المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معارك القائم ..واستراتيجية شد الحبل حول عنق الاحتلال؟



الفرقاني
14-05-2005, 10:47 PM
معارك القائم ..واستراتيجية شد الحبل حول عنق الاحتلال؟


تقارير رئيسية :عام :السبت 6 ربيع الثاني 1426هـ - 14 مايو2005م



مفكرة الإسلام: لا يمكن فهم معركة القائم والحالة المأساوية التي تعيشها قوات الاحتلال الأمريكي هناك، دون فهم معركة بغداد الكبرى الدائرة حاليًا، ومعارك الفلوجة الدامية المستديمة التي أصبحت ملمح التغير الاستراتيجي في حرب تحرير العراق، ومعركة الرمادي المتواصلة منذ ثلاثة أعوام، ومعارك الموصل، ومعارك حديثة ..إلخ، وهكذا في كل أنحاء مناطق وسط وغرب وشمال العراق، بل لا يمكن فهمها دون إدراك ما يجري في الجنوب - والبصرة خاصة الآن - من تصاعد تدريجي لعمليات المقاومة يجري التعتيم عليها إعلاميًا بشكل مخطط.


ما يجري الآن في القائم وبغداد والرمادي والموصل والفلوجة والبصرة، هو أن المقاومة قد أدخلت عنق الثور الأمريكي الهائج داخل حلقة تزداد إحكامًا، كلما تحرك فيها ضاقت عليه، وإذا هو حاول التقاط الأنفاس والراحة أو تبديل القوات قامت المقاومة بشد الحبل لخنقه، فيتحرك مجددًا ويحاول الانتقال من هنا إلى هناك لمواجهة المكان الذي يشد الحبل منه فلا يصيبه كل تحرك وكل عدوان وبطش إلا زيادة شد الحبل حول رقبته، فما إن يركز في مدينة وحولها ويدخل في اشتباك مع المقاومين حتى تقوم مجموعة أخرى -في مدينة أخرى- بشد الحبل في ذات اللحظة، وهكذا حتى يسقط الثور ويستسلم في معركة طويلة ومتطاولة سيتقرر مصيرها بإذن الله خلال الشهور الستة الراهنة.



القائم هناك في أقصى غرب العراق والموصل في الطرف الآخر وفي كل منهما طرف حبل وفي بغداد طرف آخر للحبل يمتد رويدًا رويدًا إلى مناطق الجنوب نحو البصرة. وفي الفلوجة الرمادي والموصل وكل مدن الأنبار يحرك المجاهدون الحبل بقوة - وكذا في كل مكان من الأماكن التي تعمل بها المقاومة وفق خطة الانتشار التي اعتمدتها منذ معركة الفلوجة - وتلك هي الاستراتيجية الأخطر التي يواجهها الاحتلال في مرحلة الإنهاك الحالية التي يلاحظ الجميع أن المعارك فيها باتت مستمرة ومتواصلة ومتنقلة بين مختلف مدن العراق، حتى يمكن القول بأن قوات الاحتلال باتت كالكلاب الضالة المطاردة في كل مكان.



وفي معركة الإنهاك الحالية التي تعاني منها قوات الاحتلال وحسب خطة شد الحبل حول عنق الاحتلال والضغط عليه لتحريكه في كل مكان وفي كل اتجاه مع شد الحبل من كل اتجاه لخنقها، تجري عملية شد الحبل وتحريكه وفق ظروف متعددة وطرق متنوعة من كل طرف وفي كل مدينة بمراعاة ظروفها وطبيعتها السكانية وظروفها الجغرافية... إلخ.

فإذا كانت معركة القائم هي معركة مفصلية على صعيد بدء نمط من الحرب تجري فيها جرجرة قوات الاحتلال إلى منطقة عند أطراف العراق، وسط ظروف وأجواء تعطي المقاومة عوامل قوة بسبب طبيعة المكان المتميزة لأعمال المقاومة ولوجود موانع مائية ..إلخ، وباستخدام وسائل وتكتيكات قتالية لم يعهدها الأمريكان من قبل، وتجبر قوات الاحتلال على طلب النجدة وجلب قوات بأعداد كبيرة بما يخفف الضغوط على مناطق أخرى تنشط فيها المقاومة.

فإن معركة بغداد الكبرى تعتمد أساليب السيارات التي يقودها إستشهاديون، والقيام بعمليات كبرى يشترك فيها أعداد كبيرة من المقاومين – معركة سجن 'أبو غريب' - والعمل من مناطق المحيط والأطراف لتشديد الخنق على قوات الاحتلال، باعتبار المعركة في بغداد تستهدف إنهاء كل نتائج الانتخابات وتقويض حكومة الجعفري وكسر ظهر حرس الاحتلال – المسمى زورًا بالحرس الوطني –ودفع القوات الأمريكية إلى التقوقع داخل المعسكرات الأساسية بفعل هجوم المقاومة والسيطرة على الأطراف للخنق باتجاه الداخل.



وفي الموصل يجري العمل وفق خطة تقوم على توجيه ضربات قوية بين الحين والآخر، كما هو الحال في العمل الإستشهادي داخل القاعدة الأمريكية لجعل القوات الأمريكية مستنفرة ومتركزة دومًا داخل إطار المنطقة وفي داخل قواعدها مع تخصيص عدد أكبر للحراسة والمراقبة .

وفي المناطق القريبة من خطوط النفط يكفي أن تظل تمنع قوات الاحتلال والحكومة العميلة من استنزاف النفط واستمرار الضغط على ميزانية الدفاع الأمريكية.. إلخ- أصبح أمل الاحتلال الارتفاع بمستوى استخراج البترول إلى 1.2 مليون برميل وكان المستخرج قبل الاحتلال 2.3 مليون برميل يوميًا.



وفي البصرة فإن كل عمل مهما كان صغيرًا فإن مغزاه السياسي والعسكري كبيرًا بسبب الوجود العسكري البريطاني ولسيطرة القيادات الشيعية المرتبطة بالاحتلال والمتحالفة معه والعميلة، وهو ما جعل قوات الاحتلال تقوم بعمليات اعتقال شبه يومية هناك.

وفي ظل هذه الأجواء والظروف وبسببها بتنا نسمع عن مشاركة الطائرات الأمريكية القاذفة في القتال – كان ذلك بمناسبة سقوط طائرتين في ظروف ما تزال غامضة أو غير معترف بها من قبل قوات الاحتلال – كما بدأنا نلحظ عودة الجنرالات الأمريكيين للإدلاء ببيانات حول تطور العمليات العسكرية بما يذكر بأجواء الحرب الشاملة، كما اختفى من الساحة وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد الذي لم يعد يطل من الشاشات بتصريحاته الاستفزازية وغروره المعهود، كما شاهدنا المسرحية الهزلية والأفراح المفبركة والمزيفة حول القبض على 'أبو الفرج الليبي' لإشعار الرأي العام الأمريكي بأن ثمة ما يتحقق على الأرض – خاصة مع تصاعد عمليات حركة طالبان في أفغانستان -، كما بدأنا نسمع من ناحية أخرى أقوال واعترافات حول صعوبة أوضاع الجيش الأمريكي والصعوبات التي يعانيها في جذب المتقدمين إلى سلك الجندية، وهي في مجملها مظاهر للمأزق الخانق الذي باتت تعيشه قوات الاحتلال.



شهور ستة حاسمة!

يمكن القول كذلك إن معركة القائم وقبلها بغداد وعودة المجاهدين والعمليات إلى الفلوجة... إلخ، هي أيضًا مفتاح لفهم المأزق المتصاعد خلال الشهور الستة التي ستقرر فيها مصير الاحتلال، أو بالدقة أن الستة أشهر القادمة هي أسوا أيام الاحتلال في العراق، الذي كلما تصور أن الأسوأ هو ما مضى يفاجأ أن الأسوأ هو ما يعيش وما يأتي في كل يوم جديد.

كل الدلائل تشير إلى أن الاحتلال دخل إلى المأزق الخانق وأن الأمور تتدهور بصفة متصاعدة أكثر مما تصور.ففي الستة الأشهر القادمة سيكون الاحتلال الأمريكي قد فقد المبادرة الاستراتيجية للفعل وبات يتحرك وفق ما تمليه عليه تحركات المقاومة وهجماتها – لا وفق استراتيجيات حددها هو للهجوم على المدن بما يحقق نتائج أفضل لأوضاع الاحتلال - التي باتت تنقله في كل مناطق العراق .

وفي هذه الشهور الستة سيكون الاحتلال الأمريكي قاب قوسين أو أدنى من أن يكون عاريًا تمامًا من كل قوة هامشية تغطي وجوده الإجرامي على أرض العراق، في ضوء أن معظم القوات التي قبلت الانضمام لخطة تغطية الاحتلال سترحل، والأهم من ذلك في المرحلة المقبلة ـ وهو أمر تتضاعف خطورته إلى درجة التأثير باتجاه حسم الصراع لصالح المقاومة خلال الشهور الستة القادمة – المصاعب الخطيرة التي يتعرض لها الجبش الأمريكي على صعيد قوات الاحتياط والتي برزت درجة خطورتها ومدى تأثيرها في اعتراف البنتاجون بأن احتياطي الجيش الأمريكي قد انخفض بفعل المعارك في العراق وأفغانستان بنسبة تزيد على 21 %.



وكذلك يزيد من خطورته أن الأوضاع الراهنة على صعيد الصراع الجاري في أفغانستان بدأت ترسل إشارات متوالية على تصاعد العمل الجهادي في أفغانستان سواء على صعيد العمليات العسكرية التي يلاحظ المتابع أن وتيرتها قد تضاعفت – والتي يعلن القادة العسكريون الأمريكيون توقعاتهم بتصاعدها أكثر – أو على صعيد الجهاد الشعبي الذي تفجر عقب تدنيس جندي أمريكي في معتقل جوانتانامو للقرآن الكريم، وبات يتحول بقوة إلى حركة شعبية كبرى ضد الاحتلال الأمريكي والحكم الأفغاني العميل، والذي ظهر تصاعدًا في قوة حركة طالبان على المستوى الشعبي ووسط الشباب الأفغاني في معظم مناطق أفغانستان، وهو أمر سيضع الجيش الأمريكي في حالة أشد مأساوية.



الاحتلال بلا غطاء

الغطاء الهش الذي تغطت به قوات العدوان على العراق من بعض القوات الهزيلة ينكشف بفعل الريح العاتية للمقاومة يومًا بعد يوم، وخلال الشهور الستة القادمة ستحل الكارثة كاملة على قوات الاحتلال الأمريكي، حيث أعلنت الخارجية الإيطالية أنها ستسحب قواتها بحد أقصى في مطلع العام المقبل، كما أعلنت أوكرانيا وبولندا من قبل أنها ستسحب قواتها قبل نهاية العام، أما من بقي مثل أستراليا ورومانيا واليابان، فإن موقفها يتدهور يومًا بعد يوم بفعل الضغوط الحادثة عليها بسبب الأسرى الذين تحتفظ بهم المقاومة العراقية هناك، والأدهى والأمر الذي بات متوقعًا، هو أن الحليف الأكبر في الجريمة ـ أي بريطانيا ـ بات مصير بلير فيه محسومًا بمغادرة الحكم، حيث التقديرات لم تعد تبحث عما إذا كان بلير سيغادر أم لا؟ وإنما هي تدور حول موعد مغادرته، وحول ما هو متوقع من بعدها من حدوث تغيير في الموقف البريطاني من البقاء في احتلال العراق، بعدما عاقب الناخب البريطاني بلير بسبب العدوان على العراق.



لقد تمكنت المقاومة العراقية من قبل من إجبار العديد من القوات الهامشية والهشة على الانسحاب، والقادم هو اقتلاع القوى التي كانت تشكل العنصر الحاسم في الغطاء. وهي معركة ستتصاعد ضراوتها وتأثيراتها، كما ستكثر تطوراتها خلال الشهور الستة القادمة، وستحقق المقاومة فيها انتصارًا تلو انتصار، حيث معادلة التغيير في صفوف القوات الهامشية هذه تقوم على زعزعة موقف القوى الباقية -من القوات الهامشية - مع كل انسحاب تقوم بها إحداها، وعلى أن هذه القوى حضرت إلى العراق بتأثير كل واحدة على مجموعة منها، فقد كان انسحاب القوات الأسبانية فاتحة ودافعًا لانسحاب قوات أخرى من ناحية، كما كان له تأثير حاسم على انسحاب القوات الأخرى من الدول الناطقة بالأسبانية كالسلفادور، وكذلك سيكون الأمر بالنسبة لبولندا وأوكرانيا بالنسبة لرومانيا.

أما إذا حدثت الفاجعة الكبرى لقوات الاحتلال الأمريكية بانسحاب القوات البريطانية بعد أن أصبح بلير في مهب الريح بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، فإن القوات الأسترالية ستكون في حالة أشد حرجًا. وفي تلك الأحوال ستصبح القوات الأمريكية وحيدة، وفي ظروف يصعب عليها تعويض خسائرها أو تبديل جنودها، بفعل رفض الشباب الأمريكي للتجنيد في صفوف القوات الأمريكية، وهو ما كشفت عنه اعترافات رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مايرز.



اعترافات مايرز!

في ظل هذه الأجواء تأتي خطورة ما قاله الجنرال مايرز – رئيس الأركان الأمريكي – في التقرير الذي قدمه قبل نهاية خدمته في سبتمبر القادم، من أن الحرب على العراق بددت القدرة العسكرية الأمريكية، وأن أي حرب جديدة سوف تستغرق زمنًا أطول وتحتاج إلى موارد إضافية – ألم نقل إن الجهاد في العراق ينقذ البشرية كلها من الإجرام الأمريكي - وأن الأمريكيين غير راغبين في الانضمام إلى الجيش الأمريكي بعد حربي أفغانستان والعراق، وكذلك ما كشفه من أن البنتاجون فشل في تجنيد الأعداد المطلوبة للانضمام إلى الجيش الأمريكي.

وقد جرى الاعتراف على صعيد لغة الأرقام بأن قوات الاحتياط في الجيش الأمريكي قد انخفضت بنسبة 21%، وأن فاعلية بعض القوات انهارت بنسبة 16 %، بما يعني أن قدرة الجيش الأمريكي على استبدال قواته قد انخفضت، وأن قدرة الوحدات على العمل قد انخفضت كفاءتها، وهو يلقي ظلالاً سوداء على أوضاع الجيش الأمريكي في العراق.

وقد أعقب تلك التصريحات ظهور لغة جديدة في تصريحات الجنرالات الأمريكيين، باتت تتحدث عن أن المجاهدين في معركة القائم ظهروا أعلى تدريبًا، كما باتوا يرتدون سترات واقية، وهي بطبيعة الحال محاولة لتبرير الفشل أكثر منها إشادة بالمقاومة، التي لا يعزز قوتها إلا إيمانها بالله، أما وسائلها القتالية فمعلوم أنها لا يمكن أن تقارن بالوسائل القتالية لدى الجيش الأمريكي. وقد جاءت تلك الاعترافات في وقت تصاعدت فيه العمليات الاستشهادية في العراق إلى ثلاث عمليات يوميًا – رحم الله شهدائنا – في الوقت الذي بات عدد القتلى الأمريكيين يشهد تصاعدًا أو بات يشهد اعترافًا متصاعدًا بزيادة أعداده.



بقلم: طلعت رميح

lkhtabi
15-05-2005, 12:21 AM
آلله آكبر ولله آلحمد

عاشق بغداد
15-05-2005, 09:38 AM
وفي هذه الشهور الستة سيكون الاحتلال الأمريكي قاب قوسين أو أدنى من أن يكون عاريًا تمامًا من كل قوة هامشية تغطي وجوده الإجرامي على أرض العراق، في ضوء أن معظم القوات التي قبلت الانضمام لخطة تغطية الاحتلال سترحل، والأهم من ذلك في المرحلة المقبلة ـ وهو أمر تتضاعف خطورته إلى درجة التأثير باتجاه حسم الصراع لصالح المقاومة خلال الشهور الستة القادمة

(( النصر بات قريباً إن شاء الله تعالى ))

أكثروا من التوسل والدعاء إلى المولى عزّ وجلّ بقلوب صادقة

والحمد لله رب العالمين في السرّاء والضرّاء

wiseguy6199
15-05-2005, 09:42 AM
بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
هزمت الأحزاب وبدءوا يولون الدبر