عبدالغفور الخطيب
09-05-2005, 01:42 PM
لماذا بلادنا دائما في قلب آتون الأحداث ؟
أحيانا يلفت انتباهك بناء قصر جميل في قرية نائية ، لا تتناسب عظمته مع فقر القرية وتواضع بيوتها . فتقف حائرا ومتسائلا ، ما الذي جعل صاحب هذا القصر يقيمه في تلك المنطقة ؟ ، ألم يكن من الأفضل أن يقيمه في مدينة أرقى ؟
وعندما تسأل وتتعمق بالسؤال ، تكتشف أن صاحبه كان قد جرح في كبريائه وهو في شبابه إذ تقدم لخطبة بنت فلان ورفض أبوها إعطاؤه إياها ، فدارت الأيام و أصبح صاحب القصر في بحبوحة من القدرة المالية ، فأراد ببناء هذا القصر ، أن يجعله شاهدا على أن من اتخذ القرار في منعه من زواجه كان مخطئا .
وعندما تقبل من خارج حدود الوطن العربي وأنت تطل من نافذة الطائرة ، فانك تنتقل من مساحات خضراء وأنهار في أوروبا أو إفريقيا ، الى مساحات شاسعة من الصحارى الصفراء القاحلة ، فتتأمل محتارا ، ما الذي يجعل أعداء الأمة لا يدعوها ترتاح وتعيش في همها متصارعة مع هذه الصحراء ؟
ثم يبرز النفط في مخيلتك كإجابة لتساؤلاتك فتصمت . ثم تعود الى التأمل مرة أخرى ، كلا ليس النفط ، أكان هناك نفط عندما غزا الفرس أرضنا قبل اكثر من خمس وعشرين قرنا أو اليونانيين أو الأحباش ، ومن بعدهم الصليبيون و التتار و المستعمرون الأوروبيون . ولم يغزوها لينتقموا من غزو قام به أجدادنا في السابق لأراضيهم وبلدانهم ، فلم نتعرض لغزو دول سبق احتلالها من قبلنا إلا في حالة إسبانيا والبرتغال ، فلم نغزو بلاد المغول ولم نغزو الولايات المتحدة ولم نصل بريطانيا محتلين .
والأغرب من ذلك ، أنه سرعان ما يتجمع أعداء يتحالفون بسرعة ضدنا ويتعاملوا معنا كآخر مشترك لهم كلهم ، بالرغم من وجود مشاكل بينهم وعدم رضا مستمر . فتجد بلغاري مع سلفادوري مع أسترالي مع أمريكي وكوري ، فتبرز إجابة سريعة ، انهم لا يستطيعون أن يعصوا من يأمرهم ، فيبرز لك تساؤل آخر وهل تستطيع نيجيريا أو ساحل العاج أن ترفض الأوامر !
من هنا يبرز تساؤل جديد أنه اذا كان صاحب القصر قد أراد الانتقام ممن جرح كبرياؤه ، فبماذا نحن قد جرحنا كبرياء كل تلك الأمم؟ . وللإجابة على ذلك فانه لا بد التنبه الى ان الكبرياء لا تجرح فقط من خلال عمل مباشر . فقد تستمع لحديث يدور بين اثنين ، أحدهما يتحدث عن إنجازات ابنه ، ولكن الآخر لا يكون يستمع إليه بل يكون يحضر ما سيقول عن ابنه هو ، و أحيانا يقاطعه قبل ان يكمل حديثه عن ولده ماسكا بالحديث ليسرد بطولات ابنه هو !
او قد ترى شبابا يتفرجون على مباراة بين فريقين لا يعنيان لهم شيئا ، فقد تكون المباراة بين فريقين إسبانيين او إيطاليين ، فتجد أحد المتفرجين شجع فريقا ضد آخر وضد رغبة المتفرجين الآخرين ، وتتساءل لماذا ؟ فتجد أنه كره لاعبا لأنه يذكره بشيء ما في حياته ، فكره لأجل ذلك اللاعب كل الفريق !
وكم تغيض أمتنا كثير من الأمم و تخرج مكنوناتها الحاقدة ، لتتوالى أعمال العدوان ضد أمتنا .. فالرسل والقيم والتراث العميق قد خرج من تلك البقعة ، فكيف لأمم صعدت الى أجرام السماء تقبل أن تبقى تلك الذاكرة التي تخرج من منطقتنا تتسيد على كل الذكريات في العالم ؟؟ أظن أن هذا هو السبب والله أعلم.
أحيانا يلفت انتباهك بناء قصر جميل في قرية نائية ، لا تتناسب عظمته مع فقر القرية وتواضع بيوتها . فتقف حائرا ومتسائلا ، ما الذي جعل صاحب هذا القصر يقيمه في تلك المنطقة ؟ ، ألم يكن من الأفضل أن يقيمه في مدينة أرقى ؟
وعندما تسأل وتتعمق بالسؤال ، تكتشف أن صاحبه كان قد جرح في كبريائه وهو في شبابه إذ تقدم لخطبة بنت فلان ورفض أبوها إعطاؤه إياها ، فدارت الأيام و أصبح صاحب القصر في بحبوحة من القدرة المالية ، فأراد ببناء هذا القصر ، أن يجعله شاهدا على أن من اتخذ القرار في منعه من زواجه كان مخطئا .
وعندما تقبل من خارج حدود الوطن العربي وأنت تطل من نافذة الطائرة ، فانك تنتقل من مساحات خضراء وأنهار في أوروبا أو إفريقيا ، الى مساحات شاسعة من الصحارى الصفراء القاحلة ، فتتأمل محتارا ، ما الذي يجعل أعداء الأمة لا يدعوها ترتاح وتعيش في همها متصارعة مع هذه الصحراء ؟
ثم يبرز النفط في مخيلتك كإجابة لتساؤلاتك فتصمت . ثم تعود الى التأمل مرة أخرى ، كلا ليس النفط ، أكان هناك نفط عندما غزا الفرس أرضنا قبل اكثر من خمس وعشرين قرنا أو اليونانيين أو الأحباش ، ومن بعدهم الصليبيون و التتار و المستعمرون الأوروبيون . ولم يغزوها لينتقموا من غزو قام به أجدادنا في السابق لأراضيهم وبلدانهم ، فلم نتعرض لغزو دول سبق احتلالها من قبلنا إلا في حالة إسبانيا والبرتغال ، فلم نغزو بلاد المغول ولم نغزو الولايات المتحدة ولم نصل بريطانيا محتلين .
والأغرب من ذلك ، أنه سرعان ما يتجمع أعداء يتحالفون بسرعة ضدنا ويتعاملوا معنا كآخر مشترك لهم كلهم ، بالرغم من وجود مشاكل بينهم وعدم رضا مستمر . فتجد بلغاري مع سلفادوري مع أسترالي مع أمريكي وكوري ، فتبرز إجابة سريعة ، انهم لا يستطيعون أن يعصوا من يأمرهم ، فيبرز لك تساؤل آخر وهل تستطيع نيجيريا أو ساحل العاج أن ترفض الأوامر !
من هنا يبرز تساؤل جديد أنه اذا كان صاحب القصر قد أراد الانتقام ممن جرح كبرياؤه ، فبماذا نحن قد جرحنا كبرياء كل تلك الأمم؟ . وللإجابة على ذلك فانه لا بد التنبه الى ان الكبرياء لا تجرح فقط من خلال عمل مباشر . فقد تستمع لحديث يدور بين اثنين ، أحدهما يتحدث عن إنجازات ابنه ، ولكن الآخر لا يكون يستمع إليه بل يكون يحضر ما سيقول عن ابنه هو ، و أحيانا يقاطعه قبل ان يكمل حديثه عن ولده ماسكا بالحديث ليسرد بطولات ابنه هو !
او قد ترى شبابا يتفرجون على مباراة بين فريقين لا يعنيان لهم شيئا ، فقد تكون المباراة بين فريقين إسبانيين او إيطاليين ، فتجد أحد المتفرجين شجع فريقا ضد آخر وضد رغبة المتفرجين الآخرين ، وتتساءل لماذا ؟ فتجد أنه كره لاعبا لأنه يذكره بشيء ما في حياته ، فكره لأجل ذلك اللاعب كل الفريق !
وكم تغيض أمتنا كثير من الأمم و تخرج مكنوناتها الحاقدة ، لتتوالى أعمال العدوان ضد أمتنا .. فالرسل والقيم والتراث العميق قد خرج من تلك البقعة ، فكيف لأمم صعدت الى أجرام السماء تقبل أن تبقى تلك الذاكرة التي تخرج من منطقتنا تتسيد على كل الذكريات في العالم ؟؟ أظن أن هذا هو السبب والله أعلم.