شامل
17-05-2005, 06:41 PM
الوسطاء ينسحبون والمسؤولين الامريكيين في الواجهة: المهزوم والمنتصر
شبكة البصرة
مقالة لكاتبها – خاص شبكة البصرة
منذ الهزيمة في فيتنام, لم تشعر أي إدارة امريكية انها في ورطة فعلية بدأت مثل كرة الثلج, تكبر كلما إندفعت نحو الهاوية, وأن سبل الخلاص منها يزداد تعقيداً ومأزقها آخذ بالتعاظم. وهو ماسيؤدي في نهاية الأمر إلى تجرعها كأس الهزيمة, كما تجرع حليفها الخائب الخميني كأس السم في آب عام 1988 عندما أقر بهزيمته أمام صلابة الجندي العراقي وقيادته المناضلة التاريخية.
فلا الجيش الامريكي وامكاناته, ولاحلفائه, قادرين على التعامل مع المقاومة العراقية البطلة. وإن استجداء رامسفيلد قبل أكثر من شهر أي حل يحفظ ماء وجه الإدارة الامريكية البشع في لقائه الشهير مع الرئيس القائد صدام حسين قد أتى أوكله. وهو مادفع الادارة الامريكية إلى التروي بأرسال الوسطاء بعد ان كانت قد طلبت منهم ذلك. إنتظاراً كما قال أحدهم لإرسال السفير الامريكي الجديد الذي هو من نفس تيار المحافظين الجديد والمقرب جداً من رامسفيلد وديك تشيني, والقادر على التعامل السياسي مع مايجري في العراق حسب مايعتقد الاثنان.
ان فشل الادارة الامريكية بجميع خطواتها لإحتواء البعث وقيادة المقاومة والتحرير, من خلال تحقيق أي اختراق سياسي أو أمني, وبعد سقوط البعض مما حاول الإيحاء بأنهم يمثلون أو لهم علاقة بالقيادة المجاهدة. بعد إبلاغ الوسطاء أن للبعث والمقاومة قيادة واحدة وأنها لم تخول أحداً للحوار مع الامريكيين أو وسطائهم. وان الاستماع للوسطاء لايعني قطعاً أي حوار, وإنما إبلاغ هؤلاء الوسطاء رسالة واضحة مفادها أن القيادة التي في الأسر هي المخولة بالحوار. وهذه المسألة أبلغت بشكل واضح للوسطاء وتم أيضاً تأكيدها في بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي.
ان الفشل العسكري الامريكي الذريع. نستطيع تأكيده من خلال مصادر قيادة البعث والمقاومة والتحرير التي تملك الكثير من الحقائق التي تحتفظ بها إلى مراحل لاحقة تكتسب أهمية أكبر من بيانات آنية. وقد عزز هذه التأكيدات مايلي:
أولاً – تصريحات الجنرال مايرز, الذي تحدث للمرة الأولى عن ان الانتصار على "التمرد" قد يأخذ سنوات طويلة بين ثلاث أو تسع سنوات, وهذا التصريح بقدر مايؤكد المأزق الامريكي, فإنه يحضر الرأي العام الامريكي خاصة والدولي عامة على عزم ادارته إتخاذ خطوات دراماتيكية, نعرف ماهي خطوطها العامة ونؤكد أنها ستصب بهدف واحد : الانسحاب الامريكي القريب.
ثانياً – ان الفشل الذريع للحملة الامريكية في منطقة القائم, حيث واجه الجيش الامريكي قوات فعلية من قطعات الجيش العراقي والحرس الجمهوري ومقاتلي البعث وفدائيي صدام, وتم تطويق غالبية القوة الامريكية المهاجمة بعد قطع طرق الإمداد وعزلها في مجموعات صغيرة تمهيداً لسحقها بالكامل, تنبهت القيادة الامريكية إلى هذا الواقع الخطير وعمدت بتغطية من سلاح الجو على سحب سريع وغير منظم لفلول جيشها المهزوم قبل حدوث كارثة أعظم, وان الخسائر في صفوف هذه الوحدات تشكل بحد ذاتها فضيحة من العيار الثقيل للإدارة الامريكية ولسمعة جيشها.
ثالثاً – وصول غونداليزا رايس إلى العراق بشكل مفاجئ كما أوحي للإعلام ولكنه ليس مفاجئاً لمن يتابع الأحداث وعلى صلة بمصادر الأخبار غير المعلنة. وأما تصريحها الذي قالت فيه ان الانتصار على المقاومة عسكرياً ليس ممكناً وإنما يجب إيجاد حلول سياسية, يأتي تطوراً منطقياً للواقع العراقي. فهذه السيدة تعرف أكثر من غيرها من مسؤولي الإدارة الامريكية حجم المأزق الامريكي, وإنه لابد من إيجاد سبل للخروج من المستنقع العراقي. فالأشهر القادمة ستكون الأقسى على الجيش الامريكي لعوامل سنأتي على ذكرها لاحقاً....
قبل أيام اتصل أحد الوسطاء الامميين, ممن كان يحزم حقائبه استعداداً للتوجه إلى اوروبا والعراق بناء على إلحاح من الإدارة الامريكية, لإيصال أفكار ومقترحات امريكية لقيادة البعث والمقاومة والتحرير, وتحدث مطولاً عن "الأوضاع الصعبة" في العراق, وان الأمور بدأت تخرج فعلياً عن السيطرة الامريكية, وان الادارة الامريكية منذ احتلال العراق أصبحت في نفق مظلم لايرى في نهايته أي ضوء. وأن وحدات الجيش الجديد والحرس الوطني لاتستطيع حماية نفسها, فكيف يمكن لها ان تحفظ الأمن في العراق, وأردف قائلاً: ان بعض الواقعيين في المؤسسات الامريكية نصحوا الادارة الامريكية بحلول لايمكن بغيرها الخروج من هذا المستنقع ويأتي في مقدمتها, الإعلان عن تاريخ محدد لخروج القوات الامريكية من العراق, الحوار مع قيادة البعث والمقاومة والتحرير, إعادة مهام الأمن للجيش العراقي الذي تم حله.
ثم إنتقل بشكل مفاجئ للكلام مع محدثه عن الوضع في السودان وأزمة دارفور وقال له: ان لك علاقات طيبة مع السودانيين, وان الوضع هناك في السودان خطير, وان المخرج الاساسي الآن هو العملية السياسية المتمثلة بصياغة الدستور, فعليهم الإسراع بذلك لأنه يقطع الطريق على التدخل الأجنبي, وإنني بحكم خبرتي وتجربتي السابقة استطيع تقديم المشورة لهم إن رغبوا بذلك. وعندما إستوضحه عن سفره للعراق أجاب: الأمور هناك أكبر من قدرتنا على القيام بأي شئ وان الادارة الامريكية ستتصرف بشكل مباشر. رافضاً أي توضيحات إضافية, فهل اتت زيارة رايس الآن لتؤكد ان الادارة الامريكية تريد التعجيل بالخطوات التي تنوي إتخاذها؟! وهل زيارتها أولاً للمنطقة الكردية تأتي في سبيل ترتيب الوضع في الجيب الكردي العميل ليبقى الخاصرة الرخوة التي تتدخل من خلالها امريكا مستقبلاً بالعراق!.
أما لماذا ستكون الأشهر القادمة هي الأقسى على القوات الامريكية فالأسباب يأتي في أهمها:
- تطور امكانات وقدرات وتنظيم المقاومة العراقية على مواجهات مفتوحة أكبر وأخطر من كل ماجرى حتى الآن.
- توسع قاعدة المقاومة الشعبية ودخول أعداد كبيرة من أهلنا في العراق في صفوف المقاومة والامتداد الجغرافي لهذه القاعدة على كامل التراب الوطني العراقي.
- شهور الصيف الحارة التي ستكون عوناً مضافاً للمقاتلين المعتادين على حرارة بلادهم والتي ستشكل عبئاً فنياً مضافاً للقوات الغازية.
- بداية تمرد الكثير من عناصر الجيش الامريكي على الدخول في المعارك, أو على تواجدهم في المناطق الخطيرة. وتراجع مريع في أعداد الإحتياط نتيجة عزوف الشباب الامريكي على الإنخراط في جيش بلادهم خوفاً من إرسالهم إلى الجحيم (أي العراق) كما يقولون وأهاليهم.
اذن, من هنا يجب فهم, الزيارات المتتالية للمسؤولين الامريكيين للعراق وتصريحاتهم غير المسبوقة. ومن هنا يجب فهم اللغة الحازمة والمباشرة لبيانات حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادة المقاومة والتحرير. ومن يريد ان يعي الأمور أكثر فما عليه سوى إعادة قراءة هذه التصريحات الامريكية بشكل هادئ وموضوعي, وان يرجع إلى بيانات البعث ويقرأها بروية, وان يحاول قراءة مابين السطور في هذه البيانات, وسيكتشف أنها واضحة وضوح الشمس, وعلى ضوء ذلك سيكتشف من يتكلم بلهجة المهزوم ومن يتكلم بلهجة المنتصر.
والأيام بيننا....
والله أكبر..والله اكبر..والله اكبر
والنصر للعراق العظيم وقيادته المجاهدة في الأسر أو في ساحات القتال....
شبكة البصرة
الاحد 6 ربيع الثاني 1426 / 15 آيار 2005
شبكة البصرة
مقالة لكاتبها – خاص شبكة البصرة
منذ الهزيمة في فيتنام, لم تشعر أي إدارة امريكية انها في ورطة فعلية بدأت مثل كرة الثلج, تكبر كلما إندفعت نحو الهاوية, وأن سبل الخلاص منها يزداد تعقيداً ومأزقها آخذ بالتعاظم. وهو ماسيؤدي في نهاية الأمر إلى تجرعها كأس الهزيمة, كما تجرع حليفها الخائب الخميني كأس السم في آب عام 1988 عندما أقر بهزيمته أمام صلابة الجندي العراقي وقيادته المناضلة التاريخية.
فلا الجيش الامريكي وامكاناته, ولاحلفائه, قادرين على التعامل مع المقاومة العراقية البطلة. وإن استجداء رامسفيلد قبل أكثر من شهر أي حل يحفظ ماء وجه الإدارة الامريكية البشع في لقائه الشهير مع الرئيس القائد صدام حسين قد أتى أوكله. وهو مادفع الادارة الامريكية إلى التروي بأرسال الوسطاء بعد ان كانت قد طلبت منهم ذلك. إنتظاراً كما قال أحدهم لإرسال السفير الامريكي الجديد الذي هو من نفس تيار المحافظين الجديد والمقرب جداً من رامسفيلد وديك تشيني, والقادر على التعامل السياسي مع مايجري في العراق حسب مايعتقد الاثنان.
ان فشل الادارة الامريكية بجميع خطواتها لإحتواء البعث وقيادة المقاومة والتحرير, من خلال تحقيق أي اختراق سياسي أو أمني, وبعد سقوط البعض مما حاول الإيحاء بأنهم يمثلون أو لهم علاقة بالقيادة المجاهدة. بعد إبلاغ الوسطاء أن للبعث والمقاومة قيادة واحدة وأنها لم تخول أحداً للحوار مع الامريكيين أو وسطائهم. وان الاستماع للوسطاء لايعني قطعاً أي حوار, وإنما إبلاغ هؤلاء الوسطاء رسالة واضحة مفادها أن القيادة التي في الأسر هي المخولة بالحوار. وهذه المسألة أبلغت بشكل واضح للوسطاء وتم أيضاً تأكيدها في بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي.
ان الفشل العسكري الامريكي الذريع. نستطيع تأكيده من خلال مصادر قيادة البعث والمقاومة والتحرير التي تملك الكثير من الحقائق التي تحتفظ بها إلى مراحل لاحقة تكتسب أهمية أكبر من بيانات آنية. وقد عزز هذه التأكيدات مايلي:
أولاً – تصريحات الجنرال مايرز, الذي تحدث للمرة الأولى عن ان الانتصار على "التمرد" قد يأخذ سنوات طويلة بين ثلاث أو تسع سنوات, وهذا التصريح بقدر مايؤكد المأزق الامريكي, فإنه يحضر الرأي العام الامريكي خاصة والدولي عامة على عزم ادارته إتخاذ خطوات دراماتيكية, نعرف ماهي خطوطها العامة ونؤكد أنها ستصب بهدف واحد : الانسحاب الامريكي القريب.
ثانياً – ان الفشل الذريع للحملة الامريكية في منطقة القائم, حيث واجه الجيش الامريكي قوات فعلية من قطعات الجيش العراقي والحرس الجمهوري ومقاتلي البعث وفدائيي صدام, وتم تطويق غالبية القوة الامريكية المهاجمة بعد قطع طرق الإمداد وعزلها في مجموعات صغيرة تمهيداً لسحقها بالكامل, تنبهت القيادة الامريكية إلى هذا الواقع الخطير وعمدت بتغطية من سلاح الجو على سحب سريع وغير منظم لفلول جيشها المهزوم قبل حدوث كارثة أعظم, وان الخسائر في صفوف هذه الوحدات تشكل بحد ذاتها فضيحة من العيار الثقيل للإدارة الامريكية ولسمعة جيشها.
ثالثاً – وصول غونداليزا رايس إلى العراق بشكل مفاجئ كما أوحي للإعلام ولكنه ليس مفاجئاً لمن يتابع الأحداث وعلى صلة بمصادر الأخبار غير المعلنة. وأما تصريحها الذي قالت فيه ان الانتصار على المقاومة عسكرياً ليس ممكناً وإنما يجب إيجاد حلول سياسية, يأتي تطوراً منطقياً للواقع العراقي. فهذه السيدة تعرف أكثر من غيرها من مسؤولي الإدارة الامريكية حجم المأزق الامريكي, وإنه لابد من إيجاد سبل للخروج من المستنقع العراقي. فالأشهر القادمة ستكون الأقسى على الجيش الامريكي لعوامل سنأتي على ذكرها لاحقاً....
قبل أيام اتصل أحد الوسطاء الامميين, ممن كان يحزم حقائبه استعداداً للتوجه إلى اوروبا والعراق بناء على إلحاح من الإدارة الامريكية, لإيصال أفكار ومقترحات امريكية لقيادة البعث والمقاومة والتحرير, وتحدث مطولاً عن "الأوضاع الصعبة" في العراق, وان الأمور بدأت تخرج فعلياً عن السيطرة الامريكية, وان الادارة الامريكية منذ احتلال العراق أصبحت في نفق مظلم لايرى في نهايته أي ضوء. وأن وحدات الجيش الجديد والحرس الوطني لاتستطيع حماية نفسها, فكيف يمكن لها ان تحفظ الأمن في العراق, وأردف قائلاً: ان بعض الواقعيين في المؤسسات الامريكية نصحوا الادارة الامريكية بحلول لايمكن بغيرها الخروج من هذا المستنقع ويأتي في مقدمتها, الإعلان عن تاريخ محدد لخروج القوات الامريكية من العراق, الحوار مع قيادة البعث والمقاومة والتحرير, إعادة مهام الأمن للجيش العراقي الذي تم حله.
ثم إنتقل بشكل مفاجئ للكلام مع محدثه عن الوضع في السودان وأزمة دارفور وقال له: ان لك علاقات طيبة مع السودانيين, وان الوضع هناك في السودان خطير, وان المخرج الاساسي الآن هو العملية السياسية المتمثلة بصياغة الدستور, فعليهم الإسراع بذلك لأنه يقطع الطريق على التدخل الأجنبي, وإنني بحكم خبرتي وتجربتي السابقة استطيع تقديم المشورة لهم إن رغبوا بذلك. وعندما إستوضحه عن سفره للعراق أجاب: الأمور هناك أكبر من قدرتنا على القيام بأي شئ وان الادارة الامريكية ستتصرف بشكل مباشر. رافضاً أي توضيحات إضافية, فهل اتت زيارة رايس الآن لتؤكد ان الادارة الامريكية تريد التعجيل بالخطوات التي تنوي إتخاذها؟! وهل زيارتها أولاً للمنطقة الكردية تأتي في سبيل ترتيب الوضع في الجيب الكردي العميل ليبقى الخاصرة الرخوة التي تتدخل من خلالها امريكا مستقبلاً بالعراق!.
أما لماذا ستكون الأشهر القادمة هي الأقسى على القوات الامريكية فالأسباب يأتي في أهمها:
- تطور امكانات وقدرات وتنظيم المقاومة العراقية على مواجهات مفتوحة أكبر وأخطر من كل ماجرى حتى الآن.
- توسع قاعدة المقاومة الشعبية ودخول أعداد كبيرة من أهلنا في العراق في صفوف المقاومة والامتداد الجغرافي لهذه القاعدة على كامل التراب الوطني العراقي.
- شهور الصيف الحارة التي ستكون عوناً مضافاً للمقاتلين المعتادين على حرارة بلادهم والتي ستشكل عبئاً فنياً مضافاً للقوات الغازية.
- بداية تمرد الكثير من عناصر الجيش الامريكي على الدخول في المعارك, أو على تواجدهم في المناطق الخطيرة. وتراجع مريع في أعداد الإحتياط نتيجة عزوف الشباب الامريكي على الإنخراط في جيش بلادهم خوفاً من إرسالهم إلى الجحيم (أي العراق) كما يقولون وأهاليهم.
اذن, من هنا يجب فهم, الزيارات المتتالية للمسؤولين الامريكيين للعراق وتصريحاتهم غير المسبوقة. ومن هنا يجب فهم اللغة الحازمة والمباشرة لبيانات حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادة المقاومة والتحرير. ومن يريد ان يعي الأمور أكثر فما عليه سوى إعادة قراءة هذه التصريحات الامريكية بشكل هادئ وموضوعي, وان يرجع إلى بيانات البعث ويقرأها بروية, وان يحاول قراءة مابين السطور في هذه البيانات, وسيكتشف أنها واضحة وضوح الشمس, وعلى ضوء ذلك سيكتشف من يتكلم بلهجة المهزوم ومن يتكلم بلهجة المنتصر.
والأيام بيننا....
والله أكبر..والله اكبر..والله اكبر
والنصر للعراق العظيم وقيادته المجاهدة في الأسر أو في ساحات القتال....
شبكة البصرة
الاحد 6 ربيع الثاني 1426 / 15 آيار 2005