محب المجاهدين
23-05-2004, 06:41 PM
المقاومة العراقية تكتب أسماء الشهداء على لافتات بيضاء
عام :الوطن العربي :الأحد 3ربيع الآخر 1425هـ - 23 مايو 2004 م آخر تحديث 9:05:30 AM بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام: كان الكثير من العراقيين يخشون، طيلة العام الأول من الاحتلال الأمريكي للعراق، من أن يعرف أحد من جيرانهم أو معارفهم، أنهم ينتمون إلى صفوف المقاومة العراقية، أو يعملون على دعمها، بالنظر لكون الأوضاع لم تكن تسمح بذلك إلى حد كبير، ونشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئًا، وحدثت بالفعل العديد من تلك الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين.
كل تلك الظروف دفعت بالعراقيين المنضوين تحت لواء المقاومة إلى التستر، ومحاولة أن يجري كل شيء بصورة سرية تامة، فحتى الشهداء كانوا يدفنون في المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول: إن فلانًا مات نتيجة دهسه بسيارة، أو نتيجة مرض، ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن أهله.
وهكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب، غير أن هذه السرية بدأت تنقشع وتزول تدريجيًا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدًا بعد أحداث الفلوجة الأخيرة، والاشتباكات بين أتباع مقتدى الصدر وقوات الاحتلال.
وقد ساعدت هذه العوامل على أن تجد المقاومة العراقية متنفسًا شعبيًا، ساعد إلى حد كبير على أن تبدأ في الظهور العلني إلى الشارع العراقي، لافتات بأسماء الشهداء العراقيين.
وسرعان ما بدأت تلك اللافتات، اللافتة للنظر، تأخذ حيزًا كبيرًا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسة للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تهني 'البطل فلان ابن فلان' على استشهاده، أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية، بحسب القدس برس.
وحول قصة استشهاد أحد رجال المقاومة، قال محمد رشيد والد الشهيد ليث: إنه في إحدى أيام الجمع، وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني أنه كان متوترًا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئًا.
وأضاف: حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء، وبعد قليل سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني أن نعود إلى البيت، وفعلاً عدنا، وما إن وصلنا شاهدته يقرأ القرآن الكريم، وفي ذات المساء خرج دون أن أعرف وجهته، ثم علمت فيما بعد أنه اتجه صوب الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، واستشهد هناك،.،
العراق.. رجال المقاومة لا يختبئون
بغداد- قدس برس- إسلام أون لاين.نت/22-5-2004
كان الخوف يستبد بالعراقيين طيلة العام الأول من الاحتلال الأمريكي، وسيطر الرعب عليهم لدرجة أن منهم من كان يخشى أن يعرف الجيران أو المعارف أنه ينتمي إلى المقاومة، أو يعمل على دعمها، كون الأوضاع لم تكن تسمح بذلك إلى حد كبير، فضلا عن نشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
وحتى شهداء المقاومة كانوا يدفنون في المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول إن فلانا مات نتيجة دهسه بسيارة، أو نتيجة مرض عضال، ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن أهله. هكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب.
وقالت وكالة "قدس برس" للأنباء السبت 22-5-2004: إن هذه السرية بدأت تنقشع وتزول تدريجيا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدا بعد أحداث الفلوجة، ودخول جناح من الشيعة على خط المقاومة بقوة، بعد المواجهات الدامية، التي جرت وما زالت بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات الاحتلال الأمريكي، في جنوب العراق.
وبعض العراقيين كان ينظر إلى المقاومة نظرة ارتياب، ولم يكن أغلبهم يعدها مقاومة وطنية، بل كانوا يعدون الأشخاص الذين يقومون بها من أذناب النظام السابق، من الذين فقدوا مكانتهم ومناصبهم وامتيازاتهم، فقرروا اللجوء إلى خيار القتال والمقاومة، لاسترجاع أمجادهم، وإعادة الاعتبار لأنفسهم.
وقد عملت قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني والإعلام المساند لها، على لترويج لهذه النظرية. وجاهدت من أجل أن يقتنع العراقيون بتلك الدعايات، وهو ما جعل المقاومين يتجنبون الظهور علنا، خشية الوشاية بهم لقوات الاحتلال.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئا. وحصلت بالفعل العديد من تلك الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين.
لافتات بأسماء الشهداء
لكن الحال اختلفت الآن، حيث تزدان الشوارع العراقية بلافتات تحمل أسماء الشهداء العراقيين، لافتات هي بالفعل لافتة للنظر إذ تأخذ حيزا كبيرا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسية للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تزجي التهاني باستشهاد "البطل فلان بن فلان"، أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية.
ويقول محمد رشيد والد الشهيد ليث: "إنه في إحدى أيام الجمع وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني (الشهيد) أنه كان متوترا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئا".
ويضيف: "حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء. وبعد قليل سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني أن نعود إلى البيت، وفعلا عدنا، وما إن وصلنا حتى شاهدته يقرأ القرآن الكريم. وفي ذات المساء خرج دون أن أعرف وجهته، ثم علمت فيما بعد أنه اتجه صوب الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، واستشهد هناك".
وتابع محمد رشيد: "بعد استشهاد ابني علقت لافتة بيضاء في العديد من الأماكن، لأني لم أعر أي اهتمام لما يمكن أن يفعله بي الأمريكان. إذ كنت فخورا بما صنعه ولدي، رغم الألم والحزن الذي كان يعتصرني عليه". ويصمت قليلا ثم يضيف: "لقد كان بطلا بمعنى الكلمة، وشهادته كانت أكبر وسام يمكن لي أن أعلقه على صدري".
ومرة أخرى شد انتباه أهالي بغداد أثناء العمليات العسكرية في الفلوجة تعليق لافتة بيضاء كبيرة في ساحة اللقاء، وسط العاصمة العراقية بغداد، تهنئ أهالي بغداد وكل العراقيين باستشهاد الصنديد "البطل المجاهد عمر عبد الجبار"، أحد قادة المقاومة العراقية الباسلة في الفلوجة.
وقد شدت هذه اللافتة انتباه العراقيين واستغرابهم في آن معا. غير أن المقاومة التي صارت أسطورة في الفلوجة، جعلت العديد من العراقيين يقفون أمام هذه اللافتة، ويقرؤون سورة الفاتحة على روح الشهيد وسائر الشهداء الذين سقطوا معه. ولم يكن بوسع العراقي أن يشاهد مثل هذه الصورة في العراق قبل موقعة الفلوجة، وقبل أن يدخل الشيعة على خط المقاومة.
ثم توالت اللافتات وكثرت أعدادها وزاد طولها لأن الشهادة أصبحت مدعاة للفخر ومجلبة للعلياء، وهكذا تكاثف وجود اللافتات في كل الشوارع الباسلة لمدن العراق الأبي.
واستطاعت مدن الفلوجة والنجف وكربلاء والموصل، أن تكسر حال التكتم لدى العراقيين الذين يعملون لصالح المقاومة، سواء بأنفسهم أو بأموالهم. فعمليات التبرع للمجاهدين بدأت تبدو هي الأخرى للنظر، وتأخذ طابعا شبه علني.
ويرى الكثير من المراقبين في هذه الظواهر دليلا جديدا على تنامي قوة المقاومة العراقية، واتساع رقعة التعاطف معها في الشارع العراقي. ويقولون إن المقاومة التي تمكنت من أن تصمد في مناخ غير مشجع، من المرجح أن تصبح أكثر قوة وفاعلية، في مواجهة قوات الاحتلال داخل وسط صار يحتضنها ويحنو عليها
عام :الوطن العربي :الأحد 3ربيع الآخر 1425هـ - 23 مايو 2004 م آخر تحديث 9:05:30 AM بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام: كان الكثير من العراقيين يخشون، طيلة العام الأول من الاحتلال الأمريكي للعراق، من أن يعرف أحد من جيرانهم أو معارفهم، أنهم ينتمون إلى صفوف المقاومة العراقية، أو يعملون على دعمها، بالنظر لكون الأوضاع لم تكن تسمح بذلك إلى حد كبير، ونشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئًا، وحدثت بالفعل العديد من تلك الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين.
كل تلك الظروف دفعت بالعراقيين المنضوين تحت لواء المقاومة إلى التستر، ومحاولة أن يجري كل شيء بصورة سرية تامة، فحتى الشهداء كانوا يدفنون في المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول: إن فلانًا مات نتيجة دهسه بسيارة، أو نتيجة مرض، ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن أهله.
وهكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب، غير أن هذه السرية بدأت تنقشع وتزول تدريجيًا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدًا بعد أحداث الفلوجة الأخيرة، والاشتباكات بين أتباع مقتدى الصدر وقوات الاحتلال.
وقد ساعدت هذه العوامل على أن تجد المقاومة العراقية متنفسًا شعبيًا، ساعد إلى حد كبير على أن تبدأ في الظهور العلني إلى الشارع العراقي، لافتات بأسماء الشهداء العراقيين.
وسرعان ما بدأت تلك اللافتات، اللافتة للنظر، تأخذ حيزًا كبيرًا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسة للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تهني 'البطل فلان ابن فلان' على استشهاده، أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية، بحسب القدس برس.
وحول قصة استشهاد أحد رجال المقاومة، قال محمد رشيد والد الشهيد ليث: إنه في إحدى أيام الجمع، وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني أنه كان متوترًا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئًا.
وأضاف: حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء، وبعد قليل سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني أن نعود إلى البيت، وفعلاً عدنا، وما إن وصلنا شاهدته يقرأ القرآن الكريم، وفي ذات المساء خرج دون أن أعرف وجهته، ثم علمت فيما بعد أنه اتجه صوب الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، واستشهد هناك،.،
العراق.. رجال المقاومة لا يختبئون
بغداد- قدس برس- إسلام أون لاين.نت/22-5-2004
كان الخوف يستبد بالعراقيين طيلة العام الأول من الاحتلال الأمريكي، وسيطر الرعب عليهم لدرجة أن منهم من كان يخشى أن يعرف الجيران أو المعارف أنه ينتمي إلى المقاومة، أو يعمل على دعمها، كون الأوضاع لم تكن تسمح بذلك إلى حد كبير، فضلا عن نشاط العيون والجواسيس في متابعة المقاومين.
وحتى شهداء المقاومة كانوا يدفنون في المقابر بصورة سرية، وتعلق لافتات تقول إن فلانا مات نتيجة دهسه بسيارة، أو نتيجة مرض عضال، ولم يكن يعرف بحقيقة استشهاده إلا المقربون منه ومن أهله. هكذا ظلت الأمور تجري إلى وقت قريب.
وقالت وكالة "قدس برس" للأنباء السبت 22-5-2004: إن هذه السرية بدأت تنقشع وتزول تدريجيا، بفعل اتساع القاعدة الشعبية للمقاومة العراقية، التي بدأت تنتشر في معظم الأوساط الشعبية العراقية، وتحديدا بعد أحداث الفلوجة، ودخول جناح من الشيعة على خط المقاومة بقوة، بعد المواجهات الدامية، التي جرت وما زالت بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات الاحتلال الأمريكي، في جنوب العراق.
وبعض العراقيين كان ينظر إلى المقاومة نظرة ارتياب، ولم يكن أغلبهم يعدها مقاومة وطنية، بل كانوا يعدون الأشخاص الذين يقومون بها من أذناب النظام السابق، من الذين فقدوا مكانتهم ومناصبهم وامتيازاتهم، فقرروا اللجوء إلى خيار القتال والمقاومة، لاسترجاع أمجادهم، وإعادة الاعتبار لأنفسهم.
وقد عملت قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني والإعلام المساند لها، على لترويج لهذه النظرية. وجاهدت من أجل أن يقتنع العراقيون بتلك الدعايات، وهو ما جعل المقاومين يتجنبون الظهور علنا، خشية الوشاية بهم لقوات الاحتلال.
كما أن المقاومة العراقية والمنضوين تحت لوائها كانوا يخشون من الجواسيس والعملاء، الذين تمكنت قوات الاحتلال من تجنيدهم، فكانت الوشايات قادرة على أن تدخل العراقي السجن، وإن كان بريئا. وحصلت بالفعل العديد من تلك الحالات، التي راح ضحيتها عراقيون لم تكن لهم أي صلة بالمقاومة، إذ ذهبوا ضحية جاسوس أو عميل طمع بالمبلغ المخصص، للذي يدلي بمعلومات عن المقاومين.
لافتات بأسماء الشهداء
لكن الحال اختلفت الآن، حيث تزدان الشوارع العراقية بلافتات تحمل أسماء الشهداء العراقيين، لافتات هي بالفعل لافتة للنظر إذ تأخذ حيزا كبيرا من واجهات الجدران أو في الأماكن والتقاطعات الرئيسية للشوارع.. لافتات بيضاء اللون، تزجي التهاني باستشهاد "البطل فلان بن فلان"، أثناء منازلة القوات الأمريكية في المنطقة الفلانية.
ويقول محمد رشيد والد الشهيد ليث: "إنه في إحدى أيام الجمع وبينما كانت هناك صلاة موحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، أثناء أحداث الفلوجة، وبعد أداء الصلاة لاحظت على ابني (الشهيد) أنه كان متوترا بشدة، بعد سماع الخطبة، وكأنه كان يريد أن يفعل شيئا".
ويضيف: "حاولت أن أعرف ما به، غير أنه رفض إطلاعي على أي شيء. وبعد قليل سارت مظاهرة من جامع الإمام الأعظم، لم يكن يرغب في المسير معها، وطلب مني أن نعود إلى البيت، وفعلا عدنا، وما إن وصلنا حتى شاهدته يقرأ القرآن الكريم. وفي ذات المساء خرج دون أن أعرف وجهته، ثم علمت فيما بعد أنه اتجه صوب الأعظمية، وخاض مع مقاومين في الحي مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، واستشهد هناك".
وتابع محمد رشيد: "بعد استشهاد ابني علقت لافتة بيضاء في العديد من الأماكن، لأني لم أعر أي اهتمام لما يمكن أن يفعله بي الأمريكان. إذ كنت فخورا بما صنعه ولدي، رغم الألم والحزن الذي كان يعتصرني عليه". ويصمت قليلا ثم يضيف: "لقد كان بطلا بمعنى الكلمة، وشهادته كانت أكبر وسام يمكن لي أن أعلقه على صدري".
ومرة أخرى شد انتباه أهالي بغداد أثناء العمليات العسكرية في الفلوجة تعليق لافتة بيضاء كبيرة في ساحة اللقاء، وسط العاصمة العراقية بغداد، تهنئ أهالي بغداد وكل العراقيين باستشهاد الصنديد "البطل المجاهد عمر عبد الجبار"، أحد قادة المقاومة العراقية الباسلة في الفلوجة.
وقد شدت هذه اللافتة انتباه العراقيين واستغرابهم في آن معا. غير أن المقاومة التي صارت أسطورة في الفلوجة، جعلت العديد من العراقيين يقفون أمام هذه اللافتة، ويقرؤون سورة الفاتحة على روح الشهيد وسائر الشهداء الذين سقطوا معه. ولم يكن بوسع العراقي أن يشاهد مثل هذه الصورة في العراق قبل موقعة الفلوجة، وقبل أن يدخل الشيعة على خط المقاومة.
ثم توالت اللافتات وكثرت أعدادها وزاد طولها لأن الشهادة أصبحت مدعاة للفخر ومجلبة للعلياء، وهكذا تكاثف وجود اللافتات في كل الشوارع الباسلة لمدن العراق الأبي.
واستطاعت مدن الفلوجة والنجف وكربلاء والموصل، أن تكسر حال التكتم لدى العراقيين الذين يعملون لصالح المقاومة، سواء بأنفسهم أو بأموالهم. فعمليات التبرع للمجاهدين بدأت تبدو هي الأخرى للنظر، وتأخذ طابعا شبه علني.
ويرى الكثير من المراقبين في هذه الظواهر دليلا جديدا على تنامي قوة المقاومة العراقية، واتساع رقعة التعاطف معها في الشارع العراقي. ويقولون إن المقاومة التي تمكنت من أن تصمد في مناخ غير مشجع، من المرجح أن تصبح أكثر قوة وفاعلية، في مواجهة قوات الاحتلال داخل وسط صار يحتضنها ويحنو عليها