العراقي
14-05-2005, 01:19 AM
خطاب مفتوح إلى الكاتب سمير عبيد
شبكة البصرة
حسن زيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع مثل غيري من العراقيين ما تكتب في الصحف وفي مواقع الانترنت وما تقوله في الفضائيات المختلفة ولا أملك سوى التعجب والاستغراب من التقلب والتلون اللذين صبغا مواقفك. وليس همي هنا أن أجرحك أو انتقص من صدق نياتك ومواقفك، لكني تعلمت، مثلما تعلمت أنت دون شك، الحديث الشريف الذي يقول "الساكت عن الحق شيطان أخرس". وجاء في كتاب الله تعالى أيضاً قوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً). فالله إذاً يأمرنا بأن نقول ولا نسكت ونحن مأمورون من ربنا جل وعلا بأن لا نصمت وأن نقول كلمة الحق لا كلام الباطل. ولهذا قررت أن أخاطبك جهاراً..
ولكي لا أتهم باختلاق الأمور أستند إلى ما قلته أنت علانية لأحاورك عسى أن أستطيع توضيح ما أقول وعسى أن تتمكن أنت من شرح ما لا يمكن فهمه، لأني أؤمن مثلكً أن الذي يجمعنا هو الوطن ومستقبل الأجيال العراقية.
- كتبت مرة تقول "يؤكد ديننا الإسلامي من خلال الكتاب العزيز (القرآن الكريم)، ومن خلال أحاديث سيدنا ونبينا محمد(ص)، وأقوال الأئمة عليهم السلام، وجميع الأولياء والصالحين(رض) على الوحدة الإسلامية، وعدم إشهار السيف بوجه أخيك المسلم، ومن ثم عدم الوقوف مع الأعداء ضد أخيك المسلم، مهما كانت الاختلافات و مواقف الطرف الإسلامي" ولا غبار على هذا لو لم نجدك تفخر بمشاركتك في ما اصطلح على تسميته بـ "الإنتفاضة الشعبانية". ولا أخالك تنكر أن المشاركين في هذه "الانتفاضة" استهدفوا من بين ما استهدفوه رجال الشرطة والحرس وحتى أفراد عوائل القياديين الحزبيين ومعظمهم من المسلمين ودمروا المدارس والمؤسسات الرسمية. ولم نسمع منك نقداً لهذا الأعمال ولم تتبرأ يوماً ما علانية منها. فلماذا ازدواجية المعايير هذا، وهل كنت على خطأ أم ما زلت تعتقد أن ما حصل كان متماشياً مع ما أكده ديننا الإسلامي؟
- غادرت العراق عام 1991 وعشت في الغرب متعاوناً مع حركات معارضة مختلفة ثبت أنها جميعاً وبدون استثناء تعاملت مع المخابرات الأجنبية (العربية والغربية) واستلمت منها الأموال والسلاح. وكان الكل يعرف أن هذه الحركات مرتبطة بالأجنبي وأنها لهذا عميلة لا تستحق الاحترام بل وفي عرف كل القوانين في أي مكان في العالم أعضاؤها يعدون خائنين لبلدانهم. وقد قامت هذه الحركات بأعمال تخريب وقتل وتدمير في العراق، وشاركت في حملات الكذب والتضليل التي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين. وأنت لا تستطيع الادعاء بأنك لم تكن تعرف بذلك، فقد عملت بنشاط مع هذه المجموعات وذكرت علمك بمشاركة بعض رجال المعارضة في الدورات التي نظمتها وزارة الدفاع الأمريكية قبل مهاجمة العراق، وكنت من المؤيدين لمهاجمة العراق وإسقاط النظام ولم تغير رأيك إلا بعد احتلال أمريكا وحلفائها للعراق. فماذا حدث وكيف لم تدرك إلا بعد احتلال العراق أن "الإدارة الأميركية الحالية هي الإدارة الأولى التي تريد إحراق وتدمير منطقتنا العربية، وتحت اتهامات معظمها غير صحيحة، وهي الإدارة الأولى التي تحمل ستراتيجيتة ذبح العرب و المسلمين، وتفتيت أوطانهم، ونهب خيراتهم، وأهانتهم إنسانيا وحضاريا ودينيا، وتريد رسم دينهم وثقافتهم ومستقبلهم على مقاسات أميركية خاصة وتحت شعارات الديموقراطية والحرية، و تدعم هذه الإستراتيجية ميزانيات ضخمة وهائلة تغذي المشاريع الإعلامية والاقتصادية والعسكرية التي هي أدوات المشروع الأميركي للمنطقة وشعوبها العربية والإسلامية، ومن يعتقد أن كلام الرئيس الأميركي بُعيد تفجيرات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر 2001، كان زلة لسان عندما قال ( أنها لحرب صليبية) فهو واهم، ولم يطلع على تصريحات المسئولين في الإدارة الأميركية وخصوصا جناح الصقور، حيث قال أحدهم وهو وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد قبل أكثر من عامين (نحن ذاهبون لمنطقة الشرق الأوسط كي نجعلها كأوربا الشرقية) ومعنى هذا يريدون المنطقة العربية والإسلامية مجرد كابينة تدور في (دولاب الهوى الأميركي)، ويريدون لمنطقتنا أجيالا مائعة لا تعرف من تراثها إلا القليل، وتكون حلمها وقبلتها واشنطن، والتثقيف على ما يسمح به الأعلام الأميركي فقط، كما يريدون أجيالا لا تعرف من دينها إلا كلمة الإسلام ورمضان والصلاة وسورة الحمد والإخلاص فقط، وأجيالا لا حديث لها إلا عن الأفلام وموسيقى البوب الأميركية، وتناول المخدرات وارتياد أماكن العري وعلب الليل، وترك قيادة الأوطان لناسٍ تأمركوا، وأصبحوا أكثر من الأميركيين حرصا على تطبيق المشروع الأميركي في بلدانهم والمنطقة كلها، وما حصل في العراق لهو المثل الواضح والجلي، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأميركي كولن باول قُبيل الحرب على العراق قائلا (سنذهب للعراق ومنه سنشكل شرقا أوسطيا جديدا)، و لا نعلم هل كان يعني تشكيل شرق أوسط ملتهب ويجلس على صفيح ساخن كما نراه اليوم، أم كان يعني تشكيل شرق أوسط على جماجم العرب والمسلمين وبحجة أضحوكة مطاردة الإرهاب؟" ؟؟؟؟ حدث كل هذا وقت كنت أنت مشاركاً في المعارضة متحمساً للخطة الأمريكية لمهاجمة العراق. فهل كنت واهماً حينذاك؟ وكيف نصدق أنك لن تغير رأيك مرة أخرى؟؟
- كتبت مرة تقول "وهي [الولايات المتحدة] التي فرضت علينا مجاميع من الناس ليس لها صلة بالعراق، والوطنية والمذاهب الإسلامية إلا بنسبة 10% في أحسن الأحوال، بل ولائهم للولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وإيران، والكويت، والأردن، وإسرائيل حيث معظم هؤلاء يحملون جوازات سفر، وجنسيات هذه الدول، ولهم أملاكا في هذه الدول، ونعطي مثالا بسيطا:
هل تعلمون أن رئيس الوزراء العراقي المؤقت الدكتور أياد علاوي، يمتلك الجنسية البريطانية والأردنية، والأخيرة منحها له الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال مع جواز سفر أردني دبلوماسي، ولازال ساري المفعول؟". فهل كنت تعرف بهذه الأمور وسكت عنها، وكنت بهذا مشاركاً في الجريمة عن قصد، أم كنت تجهل ما يحدث ولهذا أنت متهم بالسذاجة السياسية وقصور الوعي السياسي؟ ألا تحمل أنت أيضاً جواز سفر أجنبي؟
- لعل أكثر ما يثير الاستغراب هي مقالتك التي نشرتها لك صحيفة الزمان في لندن بتأريخ 16/4/2003 أي بعد أسبوع من احتلال بغداد، وكان عنوانها " شكراً لبوش وبلير". وفي هذه المقالة تقول "الولايات المتحدة الأمريكية علي الأرض في (بغداد) من خلال جنودها الذين قدموا دماءهم، وجازفوا بحياتهم من أجل مساعدتنا، وحريتنا من ليل بهيم. ربما يقول قائل انهم لم يأتوا لسواد عيون العراقيين، بل جاءوا من اجل النفط، أو من اجل موقع ستراتيجي، وهذا ما يردده الباكون علي صدام من العرب، والذين اصبحوا يتامي بعد رحيل الطاغية" .....
"نتحرك لإسناد الولايات المتحدة الأمريكية، لكي نمرر ما نريد من خلال الحوار معهم، أن الزعل علي أمريكا، والعتب المستمر لا يجدي نفعا في هذا الوقت بالذات أبدا.
بشرفكم.... ماذا نريد بعد من أمريكا؟
هذا الدكتاتور واصبح في خبر كان, واصبح جزءاً من الماضي.... ماذا نريد بعد؟
هؤلاء الذين قرروا أن يحررونا ألا يستحقوا الشكر والعرفان، وحتي تقديم أعز الأشياء بطيبة خاطر.
نعم... سيكونون خصما عندما نراهم يستحلون بلدنا دون حكومة عراقية، أو دون مشاركة العراقيين (لا سمح الله)، حينها تكون سياسات العتب والغضب واردة.
أما الآن وفي هذه الظروف الصعبة يجب أن لا نضغط كثيرا علي الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا وان جيوب صدام ومليشياته لم تنته بعد.
علينا أن لا نحرج الولايات المتحدة الأمريكية أكثر خصوصا في هذا الوقت الصعب، علينا التريث قليلا، بل مساعدتهم.
علينا التفكير بمد جسور الصداقة مع الشعب الأمريكي، ومع شعوب العالم لكي يساعدونا في نسيان آثار حقبة مظلمة استمرت لأكثر من ثلاث عقود سوداء.
نحن جالسون في أرجاء المعمورة، منعمون ومرتاحون، وهناك جنود أمريكان يعطون حياتهم من أجلنا، ومن اجل مستقبلنا.
لذا علينا أن نتكلم بلسان الحقيقة لا بلسان الضمير الميت، والضمير المنافق.
علينا أن ندعم الحملات التصحيحية مثل (مشروع العدالة الانتقالية) و(الحملة الوطنية لحقوق العراقيين) وجميع هذه النشاطات لأنها مهمة للغاية لمستقبل شعبنا وأجيالنا.
فشكرا إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
شكرا للسيد الرئيس (بوش).
شكرا للسيد (توني بلير) شكرا لجميع الخيرين في العالم.
وشكرا للدول العربية التي دعمت، وسهلّت الحملة علي (صدام).
شكرا لكل قلم شريف، وشكرا لكل حنجرة نطقت بالحق."
فهل بعد هذا من شئ يقال يا سيد سمير عبيد؟ هل صرت، وفق تحليلك، من "الباكين على صدام من العرب، والذين اصبحوا يتامي بعد رحيل الطاغية" ؟
ألا يستحق القارئ والمتلقي العراقي والعربي أن يسمع منك شرحاً وتفسيراً لمواقفك هذه؟
الخيانة، كما كتبت أنت، ليس فيها استثناء، والتنكّر للوطن ليس فيه استثناء. فماذا فعلت حين كان وطنك وأهلك يعانون من الحصار الظالم؟ ألم تكن تردد مقولات المعارضة عن صدام وأسلحته المزعومة وتدافع عن الكويت؟ هل كتبت يوماً تنتقد الحصار وتطالب برفعه؟ هل كتبت تقول أن الحصار غير شرعي لأن العراق ليست فيه أسلحة دمار شامل؟ هل وقفت في مؤتمر للمعارضة تطالب المشاركين بإدانة الحصار وما يحدث للعراقيين؟
ليس عيباً أن يغير المرء مواقفه ورأيه. لكن ذلك يشترط منه أن يعترف بخطأ مواقفه السابقة وأن يطلب من العراقيين العفو عن ما ارتكبه بحقهم من جرائم، أبسطها التعاون مع العدو الأجنبي ناهيك عن المشاركة في العدوان على الوطن والممتلكات. وحتى يتحقق ذلك، أرجو من السيد سمير عبيد أن يكف عن التعامل معنا وكأننا لا نعرف التأريخ ولا نقرأ وليست لدينا ذاكرة تختزن الكثير.
والسلام
حسن زيني /عراقي في الغربة
شبكة البصرة
شبكة البصرة
حسن زيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع مثل غيري من العراقيين ما تكتب في الصحف وفي مواقع الانترنت وما تقوله في الفضائيات المختلفة ولا أملك سوى التعجب والاستغراب من التقلب والتلون اللذين صبغا مواقفك. وليس همي هنا أن أجرحك أو انتقص من صدق نياتك ومواقفك، لكني تعلمت، مثلما تعلمت أنت دون شك، الحديث الشريف الذي يقول "الساكت عن الحق شيطان أخرس". وجاء في كتاب الله تعالى أيضاً قوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً). فالله إذاً يأمرنا بأن نقول ولا نسكت ونحن مأمورون من ربنا جل وعلا بأن لا نصمت وأن نقول كلمة الحق لا كلام الباطل. ولهذا قررت أن أخاطبك جهاراً..
ولكي لا أتهم باختلاق الأمور أستند إلى ما قلته أنت علانية لأحاورك عسى أن أستطيع توضيح ما أقول وعسى أن تتمكن أنت من شرح ما لا يمكن فهمه، لأني أؤمن مثلكً أن الذي يجمعنا هو الوطن ومستقبل الأجيال العراقية.
- كتبت مرة تقول "يؤكد ديننا الإسلامي من خلال الكتاب العزيز (القرآن الكريم)، ومن خلال أحاديث سيدنا ونبينا محمد(ص)، وأقوال الأئمة عليهم السلام، وجميع الأولياء والصالحين(رض) على الوحدة الإسلامية، وعدم إشهار السيف بوجه أخيك المسلم، ومن ثم عدم الوقوف مع الأعداء ضد أخيك المسلم، مهما كانت الاختلافات و مواقف الطرف الإسلامي" ولا غبار على هذا لو لم نجدك تفخر بمشاركتك في ما اصطلح على تسميته بـ "الإنتفاضة الشعبانية". ولا أخالك تنكر أن المشاركين في هذه "الانتفاضة" استهدفوا من بين ما استهدفوه رجال الشرطة والحرس وحتى أفراد عوائل القياديين الحزبيين ومعظمهم من المسلمين ودمروا المدارس والمؤسسات الرسمية. ولم نسمع منك نقداً لهذا الأعمال ولم تتبرأ يوماً ما علانية منها. فلماذا ازدواجية المعايير هذا، وهل كنت على خطأ أم ما زلت تعتقد أن ما حصل كان متماشياً مع ما أكده ديننا الإسلامي؟
- غادرت العراق عام 1991 وعشت في الغرب متعاوناً مع حركات معارضة مختلفة ثبت أنها جميعاً وبدون استثناء تعاملت مع المخابرات الأجنبية (العربية والغربية) واستلمت منها الأموال والسلاح. وكان الكل يعرف أن هذه الحركات مرتبطة بالأجنبي وأنها لهذا عميلة لا تستحق الاحترام بل وفي عرف كل القوانين في أي مكان في العالم أعضاؤها يعدون خائنين لبلدانهم. وقد قامت هذه الحركات بأعمال تخريب وقتل وتدمير في العراق، وشاركت في حملات الكذب والتضليل التي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين. وأنت لا تستطيع الادعاء بأنك لم تكن تعرف بذلك، فقد عملت بنشاط مع هذه المجموعات وذكرت علمك بمشاركة بعض رجال المعارضة في الدورات التي نظمتها وزارة الدفاع الأمريكية قبل مهاجمة العراق، وكنت من المؤيدين لمهاجمة العراق وإسقاط النظام ولم تغير رأيك إلا بعد احتلال أمريكا وحلفائها للعراق. فماذا حدث وكيف لم تدرك إلا بعد احتلال العراق أن "الإدارة الأميركية الحالية هي الإدارة الأولى التي تريد إحراق وتدمير منطقتنا العربية، وتحت اتهامات معظمها غير صحيحة، وهي الإدارة الأولى التي تحمل ستراتيجيتة ذبح العرب و المسلمين، وتفتيت أوطانهم، ونهب خيراتهم، وأهانتهم إنسانيا وحضاريا ودينيا، وتريد رسم دينهم وثقافتهم ومستقبلهم على مقاسات أميركية خاصة وتحت شعارات الديموقراطية والحرية، و تدعم هذه الإستراتيجية ميزانيات ضخمة وهائلة تغذي المشاريع الإعلامية والاقتصادية والعسكرية التي هي أدوات المشروع الأميركي للمنطقة وشعوبها العربية والإسلامية، ومن يعتقد أن كلام الرئيس الأميركي بُعيد تفجيرات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر 2001، كان زلة لسان عندما قال ( أنها لحرب صليبية) فهو واهم، ولم يطلع على تصريحات المسئولين في الإدارة الأميركية وخصوصا جناح الصقور، حيث قال أحدهم وهو وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد قبل أكثر من عامين (نحن ذاهبون لمنطقة الشرق الأوسط كي نجعلها كأوربا الشرقية) ومعنى هذا يريدون المنطقة العربية والإسلامية مجرد كابينة تدور في (دولاب الهوى الأميركي)، ويريدون لمنطقتنا أجيالا مائعة لا تعرف من تراثها إلا القليل، وتكون حلمها وقبلتها واشنطن، والتثقيف على ما يسمح به الأعلام الأميركي فقط، كما يريدون أجيالا لا تعرف من دينها إلا كلمة الإسلام ورمضان والصلاة وسورة الحمد والإخلاص فقط، وأجيالا لا حديث لها إلا عن الأفلام وموسيقى البوب الأميركية، وتناول المخدرات وارتياد أماكن العري وعلب الليل، وترك قيادة الأوطان لناسٍ تأمركوا، وأصبحوا أكثر من الأميركيين حرصا على تطبيق المشروع الأميركي في بلدانهم والمنطقة كلها، وما حصل في العراق لهو المثل الواضح والجلي، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الأميركي كولن باول قُبيل الحرب على العراق قائلا (سنذهب للعراق ومنه سنشكل شرقا أوسطيا جديدا)، و لا نعلم هل كان يعني تشكيل شرق أوسط ملتهب ويجلس على صفيح ساخن كما نراه اليوم، أم كان يعني تشكيل شرق أوسط على جماجم العرب والمسلمين وبحجة أضحوكة مطاردة الإرهاب؟" ؟؟؟؟ حدث كل هذا وقت كنت أنت مشاركاً في المعارضة متحمساً للخطة الأمريكية لمهاجمة العراق. فهل كنت واهماً حينذاك؟ وكيف نصدق أنك لن تغير رأيك مرة أخرى؟؟
- كتبت مرة تقول "وهي [الولايات المتحدة] التي فرضت علينا مجاميع من الناس ليس لها صلة بالعراق، والوطنية والمذاهب الإسلامية إلا بنسبة 10% في أحسن الأحوال، بل ولائهم للولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وإيران، والكويت، والأردن، وإسرائيل حيث معظم هؤلاء يحملون جوازات سفر، وجنسيات هذه الدول، ولهم أملاكا في هذه الدول، ونعطي مثالا بسيطا:
هل تعلمون أن رئيس الوزراء العراقي المؤقت الدكتور أياد علاوي، يمتلك الجنسية البريطانية والأردنية، والأخيرة منحها له الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال مع جواز سفر أردني دبلوماسي، ولازال ساري المفعول؟". فهل كنت تعرف بهذه الأمور وسكت عنها، وكنت بهذا مشاركاً في الجريمة عن قصد، أم كنت تجهل ما يحدث ولهذا أنت متهم بالسذاجة السياسية وقصور الوعي السياسي؟ ألا تحمل أنت أيضاً جواز سفر أجنبي؟
- لعل أكثر ما يثير الاستغراب هي مقالتك التي نشرتها لك صحيفة الزمان في لندن بتأريخ 16/4/2003 أي بعد أسبوع من احتلال بغداد، وكان عنوانها " شكراً لبوش وبلير". وفي هذه المقالة تقول "الولايات المتحدة الأمريكية علي الأرض في (بغداد) من خلال جنودها الذين قدموا دماءهم، وجازفوا بحياتهم من أجل مساعدتنا، وحريتنا من ليل بهيم. ربما يقول قائل انهم لم يأتوا لسواد عيون العراقيين، بل جاءوا من اجل النفط، أو من اجل موقع ستراتيجي، وهذا ما يردده الباكون علي صدام من العرب، والذين اصبحوا يتامي بعد رحيل الطاغية" .....
"نتحرك لإسناد الولايات المتحدة الأمريكية، لكي نمرر ما نريد من خلال الحوار معهم، أن الزعل علي أمريكا، والعتب المستمر لا يجدي نفعا في هذا الوقت بالذات أبدا.
بشرفكم.... ماذا نريد بعد من أمريكا؟
هذا الدكتاتور واصبح في خبر كان, واصبح جزءاً من الماضي.... ماذا نريد بعد؟
هؤلاء الذين قرروا أن يحررونا ألا يستحقوا الشكر والعرفان، وحتي تقديم أعز الأشياء بطيبة خاطر.
نعم... سيكونون خصما عندما نراهم يستحلون بلدنا دون حكومة عراقية، أو دون مشاركة العراقيين (لا سمح الله)، حينها تكون سياسات العتب والغضب واردة.
أما الآن وفي هذه الظروف الصعبة يجب أن لا نضغط كثيرا علي الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا وان جيوب صدام ومليشياته لم تنته بعد.
علينا أن لا نحرج الولايات المتحدة الأمريكية أكثر خصوصا في هذا الوقت الصعب، علينا التريث قليلا، بل مساعدتهم.
علينا التفكير بمد جسور الصداقة مع الشعب الأمريكي، ومع شعوب العالم لكي يساعدونا في نسيان آثار حقبة مظلمة استمرت لأكثر من ثلاث عقود سوداء.
نحن جالسون في أرجاء المعمورة، منعمون ومرتاحون، وهناك جنود أمريكان يعطون حياتهم من أجلنا، ومن اجل مستقبلنا.
لذا علينا أن نتكلم بلسان الحقيقة لا بلسان الضمير الميت، والضمير المنافق.
علينا أن ندعم الحملات التصحيحية مثل (مشروع العدالة الانتقالية) و(الحملة الوطنية لحقوق العراقيين) وجميع هذه النشاطات لأنها مهمة للغاية لمستقبل شعبنا وأجيالنا.
فشكرا إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
شكرا للسيد الرئيس (بوش).
شكرا للسيد (توني بلير) شكرا لجميع الخيرين في العالم.
وشكرا للدول العربية التي دعمت، وسهلّت الحملة علي (صدام).
شكرا لكل قلم شريف، وشكرا لكل حنجرة نطقت بالحق."
فهل بعد هذا من شئ يقال يا سيد سمير عبيد؟ هل صرت، وفق تحليلك، من "الباكين على صدام من العرب، والذين اصبحوا يتامي بعد رحيل الطاغية" ؟
ألا يستحق القارئ والمتلقي العراقي والعربي أن يسمع منك شرحاً وتفسيراً لمواقفك هذه؟
الخيانة، كما كتبت أنت، ليس فيها استثناء، والتنكّر للوطن ليس فيه استثناء. فماذا فعلت حين كان وطنك وأهلك يعانون من الحصار الظالم؟ ألم تكن تردد مقولات المعارضة عن صدام وأسلحته المزعومة وتدافع عن الكويت؟ هل كتبت يوماً تنتقد الحصار وتطالب برفعه؟ هل كتبت تقول أن الحصار غير شرعي لأن العراق ليست فيه أسلحة دمار شامل؟ هل وقفت في مؤتمر للمعارضة تطالب المشاركين بإدانة الحصار وما يحدث للعراقيين؟
ليس عيباً أن يغير المرء مواقفه ورأيه. لكن ذلك يشترط منه أن يعترف بخطأ مواقفه السابقة وأن يطلب من العراقيين العفو عن ما ارتكبه بحقهم من جرائم، أبسطها التعاون مع العدو الأجنبي ناهيك عن المشاركة في العدوان على الوطن والممتلكات. وحتى يتحقق ذلك، أرجو من السيد سمير عبيد أن يكف عن التعامل معنا وكأننا لا نعرف التأريخ ولا نقرأ وليست لدينا ذاكرة تختزن الكثير.
والسلام
حسن زيني /عراقي في الغربة
شبكة البصرة