المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعون الجهادية



أبو العز الجبريني
23-05-2004, 07:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأربعون الجهادية

كتبها : حسين بن محمود

لا يشك مسلم بأن الجهاد في زماننا هذا فرض عين على كثير من المسلمين ، ولما كان فتح الحدود والسماح للناس بالجهاد ضد الأعداء في الثغور من رابع المستحيلات (كما يقال) في ظل معطياتنا السياسة ، كان لزاماً علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي قابعين في بيوتنا وإخواننا في الثغور يجودون بأنفسهم في سبيل الله .. لهذا جمعت بعض الخطوات العملية "الجهادية" (جمعاً ، لا حصراً) حتى لا يُحرم من ليس في جبهات القتال من الأجر ، ولعله يكون في هذه الأعمال (بعض) إعذاراً للنفس عند السؤال:

الجهاد العقدي:

إن أعداء الأمة ينفذون خطة مدروسة ومفصلة لسلب هذه الأمة هويتها الإسلامية ، ولتشويه كثير من العقائد والثوابت في عقول المسلمين والتي هي قوة المسلمين الضاربة في وجه الأعداء ، فعليك بإفشال هذا المخطط الرهيب الذي يحارب كيان أمتك وسر وجودها:

1- عليك بتعلُّم عقيدة الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله. تعلم كيف تفرق بين معاملة الكافر بالبر والقسط ، وبين مقاتلته إن هو قاتل المسلمين ، أو ظاهر على قتالهم أو وقف في وجه دعوتهم. مع بغض الكافر في جميع الأحوال (لكفره).

2- تعلم معنى التوحيد الذي يشمل "توحيد الألوهية" الذي عليه مدار دعوة الأنبياء ، فالله وحده يُعبد ، وهو وحده من تخاف وتخشى ، وهو وحده من يجلب النفع والضر ، وهذا من شأنه أن يزيل عن قلبك الخوف من البشر ، ويزودك بسلاح التوكل على الله.

3- تعلم معنى الإيمان: "إقرار بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح والأركان ، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي" . وهذا من شأنه أن يجنبك السلبية في العمل من أجل هذا الدين.

4- تعلم نواقض الإيمان حتى لا تقع فيها فتطلب العون من الله ولا تعطاه لكونك خرجت من دائرة الإسلام ، وقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يدركه.

5- تعلم أركان الإسلام الستة: "الإيمان بالله ، وبملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره" ففي هذا من الخير ما لا يحصى. فالإيمان بالله يصرفك إليه دون سواه ، والإيمان بالملائكة يقوي يقينك بالتسليم بالغيبيات التي ذكرها الله ، والإيمان بالكتب يجعل حياتك منظمة وفق دستور إلهي ، والإيمان بالأنبياء يجعل لك قدوة تقتدي بهم ، والإيمان باليوم الآخر يجعل لك هدفاً في هذه الدنيا ويُزهّدك فيها ، والإيمان بالقدر يزرع في قلبك الرضى والصبر .. وهكذا ..

6- تعلم أسماء الله وصفاته ففيها من العلم ما يثبتك على الحق ، ويجردك للعمل الخالص ، ويقوي في نفسك مراقبة الله ، وعبادته رغبة ورهبة.

الجهاد الدعوي:

لا يستقيم الدين ولا تثبت العقائد إلا بنشر العلم والدعوة إلى الله. لقد جيشت دول الكفر أساطيلها تحارب دعاة الإسلام في كل مكان وهذا من شأنه أن يضعف جانب الأمة الروحي الذي هو سلاحنا الأقوى في مواجهة أعدائنا ، فعليك أخي بالتصدي لهذه الغزوة بتكريس جزء كبير من حياتك للدعوة إلى الله "قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي .." (يوسف : 108):

7- إن كنت ذو علم فعليك واجب البيان للناس: بالكتابة ، أو بالقول ، أو بالفعل ، أو بهم أجمع ، ولا يجوز لك التقاعس أو التقوقع في مثل هذه الظروف.

8- إن كنت جاهلاً فعليك التعلم من الآن بالجلوس في حلق العلم وسؤال أهل الإختصاص من العلماء الثقات.

9- إن كنت من أصحاب الأموال فاكفل الدعاة وانشر الأشرطة والكتب الإسلامية الدعوية، وإن لم تكن لديك خبرة في هذا المجال فلن تعدم طالب علم عامل تسأله ، فوالله لا ينقص كثير من هؤلاء الشباب المخلص إلا المال لنشر هذا الدين في أرجاء الأرض.

10- عليك بالمشاركة في الصحف والمجلات والقنوات التلفازية بالكتابة والقول ، فإن فَعل أكثر الناس ذلك تولّد ضغط جماهيري يوجه هذه القنوات إلى ما فيه مصلحة الأمة (وقد لمسنا هذا في بعض القنوات من المنافسة في زيادة البرامج الدينية "إرضاء للجماهير").

11- آزِر العلماء الثقات ، واشدد على أيديهم ، وأكثر سواد مؤيديهم ليكون لهم ثقل ووزن في الساحة السياسية وصناعة القرار.

12- ليس للداعية حدود تحده في الدعوة: فأنت في البيت داعية ، وفي عملك داعية ، وفي مدرستك داعية ، وفي الشارع داعية ، وبين أصحابك داعية ، فأينما حللت أو نزلت فأنت تدعو إلى الله بالابتسامة ، بالكلمة ، بالهدية ، بمساعدة الآخرين ، بزيارة المريض ، بالسلام ، بكل جوارحك وعواطفك "لا تحقرن من المعروف شيئاً".

الجهاد العسكري:

لا يشك عاقل بأن الجهاد في سبيل الله بالنفس هو الخيار (الفرض) الإستراتيجي للخروج من هذه العاصفة التي حلت بالأمة ، وهو أعلى مراتب الإسلام "وذروة سنامه" ، ولكن كيف نجاهد بالنفس في ظل واقعنا اليوم:

13- على من يحسن القتال على الطريقة الحديثة (استخدام الأسلحة الحديثة) أن يحاول الوصول إلى داخل الجبهات وذلك بالتنسيق مع إخواننا المجاهدين هناك ، ولا ينفرد بهذه الخطوة الحساسة إلا بالتنسيق معهم ، لأنه قد يفسد عليهم أكثر مما يصلح.

14- من يحسن القتال ولا يستطيع الوصول إلى الداخل فعليه بذل النصيحة واستخدام خبرته العسكرية لتوجيه المجاهدين في الداخل ، وتدريب إخوانه المسلمين من الشباب في الخارج.

15- من لا يحسن القتال فليشغل نفسه بالاستعداد البدني والعسكري والتدرب على ما يستطيع من الأسلحة والتكتيكات العسكرية. "وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً" (التوبة : 46).

16- على الأخوة في الجيوش الإسلامية تثقيف أفراد الجيش تثقيفاً شرعياً وزرع حب الجهاد والشهادة في سبيل الله بين أفراد هذه الجيوش (كلٌّ حسب قدرته).

17- من لم يستطع الجهاد بالبدن لعذر شرعي فعليه الجهاد بالمال: إما بماله إن كان ذا مال ، أو بتحريض المسلمين على البذل في سبيل الله وبيان ما في ذلك من الأجر والثواب ، فكثير من الجبهات لا ينقص المجاهدين فيها (بعد عون الله) إلا المال ، وما جِنين عنا ببعيد.

18- من لا يستطيع التدرب على السلاح في بلاده فليسافر إلى بلاد أخرى (وإن كان في الإجازة الصيفية) تتوفر فيها الأسلحة فيتدرب فيها على ما يستطيع من الأسلحة الحديثة.

19- من لا يستطيع مغادرة بلاده لسبب أو لآخر فليلتحق بالجيش فيها بنيّة الإعداد للجهاد ، وليتدرب على ما يستطيع من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وعلى فنون القتال الحديثة.

20- من كان كبيراً في السن أو غير لائق بدنياً فليحرض غيره من أبنائه أو إخوانه على الإعداد للجهاد بالمال والبدن كما هو مبين أعلاه " .. وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ .." (النساء : 84) ، والتحريض يقوم به القادر أيضا ،وتقوم به النساء .



الجهاد الاقتصادي:

لقد تغلب علينا أعداؤنا اقتصاديا لدرجة يصعب علينا اللحاق بهم في المستقبل القريب ، ولكن جزء كبير من اقتصادهم يعتمد على معاملتهم معنا ، فعليك بهذا الجانب الحيوي ولا تغلبنك شهوتك:
لا تشتري بضائع اليهود والنصارى المحاربين ، وعليك ببضائع المسلمين ، ففي هذا تشجيع للصناعة الإسلامية (وهناك دول إسلامية تصنع ما يغنيك عن الكفار كإندونيسيا وماليزيا وغيرها) ، وتذكر أن كل درهم تعطيه الأعداء يتحول إلى رصاصة في قلب طفل مسلم "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".

22- إن كنت تاجراً فلا تستورد بضائع من يكيد للإسلام والمسلمين حتى يعلموا أن في ذلك زوال أو نقصان لتجارتهم ،وعليك بالتعامل مع الدول الإسلامية(إلا في ما يحتاجه الناس - وليس عند الدول الإسلامية - فهذا قد يكون لك فيه عذر ، ولكن عليك مع هذا تشجيع صناعة مثل هذه السلع في الدول الإسلامية المتطورة).

23- أعلِم من حولك من أصحاب المحلات بأنك لن تشتري البضائع الأمريكية أو التي يحارب أصحابها المسلمين ، ولقد لاحظنا نتيجة هذه المقاطعة في تصرفات كثير من التجار والمحلات التجارية ، والحمد لله.

24- لا تسافر إلى الدول التي تحارب الإسلام والمسلمين ، وعليك بالسياحة في بلاد الإسلام فهي أجمل ، وأنظف ، وأأمن ، وأرخص من بلاد الكفار. وللسياحة مدخول اقتصادي هائل على الدول الكافرة ، والمسلمون أولى بأموالك من الكفار.

25- إياك وجلب الأيدي العاملة غير المسلمة إلى البلاد الإسلامية (وخاصة جزيرة العرب) ، وعليك باستخدام الخبراء المسلمين فهم كُثر ، وأقل كلفة ، وأأمن على المال والعمل.

26- إن كانت لديك استثمارات في بلاد الكفار فحولها إلى البلاد المسلمة يستفيد منها المسلمون ، وتساعدهم على إنعاش اقتصادهم وتطوير صناعاتهم.

27- إن كنت من أهل الخبرة والعلم التقني فلا تجلس في بلاد الكفر تقويهم على المسلمين ، ولكن ارجع إلى بلاد الإسلام (ولو لم تتوفر نفس الفرصة الوظيفية والراتب) تنفع المسلمين ، واحتسب ذلك عند الله.

الجهاد الفكري:

هناك كثير من المفاهيم الخاطئة التي أصبحت مسلمات عند كثير من المسلمين ينبغي أن تصحح وتزال من أذهاننا حتى تستقيم الأمور ويجاهد الناسُ على بينة ، منها:
28- البلاد الإسلامية بلاد واحدة ، وهذه الحدود المرسومة هي حدود مصطنعة يجب أن تزال من العقول المسلمة (وإن بقيت عمليا) .. فالمسلم الياباني والأمريكي والأوروبي والهندي مواطن في مكة والمدينة كغيره ممن ولد في تلك البلاد لهم ما لهم من الحقوق وعليهم ما عليهم من الواجبات ، لا فرق بين هذا وذاك "لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى".

29- كثير من الأمم القوية والعظيمة ذهبت بعد عز وقوة ، فدوام الحال من المحال (والله الأول والآخر) ، وكان حقاً على الله إذا رفع شيئاً أن يضعه. إذا كانت الدولة اليوم للغرب فلن تبقى لهم ، واعلم بأن هذا من العرض الزائل ، وأن العاقبة للمتقين. والله سبحانه وتعالى أخبرنا بأننا إذا امتثلنا أمره، لم نزل منصورين على عدونا ، وأنه إن سلَّط أعدائنا علينا فلتركنا بعضَ ما أُمرنا به، ولمعصيتنا له ، ولكنه لم يُؤُيسنا، ولم يُقنِّطْنا، بل أمرنا أن نسْتَقْبل أمرنا ، ونداوي جِرَاحَنا ، ونَعُود إلى مُناهضةِ عدونا فينصرنا عليهم، ويُظفرنا بهم، فقد أخبرنا بأنه معَ المتقين ، ومعَ المحسنينَ، ومعَ الصابرين، ومعَ المؤمنين.

30- كما أن فلسطين أرض إسلامية ومقام اليهود فيها استثنائي غير دائم ، كذلك الحكم بغير ما أنزل الله في البلاد المسلمة ، وغيرها من الأمور المخالفة للشريعة والتي أصبحت من عرف الناس ، فلا يجب التعامل معها إلا من هذا المنظور .. ولا عبرة بمن يقول إن هذا واقع يجب التعايش معه ، بل نقول هذا خلل يجب أن يصحح ، وعارض لا بد من العمل على إزالته.

31- لا يجوز لمسلم أن يكون مع كافرٍ ضد مسلم ، ولا يجوز لمسلمٍ أن يُعين كافراً على مسلم فهذا من نواقض الإسلام ، وإن أخطأ مسلماً في حق كافر فإنه لا يسلَّم للكافر أبداً ، بل يحاكم وفق الشريعة الإسلامية.

32- المعاصي والمنكرات المنتشرة في بلاد الإسلام ليست أصلية فيها ، وليست واقعاً لا يمكن إزالته ، أو أمراً ينبغي التأقلم معه ، بل هي شواذ تزول بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وبالحكمة) ، ولا ينبغي للمسلم أن يُقر بالخطأ ولو فعله من في الأرض جميعاً ، ويجب على المسلم أن يتعلم مراتب الإنكار وكيفية تفعيلها في مجتمعه.

جهاد التربية:

لا شك أن الأعداء يريدون اقتلاع الحس الجهادي وجانب القوة العقدي المتمثل في التربية الإيمانية للناشئة ، ولذلك ركز الأعداء على التعليم الابتدائي لأبنائنا ووصموا كل ما يمت إلى الإسلام الصحيح بصلة بالتعليم "المتطرف" ، فتجاوبت معهم كثير من الحكومات التي غيرت ما بقي من مناهجنا الإسلامية لتتوافق ومخططات الأعداء .. ومن هنا يأتي أهمية جهاد التربية:

33- عليك أخي بتربية أبنائك تربية إيمانية بعيدة عن المؤثرات المخالفة لمنهج القرآن والسنة ، وإن كنت لا تستطيع ذلك ، فسلمهم إلى بعض طلبة العلم أو العلماء العاملين يؤدبونهم كما كان يفعل خلفاء المسلمين وأمرائهم. (وقد عمد بعض الناس في أحد الأحياء إلى الاتفاق مع طالب علم لتأديب أبنائهم في مسجد الحي مقابل سعر رمزي يدفعه الآباء ، فكان في ذلك الخير الكثير ، ولله الحمد).

34- شجع أبنائك على البذل للجهاد والمجاهدين ، وحبذا لو تجعل لهم أهدافاً يجمعون لها ، كأن تقول لهم: ثمن طلقة الكلشنكوف 3 دولارات ، وثمن الكلشنكوف 2000 دولاراً وثمن قاذف (R-B-G) يبلغ 12000 دولاراً ، وثمن الكيلو الواحد الخام من مادة (T-N-T) المتفجرة التي يستخدمها الاستشهاديون في فلسطين هو 100 دولاراً (هذه الأرقام نشرتها كتائب القسام في موقعها) ، وعليك بمتابعة هذا الأمر معهم فيشبوا على حب البذل والجهاد والمشاركة الإيجابية الفعالة في قضايا أمتهم.

35- علّم أبنائك الفرق بين المسلم وغير المسلم ، وأن من لم يكن مسلماً فإنه كافر يخلّد في النار أبداً ، وأن الله لا يقبل غير الإسلام ديناً ، فينشأ ابنك وله شخصيته الإسلامية المستقلة البعيدة عن الانهزامية النفسية.

36- إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تسلم ابنك للتلفاز يربيه اليهود والنصارى والمنافقون ، فيشب: شبه رجل ، ونصف مسلمٍ. أنت مسؤول أمام الله عن تربية ابنك (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). إن جهاد التربية من أعظم أنواع الجهاد في عصرنا فإياك أن يؤتى الإسلام من قِبَلك.

37- علّم ابنك أنه ليس كغيره من البشر ، وأنه صاحب رسالة في هذه الدنيا ، وأنه يجب عليه إبلاغ دين ربه للعالم ، وأن عليه ِحمل تغيير واقع هذه الأمة ، فيشب ابنك عالي الهمة ، جاد مجتهد ، ولا تقل: وما عسى أن يفعل ابني الصغير ، فكل الرجال العظام كانوا أطفالاً صغاراً ، وكثير منهم لم يكن آباؤهم أصحاب نفوذ أو سلطان ، ومع ذلك غيروا وجه التاريخ.

38- لا يعني كونك تعلم أبنائك العلم الشرعي أن تنسى العلم الدنيوي ، فالعلم الدنيوي تبع للشرعي وقد يكون تعلمه واجباً على أفراد الأمة . نريد المهندس المبتكر ، والطبيب الحاذق ، والتاجر الناجح. وليكن الأصل في التعليم هو الشرعي فيكون كالقاعدة يُبنى عليه التعليم الفني وليس العكس ، لأنه إذا تعلم الدنيوي أولاً أصبح هذا أساساً يقيس عليه الشرعي وهذا لا يستقيم.

39- دع عنك "ليلى والذئب" و "الأميرة والثعبان" ، وجنب ابنك مشاهير الرياضة والفن (العفن) الهابط السخيف ، وعليك بقصص الأنبياء والصحابة ، أشغل بها أبنائك فيشبوا على بطولات سيف الله خالد بن الوليد ، وعلى إقدام الزبير بن العوام ، وعلى رقة أبي بكر وشدة عمر ، وعلى قوة علي وحياء عثمان ، وعلى فقه ابن مسعود وأمانة حذيفة بن اليمان.

40- لا تجعل من ابنك نعجة تملأ جوفها طعاماً فيسمن ويترهل ، ويخمل ويكسل ، ولكن علّمه الشدة والقسوة وشظف العيش. امنعه من الطعام في بعض الأوقات ، خذه إلى الصحراء تلفحه الشمس ، واجعله يصعد الجبال ليتقوى ويخشوشن ، ألقِ به في البحار والأنهار ليقارع الأمواج. لا نريد ذكوراً يخافون ظلَّهم ، بل نريد رجالاً يخاف الأعداء من ظلّهِم.


وبعد: فعليك بجهاد نفسك أولاً قبل جهاد عدوك ، واعلم أن مراتب جهاد الإنسان لنفسه أربعة:

إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت في الدَّارين.

الثانية: أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.

الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.

الرابعة: أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله.
فيا أخي: تعلم ما قرأت ، واعمل به ، وعلمه غيرك ، واصبر على العمل والتعليم تبلغ مراتب أهل الجهاد بعد صفاء نية وحسن متابعة.

إن ما نحن فيه ابتلاء وامتحان من الله ، وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يمتحن النفوسَ ويبتَليها، فُيظْهِرَ بالامتحان طِّيبَها مِن خبيثها، ومَنْ يصلُح لموالاته وكراماته، ومَنْ لا يصلُح، وليُمحِّص النفوسَ التي تصلُح له ويُخلِّصها بِكِير الامتحان، كالذَّهب الذي لا يخلُص ولا يصفو مِن غِشه، إلا بالامتحان ..

هذه الخطوات ما هي إلا اختبار للنفس على تحمل العمل والجهاد والبذل في سبيل الله ، فمن كان جاداً في نصرة هذا الدين فعليه بالعمل الجاد الدؤوب ، فالوقت وقت عمل ، والخطب جلل ، ولا مجال للكسل .. ولتكن هذه الخطوات سجية لا عرضاً يزول بزوال الحماس ..

والله اعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..