عبدالغفور الخطيب
13-05-2005, 12:29 AM
التفسير الحضاري للتاريخ عند ابن خلدون 1332ـ1406م
قسم ابن خلدون طبقات المؤرخين الى :
1ـ الاتجاه الأول : ومثله بعض المؤرخين الرواد ، مثل ابن اسحق وابن الكلبي والواقدي ، والطبري ، والمسعودي ، وهم شموليين .
2ـ الاتجاه الثاني : مؤرخي المدن والأقاليم
3ـ الاتجاه الثالث : المقلدين وبليدي الطبع .. نهاية عصر الإبداع والتجديد .
4ـ الاتجاه الرابع : عاصروا ابن خلدون .. زادوا على من سبقهم من المقلدين .. بالتلخيص والرجز وغيره .
*الخطأ والكذب في الروايات التاريخية و أسبابه :ـ
1ـ عدم التزام الموضوعية في رواية الخبر .
2ـ محاولة بعض المؤرخين التزلف لأصحاب النحل والمراتب .
3ـ عدم تمحيص الأخبار من حيث السند أو المنحى .
4ـ عدم مراعاة قوانين الطبيعة .. مثل غوص الاسكندر في صندوق زجاجي في الماء .
5ـ عدم معرفة القوانين التي تخضع لها ظواهر الاجتماع الإنساني ، أو الجهل بطبائع العمران .. مثلا رواية الذين خرجوا من اليهود من مصر وعددهم (600 ألف) مقاتل في حين الذين دخلوا مصر سبعون شخصا لبثوا بها 220سنة !!
[] [] التصور الحضاري للتاريخ عند ابن خلدون :
[] أسس علم العمران عند ابن خلدون :
1ـ ضرورة الاجتماع الانساني :
يقول ابن خلدون في افتتاح مقدمته ان الاجتماع الانساني ضروري ، ويعبر الحكماء ، أي الفلاسفة عن هذا بقولهم ، الإنسان مدني بالطبع ، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية باصطلاحهم وهو معنى العمران . وقد أرجع ابن خلدون الاجتماع الانساني الى دافعين هما :
أ ـ حاجة الإنسان لإشباع حاجته الى الغذاء عن طريق التعاون وتقسيم العمل بين أفراد المجتمع << لأن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من الغذاء غير موفية له بمادة حياته منه >> (المقدمة ص 42)
ب ـ حاجة البشر الى التعاون من أجل الدفاع عن النفس و دفع أذى الحيوانات المفترسة << فالواحد من البشر لا تقاوم قدرته ، قدرة واحد من الحيوانات المفترسة ، فهو عاجز عن مدافعتها وحده >> ( المقدمة ص42)
2ـ حاجة المجتمع الى السلطة (الوازع):ـ
يقول ابن خلدون << ان هذا الاجتماع اذا حصل للبشر ، كما قررناه وتم عمران العالم بهم . فلا بد من وازع يوقع بعضهم عن بعض كما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم >> (المقدمة ص 43)
3ـ العمران البدوي والعمران الحضري :ـ
يقول ابن خلدون << اعلم ان اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما باختلاف نحلتهم ومعاشهم >> (المقدمة 43) . العمران البدوي في نظر ابن خلدون أسبق في الظهور من الحضري ، لأنه بسيط ، يقول << فمن البدو من يستعمل الفلح والزراعة ومنهم من ينتحل القيام على الحيوان >> . وتتسم حياتهم بالتقشف والاكتفاء بالضروري من الحاجات << والبدو أشد الناس توحشا>>.
4ـ العصبية والبداوة (الشد والربط):ـ
يقول ابن خلدون << ان العصبية لا تظهر بشكل واضح وقوي إلا بين البدو وذلك لأنها تقوم على النسب >> و << إن الوظيفة الأساسية للعصبية تقوم للدفاع عن القبيلة ضد القبائل الأخرى ، وهي تقوم بالدور الذي تقوم به الأسوار والجند عند الحضر >> . << وهي ضرورة حياة لا يمكن العيش بدونها>> (المقدمة ص 152) << لذا يضطر رئيس البدو الى مصانعة أتباعه ومداراتهم >> << لئلا يختل عليه شأن عصبيته فيكون هلاكه وهلاكهم >> .
<< إن وظيفة العصبية كذلك تمتد الى المطالبة بالرئاسة والملك ، اذا وجد صاحب العصبية لديه القدرة على ذلك .. و اذا بلغ رتبة طلب ما فوقها !>> .
5ـ البداوة والعمران الحضري :ـ
لقد لاحظ ابن خلدون أن البدو اذا تغلبوا على بلاد ولم يكونوا حملة رسالة تهذب نفوسهم أسرع الى تلك البلاد الخراب ، لأن من عادات البدو << انتهاب ما في أيدي الناس >> .
6ـ حياة الدول :ـ
ترتبط حياة الدول عند ابن خلدون بتطور أحوال الأسرة الحاكمة ، من حيث انتقالها من خشونة البداوة الى رقة الحضارة ، ومن قوة العصبية وتغلبها الى الضعف ، بأعمار ثلاثة أجيال .. وهذه بعض الإشارات :ـ
أ ـ يقول ابن خلدون << ربما يحدث في الدولة اذا طرقها هذا الهرم بالترف والراحة ، أن يتخير صاحب الدولة أنصارا وشيعا من غير جلدتهم ممن تعودوا الخشونة .. ويكون ذلك دواء من الهرم >> .
ب ـ يقول ابن خلدون << ان بإمكان الدولة اذا طالت مدة حكمها ، ان تستغني عن العصبية لها من الصبغة في نفوس أهل أيالتها ، وهي صبغة الانقياد والتسليم منذ السنين الطويلة التي لا يعقل أحد من الأجيال مبدأها و لا أوليتها ، فلا يعقلون إلا التسليم لصاحب الدولة >> (المقدمة 296) .
ج ـ أكد ابن خلدون أن طول عمر الدولة يتناسب مع قوة العصبية .
7ـ العلاقة بين الدولة والعمران والحضارة :
الدولة هي الإطار الذي يحفظ للعمران وجوده (المادة والصورة) وحيثما تتمركز الدولة توجد حولها الحضارة ..(العاصمة) . يقول ابن خلدون << انه اذا اتصلت تلك الدولة وتعاقب ملوكها في ذلك المصير واحدا بعد واحد استحكمت الحضارة فيهم وزادت رسوخا >> . (المقدمة 369).
[] مقومات دراسة فلسفة التاريخ عند ابن خلدون :ـ
1ـ الكلية :
محاولة جمع الحوادث و الأخبار التي حصلت في مختلف العصور وفي مختلف أنحاء العالم من أجل الوصول الى قوانين كلية تفسر لنا تاريخ الإنسانية .
2ـ العلِية (السببية ):ـ
محاولة تجاوز العلل الخاصة الجزئية ، والعثور على علة عامة أو أكثر لتفسر مجمل حوادث التاريخ الإنساني .
[] انتقادات حول نظرية ابن خلدون :ـ
1ـ المبالغة في دور الحاكم .
2ـ مرور البدو في حركة دورانية غير مقنعة ليصلوا الى الحضارة .
3ـ تشبيه الدولة بالكائن !!
4ـ الحضارة مفسدة للعمران !!
هذا ايجاز شديد جدا لتفسير التاريخ عند ابن خلدون ، الذي يعتبر بحق انه مؤسس لعلم جديد اسمه فلسفة التاريخ . تبعه فيكو الإيطالي و آخرون ، وددنا طرحه بهذا الشكل عسى ان يساعد من يقرأ التاريخ كمثقف في ترشيد قراءته .
قسم ابن خلدون طبقات المؤرخين الى :
1ـ الاتجاه الأول : ومثله بعض المؤرخين الرواد ، مثل ابن اسحق وابن الكلبي والواقدي ، والطبري ، والمسعودي ، وهم شموليين .
2ـ الاتجاه الثاني : مؤرخي المدن والأقاليم
3ـ الاتجاه الثالث : المقلدين وبليدي الطبع .. نهاية عصر الإبداع والتجديد .
4ـ الاتجاه الرابع : عاصروا ابن خلدون .. زادوا على من سبقهم من المقلدين .. بالتلخيص والرجز وغيره .
*الخطأ والكذب في الروايات التاريخية و أسبابه :ـ
1ـ عدم التزام الموضوعية في رواية الخبر .
2ـ محاولة بعض المؤرخين التزلف لأصحاب النحل والمراتب .
3ـ عدم تمحيص الأخبار من حيث السند أو المنحى .
4ـ عدم مراعاة قوانين الطبيعة .. مثل غوص الاسكندر في صندوق زجاجي في الماء .
5ـ عدم معرفة القوانين التي تخضع لها ظواهر الاجتماع الإنساني ، أو الجهل بطبائع العمران .. مثلا رواية الذين خرجوا من اليهود من مصر وعددهم (600 ألف) مقاتل في حين الذين دخلوا مصر سبعون شخصا لبثوا بها 220سنة !!
[] [] التصور الحضاري للتاريخ عند ابن خلدون :
[] أسس علم العمران عند ابن خلدون :
1ـ ضرورة الاجتماع الانساني :
يقول ابن خلدون في افتتاح مقدمته ان الاجتماع الانساني ضروري ، ويعبر الحكماء ، أي الفلاسفة عن هذا بقولهم ، الإنسان مدني بالطبع ، أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية باصطلاحهم وهو معنى العمران . وقد أرجع ابن خلدون الاجتماع الانساني الى دافعين هما :
أ ـ حاجة الإنسان لإشباع حاجته الى الغذاء عن طريق التعاون وتقسيم العمل بين أفراد المجتمع << لأن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من الغذاء غير موفية له بمادة حياته منه >> (المقدمة ص 42)
ب ـ حاجة البشر الى التعاون من أجل الدفاع عن النفس و دفع أذى الحيوانات المفترسة << فالواحد من البشر لا تقاوم قدرته ، قدرة واحد من الحيوانات المفترسة ، فهو عاجز عن مدافعتها وحده >> ( المقدمة ص42)
2ـ حاجة المجتمع الى السلطة (الوازع):ـ
يقول ابن خلدون << ان هذا الاجتماع اذا حصل للبشر ، كما قررناه وتم عمران العالم بهم . فلا بد من وازع يوقع بعضهم عن بعض كما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم >> (المقدمة ص 43)
3ـ العمران البدوي والعمران الحضري :ـ
يقول ابن خلدون << اعلم ان اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما باختلاف نحلتهم ومعاشهم >> (المقدمة 43) . العمران البدوي في نظر ابن خلدون أسبق في الظهور من الحضري ، لأنه بسيط ، يقول << فمن البدو من يستعمل الفلح والزراعة ومنهم من ينتحل القيام على الحيوان >> . وتتسم حياتهم بالتقشف والاكتفاء بالضروري من الحاجات << والبدو أشد الناس توحشا>>.
4ـ العصبية والبداوة (الشد والربط):ـ
يقول ابن خلدون << ان العصبية لا تظهر بشكل واضح وقوي إلا بين البدو وذلك لأنها تقوم على النسب >> و << إن الوظيفة الأساسية للعصبية تقوم للدفاع عن القبيلة ضد القبائل الأخرى ، وهي تقوم بالدور الذي تقوم به الأسوار والجند عند الحضر >> . << وهي ضرورة حياة لا يمكن العيش بدونها>> (المقدمة ص 152) << لذا يضطر رئيس البدو الى مصانعة أتباعه ومداراتهم >> << لئلا يختل عليه شأن عصبيته فيكون هلاكه وهلاكهم >> .
<< إن وظيفة العصبية كذلك تمتد الى المطالبة بالرئاسة والملك ، اذا وجد صاحب العصبية لديه القدرة على ذلك .. و اذا بلغ رتبة طلب ما فوقها !>> .
5ـ البداوة والعمران الحضري :ـ
لقد لاحظ ابن خلدون أن البدو اذا تغلبوا على بلاد ولم يكونوا حملة رسالة تهذب نفوسهم أسرع الى تلك البلاد الخراب ، لأن من عادات البدو << انتهاب ما في أيدي الناس >> .
6ـ حياة الدول :ـ
ترتبط حياة الدول عند ابن خلدون بتطور أحوال الأسرة الحاكمة ، من حيث انتقالها من خشونة البداوة الى رقة الحضارة ، ومن قوة العصبية وتغلبها الى الضعف ، بأعمار ثلاثة أجيال .. وهذه بعض الإشارات :ـ
أ ـ يقول ابن خلدون << ربما يحدث في الدولة اذا طرقها هذا الهرم بالترف والراحة ، أن يتخير صاحب الدولة أنصارا وشيعا من غير جلدتهم ممن تعودوا الخشونة .. ويكون ذلك دواء من الهرم >> .
ب ـ يقول ابن خلدون << ان بإمكان الدولة اذا طالت مدة حكمها ، ان تستغني عن العصبية لها من الصبغة في نفوس أهل أيالتها ، وهي صبغة الانقياد والتسليم منذ السنين الطويلة التي لا يعقل أحد من الأجيال مبدأها و لا أوليتها ، فلا يعقلون إلا التسليم لصاحب الدولة >> (المقدمة 296) .
ج ـ أكد ابن خلدون أن طول عمر الدولة يتناسب مع قوة العصبية .
7ـ العلاقة بين الدولة والعمران والحضارة :
الدولة هي الإطار الذي يحفظ للعمران وجوده (المادة والصورة) وحيثما تتمركز الدولة توجد حولها الحضارة ..(العاصمة) . يقول ابن خلدون << انه اذا اتصلت تلك الدولة وتعاقب ملوكها في ذلك المصير واحدا بعد واحد استحكمت الحضارة فيهم وزادت رسوخا >> . (المقدمة 369).
[] مقومات دراسة فلسفة التاريخ عند ابن خلدون :ـ
1ـ الكلية :
محاولة جمع الحوادث و الأخبار التي حصلت في مختلف العصور وفي مختلف أنحاء العالم من أجل الوصول الى قوانين كلية تفسر لنا تاريخ الإنسانية .
2ـ العلِية (السببية ):ـ
محاولة تجاوز العلل الخاصة الجزئية ، والعثور على علة عامة أو أكثر لتفسر مجمل حوادث التاريخ الإنساني .
[] انتقادات حول نظرية ابن خلدون :ـ
1ـ المبالغة في دور الحاكم .
2ـ مرور البدو في حركة دورانية غير مقنعة ليصلوا الى الحضارة .
3ـ تشبيه الدولة بالكائن !!
4ـ الحضارة مفسدة للعمران !!
هذا ايجاز شديد جدا لتفسير التاريخ عند ابن خلدون ، الذي يعتبر بحق انه مؤسس لعلم جديد اسمه فلسفة التاريخ . تبعه فيكو الإيطالي و آخرون ، وددنا طرحه بهذا الشكل عسى ان يساعد من يقرأ التاريخ كمثقف في ترشيد قراءته .