محمد دغيدى
15-05-2005, 11:48 AM
أيها المستقرئ المؤمن قلبا والمسلم لله قالبا وتقلبا في الأرض وبين الناس وخلق الله أجمعين... من ثوابت العلم والمعلوم لدى الراشدين انه حينما يكون الحديث عن فكر ومنهج كتاب الله القرءاني منذ أن ترتل علي ادم وتم واكتمل رتله علي محمد... فإن الاعقال المقصود حينذاك هو عقل منشأ السياسة الحق وصناعتها في الأرض... وتلك هي الوقفة الاعقالية التدبرية المحتمة فرضا علي كل قلب سليم ولب راجح...!!!
ذاك المفروض السابق واعقالاته هو تحديدا ما يخشاه ويرتعب من نتائجه إبليس وحزبه وعائلية حكمه... وما خشيتهم إلا من نوره المبدد لقوامتهم المظلمة الظالمة واستقرار حكمها... وما كانت بدعة العلمانية إلا جدارا صهيونيا عازل لنور نتائج ذاك المفروض ووقفته الكريمة... جدارا يعزل أسرى إبليس بداخله عن معنى الحياة...!!؟
منا ثلة تتحتم وقفتها التفكرية الاعقالية بالمفروض الإلهي الحق... ثم تسلم له وبه تتفاعل إسلاميا في الأرض وبين الناس بالكلمة والحركة... وهؤلاء من يخشاهم إبليس وعائلية حكمه الصهيونية المتأمركة حاليا بعصرنا... هؤلاء هم فرسان وجنود الله... هؤلاء هم الرهبان الرهبانيون الإرهابيون... هؤلاء من يخشون الله ويطمعون علي بصيرة في حسن لقاءه...!!!
ومنا قلة تقف بالفكر والاعقال أمام ما يستوقف القلوب والألباب... فتعقل الحق وتؤمن به في قلبها... ولكن... يعصى قالبها ويستعصى علي الإسلام بما امن وذلك خشية الناس من دون خشية الله الأحق بالخشية من المؤمنين... هؤلاء العصاة شياطين خرس.. قوالب مستنيرة القلوب لا تنير ما حولها من ظلمة... تكتم النور... تحبس الفضل... تحرم الآخرين حقهم فحرم الله عليهم حق علمهم وحبس عنهم سعي نورهم أمامهم بما سعوا به خلف الظالمين المظلمين يوم يسعى المسلمين لله ونورهم أمامهم...!!!
ومنا كثرة هيم دواب متقلبين بمعارف بعضهم بعضا... لا يستوقفهم إلا نداء الدنيا.. وصخب زخارف زينتها... والنظر الطامع في زيف باطل علوها... وعجبا يظنون بأنفسهم خيرا ويحتسبون أنفسهم هم المصلحون... بل بالفعل أطلقوا علي أنفسهم "الاصلاحيون".... وما هم إلا صهاينة ماسون... روتاريون ابليسيون... وقد شهد الله ورسله أنهم مفسدون... فما هؤلاء إلا الخامة الإنسانية التي تقوم عليها صناعة السياسة العصرية... سياسة روح العصر التي هي البديل لسياسة روح الله... وسياسة الشرعية الدولية التي هي البدل لسياسة شرع الله... إنها السياسة التي أتدافع بالحق في مواجهة دنسها وفساد نتائجها متخذا بعضا من رموزها كمجرد أمثلة... أمثلة هدم وخيانة ومحاداة الله ومشيئته المثلى... أمثلة وساطة وسمسرة وتربح ذاتي دنيوي...!!!؟
أيها المستقرئ الحريص علي الاعتدال والإصلاح بالحق... باستقراء ما سبق... وإدراك يقينية وقوعنا كفريسة مستخف بها في شرك وشباك عائلية الحكم الابليسي الصهيوني وحرصنا علي النجاة بديننا وامتنا وأجيالنا من ذاك الوقوع الهابط... وكذا حرصنا علي ألا نكون من كثرة الهيم أو قلة الشياطين الخرس وأن نكون مؤمنين قلبا ومسلمين القالب... لذا... علينا ألا نتسم بشيمة الرقص حين يكون رب البيت بالدف ضارب... علينا ألا نلون من قذارة سلم تحتمت نظافته من أعلى... علينا ألا نكون جسدا لسمكة فسدت رأسها... وهذا لن يكون إلا بسبيل واحد... هو "سبيل الخلافة الإسلامية لله"... أن يكون كل منا علي نفسه ورعيته بما شاءه الله خليفة... هنالك نكون خلفة صالحة لا يستطيع حكمها سوى خليفة لله...!!!
ربما لا اطمع في أن يكون لأمة المسلمين خليفة... فقد علمت من الله ثم من واقع تواجدنا انه قد صار بنا ضعفا... ولذا... فإن مطمع الطامعين في إصلاح الحق وصلاح القوة به هو أن تكون خلافة الأمة "بخلفاء"... ولكن... خلفاء علي قلب رجل واحد مؤمن بالله قلبا ومسلم لله قالبا... رجل واحد خليفة في خلفاء... خلفاء أخلاء... خلفاء أصدقاء وصديقين أحباء... لا شركاء أعداء بسياسة الفناء...!!؟
وعودة لواقعنا الذي يلزم لإصلاحه كثيرا من الجهد والجهاد والصبر علي ما في ذلك من عناء... ادعوك أيها المستقرئ لتقف معي أمام عملا..."حدثا"... احارني واستفزني وهزني بشدة وما زال زلزاله يهزني بل ويزلزل أركان بيتنا جميعا... بل ويهدد تلك الأركان والقوائم بالسقوط والانهيار... ولما لا وهو من صنع سياسة روح العصر ونظرية التآمر فيها... ولم لا وسبيل الخيانة هو سبيله وهو السبيل الأوحد الذي دائما ما يسقط قوائمنا وأركان مسكننا علي مدار التاريخ... ولم لا وقد صرنا كمن يخربون بيوتهم بأيديهم... وهذا العمل هو... فتح البوابة الشرقية لشرقنا العربي المسمى صهيونيا بالشرق الأوسط لمحو تسمية "الشرق العربي" وطمس العروبة... فتح بوابة بيتنا العربي الشرقية بيد الخيانة أمام محافل القوة العسكرية الصهيونية الدولية بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لتدخل البيت العربي المسلم وتهيمن علي قوامته... وحضارته وتراثه الديني... وثرواته... ولتهيمن علي خريطة طريقه إلي الضعف والزوال... انه العمل السياسي العسكري الذي تبناه جورج بوش الأب... وامتنع عن تكملته بيل كلينتون.. وجاء ليكمله جورج دبليو بوش الابن وما كان له هذا إلا بمسيرة الخيانة ومسير تاريخها الدنس... ولم تكن أولى خطوات هذا العمل هي واقعة غزو الكويت بالقوات العراقية وإن كانت هي الخطوة الأولى الظاهرية علي مسرح أحداث سنة 1990... فما هي الخطوة العملية الأولى والتي ليست هي أيضا الإيحاء الأمريكي لصدام حسين بأن الكويت غير مغطاة باتفاقية حماية مع أمريكا... إنها اجتماع سري خماسي عربي... اجتماع بين رؤساء دول العراق ومصر والأردن والسودان واليمن في بغداد سنة 1990...!!!
فماذا حدث بذاك الاجتماع الذي سيطرت لعيه روح وكأنها روح الخلفاء...؟؟ حدث أن تحدث صدام حسين بالأرقام والصور وسرد الوقائع المخجلة لملايين ومليارات الدولارات والإسترليني العربية الإسلامية المخزنة بالبنوك الغربية تدعم اقتصاد وعسكرية أعداء الأمة المستهدفة حتما من الغرب الصهيوني والتي يجب أن يستعد لذاك اللقاء عسكريا واقتصاديا... وهنا... ومرورا علي سرد حقائق السفه الشخصي العربي المنفق مال العرب والمسلمين علي عاهرات الغرب... أكد الرئيس العراقي علي حتمية امتلاك العرب المسلمين لسلاح البترول السياسي والاقتصادي والفاعل عسكريا بعائداته وبذاته... وتحدث مؤكدا علي عهد جديد من الوفاق بين العراق وسوريا وإيران قد بدأ وتم بالفعل...!!!
ثم توشح بالجدية ودلف إلي عرضه المدروس لضم الكويت كأرض وثروة إلي الملكية والزمام العراقي مؤكدا أن تلك الثروة المستحقة الجديدة ستكون عربية إسلامية وليست عراقية فقط... ستكون في خدمة الإعداد العربي الإسلامي وعدته العسكرية الحديثة والاقتصادية المتكاملة...!!!
قال الرئيس العراقي صدام مؤكدا... سيقوم العراق بكل شيء... والمطلوب الوحيد "منكم" هو التغطية السياسية والتمسك بأن الأمر من الشئون العربية وسوف يحل عربيا..!!! قيل... أن الجميع وافقوا ... وتعاهدوا علي ذلك...!! وحينذاك قام صدام عند توديعه للرؤساء منفردين بدس شيك شخصي بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي بيد كل منهم علي سبيل الهدية والتقدير الشخصي...!!!؟
ما كان لأحد أن يعلم شيئا عن هذا قط مثل الكثير الغير معلوم والغير متاح للإعلام... وقام صدام بغزو الكويت وضمها لزمام العراق وأعلن انه علي العالم أن يتقبل الوضع الجديد ويتعامل معه لأنه لا رجعة فيه... وحدثت فعلا التغطية الإعلامية والسياسية العربية... وارتفع شعار أنها مسألة عربية وحلها لابد وان يكون عربيا إسلاميا وذلك لفترة محدودة... ولكن... لأسباب استراتيجية كثيرة وأكثرها خفي دفين تحول موقف القيادة السياسية المصرية بلسان حال حسني مبارك وارتكن لجانب نداء أمريكا ومجتمعها العربي ألتحالفي بحتمية خروج صدام والعراق من الكويت وتحرير البترول من قبضته بالقوة العسكرية إذا لم يطيع بالسلام المشروط بدفع التعويض المالي الذي حتما سينهب رصيد العراق... واختلت الموازين بموقف حسني مبارك وخاصة بعد موافقته المبدئية علي الشرط الأمريكي الذي يقضي باشتراك قوات عربية ومصرية في التحالف العسكري الغربي...!!!
رفض الشارع الإسلامي والعربي كله وعلي رأسه الشارع المصري حرب الغرب للعراق.. ومشاركة أي قوة عربية عسكرية في تلك المؤامرة... بل والتصدي العربي الجامع العسكري للغرب وتحالفه إن هاجم العراق... وأن تحل مشكلة العراق الكويت عربيا إسلاميا كما ينص القرءان وتحدد آياته المبينة... ولكن... موقف مبارك لم يتغير... بل تعظم دعما وتأييدا لرؤية أمريكا والغرب حين أصبح لموقفه ثمنا ماديا يقدر بسبعة مليارات دولار هي قيمة الدين الأمريكي الكويتي الغربي علي مصر والتي سيتم إلغائها في حالة اشتراك مصر عسكريا مع أمريكا ضد العراق.. ولكن الشارع المصري ملتهب... وثائر... ورافض المؤامرة الأمريكية العربية... ورافض قتال الإخوة والأشقاء... ورافض السمسرة...!!!
وحينذاك... حدث الأمر الذي هزني وزلزل كياني وكشف المستور كله... حدث مؤتمر صحفي لمبارك أذاعه الإعلام المرئي المصري وكنت احد الشهود عليه وله... وبينما كنت مسترخي اسمع وأشاهد التدليس السياسي والاستخفاف الإعلامي إذا بمندوب احد المحطات يطلق قذيفة استفسارية في مواجهة ووجه مبارك... إذا به يسأله عن ذاك الاجتماع الخماسي السري... وعن موافقته علي غزو الكويت من صدام... وعن حصوله علي شيك بمبلغ مائة مليون دولار بصفة شخصية... وعن الأسباب التي أدت إلي تغير موقفه وهل هي الضغوط الأمريكية أم المقارنة المالية بين ما سيعود عليه من بترول الكويت وبين السبعة مليارات الأمريكية...؟؟
كانت قذيفة الصحفي كصاعقة خاطفة... شلت مبارك للحظات وشلت تفكيري بمقعدي... ولكن... حين شاهدت انفعال مبارك العصبي ورفضه ونفيه القاطع لشكل وموضوع الاتهام والذي به تم قطع الإرسال والبث التليفزيوني والذي اعتقدته النهاية الطبيعية للمؤتمر... التقطت أنفاسي...!!!
ما كادت مذيعة الربط تظهر حتى اختفت... ليظهر الصحفي وبيده صورة الشيك وقد رفعه لأعلى... وقد راح مبارك يتذكر انه اجتمع بصدام والإخوة الرؤساء لنقاش ما يهم الشعوب... وتذكر أن صدام قد عرض فكرة غزوه للكويت والذي رفضها مبارك تماما... بل ظن أن الرئيس يمزح... وتذكر أن الرئيس صدام أعطاه شيك بمائة مليون دولار كهدية من شعب العراق للشعب المصري... وأكد مبارك انه أعطى الشيك لرئيس البنك المركزي المصري ليودعه في حساب شعب مصر... انتهى... انتهى المؤتمر... وامتلأت انتهاء في مقعدي... وانتهى موقف مبارك إلي إرسال الجيش المصري لقتال صدام لجانب الأمريكان.. ولا ادري حتى الآن من الذي اظهر القصة والشيك... هل هو صدام انتقاما من تغير موقف مبارك... أم الأمريكان لتحفيز مبارك علي الانتقام من صدام... كل الذي اعلمه غير الذي كتبته هو أن بوابة الشرق العربي الشرقية قد تدمرت وانفتحت علي مصراعيها أمام أحذية الصهيونية الدولية... وان الخليج العربي أرضا ومياه وبترول ومال في بنوك الغرب بل وشعبا وتراث قد صاروا أسرى في يد الأمريكان كصدام والعراق والشرق العربي كله... ويا حسرة نفسي من مرارة الخيانة...!!!
عجبا... أن أعطانا الله كل شيء... كل شيء... بداية من أن هدانا للإيمان ومرورا بالعلم وعدالة حكمنا للعالم حين كنا له مسلمين وانتهاء بوعده الصادق بنصرتنا إن انتصرنا لحق ألوهيته... ثم نأتي لنضع كل ذلك تحت أقدام وبين أيدي جهلة ظالمين مدنسين ونرجو منهم فقط أن يقبلونا لهم من التابعين... سحقا لكل جبان خائن ويقبل بهذا الضعف ومذلته...!!!
وإلي لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة
1. هل... يساوم حكمنا المعاصر المهترئ بالقضية الفلسطينية ومستقبل العراق ونوع وكيفية الإصلاح السياسي في مصر مقابل تامين بقائه واستدامة تحمله... وهل... سياسة عائليتة أصبحت قضية موت أو حياة...؟؟ وااااه اسفاااااااااه إن كان الأمر كذلك...!!!
2. بتاريخ 5/5/2005... دعت سوزان هانم وأخيها منير بيه وقيادة الروتاري الدولي بأن يكون عيد ميلاد ضاحية مصر الجديدة عيدا قوميا..."ولما لا"... فلسوف تكون الحياة وردية خاصة إذا أضيف لها عيد ميلاد الهانم وأخوها وباقي العائلة وضواحي مصر القديمة والجديدة كلها...!!! هيا مصر ناقصة تمزيق يا هانم... الم تكتفي بمجلسك الموقر وتمزيق التكاملية الزوجية والأسرية... ضواحي... ضواحي واضحيات...!!! كفاية... كفا به بقى...!!!؟
3. عجبا لمن يكذب بأن لله في الأرض أولياء... الجور علي حقهم بلاء... حتما يقع علي رؤوس المكذبين الأغبياء... الذين كذبوا بأن بيد جنود الله الدواء لكل داء... فيا ليتهم يؤمنوا قبل أن يجف من حلقومهم الماء... ليتهم يقروا الحق قبل أن يدكهم الدعاء...!!! ليتهم ينقلبوا بالطاعة للحق عقلاء...!!!؟
شبكة البصرة
ذاك المفروض السابق واعقالاته هو تحديدا ما يخشاه ويرتعب من نتائجه إبليس وحزبه وعائلية حكمه... وما خشيتهم إلا من نوره المبدد لقوامتهم المظلمة الظالمة واستقرار حكمها... وما كانت بدعة العلمانية إلا جدارا صهيونيا عازل لنور نتائج ذاك المفروض ووقفته الكريمة... جدارا يعزل أسرى إبليس بداخله عن معنى الحياة...!!؟
منا ثلة تتحتم وقفتها التفكرية الاعقالية بالمفروض الإلهي الحق... ثم تسلم له وبه تتفاعل إسلاميا في الأرض وبين الناس بالكلمة والحركة... وهؤلاء من يخشاهم إبليس وعائلية حكمه الصهيونية المتأمركة حاليا بعصرنا... هؤلاء هم فرسان وجنود الله... هؤلاء هم الرهبان الرهبانيون الإرهابيون... هؤلاء من يخشون الله ويطمعون علي بصيرة في حسن لقاءه...!!!
ومنا قلة تقف بالفكر والاعقال أمام ما يستوقف القلوب والألباب... فتعقل الحق وتؤمن به في قلبها... ولكن... يعصى قالبها ويستعصى علي الإسلام بما امن وذلك خشية الناس من دون خشية الله الأحق بالخشية من المؤمنين... هؤلاء العصاة شياطين خرس.. قوالب مستنيرة القلوب لا تنير ما حولها من ظلمة... تكتم النور... تحبس الفضل... تحرم الآخرين حقهم فحرم الله عليهم حق علمهم وحبس عنهم سعي نورهم أمامهم بما سعوا به خلف الظالمين المظلمين يوم يسعى المسلمين لله ونورهم أمامهم...!!!
ومنا كثرة هيم دواب متقلبين بمعارف بعضهم بعضا... لا يستوقفهم إلا نداء الدنيا.. وصخب زخارف زينتها... والنظر الطامع في زيف باطل علوها... وعجبا يظنون بأنفسهم خيرا ويحتسبون أنفسهم هم المصلحون... بل بالفعل أطلقوا علي أنفسهم "الاصلاحيون".... وما هم إلا صهاينة ماسون... روتاريون ابليسيون... وقد شهد الله ورسله أنهم مفسدون... فما هؤلاء إلا الخامة الإنسانية التي تقوم عليها صناعة السياسة العصرية... سياسة روح العصر التي هي البديل لسياسة روح الله... وسياسة الشرعية الدولية التي هي البدل لسياسة شرع الله... إنها السياسة التي أتدافع بالحق في مواجهة دنسها وفساد نتائجها متخذا بعضا من رموزها كمجرد أمثلة... أمثلة هدم وخيانة ومحاداة الله ومشيئته المثلى... أمثلة وساطة وسمسرة وتربح ذاتي دنيوي...!!!؟
أيها المستقرئ الحريص علي الاعتدال والإصلاح بالحق... باستقراء ما سبق... وإدراك يقينية وقوعنا كفريسة مستخف بها في شرك وشباك عائلية الحكم الابليسي الصهيوني وحرصنا علي النجاة بديننا وامتنا وأجيالنا من ذاك الوقوع الهابط... وكذا حرصنا علي ألا نكون من كثرة الهيم أو قلة الشياطين الخرس وأن نكون مؤمنين قلبا ومسلمين القالب... لذا... علينا ألا نتسم بشيمة الرقص حين يكون رب البيت بالدف ضارب... علينا ألا نلون من قذارة سلم تحتمت نظافته من أعلى... علينا ألا نكون جسدا لسمكة فسدت رأسها... وهذا لن يكون إلا بسبيل واحد... هو "سبيل الخلافة الإسلامية لله"... أن يكون كل منا علي نفسه ورعيته بما شاءه الله خليفة... هنالك نكون خلفة صالحة لا يستطيع حكمها سوى خليفة لله...!!!
ربما لا اطمع في أن يكون لأمة المسلمين خليفة... فقد علمت من الله ثم من واقع تواجدنا انه قد صار بنا ضعفا... ولذا... فإن مطمع الطامعين في إصلاح الحق وصلاح القوة به هو أن تكون خلافة الأمة "بخلفاء"... ولكن... خلفاء علي قلب رجل واحد مؤمن بالله قلبا ومسلم لله قالبا... رجل واحد خليفة في خلفاء... خلفاء أخلاء... خلفاء أصدقاء وصديقين أحباء... لا شركاء أعداء بسياسة الفناء...!!؟
وعودة لواقعنا الذي يلزم لإصلاحه كثيرا من الجهد والجهاد والصبر علي ما في ذلك من عناء... ادعوك أيها المستقرئ لتقف معي أمام عملا..."حدثا"... احارني واستفزني وهزني بشدة وما زال زلزاله يهزني بل ويزلزل أركان بيتنا جميعا... بل ويهدد تلك الأركان والقوائم بالسقوط والانهيار... ولما لا وهو من صنع سياسة روح العصر ونظرية التآمر فيها... ولم لا وسبيل الخيانة هو سبيله وهو السبيل الأوحد الذي دائما ما يسقط قوائمنا وأركان مسكننا علي مدار التاريخ... ولم لا وقد صرنا كمن يخربون بيوتهم بأيديهم... وهذا العمل هو... فتح البوابة الشرقية لشرقنا العربي المسمى صهيونيا بالشرق الأوسط لمحو تسمية "الشرق العربي" وطمس العروبة... فتح بوابة بيتنا العربي الشرقية بيد الخيانة أمام محافل القوة العسكرية الصهيونية الدولية بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل لتدخل البيت العربي المسلم وتهيمن علي قوامته... وحضارته وتراثه الديني... وثرواته... ولتهيمن علي خريطة طريقه إلي الضعف والزوال... انه العمل السياسي العسكري الذي تبناه جورج بوش الأب... وامتنع عن تكملته بيل كلينتون.. وجاء ليكمله جورج دبليو بوش الابن وما كان له هذا إلا بمسيرة الخيانة ومسير تاريخها الدنس... ولم تكن أولى خطوات هذا العمل هي واقعة غزو الكويت بالقوات العراقية وإن كانت هي الخطوة الأولى الظاهرية علي مسرح أحداث سنة 1990... فما هي الخطوة العملية الأولى والتي ليست هي أيضا الإيحاء الأمريكي لصدام حسين بأن الكويت غير مغطاة باتفاقية حماية مع أمريكا... إنها اجتماع سري خماسي عربي... اجتماع بين رؤساء دول العراق ومصر والأردن والسودان واليمن في بغداد سنة 1990...!!!
فماذا حدث بذاك الاجتماع الذي سيطرت لعيه روح وكأنها روح الخلفاء...؟؟ حدث أن تحدث صدام حسين بالأرقام والصور وسرد الوقائع المخجلة لملايين ومليارات الدولارات والإسترليني العربية الإسلامية المخزنة بالبنوك الغربية تدعم اقتصاد وعسكرية أعداء الأمة المستهدفة حتما من الغرب الصهيوني والتي يجب أن يستعد لذاك اللقاء عسكريا واقتصاديا... وهنا... ومرورا علي سرد حقائق السفه الشخصي العربي المنفق مال العرب والمسلمين علي عاهرات الغرب... أكد الرئيس العراقي علي حتمية امتلاك العرب المسلمين لسلاح البترول السياسي والاقتصادي والفاعل عسكريا بعائداته وبذاته... وتحدث مؤكدا علي عهد جديد من الوفاق بين العراق وسوريا وإيران قد بدأ وتم بالفعل...!!!
ثم توشح بالجدية ودلف إلي عرضه المدروس لضم الكويت كأرض وثروة إلي الملكية والزمام العراقي مؤكدا أن تلك الثروة المستحقة الجديدة ستكون عربية إسلامية وليست عراقية فقط... ستكون في خدمة الإعداد العربي الإسلامي وعدته العسكرية الحديثة والاقتصادية المتكاملة...!!!
قال الرئيس العراقي صدام مؤكدا... سيقوم العراق بكل شيء... والمطلوب الوحيد "منكم" هو التغطية السياسية والتمسك بأن الأمر من الشئون العربية وسوف يحل عربيا..!!! قيل... أن الجميع وافقوا ... وتعاهدوا علي ذلك...!! وحينذاك قام صدام عند توديعه للرؤساء منفردين بدس شيك شخصي بمبلغ مائة مليون دولار أمريكي بيد كل منهم علي سبيل الهدية والتقدير الشخصي...!!!؟
ما كان لأحد أن يعلم شيئا عن هذا قط مثل الكثير الغير معلوم والغير متاح للإعلام... وقام صدام بغزو الكويت وضمها لزمام العراق وأعلن انه علي العالم أن يتقبل الوضع الجديد ويتعامل معه لأنه لا رجعة فيه... وحدثت فعلا التغطية الإعلامية والسياسية العربية... وارتفع شعار أنها مسألة عربية وحلها لابد وان يكون عربيا إسلاميا وذلك لفترة محدودة... ولكن... لأسباب استراتيجية كثيرة وأكثرها خفي دفين تحول موقف القيادة السياسية المصرية بلسان حال حسني مبارك وارتكن لجانب نداء أمريكا ومجتمعها العربي ألتحالفي بحتمية خروج صدام والعراق من الكويت وتحرير البترول من قبضته بالقوة العسكرية إذا لم يطيع بالسلام المشروط بدفع التعويض المالي الذي حتما سينهب رصيد العراق... واختلت الموازين بموقف حسني مبارك وخاصة بعد موافقته المبدئية علي الشرط الأمريكي الذي يقضي باشتراك قوات عربية ومصرية في التحالف العسكري الغربي...!!!
رفض الشارع الإسلامي والعربي كله وعلي رأسه الشارع المصري حرب الغرب للعراق.. ومشاركة أي قوة عربية عسكرية في تلك المؤامرة... بل والتصدي العربي الجامع العسكري للغرب وتحالفه إن هاجم العراق... وأن تحل مشكلة العراق الكويت عربيا إسلاميا كما ينص القرءان وتحدد آياته المبينة... ولكن... موقف مبارك لم يتغير... بل تعظم دعما وتأييدا لرؤية أمريكا والغرب حين أصبح لموقفه ثمنا ماديا يقدر بسبعة مليارات دولار هي قيمة الدين الأمريكي الكويتي الغربي علي مصر والتي سيتم إلغائها في حالة اشتراك مصر عسكريا مع أمريكا ضد العراق.. ولكن الشارع المصري ملتهب... وثائر... ورافض المؤامرة الأمريكية العربية... ورافض قتال الإخوة والأشقاء... ورافض السمسرة...!!!
وحينذاك... حدث الأمر الذي هزني وزلزل كياني وكشف المستور كله... حدث مؤتمر صحفي لمبارك أذاعه الإعلام المرئي المصري وكنت احد الشهود عليه وله... وبينما كنت مسترخي اسمع وأشاهد التدليس السياسي والاستخفاف الإعلامي إذا بمندوب احد المحطات يطلق قذيفة استفسارية في مواجهة ووجه مبارك... إذا به يسأله عن ذاك الاجتماع الخماسي السري... وعن موافقته علي غزو الكويت من صدام... وعن حصوله علي شيك بمبلغ مائة مليون دولار بصفة شخصية... وعن الأسباب التي أدت إلي تغير موقفه وهل هي الضغوط الأمريكية أم المقارنة المالية بين ما سيعود عليه من بترول الكويت وبين السبعة مليارات الأمريكية...؟؟
كانت قذيفة الصحفي كصاعقة خاطفة... شلت مبارك للحظات وشلت تفكيري بمقعدي... ولكن... حين شاهدت انفعال مبارك العصبي ورفضه ونفيه القاطع لشكل وموضوع الاتهام والذي به تم قطع الإرسال والبث التليفزيوني والذي اعتقدته النهاية الطبيعية للمؤتمر... التقطت أنفاسي...!!!
ما كادت مذيعة الربط تظهر حتى اختفت... ليظهر الصحفي وبيده صورة الشيك وقد رفعه لأعلى... وقد راح مبارك يتذكر انه اجتمع بصدام والإخوة الرؤساء لنقاش ما يهم الشعوب... وتذكر أن صدام قد عرض فكرة غزوه للكويت والذي رفضها مبارك تماما... بل ظن أن الرئيس يمزح... وتذكر أن الرئيس صدام أعطاه شيك بمائة مليون دولار كهدية من شعب العراق للشعب المصري... وأكد مبارك انه أعطى الشيك لرئيس البنك المركزي المصري ليودعه في حساب شعب مصر... انتهى... انتهى المؤتمر... وامتلأت انتهاء في مقعدي... وانتهى موقف مبارك إلي إرسال الجيش المصري لقتال صدام لجانب الأمريكان.. ولا ادري حتى الآن من الذي اظهر القصة والشيك... هل هو صدام انتقاما من تغير موقف مبارك... أم الأمريكان لتحفيز مبارك علي الانتقام من صدام... كل الذي اعلمه غير الذي كتبته هو أن بوابة الشرق العربي الشرقية قد تدمرت وانفتحت علي مصراعيها أمام أحذية الصهيونية الدولية... وان الخليج العربي أرضا ومياه وبترول ومال في بنوك الغرب بل وشعبا وتراث قد صاروا أسرى في يد الأمريكان كصدام والعراق والشرق العربي كله... ويا حسرة نفسي من مرارة الخيانة...!!!
عجبا... أن أعطانا الله كل شيء... كل شيء... بداية من أن هدانا للإيمان ومرورا بالعلم وعدالة حكمنا للعالم حين كنا له مسلمين وانتهاء بوعده الصادق بنصرتنا إن انتصرنا لحق ألوهيته... ثم نأتي لنضع كل ذلك تحت أقدام وبين أيدي جهلة ظالمين مدنسين ونرجو منهم فقط أن يقبلونا لهم من التابعين... سحقا لكل جبان خائن ويقبل بهذا الضعف ومذلته...!!!
وإلي لقاء إن الله شاء
ملاحظات هامة
1. هل... يساوم حكمنا المعاصر المهترئ بالقضية الفلسطينية ومستقبل العراق ونوع وكيفية الإصلاح السياسي في مصر مقابل تامين بقائه واستدامة تحمله... وهل... سياسة عائليتة أصبحت قضية موت أو حياة...؟؟ وااااه اسفاااااااااه إن كان الأمر كذلك...!!!
2. بتاريخ 5/5/2005... دعت سوزان هانم وأخيها منير بيه وقيادة الروتاري الدولي بأن يكون عيد ميلاد ضاحية مصر الجديدة عيدا قوميا..."ولما لا"... فلسوف تكون الحياة وردية خاصة إذا أضيف لها عيد ميلاد الهانم وأخوها وباقي العائلة وضواحي مصر القديمة والجديدة كلها...!!! هيا مصر ناقصة تمزيق يا هانم... الم تكتفي بمجلسك الموقر وتمزيق التكاملية الزوجية والأسرية... ضواحي... ضواحي واضحيات...!!! كفاية... كفا به بقى...!!!؟
3. عجبا لمن يكذب بأن لله في الأرض أولياء... الجور علي حقهم بلاء... حتما يقع علي رؤوس المكذبين الأغبياء... الذين كذبوا بأن بيد جنود الله الدواء لكل داء... فيا ليتهم يؤمنوا قبل أن يجف من حلقومهم الماء... ليتهم يقروا الحق قبل أن يدكهم الدعاء...!!! ليتهم ينقلبوا بالطاعة للحق عقلاء...!!!؟
شبكة البصرة