عبدالغفور الخطيب
14-05-2005, 02:12 PM
عندما تستأسد البعوضة
لقد قال العرب قديما :
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة .. ان البعوضة تدمي مقلة الأسد
لقد قيل هذا المثل ، فيمن يغتر بقوته و يتبجح بها ليلا ونهارا ، ويرغي ويزبد ويطلب من الآخرين موافقته ، حتى لو قال لهم أن الجبل منخفض والوادي عالي ، والليل ضوئه ساطع والنهار حالك الظلمة ، فان قالوا لا ، فالويل لهم من بطش هذا المغرور الجلف .
وهذا هو حال أمريكا التي لملمت على مر خمسة قرون أصلج و أبرد سكان الأرض ممن رفضتهم أوطانهم ، أو دفعتهم غريزتهم العدوانية المغامرة لأن يؤسسوا لهم وطنا على حساب سكان آخرين ، فأسسوا وطنا بني على النهب والمؤامرة والعدوانية ، ولكن بلا ذاكرة وطنية موحدة بل بحصيلة ذاكرات هي أسوأ ما لدى الشعوب من ذاكرة . فاصبحوا كاللص الذي سطا على مال غيره وهو معدم بالأصل ، و أراد أن يتذكره الآخرون كنبيل محترم ، فوظف ماله بزيادة وسائل عدوانيته ، التي يصر على أنها من العظمة التي يجب أن ينفرد بنسبها له .
لقد خدع العالم طوعا أو كرها بالتسليم لهذا العدو على أنه عظيم ، و انضم من انضم إليه بالهجرة او الموالاة عن بعد ، حتى أصبحت هذه العظمة أكبر كارثة تاريخية ، إذ احتشد حولها كل من يصنف على أنه أحد عوامل قهر الشعوب أو سرقة الثروات ، فالصهيونية والحكومات التي لا سند شعبي لها ، والحالمون ممن يطمحوا بمجد سريع حتى لو كان على حساب شرفهم وشرف أوطانهم .
كل ذلك أعطى مسمى زائفا لتلك الدولة ، وكررت وسائل الإعلام ذلك المسمى الدال على العظمة أو ما يدل عليه ، وطبعا هذا من أصول لعبة كل ما هو حقير ، حيث يبذل في الإعلام من الأموال التي يسرقها ، لكي يسبح بنعمته ليلا ونهارا كل من يستهويه هذا النموذج . ولكن مهما وضعت على الفأر يافطات وعلامات ومسميات على أن الذي أمامك (فيل ) فانه بعين من يرى ما هو إلا فأر .
لقد كتب النجاح لهذا العظيم المزيف في كثير من الفرص التي تم استغلالها كانتهازي محترف ، فمنذ البدء عندما تم الاحتيال على الهنود الحمر و استغلاله لانهاك الدول المتحاربة في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وبروزه في نهاية كل حرب على أنه هو الحاسم لتلك الحروب ، والأمثلة كثيرة في فيتنام وغرينادا وبنما وكوريا الخ .
لقد تراكم تراث الزيف ، حتى بدأ أصحابه يصدقونه ، فتصاعدت أصواتهم القبيحة بالتبجح واعتبروها زئيرا يخيف العالم ، و يبدو أنهم قد قالوا ان الصوت العالي هذا ( الزئير ) لا ينتج إلا عن أسد ، ولما لا ، فالأسد هو سيد الغابة ، وطالما أنه لا قانون بالغابة ، فلما لا نصول ونجول في العالم كيفما يحلو لنا ، فاستخدموا وسائلهم العدوانية الجوية في ضربة هنا وهناك ، وتدمير هنا وتدمير هناك ، دون أي اعتبار لأي محرمات . فهم بلا ذاكرة واضحة ، فلما يكون لغيرهم مثل تلك الذاكرة ؟
ان من يقول انهم أسود وقد استهانوا بغيرهم ، فانطبق عليهم مثل بيت الشعر (لا تحقرن صغيرا ...) هو مخطئ ، فان الأسد لا تأتي عظمته من الطيران ، ان عظمة الأسد تأتي من تمكنه من المنطقة التي يقيم بها ، وان من يطير هو البوم أو الغراب أو حتى البعوض ... وهاهم أسود العراق يبرهنوا ذلك .. فان عقدة التعاظم عند بعوضة أمريكا المستأسدة قد اصطدمت بحقيقة من هو الأسد !!
لقد قال العرب قديما :
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة .. ان البعوضة تدمي مقلة الأسد
لقد قيل هذا المثل ، فيمن يغتر بقوته و يتبجح بها ليلا ونهارا ، ويرغي ويزبد ويطلب من الآخرين موافقته ، حتى لو قال لهم أن الجبل منخفض والوادي عالي ، والليل ضوئه ساطع والنهار حالك الظلمة ، فان قالوا لا ، فالويل لهم من بطش هذا المغرور الجلف .
وهذا هو حال أمريكا التي لملمت على مر خمسة قرون أصلج و أبرد سكان الأرض ممن رفضتهم أوطانهم ، أو دفعتهم غريزتهم العدوانية المغامرة لأن يؤسسوا لهم وطنا على حساب سكان آخرين ، فأسسوا وطنا بني على النهب والمؤامرة والعدوانية ، ولكن بلا ذاكرة وطنية موحدة بل بحصيلة ذاكرات هي أسوأ ما لدى الشعوب من ذاكرة . فاصبحوا كاللص الذي سطا على مال غيره وهو معدم بالأصل ، و أراد أن يتذكره الآخرون كنبيل محترم ، فوظف ماله بزيادة وسائل عدوانيته ، التي يصر على أنها من العظمة التي يجب أن ينفرد بنسبها له .
لقد خدع العالم طوعا أو كرها بالتسليم لهذا العدو على أنه عظيم ، و انضم من انضم إليه بالهجرة او الموالاة عن بعد ، حتى أصبحت هذه العظمة أكبر كارثة تاريخية ، إذ احتشد حولها كل من يصنف على أنه أحد عوامل قهر الشعوب أو سرقة الثروات ، فالصهيونية والحكومات التي لا سند شعبي لها ، والحالمون ممن يطمحوا بمجد سريع حتى لو كان على حساب شرفهم وشرف أوطانهم .
كل ذلك أعطى مسمى زائفا لتلك الدولة ، وكررت وسائل الإعلام ذلك المسمى الدال على العظمة أو ما يدل عليه ، وطبعا هذا من أصول لعبة كل ما هو حقير ، حيث يبذل في الإعلام من الأموال التي يسرقها ، لكي يسبح بنعمته ليلا ونهارا كل من يستهويه هذا النموذج . ولكن مهما وضعت على الفأر يافطات وعلامات ومسميات على أن الذي أمامك (فيل ) فانه بعين من يرى ما هو إلا فأر .
لقد كتب النجاح لهذا العظيم المزيف في كثير من الفرص التي تم استغلالها كانتهازي محترف ، فمنذ البدء عندما تم الاحتيال على الهنود الحمر و استغلاله لانهاك الدول المتحاربة في الحربين العالميتين الأولى والثانية ، وبروزه في نهاية كل حرب على أنه هو الحاسم لتلك الحروب ، والأمثلة كثيرة في فيتنام وغرينادا وبنما وكوريا الخ .
لقد تراكم تراث الزيف ، حتى بدأ أصحابه يصدقونه ، فتصاعدت أصواتهم القبيحة بالتبجح واعتبروها زئيرا يخيف العالم ، و يبدو أنهم قد قالوا ان الصوت العالي هذا ( الزئير ) لا ينتج إلا عن أسد ، ولما لا ، فالأسد هو سيد الغابة ، وطالما أنه لا قانون بالغابة ، فلما لا نصول ونجول في العالم كيفما يحلو لنا ، فاستخدموا وسائلهم العدوانية الجوية في ضربة هنا وهناك ، وتدمير هنا وتدمير هناك ، دون أي اعتبار لأي محرمات . فهم بلا ذاكرة واضحة ، فلما يكون لغيرهم مثل تلك الذاكرة ؟
ان من يقول انهم أسود وقد استهانوا بغيرهم ، فانطبق عليهم مثل بيت الشعر (لا تحقرن صغيرا ...) هو مخطئ ، فان الأسد لا تأتي عظمته من الطيران ، ان عظمة الأسد تأتي من تمكنه من المنطقة التي يقيم بها ، وان من يطير هو البوم أو الغراب أو حتى البعوض ... وهاهم أسود العراق يبرهنوا ذلك .. فان عقدة التعاظم عند بعوضة أمريكا المستأسدة قد اصطدمت بحقيقة من هو الأسد !!