أجل ضرب واحتلال العراق ... نسى الرئيس أن يقول أن أمريكا هى الإرهاب بعينه وأنه لا إرهاب بعد أمريكا .
إنه المقاومة ليست إرهاب يا مبارك ، وتحرير الأوطان لم يكن فى يوم من الأيام نوعًا من أنواع الإرهاب ، واندماج السُنة والشيعة تحت لواء المقاومة يدحض اى زيف آخر يدعونا للتمسك بالاحتلال وقبول العار .
إن أصحاب السراويل المبتلة ما لهم أن يتحدثوا عن مشروعية المقاومة أو بقاء الاحتلال .. إن كلامهم لا يقدم ولا يؤخر ولا يأخذ به غير الخونة وأصحاب المفاصل التى ترتعد خوفـًا من يوم الحساب .... لا يخاف من الشرطة غير اللصوص ، والحكام العرب جميعهم لصوص !!
العالم كله اليوم يتعفف من لقاء بوش وزيارة أمريكا إلا الحكام العرب .. إنهم ظلمة يساندون ظالم ولصوص يساندون أكبر لص على مستوى العالم .
تدور الأيام دورتها ويتغير الزمان والمكان وتتغير الملامح وتتبدل الأسماء ويظل صراع الحق والباطل قائمًا ولكن بأسماء غير الأسماء ووجوه غير الوجوه ، وفى القرآن قصص كثيرة لم يذكرها الله للتسلية وإنما للتدبر والعظة وفهم سنن الحياة ، وفى قصة سيدنا موسى والطاغية فرعون أمور كثيرة قد تتطابق تفاصيلها على أحداث اليوم ... فى سورة غافر يقول الله تعالى : (( وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يُبدل دينكم أو أن يُظهر فى الأرض الفساد {26} وقال موسى إنى عُـذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب {27} وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبًا فعليه كذبه وإن يك صادقـًا يُصبكم بعض الذى يَعدكم إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب {28} يا قوم لكم المُلك اليوم ظاهرين فى الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد {29} وقال الذى آمن يا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب {30} مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلمًا للعباد {31} ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد {32} يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يُضلل الله فما له من هادٍ {33} )) غافر ـ 26 : 33 .
ثم تتوالى الأحداث وتوضح الآيات طبيعة هذا الصراع ... يقول الله تعالى : (( وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحًا لعلى أبلغ الأسباب {36} أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبًا وكذلك زُين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا فى تباب {37} وقال الذى آمن يا قوم اتبعونِ أهدكم سبيل الرشاد {38} يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار {39} من عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها ومن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يُرزقون فيها بغير حساب {40} ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار {41} تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار {42} لا جرم أنما تدعوننى إليه ليس له دعوة فى الدنيا ولا فى الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار {43} فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد {44} فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب {45} النار يُعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب {46} وإذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعًا فهل أنتم مغنون عنا نصيبًا من النار {47} قال الذين استكبروا إنا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد {38} وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يُخفف عنا يومًا من العذاب {49} قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلىَ قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال {50} إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد {51} يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار {52} )) غافر ـ 36 : 52 .
لا شئ تغير إلا الأسماء .. فرعون أصبح بوش .. هامان أصبح بلير .. دعوة موسى بالأمس هى دعوة أسامه بن لادن اليوم .. الرجل المؤمن الذى يكتم إيمانه هو من يرعبه اليوم خادم الحرمين ويقول أحذر وأنذر كل إنسان يحاول أن يجد مبرر شرعى لهؤلاء ... إنه يرفض حتى الشرع ، ويرفض مجرد التعاطف بل أكثر من ذلك يرفض حتى السكوت ( أحذر وأنذر من هذا المكان كل إنسان بيسكت .. بس سكوت .. إنه منهم ) .. أما القوم المخاطبين فهم الحكام الضالين الذين اتبعوا الباطل وتركوا الحق ... ألا لعنة الله على القوم الظالمين
mahmoudshanap@yahoo.com
بعد كل ما نشاهده الآن من مجازر فى كل من العراق وفلسطين أستطيع أن أقول بضمير مرتاح : إن حكامنا العرب لا يصلحوا لشئ إلا لإدارة ملهى أو خمارة أو بيت للدعارة ـ هذا إذا حاولنا تطبيق قاعدة "الرجل المناسب فى المكان المناسب" ـ فلا يوجد بينهم من يغار على شرفه و يستثار إذا ما أنتهك عرضه ، فمنهم من يُعد كبيرًا للمعرصين فى الشرق الأوسط ، ومنهم من ينشر البغاء والفحشاء حتى فى قومه ، ومنهم من يعمل قواد للنساء فى تعليمه وإعلامه ، ومنهم من هو مدمن وشاذ ، ومنهم من هو منافق وكذاب ...
لقد حولوا الوطن العربى الكبير إلى خمارة نتنة تصدر منها الروائح الكريهة وأصوات العهر والفجور .. إنهم حكام بالصدفة لم يوليهم أحد ولا ندرى من أى رحم أتوا .. ما نعرفه أنهم ولدوا مع العار وتربوا وسط العار وكبروا فى حضن العار وتغذوا على موائد العار ، ولذلك فإن كل ما يصدمنا لا يصدمهم ، وكل ما يؤلمنا لا يؤلمهم .. بالتأكيد نظرة الشريف للشرف تختلف عن نظرة الديوث ، ونظرة القواد للفضيلة تختلف عن نظرة الرجل السوى الأمين .
أتمنى لو يخصص مركز أبحاث ـ أو جهة ما ـ للبحث فى تاريخ الحكام العرب لنعرف كيف تربوا وشبوا وكيف وصلوا للحكم وتوارثوه أبـًا عن جد .. حتمًا ستكون النتائج قاسية وستروعنا تفاصيلها وستكون أخطر وأفدح مما تصورنا .. سنعرف أن دم الحكام ليس نقيًا وإنما خليطـًا من الأجناس والأنجاس وعمل مشين غير صالح .
أفهم أن يكون الحاكم أطهر من فينا .. فمن الذى جعله أخبث من فينا ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم رجلاً .. فمن الذى حوله إلى أنثى داعرة ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم حُرًا .. فمن الذى أخصاه وجعله عبدًا مملوكـًا لا يقوى على شئ وهو كلٌ على شعبه ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم عزيزًا .. فمن الذى جعله ذليلاً ومهانـًا ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم شجاعًا .. فمن الذى جعله جبان يتحرك فى الخفاء ولا ينزل إلى الشارع ولا يسير فى الطرقات ؟!!
أفهم أن يكون الحاكم ذكيًا .. فمن الذى حوله إلى كتلة من الغباء وسوء الفهم والبلادة ؟!!
أفهم أن تكون ثقوب العيب فى الحاكم مغلقة .. فمن الذى فتحها على البحرى واخترق جسده وحوله إلى غربال ممتلئ بالثقوب المهترية والمعيبة ؟!! ... والمثل يقول : من دخل فى ثقبه لا تثق به .
يا حكام العار ... إنى كفرت بما تؤمنون به .. إنى وجهت وجهى للذى فطر السماوات والأرض حنيفـًا وما أنا من المشركين .
مازلتم تتحدثون عن السلام مع إسرائيل وصداقة أمريكا وكأن شيئـًا لم يحدث !!
ما الذى بقى ولم تفعله فينا أمريكا وإسرائيل ؟!! ... وإن لم يكن ما يفعلوه حربًا على الإسلام فأى تسمية صحيحة يمكن أن نطلقها على تلك الأفعال ؟!!
الآن تدافع عن أعراضنا منظمات حقوق الإنسان الغربية ـ حتى وإن كانت منافقة ـ إلا أنها تدافع عن أعراض لا تجد من يدافع عنها !!
نحن أصحاب البلاء لا نجد حاكمًا واحدًا من بلادنا يأخذ موقفـًا شريفـًا وواضحًا مما يحدث الآن فى كل من العراق وفلسطين !!
أليست هذه نكسة ؟!!
أليست هذه فضيحة ؟!!
أليست هذه مأساة ليس لها حدود ؟!!
بلادنا أصبحت مستباحة ومهانة ، وأصبحت أوطاننا كالبيت الخرب الذى تركه الزوج وسار فى الموالد والأفراح خلف البغايا والغوانى .. ففسد من فسد ، وانحرف من انحرف ، وضاع من ضاع ، ولم يعد يعرف من يدخل بيته ولا من يخرج منه .. لا رقابة على أى شئ ولا محاسبة على أى فعل .. لا توجد ضوابط لأى شئ والجميع يعمل تحت لافتة ( إن بيت أبوك خِرب خد منه قالب ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يحاول المصلحون ولكن دون فائدة .. يصرخ الشرفاء ولا من سميع أو مجيب .. الخلل أكبر من أن يُحتوى ، والجرح أكبر من أن يُعالج .. الخطأ فى كل شئ ، والتدمير فى كل شئ ، والأب مازال نائمًا .. يصدر من بعيد أوامر اعتقال جديدة ...
هل هذا وطن ؟!! ... وإن كان فأين الدليل ؟!!
نحن لا نعيش فى وطن بل نعيش فى معتقل كبير سجانه الحاكم وجلاده الخائن وحراسه العملاء ، وما سجن أبو غريب إلا "ماكيت" صغير يجسد ألام الوطن الكبير .
بين الإهانة والكرامة يوجد خيط رفيع اسمه المقاومة ، والمهان هو الذى يشاهد ، أما الذى يقاوم فلا يشعر بالمهانة ، ولو علم الراقد الجبان ما يلقاه المقاوم من شرف ورفعة لبكى العمر على ما فرط وخان ، ولو علم المهان متعة التحدى لغمس الرمح فى القلب المهان ، ولو علم الديوث معنى الشرف لحمل الوحل على وجه الهوان ..
لا يعرف الكرامة إلا ذوى النفوس السامية ، ولا يعرف المقاومة إلا أصحاب الهمم العالية ، أما أصحاب الجلالة والفخامة المجتمعين الآن فى تونس ممن جعلوا شعار مؤتمرهم أغنية نانسى عجرم ( أحبك آه .. أخاصمك لا ) وقد أهدوها إلى المجرم شارون ، فلا أمل فى إصلاح الفسقة المرتزقة .. الأمل فى خلعهم كما يُخلع الورم السرطانى من الجسد .
عندما يرقد الديوث رقدته الأخيرة يتبول الكلاب على قبره ويكتب البول : هذا قبر الخائن الحقير !!
فى الزمن الردئ .. قد تنجب اللبؤة كلاب ، وقد تنجب الكلاب فئران ، وقد تنجب الفئران صراصير ، وقد تنجب الصراصير براغيث تنتشر فى الحضر بقدر ما تنتشر فى الريف إذا ما ظل الوطن عاجزًا عن تأديب حاكمه وظل مقلبـًا لنفايات الغرب وقاذوراته .
أمة من الأرانب يقودها أسد ( إسرائيل ) خير من أمة من الأسود يقودها أرنب ( العرب ) ، وها نحن ندفع الثمن صباح مساء ... يوم الأربعاء الماضى إسرائيل فى فلسطين ترتكب مجزرة فى رفح وتطلق الصواريخ وقذائف الدبابات على مظاهرة سلمية ، وأمريكا فى العراق تطلق صواريخ على حفل زفاف عراقى فتقتل فى الحال أكثر من 40 عراقيًا !!
أليست هذه حرب صليبية يهودية يا حكام العار ؟!!
أليست هذه حرب عالمية يُباد فيها الإسلام بعد توزيع الأدوار ما بين أمريكا وأوروبا ، وما بين مؤيد ومعارض حتى تختلط علينا الأمور ولا نفهم حقيقة ما يحدث على أرض الواقع ؟!!
لو أرادت أوروبا إيقاف المجازر فى فلسطين لفعلت ، ولو أرادت أمريكا إيقاف شارون لفعلت ، لكن الهدف واحد والغاية واحدة ، وليذهب أصحاب الحقوق إلى الجحيم .
لم يدخل بوش وبلير الحرب فى العراق إلا بعد موافقة الخونة العرب والحصول على الضوء الأخضر منهم ..
شارون يفعل ما يفعله الآن فى قطاع غزة ومخيم رفح بعد موافقة حكام العرب على ابادة الفلسطينيين ... هذا ليس رجمًا بالغيب أو إفتراء على الحكام لكنه واقع تظهره الأحداث وتثبته القرائن ... هذه الموافقات الجبانة ليست موافقات كتابية وإنما شفهية .. ليست وثائقية وإنما دبلوماسية نرى نتائجها فى صمت القبول وعدم الإدانة ... مهما بلغ شارون من همجية ما كان ليقوى على اقتراف كل هذه الجرائم دفعة واحدة وفى وقت واحد لولا الضوء الأخضر الذى منحه إياه الحكام العرب ، ومهما بلغ بوش من قوة وعنجهية ما كان له أن يجرؤ على وضع هيبة بلاده على المحك ويدخلها فى حرب غير محمودة العواقب دون الاطمئنان لموقف دول الجوار العراقى والدول العربية الفاعلة .
هذه حقائق أوضحتها الأحداث ، وقد وضحت الصورة تمامًا يوم أعلن مبارك عند اشتداد المقاومة العراقية فى بداية الحرب وقال دون أن يدرى : ( لقد قالوا لنا إنها ستكون حربًا خاطفة وسريعة ) .
وظهر ذلك أيضًا فى دور السعودية الذى كشف عنه أخيرًا من انطلاق الطائرات الأمريكية من ثلاث قواعد أمريكية بالمملكة وتموينها بالوقود اللازم لضرب العراق .
وظهر ذلك أيضًا فى إعلان الكويت لرعايتها لأسر من يُـقتل من الجنود الأمريكان واعتبار أرضها منطقة تجنيد وتعبئة لكل القوات التى غزت العراق ..
وظهر ذلك أيضًا فى احتضان قطر لأكبر قاعدة عمليات عسكرية للقوات الأمريكية وفى ضرب العراق بصواريخ انطلقت من الأراضى المصرية والأردنية !!
بعد كل ذلك بأى عين ندين أمريكا وحكامنا هم الخونة وهم الفسقة الفجرة .. بأى عين ندين إسرائيل وقد سارعت مصر أخيرًا بتسليم أشلاء الكلاب الإسرائيليين إلى عتاة المجرمين فى تل أبيب واستخلاص جيفتهم من أيادى المقاومة الطاهرة وتسليمها إلى إسرائيل دون الحصول على أى مقابل كالذى حصل عليه حزب الله فى تعامله مع هؤلاء الكلاب ، وقد كان لرسالة الشكر والتقدير التى أرسلها شارون وحكومة إسرائيل إلى الرئيس مبارك وقع الصاعقة على رؤوس كل شرفاء العالم !!
لا تلعنوا بوش .. إلعنوا كل حاكم قذر خان دينه وشعبه ومبادئ أمته ..
لا تلعنوا شارون .. إلعنوا من يتستر على جرائمه ويبتسم له ويسامره ..
وبعد كل هذه المجازر وكل هذا الهوان ... هل تغير أحد ؟!! .. هل أعاد الحكام العرب حساباتهم وعادوا إلى رشدهم ؟!! .... أبدًا .. إنهم يزيدون ضلالاً وخيانة ويزيدون إجرامًا وتبعية !!
الملك عبد الله ملك الأردن يدشن الآن أكبر المشروعات التجارية مع إسرائيل ويطالب دول أوروبا بفتح أسواقها لبضائع الأردن وإسرائيل التى تنتجها شركات البلدين !!
الرئيس مبارك فى حديث للواشنطن تايمز أثناء زيارته الأخيرة لأمريكا ـ سُـئل : هل طلب منكم الرئيس بوش تقديم أى مساعدة فى العراق ؟؟ .. أجاب : ( نحن مستعدون لمساعدة الولايات المتحدة بأقصى ما نستطيع وبكل ما يمكننا عمله ) وقد نشر هذا الحوار الأهرام المسائى فى 15/4/2004 .
هل يُعد هذا حاكمًا أو زعيمًا ؟!!
إننا نعيش أسود فترة عرفها التاريخ الإسلامى ... بلغنا اليوم الذى أصبحنا فيه نتمنى الموت ولا نجده .
أصبحنا ـ بفضل وضاعة الحكام ـ نكمل الحياة لا رغبة فيها وإنما صبرًا على قضاء الله .
اثنان وعشرون لصًا وعاطلاً عن العمل يتحكمون فى مصير أمة كانت خير أمة أخرجت للناس !!
أعجب كل العجب لمن يشغل نفسه الآن بمشاهدة مباراة فى كرة القدم ، وأعجب أكثر وأكثر لمن يجلس مسترخيـًا ويستمع إلى أغنية أو يشاهد فيلم !!
أعجب لمن ينام طولاً وعرضًا ولا يقلقه حال الإسلام !!
أعجب لكل غافل نسى الوطن ومازال متصورًا ان الخطر مازال بعيدًا عنه !!
الخطر الآن يحيط بالجميع ولم يعد أحد فى مأمن ، ولأن الحسابات كلها خاطئة وتخضع لمصالح شخصية من قبل الحكام فإن الشعوب هى التى تسعى لتحرير العراق بينما الحكام يعملون لتكريس هذا الاحتلال ... إن الحكام العرب فى مجملهم يرتاحون لمجاورة أمريكا لهم بدلاً من مجاورة العراق .. جميعهم يخشى انتصار المقاومة الإسلامية هناك وتحولها لتصفية الحسابات ، وفى سبيل إعاقة ذلك يسخر حكام الخليج كل موارد بلادهم من أجل دعم أمريكا وتثبيت أقدامها فى العراق ... أرجو ألا يتعجب أحد من هذا الطرح فالحكام ليسوا مثلنا .. إن لهم حساباتهم الخاصة فى هذا الخصوص ، وهذا الموقف بالذات هو الذى يفسر لنا تقاعس الحكام العرب عن نصرة الإخوة فى حماس وإغماض العين عن جرائم شارون فمجاورة اليهود أفضل عندهم من مجاورة المسلمين ، ورضا شارون عنهم أفضل من رضا الله ـ أستغفر الله ـ نفس الشئ يحدث فى أفغانستان خشية حكم طالبان .
والورطة الأمريكية فى العراق ليست ورطة أمريكية خالصة .. إنها تشمل كل من أيد وساعد القوات الأمريكية على احتلال العراق .. إنها أزمة كل الحكام الخونة الذين يخشون يوم الحساب بعد تحرير العراق .
لا يخشى اليوم انسحاب القوات الأمريكية من العراق إلا من توجد على رأسه "بطحة" وأصحاب البطحات كثر !!
زيبارى المخنث يعلن بكل صراحة عدم رغبة مجلس الحكم العميل فى انسحاب أمريكا من العراق لإدراك الخونة بأنه لا عيش لهم إلا فى الظل الأمريكى !!
وما يحز فى النفس حقـًا مواصلة الرئيس مبارك فى هذا الخصوص ودعمه للاتجاه الذى يطالب أمريكا بالبقاء فى العراق ... يقول مبارك : ( إن العراق سيصبح بؤرة للإرهاب إذا ما انسحبت منه أمريكا ) ونسى الرئيس مبارك أن يذكرنا بمن ساعد أمريكا وفتح لها الحدود والأجواء وقدم لها كل التسهيلات من أجل ضرب واحتلال العراق ... نسى الرئيس أن يقول أن أمريكا هى الإرهاب بعينه وأنه لا إرهاب بعد أمريكا .
إنه المقاومة ليست إرهاب يا مبارك ، وتحرير الأوطان لم يكن فى يوم من الأيام نوعًا من أنواع الإرهاب ، واندماج السُنة والشيعة تحت لواء المقاومة يدحض اى زيف آخر يدعونا للتمسك بالاحتلال وقبول العار .
إن أصحاب السراويل المبتلة ما لهم أن يتحدثوا عن مشروعية المقاومة أو بقاء الاحتلال .. إن كلامهم لا يقدم ولا يؤخر ولا يأخذ به غير الخونة وأصحاب المفاصل التى ترتعد خوفـًا من يوم الحساب .... لا يخاف من الشرطة غير اللصوص ، والحكام العرب جميعهم لصوص !!
العالم كله اليوم يتعفف من لقاء بوش وزيارة أمريكا إلا الحكام العرب .. إنهم ظلمة يساندون ظالم ولصوص يساندون أكبر لص على مستوى العالم .
تدور الأيام دورتها ويتغير الزمان والمكان وتتغير الملامح وتتبدل الأسماء ويظل صراع الحق والباطل قائمًا ولكن بأسماء غير الأسماء ووجوه غير الوجوه ، وفى القرآن قصص كثيرة لم يذكرها الله للتسلية وإنما للتدبر والعظة وفهم سنن الحياة ، وفى قصة سيدنا موسى والطاغية فرعون أمور كثيرة قد تتطابق تفاصيلها على أحداث اليوم ... فى سورة غافر يقول الله تعالى : (( وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يُبدل دينكم أو أن يُظهر فى الأرض الفساد {26} وقال موسى إنى عُـذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب {27} وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبًا فعليه كذبه وإن يك صادقـًا يُصبكم بعض الذى يَعدكم إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب {28} يا قوم لكم المُلك اليوم ظاهرين فى الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد {29} وقال الذى آمن يا قوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب {30} مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلمًا للعباد {31} ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد {32} يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يُضلل الله فما له من هادٍ {33} )) غافر ـ 26 : 33 .
ثم تتوالى الأحداث وتوضح الآيات طبيعة هذا الصراع ... يقول الله تعالى : (( وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحًا لعلى أبلغ الأسباب {36} أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبًا وكذلك زُين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا فى تباب {37} وقال الذى آمن يا قوم اتبعونِ أهدكم سبيل الرشاد {38} يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار {39} من عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها ومن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يُرزقون فيها بغير حساب {40} ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار {41} تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار {42} لا جرم أنما تدعوننى إليه ليس له دعوة فى الدنيا ولا فى الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار {43} فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد {44} فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب {45} النار يُعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب {46} وإذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعًا فهل أنتم مغنون عنا نصيبًا من النار {47} قال الذين استكبروا إنا كلٌ فيها إن الله قد حكم بين العباد {38} وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يُخفف عنا يومًا من العذاب {49} قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلىَ قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال {50} إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد {51} يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار {52} )) غافر ـ 36 : 52 .
لا شئ تغير إلا الأسماء .. فرعون أصبح بوش .. هامان أصبح بلير .. دعوة موسى بالأمس هى دعوة أسامه بن لادن اليوم .. الرجل المؤمن الذى يكتم إيمانه هو من يرعبه اليوم خادم الحرمين ويقول أحذر وأنذر كل إنسان يحاول أن يجد مبرر شرعى لهؤلاء ... إنه يرفض حتى الشرع ، ويرفض مجرد التعاطف بل أكثر من ذلك يرفض حتى السكوت ( أحذر وأنذر من هذا المكان كل إنسان بيسكت .. بس سكوت .. إنه منهم ) .. أما القوم المخاطبين فهم الحكام الضالين الذين اتبعوا الباطل وتركوا الحق ... ألا لعنة الله على القوم الظالمين