المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ان عهدك يا مبارك قد انتهى.. فاحمل عصاك و ارحل



ShakoMakoo
14-05-2005, 09:08 AM
مجدى أحمد حسين

magdyhussien@hotmail.com


لم يعد لدينا سبيل سوى المواجهة حتى اسقاط حكم مبارك

تحية للاخوان المسلمين فى وقفتهم البطولية الصامدة

نقول لهم : لقد اتخذتم قرارا تاريخيا بتصعيد حركة الاحتجاج السلمية

فسيروا على بركة الله و الأمة كلها معكم







الله أكبر كبيرا .. و الحمد لله كثيرا .. و سبحانه الله بكرة و أصيلا ,,

لقد خرج العملاق من قمقمه و لن يعود اليه أبدا باذن الله
حتى يعود الحق لأصحابه ، كما توقعنا منذ عدة شهور
و قلنا أننا نعيش عام الحسم مع الاستبداد و الطغيان ،
و ان غضبة الشعب ستتصاعد ، و ان كرة الثلج
الشعبية ستكبر مع الأيام ، الا ان النظام
وضع أصابعه فى آذانه و استغشى ثيابه ،
بينما الازمة السياسية تنتقل من نقطة الى نقطة أعلى .

و نحن لم نعول على رشد أو حكمة النظام الذى أوصل البلاد الى الهوة السحيقة الراهنة ، و لكننا كنا نعول دائما على الله سبحانه و تعالى ثم على الشعب المصرى الذى ضاقت به السبل داخل مصر ،
و تشرد داخل و خارج مصر حتى ان صحيفة الاهرام
تنشر ببساطة و بدون تعقيب ان 100 ألف مصرى
موجودون فى سجون ايطاليا وحدها بتهمة الهجرة غير الشرعية !!
و على مدار الشهور الماضية نسمع عن مصريين
يحاولون التسلل الى أوروبا عبر البحر - غالبا من ليبيا -
فى هجرة غير شرعية تفضى فى أغلب الأحوال
الى الغرق أو السجن . و لكن مبارك - مثل نيرون -
مازال يدعو الناس لعبادته و هو فى قصوره المعزولة
لا يدرى شيئا عن أحوال المصريين و يريد البقاء
فى الحكم للأبد و لو على جماجم المصريين .
كان يمكن للحركة السياسية الشعبية ان
يصيبها الفتور بعد قرار مبارك بتنظيم هجوم
مضاد على الحريات التى انتزعت فى الشهور
الماضية و على رأسها حق التظاهر السلمى
و لذلك فان نزول حركة الاخوان المسلمين
بثقلها فى الميدان كان قرارا تاريخيا ،
و هم منذ 27 مارس الماضى لم يتوقفوا
يوما عن التظاهر للمطالبة بالاصلاح\
السياسى و بلغت الحركة ذروتها يومى
الأربعاء و الجمعة 4 و 6 مايو ، و التى
عمت العديد من المحافظات و القاهرة و الجيزة .

و قدمت الحركة أول شهداء الاصلاح السياسى
طارق غنام فى طلخا و قدمت قرابة ألفى
معتقل و على رأسهم د . عصام العريان ،
فبارك الله فى الاخوان المسلمين ،
نحييهم و نشد على أياديهم و نحن
معهم فى نفس الخندق . المهم ان
قرار الاخوان كان قرار ا استراتيجيا صائبا
و فى التوقيت المناسب استجابوا لرغبة
الامة فى التغيير و التى تحتاج لنزولهم بثقلهم .

و الآن فان المشهد الشعبى أصبح واثقا
و على أرض صلبة و فى مرحلة جديدة ،
فالقوى الشعبية متراصة فى موقف واحد
يحمل نفس النقاط البرنامجية المطالبة
بالاصلاح و قد وصلت الى نقطة اللاعودة
و هى تناضل كى لا يمر عام انتخابات الرئاسة ،
كما يمر كل مرة بالخداع و التزوير و الاستيلاء

غير المشروع على السلطة .

و فى المقابل فان السلطة تتمترس - بمنتهى الغباء -
فى مواقعها و لا تريد أن تتزحزح عن موقفها
الاستبدادى شعرة واحدة ، و يكمن الغباء
هنا فى أن هذا الموقف يزيد الأزمة اشتعالا

و يبعد الوضع السياسى عن أى نوع من
أنواع الاستقرار حتى من زاوية استقرار الحكام على مقاعدهم .

فقد خرجت اللجنة التشريعية لمجلس الشعب
المزور بالنص النهائى للتعديل الدستورى لانتخابات
الرئاسة بنفس الصورة التى وردت من مبارك ،
هذا يعنى ان التعليمات الرئاسية التى وصلتهم هى كذلك ،
و بالتالى فكل ما صرخت به نخبة الأمة و عامتها
قد أودع فى سلة المهملات ، و قد كان ذلك
هو المعتاد من النظام دائما ، و لكن هذه
المرة فان الأمر لن يمر ، و اذا هم توهموا
ذلك فسوف يعرفون سريعا انهم يحفرون
قبورهم بأيديهم .

انهم أغلقوا الترشيح للرئاسة على أفراد
معروفين معدودين من أقارب النظام
(بعض أحزاب المعارضة الرسمية ) ،
و تجاهلوا كل مطالب الأمة : فترتان للرئاسة
- الغاء الطوارئ - اشراف قضائى كامل - اطلاق
حرية تشكيل الأحزاب و اصدار
الصحف - استقلال القضاء - تيسير الترشيح للرئاسة .

و هكذا تم اعداد المسرح للمواجهة ، حيث لم يعد سبيل آخر سوى المواجهة . النظم الاستبدادية فى مرحلة احتضارها تتسم بهذه الحماقة ،
فنحن أمام مرض تاريخى معروف ، فالحكام
الفاسدون يتمسكون بالسلطة لتحصين أنفسهم
من المساءلة ، و أيضا لفكرة الاستمتاع بملذات الدنيا
من موقع السلطة و هم يرون أن خروجهم من السلطة
مغامرة غير محسوبة و أن سماحهم بالاصلاح (كحرية الانتخاب )
يعنى خروجهم من السلطة . اذن فان الاستقالة
أو التنحى تساوى عندهم الاصلاحات الديموقراطية
لانهم يعرفون حقيقة افتقادهم للشعبية .
و لذلك فانهم يخوضون معركة الحياة أو الموت .
و لكن الشعب الذى مات قهرا و جوعا و ضرب
فى عقيدته و مقدساته هو أيضا يخوض
معركة الحياة أو الموت ، فمن يفوز فى هذه
المعركة : 72 مليون أم حفنة من الحكام و المنتفعين ؟!

ان أهمية نزول الاخوان المسلمين بثقلهم
فى المعركة يرجع الى أهمية تعزيز دور القياد
ة السياسية لحركة الشارع برؤية و برنامج محدد ،
و لكن التطورات فى القطاعات المختلفة للشعب
ليست هينة ، بل مزلزلة للنظام ، فهناك حركة القضاة
المطالبة باستقلال القضاء أو الامتناع عن الاشراف
على الانتخابات و الحكومة بدلا من الاستجابة
لمطالب القضاة و التى تعنى نهاية الاستبداد ،
يحاولون الالتفاف على مطالبهم و شق
صفوفهم من خلال جولات وزير العدل فى
مختلف المحافظات و هى جولات ترغيب
و ترهيب و تعكس تبعية القضاء بالفعل
للسلطة التنفيذية و لكن نحسب ان الجمعية
العمومية لقضاة مصر يوم 13 مايو القادم
ستكون - باذن الله - ضربة قاضية لهذه المحاولات
الرخيصة لشق صفوف السلطة القضائية ،
حيث ستتجه رموز الأمة للتضامن مع القضاة
و مطالبهم التى هى مطالب لكل مصر ،
و لأن القضاة عندما يجتمعون معا يشعرون
بقوتهم و عزتهم و حيث تعلو بين صفوفهم كلمة الحق .

و القطاعات المهنية يعلو الغضب بين
صفوفها بادخال التزوير فى انتخابات
النقابة العامة للمحامين و استمرار
مصادرة نقابة المهندسين ، ثم بقانون
الضرائب الجديد الموجه ضد صغار و شباب المهنيين .

و الاضرابات العمالية فى تصاعد و ان
كانت لا تزال متفرقة هنا و هناك .
السبت 7 مايو يشهد مظاهرة أمام اتحاد
العمال فى وسط القاهرة ضد سياسة بيع القطاع العام .

الصراعات الدموية تتصاعد فى الريف بين
فقراء الفلاحين و الاقطاعيين الجدد ،
و اخيرا سقطت فلاحة شهيدة بالرصاص
فى احدى هذه المواجهات و الأطباء أضربوا
عن العمل فى أكثر من مستشفى دفاعا
عن حقوقهم الشرعية و من قبل ملاحظو
الملاحة الجوية و أهالى المعتقلين بدأوا فى
الاضراب أمام النائب العام و لا يمر يوم واحد دون
أحداث جماهيرية هنا و هناك .

بالأمس نصب بلطجية الحزب الحاكم كمينا
لقافلة سيارات كانت تقل قيادات حزب الغد
على الطريق الزراعى فى الشرقية و ضربوا
السيارات بالحجارة و هشموها و أوقعوا قرابة
10 مصابين و ليس هذا هو الأسلوب المعتاد
فى مصر للعمل السياسى مع المخالفين
خاصة و أن حزب الغد حصل على ترخيص
من لجنة الأحزاب الحكومية و هو حزب شرعى
له مقرات و صحيفة تصدر أسبوعيا .

من الذى يدفع البلاد الى العنف . من الذى
يوجه بلطجية الحزب الحاكم ليضربوا مؤتمرنا
الاسبوعى فى الأزهر للاسبوع الرابع على التوالى
وان كان اليوم 6 / 5 كانوا أقل حدة و لم يستخدموا
الأيدى فى الضرب و الاشتباك و لم يسبوا و لم
يشتموا كما فعلوا فى المرات الثلاث السابقة ،
حيث نجح حزبنا فى فرض التعددية و حرية التعبير
بحيث يعقد الحزب الوطنى تجمعه بعيدا عن
حزب العمل و مر اليوم - بالكاد - بسلام .

من الذى قتل طارق غنام و يعذب بعض شباب
الاخوان فى السجون الآن . المهم ان الاصلاح
من الداخل تحول الى عربدة استبدادية ،
و عادوا بنا الى المربع رقم واحد ، حث
أصبحت أهم أهدافنا أن نحافظ على حقنا
فى التعبير بالكلمة . بل لقد جعلوا التصريح
بمعارضة ترشيح مبارك ، أو قول : لا لمبارك
جريمة يعاقب عليها القانون !!

منذ أيام ألقيت كلمة فى مسجد
بقرية أتميدة - بميت غمر ، فماذا كانت النتيجة ؟
استدعوا كل من حضروا اللقاء حيث
تعرفوا عليهم من شريط فيديو ،
و تم استجوابهم جميعا ، أما العاملون
بالأوقاف فتم نقلهم الى قرى أخرى كنوع
من التكدير الحقير ، و هذه الممارسات
كانت قد توقفت ، و لكنها تعود الآن بكل قوة .

أما الجديد فانها هذه المرة لم ترهب الناس
فخرجت المظاهرات يوم الجمعة التالى تهتف
بسقوط مبارك !! الدنيا تتغير و لكن الحمقى لا يفقهون !

يوم السبت 7 مايو - كما قلنا - اعتصام
عمالى أمام المقر العام لاتحاد العمال .

و يوم الأحد 8 مايو سيكون اعتصاما أمام
نقابة الصحفيين للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين .

و يوم الاثنين 9 مايو سيتوجه وفد من حزب
العمل لتسليم عشرات الآلاف من التوقيعات
الجديدة المطالبة بتنحى مبارك عن السلطة
و باقى المطالب الشعبية الأخرى و يوم 13 مايو
سيكون يوم الذروة أى يوم التضامن مع القضاة .
بينما ستتواصل مظاهرات الشوارع كل يوم تقريبا.

و اذا صدق مجلس الشعب على التعديل الدستورى
بصورته المعيبة و المشوهة الحالية فستكون
معركة جماهيرية كبرى ضد الاستفتاء على
هذا التعديل اما بقول : لا أو بمقاطعة الاستفتاء
و سيكون ذلك بالعمل الجماهيرى و ليس من
خلال التعويل على "نزاهة" الاستفتاء .

ان شهر مايو سيكون مفعما بالأحداث ،
بل ستظل مصر حبلى بأحداث جسام حتى
شهر أكتوبر القادم ، موعد نهاية حكم مبارك ان شاء الله .

و لا سبيل أمامنا سوى المجاهدة و المجابهة
و المغالبة مع حكام تصوروا أنهم استولوا على
مقدرات حكم البلاد للأبد .

و أقول لمبارك و صحبه أن العد التنازلى بدأ .. احزموا
أمتعتكم و لا تغرقوا البلاد فى أحداث دموية لن
تنفعكم فى نهاية المطاف .



ان عهدك يا مبارك قد انتهى.. فاحمل عصاك و ارحل



(أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )

الاعراف 99



انتظروا قريبا :

نحن .. و مبارك .. و أمريكا

بقلم / مجدى حسين