تقى
23-05-2004, 10:10 PM
كان الكثير من العراقيين يخشون، طيلة العام الأول من الاحتلال الأمريكي
للعراق، من أن يعرف أحد من جيرانهم أو معارفهم، أنهم ينتمون إلى صفوف
المقاومة العراقية، أو يعملون على دعمها، بالنظر لكون الأوضاع لم تكن
تسمح بذلك إلى حد كبير، ونشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
فبعض العراقيين كانوا ينظرون إلى المقاومة نظرة ارتياب، ولم يكن أغلبهم
يعدها مقاومة وطنية، بل كانوا يعدون الأشخاص، الذين يقومون بها، من أزلام
النظام السابق، من الذين فقدوا مكانتهم ومناصبهم وامتيازاتهم، فقرروا
اللجوء إلى خيار القتال والمقاومة، لاسترجاع أمجادهم، وإعادة الاعتبار
لأنفسهم.
وقد عملت قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني، والإعلام المساند لها، للترويج
لهذه النظرية. وجاهدت من أجل أن يقتنع العراقيون بتلك الدعايات، وهو ما
جعل المقاومين يتجنبون الظهور علنا، خشية الوشاية بهم لقوات الاحتلال.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس
والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على
أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئا. وحصلت بالفعل العديد من تلك
الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا
ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين
.
كل تلك الظروف دفعت بالعراقيين المنضوين تحت لواء المقاومة إلى التستر،
ومحاولة أن يجري كل شيء بصورة سرية تامة. فحتى الشهداء كانوا يدفنون في
المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول إن فلانا مات نتيجة دهسه بسيارة،
أو نتيجة مرض عضال. ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن
أهله.
.. هكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب. غير أن هذه السرية بدأت تنقشع
وتزول تدريجيا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي
بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدا بعد أحداث الفلوجة
الأخيرة، ودخول جناح من الشيعة على خط المقاومة بقوة، بعد المواجهات
الدامية، التي جرت ومازالت تجري بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر
وقوات الاحتلال الأمريكي، في معظم مدن جنوب العراق.
وقد ساعدت هذه العوامل على أن تجد المقاومة العراقية متنفسا شعبيا، ساعد
إلى حد كبير على أن تبدأ في الظهور العلني إلى الشارع العراقي، لافتات
بأسماء الشهداء العراقيين. وسرعان ما بدأت تلك اللافتات، الملفتة للنظر،
تأخذ حيزا كبيرا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسة
للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تهني "البطل فلان ابن فلان" على استشهاده،
أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية.
ويقول محمد رشيد والد الشهيد ليث، لمراسل "قدس برس" إنه "في إحدى أيام
الجمع، وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان،
أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني (الشهيد) أنه كان
متوترا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئا".
ويضيف "حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء. وبعد قليل
سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني
أن نعود إلى البيت، وفعلا عدنا، وما إن وصلنا شاهدته يقرأ القرآن الكريم.
وفي ذات المساء خرج دون أن أعراف وجهته، ثم علمت في ما بعد أنه اتجه صوب
الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال،
واستشهد هناك".
منقوووول
للعراق، من أن يعرف أحد من جيرانهم أو معارفهم، أنهم ينتمون إلى صفوف
المقاومة العراقية، أو يعملون على دعمها، بالنظر لكون الأوضاع لم تكن
تسمح بذلك إلى حد كبير، ونشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
فبعض العراقيين كانوا ينظرون إلى المقاومة نظرة ارتياب، ولم يكن أغلبهم
يعدها مقاومة وطنية، بل كانوا يعدون الأشخاص، الذين يقومون بها، من أزلام
النظام السابق، من الذين فقدوا مكانتهم ومناصبهم وامتيازاتهم، فقرروا
اللجوء إلى خيار القتال والمقاومة، لاسترجاع أمجادهم، وإعادة الاعتبار
لأنفسهم.
وقد عملت قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني، والإعلام المساند لها، للترويج
لهذه النظرية. وجاهدت من أجل أن يقتنع العراقيون بتلك الدعايات، وهو ما
جعل المقاومين يتجنبون الظهور علنا، خشية الوشاية بهم لقوات الاحتلال.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس
والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على
أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئا. وحصلت بالفعل العديد من تلك
الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا
ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين
.
كل تلك الظروف دفعت بالعراقيين المنضوين تحت لواء المقاومة إلى التستر،
ومحاولة أن يجري كل شيء بصورة سرية تامة. فحتى الشهداء كانوا يدفنون في
المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول إن فلانا مات نتيجة دهسه بسيارة،
أو نتيجة مرض عضال. ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن
أهله.
.. هكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب. غير أن هذه السرية بدأت تنقشع
وتزول تدريجيا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي
بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدا بعد أحداث الفلوجة
الأخيرة، ودخول جناح من الشيعة على خط المقاومة بقوة، بعد المواجهات
الدامية، التي جرت ومازالت تجري بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر
وقوات الاحتلال الأمريكي، في معظم مدن جنوب العراق.
وقد ساعدت هذه العوامل على أن تجد المقاومة العراقية متنفسا شعبيا، ساعد
إلى حد كبير على أن تبدأ في الظهور العلني إلى الشارع العراقي، لافتات
بأسماء الشهداء العراقيين. وسرعان ما بدأت تلك اللافتات، الملفتة للنظر،
تأخذ حيزا كبيرا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسة
للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تهني "البطل فلان ابن فلان" على استشهاده،
أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية.
ويقول محمد رشيد والد الشهيد ليث، لمراسل "قدس برس" إنه "في إحدى أيام
الجمع، وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان،
أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني (الشهيد) أنه كان
متوترا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئا".
ويضيف "حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء. وبعد قليل
سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني
أن نعود إلى البيت، وفعلا عدنا، وما إن وصلنا شاهدته يقرأ القرآن الكريم.
وفي ذات المساء خرج دون أن أعراف وجهته، ثم علمت في ما بعد أنه اتجه صوب
الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال،
واستشهد هناك".
منقوووول