المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطة المركزية القتالية في العراق : الانتقال من حال إلى حال



أبونورالدين
23-05-2004, 03:38 PM
الاستراتيجيه العراقيه في القتال ... انتقال من حال الى حال

شبكة البصرة

د.عبد الله القاص

لماذا كانت القيادة العراقيه الوطنية بكل مفاصلها ومواقعها الوظيفيه المختلفه وبكل مستوياتها القياديه ترتدي الزي العسكري منذ اواسط التسعينات وحتى العدوان العسكري الانكلو امريكي العسكري الغاشم لغزو العراق ؟

ولماذا كان الامرالمركزي يؤكد على تدريب كافة اعضاء القيادة العراقيه دون استثناء على السلاح وفنون القتال والرمي بغض النظر عن العمر والموقع القيادي والوضع الصحي ابتداءا من نائب رئيس الجمهوريه نزولا الى كافة الوزراء؟

ولماذا كانت التقاليد والمخاطبات والمكاتبات العسكريه هي المعتمدة في ادارة شوؤن الدولة والمجتمع بكل مناحيها الوطنية؟

ولماذا كان الطلبة من الجنسين يمنحون خمسة علامات اضافية على معدلاتهم لكل من يجتاز بنجاح الدورة التدريبية العسكرية التي كانت تقام للجميع في العطل الصيفية والتي تشمل التدريب على السلاح وفنون القتال والرمي؟

ولماذا تم تاسيس التنظيمات العسكرية الشعبية الخاصة مثل جيش القدس الذي ضم اكثر من سبعة ملايين عراقي وتنظيمات الفدائيين وغيرها؟

ولماذا تم توزيع الاسلحة على عموم الشعب فلا يخلو بيت من بيوتات العراق دون ان يضم قطعة سلاح او اكثر والعتاد بالرغم مما كانت تشيعه الحرب النفسية الامريكية من ان القيادة العراقية معزولة من الشعب وتخشاه

ان الاجابه على هذه الاسئلة وغيرها تؤشر ببساطة منظومات التاهيل الاحترازية والدفاعية والوقائية التي اعتمدتها القيادة الوطنية العراقية لمجابهة الخيار الامريكي في الغزو

فغزو العراق اضحى في حينه ومنذ منتصف التسعينات امرا محتوما في منظور القيادة العراقية خاصة بعد ان اصدرالامريكان قانونا اسموه ( قانون احتلال العراق) متلاعبين بالالفاظ بتبديل كلمة الاحتلال بالتحرير

كما ان العراق بقيادة الرئيس صدام حسين حماه الله لم يكن له خيار ا واحدا الا واعتمده لتجنب هذه المؤامرة الصهيونية الشرسة دون الاخلال بالمبادى الوطنية والقومية الكبرى التي تحملتها وحملتها هذه القيادة سواءا على مستوى الحفاظ على الاستقلال الوطني او على مستوى تبني الدفاع عن القضايا السياسية المركزية للامة والتي يمثل محور فلكها القضية الفلسطينية فلا استجابه للضغوط في قبول المداهنات والمهادنات،ولاقبول لطروحات التطبيع والتطويع بل ان الشعار الذي اعتمده الرئيس صدام حسين الذي كان قد اعتاد طرحه في نهاية كل خطبه ( عاشت فلسطين حرة عربية ابية من البحر الى النهر) كان يتجسد بالفعل العراقي الداعم للشعب الفلسطيني ولانتفاضته الباسله دون حدود بالرغم من معاناة العراق

وبمرور سني الحصار والظلم والقساوة والمرارة والالم والشدة والضغط المتواصل التي مارستها امريكا وبريطانيا ضد العراق يوميا توضح للقيادة العراقية بان لاخيار الا في الخوض القتال ضد الغزو القادم لامحاله رغم الفارق التقني الهائل في الجانب العسكري على مستوى الاسلحة والقدرات بين اكبر قوة عسكرية عالمية وبين قدرات دفاعية محدودة قيدها ظروف االحصار الشامل واضحت لا تتعدى اسلحة قديمة متعبة مع بعض التحسينات

او الفارق في الجانب الاقتصادي بين اقوى قوة اقتصادية عالمية وبين بلد محاصر لايدخل اليه سوى الغذاء والدواء وبنزر لايكفي حتى الحد الادنى من المستلزمات والامكانات الطبية في العلاج او القيمة الغذائية لما يصل اليه

او الفارق في الجانب المعلوماتي بين القوة الغاشمة التي تمتلك الاقمار الصناعية والمركبات الفضائية المتخصصة في جمع المعلومات الدقيقة وطائرات التجسس من نوع (تي يو) التي كانت تجوب سماء العراق وتمسح ارضه يوميا وتسجل كل متغيراتها وبين الطرف الذي لا يمتلك حتى امكانية تسيير طائرة استطلاع واحدة لجمع المعلومات او تامين الغطاء الجوي ولو بصورة محدودة للقطعات البرية

ومن المعطيات والمتناقضات المشار لها انفا , وبموجب محدودية الخيارات المتاحة امام القيادة العراقية في خوض هذا الصراع الخطير فضلا عن التسهيلات التي تقدمها الارض لصالح القوات الغازية حيث الصحراء الغربية العراقية الممتدة من غرب الفرات الى الحدود السورية والاردنية والسعودية والكويتية وهي الصحراء الجرداء القاحلة الخالية من كل مستلزمات الدفاع فكان لا بد للقيادة العراقية الى ان تلجا الى اعتماد استراتيجية قبول الحرب على حافات المدن وداخل المدن نفسها فتضحي القيادة بموقعها الوظيفي الرسمي وبكل مفاصلها لتشتبك هي وشعبها وقواتها المسلحة مع القوات الغازية داخل مدن العراق بغية تحييد القوى المادية المتفوقة سواءا في اسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها قوات الغزو او الصواريخ الموجهة او الطائرات القاصفة والمقاتلة او الدبابات المتطورة وغيرها ولتضع قوات الغزو في مستنقع هش وتجعل افرادها في وضع واهن يسهل بها اصطيادهم ضمن استراتيجية حرب شعبية مقاومة منظمة وقيادة كفوءة

وهذا ما يفسر الاجابة على تلك الاسئلة المطروحة في مقدمة المقال ويفسر نشوء المقاومة يوم 9 نيسان /ابريل اي التولصل في القتال دون توقف كما يفسر الخسائر الهائلة التي وقعت في صفوف الغزاة وبذا فان الحال الحالي لم يكن سوى انتقال من حال الى حال وليس سقوط او احتلال بالمعاني العامة المتداولة فالقتال العراقي اضحى باحسن حال وان غدا لناظره قريب

شبكة البصرة

السبت 3 ربيع الثاني 1425 / 22 آيار 2004