bufaris
11-05-2005, 05:22 PM
أيها الأمريكيون أنكم تخسرون مثلنا ؟! ...
د. فيصل الفهد
رغم كل محاولات إدارة بوش واستخدامها لأكبر مطبخ دعائي في العالم لا تزال كثير من علامات الاستفهام تحوم حول سلوكيات هذه الإدارة وخلطها بين العام والخاص لاسيما في السياسة الخارجية ففي الوقت الذي تحاول فيه هذه الإدارة أن توضح أن كل سياساتها المتخبطة في الخارج إنما هي خدمة للمجتمع الأمريكي تثبت الوقائع عكس ذلك رغم أن مثل هكذا نتائج لم تجد طريقها بوضوح إلى أذهان الأمريكيين بسبب حجم عمليات التضليل التي توجه إلى غالبية المجتمع الأمريكي الأمر الذي جعل كثيرين منهم في حالة ارتباك بسبب ضبابية الصورة التي كونتها وسائل الدعاية الموجهة بشكل مخطط ومدروس إليهم.
إن الحقيقة الأساسية التي يجب أن لا تغيب عن بال أحد هي أن قلة قليلة من الأمريكيين هم من يستفيدوا من هذه السياسة العدوانية الأمريكية الموجه ضد الآخرين وفي مقدمتهم أركان الإدارة وأصحاب المؤسسات والشركات الرأسمالية وبالذات شركات الإنتاج العسكري وشركات النفط حيث تجني هذه الأطراف الأرباح الطائلة على حساب دماء عشرات آلاف من الشباب الأمريكيين الذين تقدمهم الإدارة الأمريكية قربانا لجني تريلونات من الدولارات من سرقة ثروات وخيرات العراق وأفغانستان وأماكن أخرى في العالم.
وقد يجد بعض المعنيين تفسيراً يخدم بهذا الشكل أو ذاك السياسة الأمريكية الخارجية ولكننا هنا نريد أن نضع أمام هؤلاء وغيرهم بعض الحقائق التي تظهر الكيفية التي تنظر فيها الرأسمالية الأمريكية إلى الإنسانية بشكل عام والأمريكيين بشكل خاص فمثلاً حين نلاحظ سلوك أصحاب الشركات العملاقة الأمريكية التي تمتلك مصانع في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وأخذت هذه المصانع الأمريكية تنتج أسلحة ومعدات استخدمها هتلر في حربه على خصومة في أوروبا.... وعندما كان أصحاب هذه المصانع من الرأسماليين الأمريكيين توجه إليهم الانتقادات حول هذا الموضوع وكيف أن المصانع الأمريكية في ألمانيا تنتج أسلحة تسهم في قتل الأوروبيين وحتى الأمريكيين... كانت إجاباتهم تتلخص بأنه ما دامت هذه المصانع تدر علينا (الرأسماليين الأمريكيين) أرباحاً طائلة وتعزز وضعنا الاقتصادي داخل أمريكا وخارجها... فلا يهمنا إلى من توجه الأسلحة وكيف يتم استخدامها...؟!!
إذن هذا هو المنطق الذي يحكم الرأسمالية الأمريكية بالأمس وهو ذاته الذي يحكم إدارة بوش ويحركها للعدوان على العالم اليوم بعكس ما تريد أن تظهره ماكنة الدعاية الأمريكية ومن يواليها من إضفاء أهداف ومبررات واهنة متغيرة ومتحركة تبعاً لمصالح وأغراض الإدارة الأمريكية ومصلحة المؤسسات السائدة لها والمستفيدة منها ومن هذه المبررات المتغيرة حسب مصالح الإدارة... الحرب على الإرهاب... القضاء على أسلحة الدمار الشامل.... تصدير الديمقراطية الأمريكية... حقوق الإنسان... الشرعية الدولية... القضاء على الأنظمة الدكتاتورية... إضافة إلى قائمة طويلة عريضة من الأكاذيب التي أثبتت وقائع الأحداث أنها جميعاً عبارة عن تكتيكات دعائية أمريكية هي أبعد ما تكون عن قناعات الإدارة الأمريكية بل إن السلوك العملي الفعلي لهذه الإدارة على الواقع يتناقض تماماً مع هذه التكتيكات حيث ثبت أن أكبر دولة إرهابية في داخلها هي أمريكا وأن فيها أكبر المنظمات الإرهابية في العالم وإن العمليات الإرهابية التي يشهدها المجتمع الأمريكي في كل ساعة هي الأكبر عدداً والأقوى فاعلية كما أن الولايات المتحدة وبسبب وجود إدارة بوش أصبحت مصدراً لإنتاج الإرهاب وتصديره إلى العالم ولهذا فإن الإدارة الأمريكية إذا كانت جادة وصادقة في مكافحة ما تسميه بالإرهاب فإن عليها أن تجمع قدراتها وقدرات أصدقائها لمحاربته داخل المجتمع الأمريكي وليس في أفغانستان أو العراق أو فلسطين لأن ما يحدث في هذه الدول الثلاث إنما هو رد فعل على الإرهاب الأمريكي وسيزول كله بمجرد زوال المسبب (أمريكا وإسرائيل).
أما الإدعاءات والأكاذيب الأخرى الأمريكية فقد دلت أحداث العراق وأفغانستان أنهما مجرد ترهات سرعان ما سقطت على رؤوس أصحابها فأين حقوق الإنسان من الجرائم اليومية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي بحق أكثر من 200 ألف عراقي وأين هذه الحقوق أمام 280 ألف عراقي معتقل فيهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ وأين حقوق الإنسان من جرائم معتقلات أبو غريب وبوكا وغيره وأين الديمقراطية مما يجري على الساحة العراقية من تكميم الأفواه وقتل واعتقال كل من يعارض الاحتلال وأين الديمقراطية من جرائم مليشيات فيلق غدر وحزب الدعوة والبيشمركة وجماعة أحمد الحلبي وإياد علاوي وغيرهم من العملاء والمجرمين.
وأين الإدارة الأمريكية من تدمير العراق وسرقة خيراته وثرواته من النفط والفوسفات والكبريت والزئبق وانتشار البطالة حتى وصلت نسبة العاطلين 75% من الشباب العراقي.
أين الإدارة الأمريكية من فقدان الأمن في العراق فالمواطن العراقي الذي يخرج من داره لا يعول على عودته سالماً إلى أهله ثم أين هذه الإدارة من انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة في العراق نتيجة استخدام قوات الاحتلال الأسلحة المحرمة دولياً مثل اليورانيوم المنضب والقنابل التكتيكية النووية...
أما إدعاء الإدارة الأمريكية محاربتها للأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية والتي تهدد الاستقرار والأمن العالمي حسب ادعائها ... نقول ن هذه الإدارة وبسبب تخطيط مسبق (1990) حاصرت العراق ثم هاجمته أربع مرات ثم احتله في 9/4/2003 بحجة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعلاقته بتنظيم القاعدة ثم اعترفت أمريكا بعدم صحة هذه الإدعاءات وافتراءها على العراق والعالم وأن دوافعها لاحتلال العراق بعيدة عما حاولت أن تسوغه أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي من مبررات.
لقد وضحت القيادة الشرعية للعراق مرات عديدة عدم صحة الأقاويل الأمريكية ومع ذلك تم العدوان على العراق واحتلاله في حين أن هناك دول ديكتاتورية (حسب التوصيف الأمريكي) وتمتلك بشكل واضح وصريح أسلحة الدمار الشامل ولها علاقة مباشرة وفعالة مع القاعدة مثل إيران ومع ذلك فإن أمريكا لم تغزوها وكذا الحال بالنسبة لكوريا الشمالية وأمثلة أخرى كثيرة مشابهة في العالم ...
ومع ذلك تتبع أمريكا أساليب كثيرة وتسمح بهامش كبير من تدخلات أطراف أوروبية أو تدخل روسي... أو ... ولم تستخدم ذات الأسلوب الذي استخدمته ضد العراق رغم عدم وجود ما يبرر ذلك علناً...
وهذا يثبت لكل العالم لا سيما الذين ينساقون وراء التضليل الأمريكي أن غزو العراق وتحطيم دولته العصرية وحل جيشه وقواه الأمنية ومحاولة اجتثاث قواه السياسية الرئيسية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي يدلل أن هناك أهداف بعيدة كل البعد عن الكذب الأمريكي وفي مقدمة تلك الأحداث هو القضاء على تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي ذات الأفاق القومية الإسلامية في العراق وحل الجيش العراقي الذي هو أقوى الجيوش والوحيد الذي استطاع قض مضاجع الكيان الصهيوني وأعداء الأمة العربية والإسلام كما أن الدولة في العراق هي الوحيدة التي استطاعت أن تخلق بنى تحتية صناعية وزراعية وصحية وعلمية وتربوية واكبر قاعدة للعلماء وأكثر من 54 جامعة عراقية وطنية بكل كوادرها وبرامجها تجاوزت كل الخطوط الحمراء المسموح بها من قبل الإمبريالية والصهيونية وعملائها إضافةً إلى أن العراق يطفو على اكبر بحيرات للنفط في العالم في وقت بدأت فيه أكبر مناطق إنتاج النفط في العالم مرحلة النضوب في حين سيبقى العراق وبفضل تخطيط قيادته الوطنية الشرعية آخر منتج للنفط في العالم وهذا جانب مهم جداً في تشكيلة هرم أولويات أهداف احتلال العراق وتدميره.
إن الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الباسلة وقيادته الشرعية المجاهدة يدركون تماماً أن أغلب الشعوب الأمريكية غير راضية بل ومعارضة للسياسة العدوانية التي تنتهجها إدارة بوش ليس لأنها مؤمنة بالعدالة والشرعية والإنسانية بل لأن غالبيتهم بدئوا يدركون تماماً أن مأساة جديدة قد أصابتهم وأن عقد أخطر واكبر من عقدة فيتنام بدأت بالتشكل والتعقد في حياتهم وبدأت تهدد جدارهم الداخلي فإذا كانت خسائرهم في فيتنام 50 ألف قتيل خلال أكثر من عشر سنوات فإن قتلاهم في العراق خلال عامين قد فاقت هذا الرقم والخسائر تزداد بشكل طردي مع زيادة العمليات النوعية للمقاومة الوطنية العراقية عدا الخسائر المادية التي أصابت وستصيب الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من مشاكل خطيرة أساساً.
إذاً من هو المستفيد من هذه السياسة العدوانية إذا كانت تكلف كل هذه الخسائر البشرية والمادية؟ والجواب أن المستفيد هو الإدارة الأمريكية والشركات الرأسمالية العملاقة التي كانت وراء انتخاب بوش وكذلك الكيان الصهيوني إضافةً إلى الحثالات الذين جاؤا مع الاحتلال وخلفه والذين سُلطوا كالكلاب المسعورة ضد الشعب العراقي ... وبهذا تنضم الشعوب الأمريكية إلى قائمة المتضررين والخاسرين من احتلال العراق ومن هنا تأتي أهمية توعية الأمريكيين وتأجيج مشاعرهم عملياً للضغط على إدارة بوش لإنهاء احتلالها للعراق وأفغانستان وإيقاف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني وبهذا تحافظ أمريكا على وضعها الذي بدأـ بالتهاوي والسقوط.
فهل تعي القوى الأمريكية المناهضة لسياسة بوش ذلك وتفعل جهودها ليس حباً وحرصاً على العراقيين والأفغانيين والفلسطينيين بل حباً وحرصاً على دولتهم وشعوبهم ومستقبلهم !!
د. فيصل الفهد
رغم كل محاولات إدارة بوش واستخدامها لأكبر مطبخ دعائي في العالم لا تزال كثير من علامات الاستفهام تحوم حول سلوكيات هذه الإدارة وخلطها بين العام والخاص لاسيما في السياسة الخارجية ففي الوقت الذي تحاول فيه هذه الإدارة أن توضح أن كل سياساتها المتخبطة في الخارج إنما هي خدمة للمجتمع الأمريكي تثبت الوقائع عكس ذلك رغم أن مثل هكذا نتائج لم تجد طريقها بوضوح إلى أذهان الأمريكيين بسبب حجم عمليات التضليل التي توجه إلى غالبية المجتمع الأمريكي الأمر الذي جعل كثيرين منهم في حالة ارتباك بسبب ضبابية الصورة التي كونتها وسائل الدعاية الموجهة بشكل مخطط ومدروس إليهم.
إن الحقيقة الأساسية التي يجب أن لا تغيب عن بال أحد هي أن قلة قليلة من الأمريكيين هم من يستفيدوا من هذه السياسة العدوانية الأمريكية الموجه ضد الآخرين وفي مقدمتهم أركان الإدارة وأصحاب المؤسسات والشركات الرأسمالية وبالذات شركات الإنتاج العسكري وشركات النفط حيث تجني هذه الأطراف الأرباح الطائلة على حساب دماء عشرات آلاف من الشباب الأمريكيين الذين تقدمهم الإدارة الأمريكية قربانا لجني تريلونات من الدولارات من سرقة ثروات وخيرات العراق وأفغانستان وأماكن أخرى في العالم.
وقد يجد بعض المعنيين تفسيراً يخدم بهذا الشكل أو ذاك السياسة الأمريكية الخارجية ولكننا هنا نريد أن نضع أمام هؤلاء وغيرهم بعض الحقائق التي تظهر الكيفية التي تنظر فيها الرأسمالية الأمريكية إلى الإنسانية بشكل عام والأمريكيين بشكل خاص فمثلاً حين نلاحظ سلوك أصحاب الشركات العملاقة الأمريكية التي تمتلك مصانع في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وأخذت هذه المصانع الأمريكية تنتج أسلحة ومعدات استخدمها هتلر في حربه على خصومة في أوروبا.... وعندما كان أصحاب هذه المصانع من الرأسماليين الأمريكيين توجه إليهم الانتقادات حول هذا الموضوع وكيف أن المصانع الأمريكية في ألمانيا تنتج أسلحة تسهم في قتل الأوروبيين وحتى الأمريكيين... كانت إجاباتهم تتلخص بأنه ما دامت هذه المصانع تدر علينا (الرأسماليين الأمريكيين) أرباحاً طائلة وتعزز وضعنا الاقتصادي داخل أمريكا وخارجها... فلا يهمنا إلى من توجه الأسلحة وكيف يتم استخدامها...؟!!
إذن هذا هو المنطق الذي يحكم الرأسمالية الأمريكية بالأمس وهو ذاته الذي يحكم إدارة بوش ويحركها للعدوان على العالم اليوم بعكس ما تريد أن تظهره ماكنة الدعاية الأمريكية ومن يواليها من إضفاء أهداف ومبررات واهنة متغيرة ومتحركة تبعاً لمصالح وأغراض الإدارة الأمريكية ومصلحة المؤسسات السائدة لها والمستفيدة منها ومن هذه المبررات المتغيرة حسب مصالح الإدارة... الحرب على الإرهاب... القضاء على أسلحة الدمار الشامل.... تصدير الديمقراطية الأمريكية... حقوق الإنسان... الشرعية الدولية... القضاء على الأنظمة الدكتاتورية... إضافة إلى قائمة طويلة عريضة من الأكاذيب التي أثبتت وقائع الأحداث أنها جميعاً عبارة عن تكتيكات دعائية أمريكية هي أبعد ما تكون عن قناعات الإدارة الأمريكية بل إن السلوك العملي الفعلي لهذه الإدارة على الواقع يتناقض تماماً مع هذه التكتيكات حيث ثبت أن أكبر دولة إرهابية في داخلها هي أمريكا وأن فيها أكبر المنظمات الإرهابية في العالم وإن العمليات الإرهابية التي يشهدها المجتمع الأمريكي في كل ساعة هي الأكبر عدداً والأقوى فاعلية كما أن الولايات المتحدة وبسبب وجود إدارة بوش أصبحت مصدراً لإنتاج الإرهاب وتصديره إلى العالم ولهذا فإن الإدارة الأمريكية إذا كانت جادة وصادقة في مكافحة ما تسميه بالإرهاب فإن عليها أن تجمع قدراتها وقدرات أصدقائها لمحاربته داخل المجتمع الأمريكي وليس في أفغانستان أو العراق أو فلسطين لأن ما يحدث في هذه الدول الثلاث إنما هو رد فعل على الإرهاب الأمريكي وسيزول كله بمجرد زوال المسبب (أمريكا وإسرائيل).
أما الإدعاءات والأكاذيب الأخرى الأمريكية فقد دلت أحداث العراق وأفغانستان أنهما مجرد ترهات سرعان ما سقطت على رؤوس أصحابها فأين حقوق الإنسان من الجرائم اليومية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكي بحق أكثر من 200 ألف عراقي وأين هذه الحقوق أمام 280 ألف عراقي معتقل فيهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ وأين حقوق الإنسان من جرائم معتقلات أبو غريب وبوكا وغيره وأين الديمقراطية مما يجري على الساحة العراقية من تكميم الأفواه وقتل واعتقال كل من يعارض الاحتلال وأين الديمقراطية من جرائم مليشيات فيلق غدر وحزب الدعوة والبيشمركة وجماعة أحمد الحلبي وإياد علاوي وغيرهم من العملاء والمجرمين.
وأين الإدارة الأمريكية من تدمير العراق وسرقة خيراته وثرواته من النفط والفوسفات والكبريت والزئبق وانتشار البطالة حتى وصلت نسبة العاطلين 75% من الشباب العراقي.
أين الإدارة الأمريكية من فقدان الأمن في العراق فالمواطن العراقي الذي يخرج من داره لا يعول على عودته سالماً إلى أهله ثم أين هذه الإدارة من انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة في العراق نتيجة استخدام قوات الاحتلال الأسلحة المحرمة دولياً مثل اليورانيوم المنضب والقنابل التكتيكية النووية...
أما إدعاء الإدارة الأمريكية محاربتها للأنظمة الشمولية أو الدكتاتورية والتي تهدد الاستقرار والأمن العالمي حسب ادعائها ... نقول ن هذه الإدارة وبسبب تخطيط مسبق (1990) حاصرت العراق ثم هاجمته أربع مرات ثم احتله في 9/4/2003 بحجة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعلاقته بتنظيم القاعدة ثم اعترفت أمريكا بعدم صحة هذه الإدعاءات وافتراءها على العراق والعالم وأن دوافعها لاحتلال العراق بعيدة عما حاولت أن تسوغه أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي من مبررات.
لقد وضحت القيادة الشرعية للعراق مرات عديدة عدم صحة الأقاويل الأمريكية ومع ذلك تم العدوان على العراق واحتلاله في حين أن هناك دول ديكتاتورية (حسب التوصيف الأمريكي) وتمتلك بشكل واضح وصريح أسلحة الدمار الشامل ولها علاقة مباشرة وفعالة مع القاعدة مثل إيران ومع ذلك فإن أمريكا لم تغزوها وكذا الحال بالنسبة لكوريا الشمالية وأمثلة أخرى كثيرة مشابهة في العالم ...
ومع ذلك تتبع أمريكا أساليب كثيرة وتسمح بهامش كبير من تدخلات أطراف أوروبية أو تدخل روسي... أو ... ولم تستخدم ذات الأسلوب الذي استخدمته ضد العراق رغم عدم وجود ما يبرر ذلك علناً...
وهذا يثبت لكل العالم لا سيما الذين ينساقون وراء التضليل الأمريكي أن غزو العراق وتحطيم دولته العصرية وحل جيشه وقواه الأمنية ومحاولة اجتثاث قواه السياسية الرئيسية مثل حزب البعث العربي الاشتراكي يدلل أن هناك أهداف بعيدة كل البعد عن الكذب الأمريكي وفي مقدمة تلك الأحداث هو القضاء على تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي ذات الأفاق القومية الإسلامية في العراق وحل الجيش العراقي الذي هو أقوى الجيوش والوحيد الذي استطاع قض مضاجع الكيان الصهيوني وأعداء الأمة العربية والإسلام كما أن الدولة في العراق هي الوحيدة التي استطاعت أن تخلق بنى تحتية صناعية وزراعية وصحية وعلمية وتربوية واكبر قاعدة للعلماء وأكثر من 54 جامعة عراقية وطنية بكل كوادرها وبرامجها تجاوزت كل الخطوط الحمراء المسموح بها من قبل الإمبريالية والصهيونية وعملائها إضافةً إلى أن العراق يطفو على اكبر بحيرات للنفط في العالم في وقت بدأت فيه أكبر مناطق إنتاج النفط في العالم مرحلة النضوب في حين سيبقى العراق وبفضل تخطيط قيادته الوطنية الشرعية آخر منتج للنفط في العالم وهذا جانب مهم جداً في تشكيلة هرم أولويات أهداف احتلال العراق وتدميره.
إن الشعب العراقي ومقاومته الوطنية الباسلة وقيادته الشرعية المجاهدة يدركون تماماً أن أغلب الشعوب الأمريكية غير راضية بل ومعارضة للسياسة العدوانية التي تنتهجها إدارة بوش ليس لأنها مؤمنة بالعدالة والشرعية والإنسانية بل لأن غالبيتهم بدئوا يدركون تماماً أن مأساة جديدة قد أصابتهم وأن عقد أخطر واكبر من عقدة فيتنام بدأت بالتشكل والتعقد في حياتهم وبدأت تهدد جدارهم الداخلي فإذا كانت خسائرهم في فيتنام 50 ألف قتيل خلال أكثر من عشر سنوات فإن قتلاهم في العراق خلال عامين قد فاقت هذا الرقم والخسائر تزداد بشكل طردي مع زيادة العمليات النوعية للمقاومة الوطنية العراقية عدا الخسائر المادية التي أصابت وستصيب الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من مشاكل خطيرة أساساً.
إذاً من هو المستفيد من هذه السياسة العدوانية إذا كانت تكلف كل هذه الخسائر البشرية والمادية؟ والجواب أن المستفيد هو الإدارة الأمريكية والشركات الرأسمالية العملاقة التي كانت وراء انتخاب بوش وكذلك الكيان الصهيوني إضافةً إلى الحثالات الذين جاؤا مع الاحتلال وخلفه والذين سُلطوا كالكلاب المسعورة ضد الشعب العراقي ... وبهذا تنضم الشعوب الأمريكية إلى قائمة المتضررين والخاسرين من احتلال العراق ومن هنا تأتي أهمية توعية الأمريكيين وتأجيج مشاعرهم عملياً للضغط على إدارة بوش لإنهاء احتلالها للعراق وأفغانستان وإيقاف دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني وبهذا تحافظ أمريكا على وضعها الذي بدأـ بالتهاوي والسقوط.
فهل تعي القوى الأمريكية المناهضة لسياسة بوش ذلك وتفعل جهودها ليس حباً وحرصاً على العراقيين والأفغانيين والفلسطينيين بل حباً وحرصاً على دولتهم وشعوبهم ومستقبلهم !!