الفرقاني
16-05-2005, 10:58 PM
المقاومة العراقية..من 'الفالوجـة' إلى 'القــائم'
16-5-2005
لقد كان القادة الأمريكيون يعتقدون أن المقاومة العراقية بعد القضاء على معاقلها في الفلوجة، لن تقوم لها قائمة مرة أخرى، خاصة أن عمليّة الفالوجة أسفرت عن مقتل قرابة العشرات من رجال المقاومة وأسر العديد منهم أيضا. ولكن المقاومة العراقية أظهرت منذ ذلك الوقت درجة عالية من المرونة، وتمكنت من تحريك عملياتها إلى مناطق أخرى.
بقلم عبدالله صالح
مازالت القوات الأمريكية تتعرض يومياً لهجمات شرسة من رجال المقاومة في مدينة القائم، وما حولها، رغم إعلانها السبت الماضي عن انتهاء عمليتها العسكرية المسماة "مصارعة الثيران"، والتي شن خلالها نحو ألفا من جنود البحرية، تساندهم مروحيات من طراز "كوبرا" ومقاتلات "إف أيه-18"، هجوما شاملا على المدينة، واجهوا خلاله مقاومة شرسة لم تعهدها القوات الأمريكية منذ المعارك الطاحنة في الفالوجة قبل ستة أشهر.
الجنرال الأمريكي "جيمس كونوي" أخبر مراسلي الصحف الأمريكية بأن عشرة من جنود البحرية الأمريكية قد قتلوا غربي العراق ونحو عشرين آخرين أصيبوا، كما تشير التقارير إلى مقتل عدد من رجال المقاومة العراقية واعتقال آخرين. وقال "كونوي" إن العملية استهدفت ضرب رجال المقاومة المسلحة في معاقلهم الجديدة التي أقاموها في إقليم الأنبار الغربي
سلسلة من المواجهات العنيفة شهدتها البلدات العراقية القريبة من الحدود السورية غربي إقليم الأنبار خلال الشهر الجاري
القوات الأمريكية واجهت مقاومة منظمة على جانبي نهر الفرات الذي يمتد عبر المنطقة. واضطرت لبناء جسر عائم عبر ضفتي النهر لجلب المركبات والمدرعة الثقيلة، حيث لم تكن هناك طريقة أخرى لنشر المركبات المدرعة في المنطقة.
القادة الأمريكيون اعترفوا أنهم واجهوا مقاومة من عناصر محترفة وعالية التدريب، على نحو لم تعهده القوات الأمريكية في كثير من المدن العراقية، وأن بعض رجال المقاومة كانوا يرتدون السترات الواقية ضد الرصاص. وقد أشارت التقارير الأمريكية إلى اندلاع قتال عنيف ومتزامن في العديد من المدن غربي العراق، وأن الجنود الأمريكيين تعرضوا لإطلاق نار من شرفات المنازل، ومن وراء حصون أقامها رجال المقاومة.
الأداء القتالي المتقدم للمقاومة العراقية والنجاحات التي حققتها في مواجهة القوات الأمريكية أثارت العديد من الأسئلة حول ما حققته الجهود المشتركة بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية في التصدي لرجال المقاومة.
الوضع الحالي في القائم وما حولها مازال يتسم بالفوضى وعدم الاستقرار رغم الاعلان عن انتهاء العمليات. وتتحدث بعض التقارير عن مبادرات سياسية تطرحها الولايات المتحدة لإضعاف المقاومة العراقية، ومن ذلك ما يتردد عن مباحثات بين القادة الأمريكيين وبعض الجماعات البعثية.
وكانت القائم قد شهدت خلال الأشهر الماضية أعمال قتال متفرقة بين رجال المقاومة والقوات الأمريكية، لكن شهر فبراير الماضي شهد تصاعداً في هجمات المقاومة على القوات الأمريكية، مما اضطرها لرصد مكافآت لأهالي البلدة للإرشاد عن رجال المقاومة ومخابئهم.
ومع تزايد التعزيزات الأمريكية خارج البلدة، قام رجال أهل العلم والزعماء القبليين بتشكيل مجلس لإدارة شئون المدينة في حالة تعرضها لأي غارة أمريكية، واستمرت في الوقت نفسه هجمات المقاومة على جنود البحرية الأمريكية خلال شهري مارس وأبريل.وفي وقت مبكر من مايو كانت القوات الأمريكية قد حاصرت المدينة تماماً استعداداً لاقتحامها، في حين قام رجال المقاومة بإنشاء العديد من الحصون على أطراف المدينة، وقسموا أنفسهم إلى خلايا صغيرة، للقيام بهجمات سريعة وخاطفة ضد القوات الأمريكية، ومما ساعد رجال المقاومة على تحقيق العديد من النجاحات ضد القوات الأمريكية، ضعف سيطرة الشرطة العراقية على المدينة، وزيادة نفوذ رجال القبائل، الذين تحالفوا مع المقاومة.
ومع الهجوم الشامل للقوات الأمريكية على المدينة واعتقال المئات من السكان المدنيين، اضطرت بعض عناصر المقاومة إلى الخروج من المدينة، في حين اختبأت عناصر أخرى في حصون متفرقة، وبدأت تشن هجمات مباغتة على القوات الأمريكية في منطقة الحدود السورية العراقية، التي تمتد لنحو 725 كيلومترا.
المقاومة العراقية في "القائم" وقبلها في "الفالوجة"..وفي العديد من المدن العراقية الأخرى أثبتت أن لديها من المرونة ما يمكَنها من نقل عملياتها إلى كافة أرجاء العراق، وأنها قادرة على تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة، بما لديها من مهارات قتالية وتكتيكات، تؤهلها لشن هجمات مباغتة على القوات الأمريكية، وجرها إلى حرب عصابات في شوارع المدن والطرق الصحراوية، ليس لجنودها خبرة بها، ولا تفلح معها آلة الحرب الأمريكية، المزودة بأحدث التقنيات العسكرية.
16-5-2005
لقد كان القادة الأمريكيون يعتقدون أن المقاومة العراقية بعد القضاء على معاقلها في الفلوجة، لن تقوم لها قائمة مرة أخرى، خاصة أن عمليّة الفالوجة أسفرت عن مقتل قرابة العشرات من رجال المقاومة وأسر العديد منهم أيضا. ولكن المقاومة العراقية أظهرت منذ ذلك الوقت درجة عالية من المرونة، وتمكنت من تحريك عملياتها إلى مناطق أخرى.
بقلم عبدالله صالح
مازالت القوات الأمريكية تتعرض يومياً لهجمات شرسة من رجال المقاومة في مدينة القائم، وما حولها، رغم إعلانها السبت الماضي عن انتهاء عمليتها العسكرية المسماة "مصارعة الثيران"، والتي شن خلالها نحو ألفا من جنود البحرية، تساندهم مروحيات من طراز "كوبرا" ومقاتلات "إف أيه-18"، هجوما شاملا على المدينة، واجهوا خلاله مقاومة شرسة لم تعهدها القوات الأمريكية منذ المعارك الطاحنة في الفالوجة قبل ستة أشهر.
الجنرال الأمريكي "جيمس كونوي" أخبر مراسلي الصحف الأمريكية بأن عشرة من جنود البحرية الأمريكية قد قتلوا غربي العراق ونحو عشرين آخرين أصيبوا، كما تشير التقارير إلى مقتل عدد من رجال المقاومة العراقية واعتقال آخرين. وقال "كونوي" إن العملية استهدفت ضرب رجال المقاومة المسلحة في معاقلهم الجديدة التي أقاموها في إقليم الأنبار الغربي
سلسلة من المواجهات العنيفة شهدتها البلدات العراقية القريبة من الحدود السورية غربي إقليم الأنبار خلال الشهر الجاري
القوات الأمريكية واجهت مقاومة منظمة على جانبي نهر الفرات الذي يمتد عبر المنطقة. واضطرت لبناء جسر عائم عبر ضفتي النهر لجلب المركبات والمدرعة الثقيلة، حيث لم تكن هناك طريقة أخرى لنشر المركبات المدرعة في المنطقة.
القادة الأمريكيون اعترفوا أنهم واجهوا مقاومة من عناصر محترفة وعالية التدريب، على نحو لم تعهده القوات الأمريكية في كثير من المدن العراقية، وأن بعض رجال المقاومة كانوا يرتدون السترات الواقية ضد الرصاص. وقد أشارت التقارير الأمريكية إلى اندلاع قتال عنيف ومتزامن في العديد من المدن غربي العراق، وأن الجنود الأمريكيين تعرضوا لإطلاق نار من شرفات المنازل، ومن وراء حصون أقامها رجال المقاومة.
الأداء القتالي المتقدم للمقاومة العراقية والنجاحات التي حققتها في مواجهة القوات الأمريكية أثارت العديد من الأسئلة حول ما حققته الجهود المشتركة بين الحكومة العراقية والقوات الأمريكية في التصدي لرجال المقاومة.
الوضع الحالي في القائم وما حولها مازال يتسم بالفوضى وعدم الاستقرار رغم الاعلان عن انتهاء العمليات. وتتحدث بعض التقارير عن مبادرات سياسية تطرحها الولايات المتحدة لإضعاف المقاومة العراقية، ومن ذلك ما يتردد عن مباحثات بين القادة الأمريكيين وبعض الجماعات البعثية.
وكانت القائم قد شهدت خلال الأشهر الماضية أعمال قتال متفرقة بين رجال المقاومة والقوات الأمريكية، لكن شهر فبراير الماضي شهد تصاعداً في هجمات المقاومة على القوات الأمريكية، مما اضطرها لرصد مكافآت لأهالي البلدة للإرشاد عن رجال المقاومة ومخابئهم.
ومع تزايد التعزيزات الأمريكية خارج البلدة، قام رجال أهل العلم والزعماء القبليين بتشكيل مجلس لإدارة شئون المدينة في حالة تعرضها لأي غارة أمريكية، واستمرت في الوقت نفسه هجمات المقاومة على جنود البحرية الأمريكية خلال شهري مارس وأبريل.وفي وقت مبكر من مايو كانت القوات الأمريكية قد حاصرت المدينة تماماً استعداداً لاقتحامها، في حين قام رجال المقاومة بإنشاء العديد من الحصون على أطراف المدينة، وقسموا أنفسهم إلى خلايا صغيرة، للقيام بهجمات سريعة وخاطفة ضد القوات الأمريكية، ومما ساعد رجال المقاومة على تحقيق العديد من النجاحات ضد القوات الأمريكية، ضعف سيطرة الشرطة العراقية على المدينة، وزيادة نفوذ رجال القبائل، الذين تحالفوا مع المقاومة.
ومع الهجوم الشامل للقوات الأمريكية على المدينة واعتقال المئات من السكان المدنيين، اضطرت بعض عناصر المقاومة إلى الخروج من المدينة، في حين اختبأت عناصر أخرى في حصون متفرقة، وبدأت تشن هجمات مباغتة على القوات الأمريكية في منطقة الحدود السورية العراقية، التي تمتد لنحو 725 كيلومترا.
المقاومة العراقية في "القائم" وقبلها في "الفالوجة"..وفي العديد من المدن العراقية الأخرى أثبتت أن لديها من المرونة ما يمكَنها من نقل عملياتها إلى كافة أرجاء العراق، وأنها قادرة على تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة، بما لديها من مهارات قتالية وتكتيكات، تؤهلها لشن هجمات مباغتة على القوات الأمريكية، وجرها إلى حرب عصابات في شوارع المدن والطرق الصحراوية، ليس لجنودها خبرة بها، ولا تفلح معها آلة الحرب الأمريكية، المزودة بأحدث التقنيات العسكرية.