المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأي: العلاقة بين النملة والفيل والمقابر الجماعية



هند
15-05-2005, 08:20 PM
دورية العراق 13/5/2005

بقلم : د. عبد الحميد الكاتب

يروى أن طالبا كان يستعد لدخول اختبار في مادة (الحيوان) ، ولضيق الوقت اقتصر في دراسته على موضوع (النملة) اعتقادا منه أن الامتحان سيكون عنها ، وفي قاعة الامتحان فوجئ بأن السؤال عن (الفيل) !!! ماذا يفعل وليس لديه أي استعداد لهذا الموضوع ، بل هو موضوع أبعد ما يكون عما استعد له ، وبعد تفكير أخذ قلمه فكتب في ورقة الإجابة : (الفيل حيوان ضخم له خرطوم وذنب صغير ، وفي ذنبه نقطة سوداء تشبه النملة ، والنملة هي .....) ، ثم فصل كل ما حفظ عن النملة .

هي طرفة أستحضرها اليوم كلما استمعت إلى السياسيين العراقيين الجدد ، السياسيين الذين جاءوا على الدبابة الأمريكية أو خلفها ، فأغلب هؤلاء أدعياء السياسة ليس لهم رصيد ثقافي ولا يمتلك مشروعا وطنيا ، بل أكثرهم دمى نصبت لتنفيذ مشروع المحتل ، ودوره أن يطبل ويزمر ثم يتراقص على وعود المحتل ، ويفترض بمثل هؤلاء أن لا يتمكنوا من الظهور في وسائل الإعلام ، ولا الإجابة على أسئلة من يمثل الشرفاء من أبناء الوطن ، فحجتهم ضعيفة من ضعف المحتل نفسه ، وموقفهم واه ليس له قاعدة يستند إليها .

لكن الواقع أثبت عكس ذلك ، فهؤلاء العملاء لهم قدرة فائقة على التخلص من المواقف المحرجة للمراسلين ، ونراهم متمكنين في الحوار مع خصومهم الوطنيين ، فما السبب وراء ذلك ؟

وبعد البحث والتمحيص حول الخلفية الثقافية لهؤلاء أو التدريب السياسي أو الانتماء الحزبي ، لم أجد نتيجة تسعفني في اكتشاف أسباب تفوقهم ، فرجعت أستقرئ تصريحاتهم فاكتشفت أن القاسم المشترك بينهم أنهم دائما يركزون على موضوع واحد وهو ( المقابر الجماعية للنظام السابق ) ، حتى أصبح هذا الموضوع هو المنقذ من أي موقف يتعرضون له .

ولسنا هنا لنناقش حقيقة وجود المقابر الجماعية و المبالغات في أعدادها ، لكننا نناقش استخدام هذا الموضوع في وسائل الإعلام بكثرة حتى أصبح اسطوانة مشروخة ، وكأن هؤلاء العملاء لا يعرفون من أمور السياسة إلا موضوع المقابر الجماعية ، وكأن البلد العراقي اليوم يعيش في هناء ونعيم وقد توفرت له جميع متطلبات العيش الرغيد فلم يعد أمامه من شيء يشتكي منه غير التباكي على ظلم النظام السابق متمثلا بالمقابر الجماعية .
فكل مصيبة اليوم وراءها ( المقابر الجماعية ) ، بل كل سؤال جوابه هذا الموضوع ، ولنضرب أمثلة على هذا من خلال أجوبة أدعياء السياسة على ما يطرح عليهم من أسئلة :

فإذا سألت أحد هؤلاء السياسيين : لماذا لا تطالبون بخروج قوات الاحتلال ؟ أجاب : بأن وجود قوات التحالف ضروري لحفظ الأمن وحماية الشعب من خطر الإرهابيين الذين يسعون لإعادة البلد إلى عهد ( المقابر الجماعية ) .

فإن سألته عن تأخر تحقيق الوعود بتقديم الخدمات الأساسية وتوفير الكهرباء والوقود ووو؟ أجاب : بأن العراق اليوم يعيش انتقالة حقيقية من عصر ( المقابر الجماعية ) إلى عصر الديمقراطية والحرية وما تأخر الخدمات إلا ثمن قليل .

أما إن سألته : لماذا ترتكب قوات الاحتلال الجرائم بحق العراقيين والتي أبادت مدنا كاملة وقتلت عشرات الآلاف واعتقلت الآلاف من أبناء الشعب ؟ كان جوابه : ولماذا سكت العالم عن ( المقابر الجماعية ) للنظام السابق .

فإن كان التساؤل عن أسباب الفساد الإداري المنتشر ؟ يأتي الجواب : بأن ما يحدث اليوم هو أحد إفرازات النظام السابق وما ارتكبه من جرائم و( مقابر جماعية ) .

بل إني لأتوقع إذا سئل أحدهم عن رأيه بنوع من الطعام لا يعرفه فلا شك أنه يجيب : أن جرائم النظام السابق و( مقابره الجماعية ) منعته من التمتع بلذة الطعام والشراب .

فموضوع ( المقابر الجماعية ) أصبح عند هؤلاء المنقذ من أي موقف ، وله علاقة بأي موضوع من مواضيع السياسة والاقتصاد وحتى الموضة والمطبخ ، بل هي علاقة وثيقة جدا كعلاقة النملة بالفيل .

منصور بالله
15-05-2005, 10:35 PM
يا أخي لا أعرف من أي طينة جاء هؤلاء، ولكن نحمد الله أنهم نبت شيطاني، لا جذور له، وجوههم كالحة، ضمائرهم ميتة، وغضب الله عليهم يطل من العيون....