أبو العز الجبريني
22-05-2004, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسرار الدور العربي في غزو العراق !
يفضح كتاب "خطة هجوم" للصحفى الأمريكى بوب وود ورد التواطؤ العربى فى احتلال العراق. اقرأوا بعض هذه الاسرار !
من بين أمور كثيرة يفضحها كتاب "خطة هجوم" لمؤلفه الصحفى الأمريكى الشهير بوب وود ورد هو ذلك التواطؤ العربى فى ضرب العراق واحتلاله. فالزعماء العرب، على عكس ما هو متداول فى الروايات الشعبية الأسطورية، لم يتخذوا موقفا استراتيجيا يعارض الحرب على العراق وإنما حاولوا قدر الإمكان حفظ كراسيهم وعروشهم فى مواجهة الإدارة الأمريكية وحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم التى أصابها الغليان. كانت المعادلة بالتساوى بين زعماء الهوان والأمريكان: امنحونا تأييدا وإن كان غير معلن نحفظ لكم سريتكم ونصون ماء وجهكم أمام شعوبكم، وتمت اللعبة بهذه الطريقة وأكثر، لدرجة أن السفير السعودى فى واشنطن الأمير بندر بن سلطان على سبيل المثال كان من أركان الحرب الأمريكية أو من معسكر الصقور فى إدارة بوش إلى جانب كل من ديك تشينى نائب الرئيس وكوندليزا رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى وهو يعرج فى العواصم العربية والأوروبية المتشككة فى جدوى الحرب محاولا إقناعها بضرورة التدخل العسكرى الأمريكى فى العراق وهو يقارب إلى حد كبير ما فعله نجل الرئيس المصرى جمال مبارك الذى توجه قبل الحرب فى مهمة سرية للقاء الرئيس الأمريكى، وكان ظاهر مهمته الرحمة وباطنها العذاب".
بوب وودوارد
مؤلف الكتاب بوب وود وورد من أبرع الصحفيين الأمريكيين هو مدير تحرير الواشنطن بوست، وصاحب السبق فى كشف تفاصيل فضيحة ووترجيت التى كانت سببا فى خروج الرئيس نيكسون من الرئاسة فى عام أربعة وسبعين، وقبل كل ذلك يرسى تحقيقه فى التفاصيل التى سبقت المغامرة الأمريكية بإعلان الحرب على العراق على شهادات ووثائق حصل عليها من 75 مسئولا أمريكيا فى مقدمتهم الرئيس جورج دبليو بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، ومن ثم يصبح التشكيك فيما أورده نوعا من محاربة طواحين الهواء. وبالرغم من أن الكتاب يركز على تفاصيل ما دار من صراع فى دهاليز الإدارة الأمريكية بين من يمكن تسميتهم بالحمائم المعتدلين وفى مقدمتهم باول وفريق الصقور وعلى رأسهم ديك تشينى.
يكشف الكتاب أن إدارة بوش كانت مولعة بضرب العراق منذ أيامها الأولى وبالتحديد عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 رغم تأكيد أشخاص مثل باول بأن العراق ليس له علاقة من قريب أو بعيد بتنظيم القاعدة، وقد بدأت التقديرات لتلك الحرب فى خضم الحرب الأمريكية على أفغانستان وكان هدف بوش أن يثبت للعالم أجمع أن ما قاله عن شن حرب عالمية على الإرهاب لم يكن بهدف المبالغة اللفظية.
كانت إدارة بوش تدرك أن الدول العربية لديها رغبة دفينة فى التخلص من صدام ونظامه الذى بات يسبب إحراجا لها أمام شعوبها، خاصة بعدما كسب ذلك النظام، وبامتياز حملة العلاقات العامة ضد الحصار والعقوبات الدولية بفضل ما ألحقته بالشعب العراقى من آثار مدمرة. وفى إطار التخطيط لمهاجمة العراق كان لابد من الاعتماد على الدعم العربى وفى مارس 2003 قرر تشينى القيام بزيارة للشرق الأوسط لطلب الدعم من الدول العربية، وطلب من فرانكس أن يعد له قائمة بالدول التى يتعين التباحث مع قادتها فكانت مصر والسعودية وعمان والإمارات واليمن والبحرين وقطر والأردن وإسرائيل وتركيا. ويروى الكتاب فى صفحة 111 أن فرانكس قدم إلى نائب الرئيس مذكرة سرية بما هو مطلوب من كل دولة، وتنوعت بين المشاركة القوات أو السماح بعبور الأجواء أو تقديم تسهيلات مرور القوات الأمريكية وتوقفها أو تقديم المعلومات الاستخباراتية. تعترف المذكرة بأن " كل هذه الدول العربية والإسلامية سوف تعلن معارضتها العلنية للحرب لكن جميعهم تقريبا يريدون التخلص من صدام" وقد قدم فرانكس ملفا عن كل زعيم وكان متفائلا بأن الأردن واليمن ستكونان فى مقدمة المتعاونين " لأن فرانكس وتينيت تعاونا مع سعد خير مدير المخابرات الأردنية ومع الرئيس اليمنى على عبد الله صالح". كانت خطة تشينى أن يزيد الضغوط على زعماء هذه الدول لتحديد مواقفهم من الحرب على العراق ولكن دون أن يحصل منهم على تعهد بفتح أبواب قواعدهم، لكنه أخبرهم أن عليهم أن يتعاملوا بجدية مع الموقف إذا قررت الولايات المتحدة استخدام القوة. ويذكر الكتاب أن مباحثات تشينى مع العاهل الأردنى كانت موفقه لكن مباحثاته مع مبارك" الذى كان أكثر مقاومة" لم تكن على نفس المستوى. فى يوم واحد زار تشينى ثلاث دول خليجية من بينها قطر التى قدمت مركز القيادة ومسرح العمليات. وخلال غداء زوجته لينى تشينى مع زوجة أمير قطر سألها : "متى سيبدأ العام الدراسى لديكم هنا فى البحرين؟ فردت زوجة أمير قطر: هذه قطر وليست البحرين".
فى الحادى والعشرين من مارس اجتمع تشينى مع بوش لإطلاعه على نتائج جولته والتقى الصحفيان فى المكتب البيضاوى وسألوا تشينى عما إذا كان قد لمس من الزعماء العرب رغبة فى التحرك ضد العراق، فقال : كنت حريصا على الاستماع إلى نصيحتهم وآرائهم حتى يمكننى إيصالها للرئيس. وتدخل بوش ليقول: " من المهم جدا لهؤلاء الزعماء ان يفهموا طبيعة هذه الإدارة، عندما نقول شيئا فإننا نعنيه".
مهمة مبارك الابن والأمير بندر
يكشف الكتاب عن الدور الخطير الذى كان يمارسه الأمير بندر بن سلطان السفير السعودى لدى واشنطن والذى كانت بلاده تعارض الحرب علنا فيما كان يقوم هو بدور تحريضى لإقناع الدول بالانضمام إلى التحالف الذى تشكله الولايات المتحدة لضرب العراق. فى الصفحة 263 يتحدث الكتاب عن تفاصيل الاجتماع الذى دار بين تشينى ورامسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز والأمير بندر بن سلطان فى 11 يناير 2003. كان الهدف من الاجتماع تقديم مسودة طلبات للسعودية تتضمن أن تسمح بانطلاق القوات الأمريكية من أراضيها والطائرات من قواعدها وعرض مايرز خلاله عبر خرائط "سرية للغاية غير مسموح للأجانب بالإطلاع عليها" تفاصيل الهجوم المتوقع على العراق. ويروى الكتاب أن بندر كان حريصا على التأكد من جدية الولايات المتحدة هذه المرة وأنها لن تترك صدام فى مكانه كما حدث بعد حرب واحد وتسعين، ولديه رغبة الانتقام من كل أعدائه وفى مقدمتهم السفير السعودى. وقد رد تشينى عليه مؤكدا أن "صدام سيكون قد انتهى بمجرد بدء الحرب". أدرك الأمير بندر ما هو مطلوب من السعودية وطلب من الحضور ترتيب اجتماع مع الرئيس بوش ليحمل الطلبات منه إلى ولى العهد السعودى الأمير عبد الله.
وقد رتبت كوندليزا رايس الاجتماع فى اليوم التالى، كان بوش قلقا من محاولات فرنسا وألمانيا وروسيا تمديد مهمة هانز بليكس وفرق التفتيش، وخفف بندر من قلقه قائلا " هؤلاء الناس لا يضرون ولا ينفعون (يقصد الدول الثلاث) إنهم يحاولون لعب دور أكبر من حجمهم".
كان بوش أيضا قد تلقى تقارير من بعض أفراد إدارته بأن العالم العربى سيشعر بالغضب إذا شنت أمريكا حربا على العراق وأن المصالح الأمريكية ستكون عرضة للخطر، لكن بندر طمأنه: "سيادة الرئيس هل تعتقد أنك ذاهب لمهاجمة السعودية واعتقال الملك فهد؟ إنه صدام حسين الذى لن يجد من يذرف دمعة عليه.
لكن إذا هاجمته أمريكا ونجا هذه المرة فسيكون أكبر من الحياة نفسها، سيسمع كلامه الجميع. لقد حذر كثيرون والدك من أن العالم العربى سيثور من المحيط إلى الخليج إذا ضرب العراق ولم يحدث ذلك، المشكلة الوحيدة ستكون إذا نجا صدام هذه المرة".
حمل بندر رسالة ضمانات من بوش بأن صدام لن ينج هذه المرة ومعها قائمة المطلوب من السعودية إلى الأمير عبد الله الذى نصحه بأن يكتم الأمر حتى تقرر السعودية ماذا ستفعل. ومنذ ذلك الحين أصبح السفير السعودى فى أمريكا ضمن معسكر الصقور الذين يروجون للحرب. وبتكليف من ولى العهد السعودى قام الأمير بندر بعدة زيارات شملت فرنسا ومصر ولبنان لحث زعمائها على تأييد الموقف الأمريكى، وقد عبر له الرئيس الفرنسى جاك شيراك عن وجود خلاف جوهرى مع الولايات المتحدة وشكا من نقطتين رئيسيتين أن بوش والأمريكيين لا يكنون له شخصيا أى احترام وأن المخابرات الأمريكية لا تتبادل المعلومات مع نظيرتها الفرنسية. وعندما عاد بندر إلى واشنطن سألته كوندليزا رايس عن مهمته الفرنسية فأعرب لها عن اعتقاده أن شيراك يمكن أن يساعد وربما يؤيد الحرب. وقال: إنه استقى هذه المعلومات من ثلاثة مصادر هى الرئيس المصرى ورئيس الوزراء اللبنانى إضافة إلى لقائه مع شيراك نفسه الذى جعله يصل إلى نفس الاستنتاج.
لكن ما كشفه بندر عن تفاصيل لقائه بالرئيس مبارك يستحق التوقف عنده فقد نقل عن مبارك قوله: إن مصر لديها الكثير من مصادر الاستخبارات داخل العراق وإن هذه المصادر " أكدت امتلاك العراق لمعامل متنقلة لتصنيع الأسلحة البيولوجية".
وحسب الرواية نفسها والمرجح أنها منقولة عن الأمير بندر فى صفحة 312 من الكتاب فإن مبارك قال: إنه تلقى رسالة من صدام تقول: "لدينا عدد من النساء والأطفال والرجال الذين سنخبرهم بأسمائهم فى وقت لاحق يريدون اللجوء إلى مصر، هل هناك إمكانية لتخصيص أحد القصور الرئيسة لهم؟". وقال مبعوث صدام لمبارك إنهم سيحضرون معهم خزائن كبيرة تحتوى مليارى دولار وكميات من الذهب. ورد الرئيس المصرى بقوله إنه سيرحب بالنساء والأطفال لكن أى شيء يتعلق بالرجال والمسئولين "فعليكم التوصل لاتفاق بشأنه مع الأمريكيين وإلا سوف اتصل أنا بالأمريكيين".
ورفض الرئيس مبارك السماح بنقل الأموال العراقية خوفا - على حد قوله - من أن يتهم بسرقتها وتحويلها إلى بنوك سويسرية، كما أبلغ مبعوث صدام.
جمال مبارك في واشنطن في مهمة سرية !
وفى السابع من فبراير 2003، وصل جمال مبارك نجل الرئيس فى مهمة سرية للاجتماع بالرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض حاملا رسالة من أبيه. ويصف وود وورد مبارك الابن بأنه "مسئول كبير ذو ميول إصلاحية مؤيدة للولايات المتحدة فى حزب أبيه". وكان يحمل نفس فحوى الرسالة التى نقلها بندر وهى أن صدام يفكر فى الخروج من العراق إلى المنفى ويريد إرسال أبناء عائلته وبعض الأموال إلى مصر، وقد طرحت هذه الفكرة لتجنب الحرب من قبل عدة دول مثل مصر والسعودية وتركيا، وسأل جمال مبارك الرئيس بوش عن رأيه فى المقترح. ورد بوش بأن الولايات المتحدة لن تضمن حماية صدام حتى لو ذهب إلى المنفى، وقال لجمال "إذا كنت تريد الحصول منى على ضمانات بأننا لن نفعل له شيئا إذا اختار المنفى فليس عندى هذه الضمانات". ويقول المؤلف إن بوش كان يتخذ موقفا متشددا من الدول التى تأوى إرهابيين وأن صدام كان فى نظره إرهابيا.
ورغم ذلك أضاف بوش أمام مبارك الابن فى تعبير غامض: هناك حالات كثيرة فى التاريخ تجنبت الدول فيها الحرب بسبب اختيار البعض للمنفى، لسنا جاهلين بهذه الحقيقة. لكن كل الوقائع كانت تشير إلى أن خيار الحرب هو المفضل لدى بوش أما البقية فمجرد محاولات لإلباسها شرعية لم تحصل عليها أبدا.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
مركز الإعلام الإسلامي العالمي
أسرار الدور العربي في غزو العراق !
يفضح كتاب "خطة هجوم" للصحفى الأمريكى بوب وود ورد التواطؤ العربى فى احتلال العراق. اقرأوا بعض هذه الاسرار !
من بين أمور كثيرة يفضحها كتاب "خطة هجوم" لمؤلفه الصحفى الأمريكى الشهير بوب وود ورد هو ذلك التواطؤ العربى فى ضرب العراق واحتلاله. فالزعماء العرب، على عكس ما هو متداول فى الروايات الشعبية الأسطورية، لم يتخذوا موقفا استراتيجيا يعارض الحرب على العراق وإنما حاولوا قدر الإمكان حفظ كراسيهم وعروشهم فى مواجهة الإدارة الأمريكية وحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم التى أصابها الغليان. كانت المعادلة بالتساوى بين زعماء الهوان والأمريكان: امنحونا تأييدا وإن كان غير معلن نحفظ لكم سريتكم ونصون ماء وجهكم أمام شعوبكم، وتمت اللعبة بهذه الطريقة وأكثر، لدرجة أن السفير السعودى فى واشنطن الأمير بندر بن سلطان على سبيل المثال كان من أركان الحرب الأمريكية أو من معسكر الصقور فى إدارة بوش إلى جانب كل من ديك تشينى نائب الرئيس وكوندليزا رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى وهو يعرج فى العواصم العربية والأوروبية المتشككة فى جدوى الحرب محاولا إقناعها بضرورة التدخل العسكرى الأمريكى فى العراق وهو يقارب إلى حد كبير ما فعله نجل الرئيس المصرى جمال مبارك الذى توجه قبل الحرب فى مهمة سرية للقاء الرئيس الأمريكى، وكان ظاهر مهمته الرحمة وباطنها العذاب".
بوب وودوارد
مؤلف الكتاب بوب وود وورد من أبرع الصحفيين الأمريكيين هو مدير تحرير الواشنطن بوست، وصاحب السبق فى كشف تفاصيل فضيحة ووترجيت التى كانت سببا فى خروج الرئيس نيكسون من الرئاسة فى عام أربعة وسبعين، وقبل كل ذلك يرسى تحقيقه فى التفاصيل التى سبقت المغامرة الأمريكية بإعلان الحرب على العراق على شهادات ووثائق حصل عليها من 75 مسئولا أمريكيا فى مقدمتهم الرئيس جورج دبليو بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، ومن ثم يصبح التشكيك فيما أورده نوعا من محاربة طواحين الهواء. وبالرغم من أن الكتاب يركز على تفاصيل ما دار من صراع فى دهاليز الإدارة الأمريكية بين من يمكن تسميتهم بالحمائم المعتدلين وفى مقدمتهم باول وفريق الصقور وعلى رأسهم ديك تشينى.
يكشف الكتاب أن إدارة بوش كانت مولعة بضرب العراق منذ أيامها الأولى وبالتحديد عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 رغم تأكيد أشخاص مثل باول بأن العراق ليس له علاقة من قريب أو بعيد بتنظيم القاعدة، وقد بدأت التقديرات لتلك الحرب فى خضم الحرب الأمريكية على أفغانستان وكان هدف بوش أن يثبت للعالم أجمع أن ما قاله عن شن حرب عالمية على الإرهاب لم يكن بهدف المبالغة اللفظية.
كانت إدارة بوش تدرك أن الدول العربية لديها رغبة دفينة فى التخلص من صدام ونظامه الذى بات يسبب إحراجا لها أمام شعوبها، خاصة بعدما كسب ذلك النظام، وبامتياز حملة العلاقات العامة ضد الحصار والعقوبات الدولية بفضل ما ألحقته بالشعب العراقى من آثار مدمرة. وفى إطار التخطيط لمهاجمة العراق كان لابد من الاعتماد على الدعم العربى وفى مارس 2003 قرر تشينى القيام بزيارة للشرق الأوسط لطلب الدعم من الدول العربية، وطلب من فرانكس أن يعد له قائمة بالدول التى يتعين التباحث مع قادتها فكانت مصر والسعودية وعمان والإمارات واليمن والبحرين وقطر والأردن وإسرائيل وتركيا. ويروى الكتاب فى صفحة 111 أن فرانكس قدم إلى نائب الرئيس مذكرة سرية بما هو مطلوب من كل دولة، وتنوعت بين المشاركة القوات أو السماح بعبور الأجواء أو تقديم تسهيلات مرور القوات الأمريكية وتوقفها أو تقديم المعلومات الاستخباراتية. تعترف المذكرة بأن " كل هذه الدول العربية والإسلامية سوف تعلن معارضتها العلنية للحرب لكن جميعهم تقريبا يريدون التخلص من صدام" وقد قدم فرانكس ملفا عن كل زعيم وكان متفائلا بأن الأردن واليمن ستكونان فى مقدمة المتعاونين " لأن فرانكس وتينيت تعاونا مع سعد خير مدير المخابرات الأردنية ومع الرئيس اليمنى على عبد الله صالح". كانت خطة تشينى أن يزيد الضغوط على زعماء هذه الدول لتحديد مواقفهم من الحرب على العراق ولكن دون أن يحصل منهم على تعهد بفتح أبواب قواعدهم، لكنه أخبرهم أن عليهم أن يتعاملوا بجدية مع الموقف إذا قررت الولايات المتحدة استخدام القوة. ويذكر الكتاب أن مباحثات تشينى مع العاهل الأردنى كانت موفقه لكن مباحثاته مع مبارك" الذى كان أكثر مقاومة" لم تكن على نفس المستوى. فى يوم واحد زار تشينى ثلاث دول خليجية من بينها قطر التى قدمت مركز القيادة ومسرح العمليات. وخلال غداء زوجته لينى تشينى مع زوجة أمير قطر سألها : "متى سيبدأ العام الدراسى لديكم هنا فى البحرين؟ فردت زوجة أمير قطر: هذه قطر وليست البحرين".
فى الحادى والعشرين من مارس اجتمع تشينى مع بوش لإطلاعه على نتائج جولته والتقى الصحفيان فى المكتب البيضاوى وسألوا تشينى عما إذا كان قد لمس من الزعماء العرب رغبة فى التحرك ضد العراق، فقال : كنت حريصا على الاستماع إلى نصيحتهم وآرائهم حتى يمكننى إيصالها للرئيس. وتدخل بوش ليقول: " من المهم جدا لهؤلاء الزعماء ان يفهموا طبيعة هذه الإدارة، عندما نقول شيئا فإننا نعنيه".
مهمة مبارك الابن والأمير بندر
يكشف الكتاب عن الدور الخطير الذى كان يمارسه الأمير بندر بن سلطان السفير السعودى لدى واشنطن والذى كانت بلاده تعارض الحرب علنا فيما كان يقوم هو بدور تحريضى لإقناع الدول بالانضمام إلى التحالف الذى تشكله الولايات المتحدة لضرب العراق. فى الصفحة 263 يتحدث الكتاب عن تفاصيل الاجتماع الذى دار بين تشينى ورامسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز والأمير بندر بن سلطان فى 11 يناير 2003. كان الهدف من الاجتماع تقديم مسودة طلبات للسعودية تتضمن أن تسمح بانطلاق القوات الأمريكية من أراضيها والطائرات من قواعدها وعرض مايرز خلاله عبر خرائط "سرية للغاية غير مسموح للأجانب بالإطلاع عليها" تفاصيل الهجوم المتوقع على العراق. ويروى الكتاب أن بندر كان حريصا على التأكد من جدية الولايات المتحدة هذه المرة وأنها لن تترك صدام فى مكانه كما حدث بعد حرب واحد وتسعين، ولديه رغبة الانتقام من كل أعدائه وفى مقدمتهم السفير السعودى. وقد رد تشينى عليه مؤكدا أن "صدام سيكون قد انتهى بمجرد بدء الحرب". أدرك الأمير بندر ما هو مطلوب من السعودية وطلب من الحضور ترتيب اجتماع مع الرئيس بوش ليحمل الطلبات منه إلى ولى العهد السعودى الأمير عبد الله.
وقد رتبت كوندليزا رايس الاجتماع فى اليوم التالى، كان بوش قلقا من محاولات فرنسا وألمانيا وروسيا تمديد مهمة هانز بليكس وفرق التفتيش، وخفف بندر من قلقه قائلا " هؤلاء الناس لا يضرون ولا ينفعون (يقصد الدول الثلاث) إنهم يحاولون لعب دور أكبر من حجمهم".
كان بوش أيضا قد تلقى تقارير من بعض أفراد إدارته بأن العالم العربى سيشعر بالغضب إذا شنت أمريكا حربا على العراق وأن المصالح الأمريكية ستكون عرضة للخطر، لكن بندر طمأنه: "سيادة الرئيس هل تعتقد أنك ذاهب لمهاجمة السعودية واعتقال الملك فهد؟ إنه صدام حسين الذى لن يجد من يذرف دمعة عليه.
لكن إذا هاجمته أمريكا ونجا هذه المرة فسيكون أكبر من الحياة نفسها، سيسمع كلامه الجميع. لقد حذر كثيرون والدك من أن العالم العربى سيثور من المحيط إلى الخليج إذا ضرب العراق ولم يحدث ذلك، المشكلة الوحيدة ستكون إذا نجا صدام هذه المرة".
حمل بندر رسالة ضمانات من بوش بأن صدام لن ينج هذه المرة ومعها قائمة المطلوب من السعودية إلى الأمير عبد الله الذى نصحه بأن يكتم الأمر حتى تقرر السعودية ماذا ستفعل. ومنذ ذلك الحين أصبح السفير السعودى فى أمريكا ضمن معسكر الصقور الذين يروجون للحرب. وبتكليف من ولى العهد السعودى قام الأمير بندر بعدة زيارات شملت فرنسا ومصر ولبنان لحث زعمائها على تأييد الموقف الأمريكى، وقد عبر له الرئيس الفرنسى جاك شيراك عن وجود خلاف جوهرى مع الولايات المتحدة وشكا من نقطتين رئيسيتين أن بوش والأمريكيين لا يكنون له شخصيا أى احترام وأن المخابرات الأمريكية لا تتبادل المعلومات مع نظيرتها الفرنسية. وعندما عاد بندر إلى واشنطن سألته كوندليزا رايس عن مهمته الفرنسية فأعرب لها عن اعتقاده أن شيراك يمكن أن يساعد وربما يؤيد الحرب. وقال: إنه استقى هذه المعلومات من ثلاثة مصادر هى الرئيس المصرى ورئيس الوزراء اللبنانى إضافة إلى لقائه مع شيراك نفسه الذى جعله يصل إلى نفس الاستنتاج.
لكن ما كشفه بندر عن تفاصيل لقائه بالرئيس مبارك يستحق التوقف عنده فقد نقل عن مبارك قوله: إن مصر لديها الكثير من مصادر الاستخبارات داخل العراق وإن هذه المصادر " أكدت امتلاك العراق لمعامل متنقلة لتصنيع الأسلحة البيولوجية".
وحسب الرواية نفسها والمرجح أنها منقولة عن الأمير بندر فى صفحة 312 من الكتاب فإن مبارك قال: إنه تلقى رسالة من صدام تقول: "لدينا عدد من النساء والأطفال والرجال الذين سنخبرهم بأسمائهم فى وقت لاحق يريدون اللجوء إلى مصر، هل هناك إمكانية لتخصيص أحد القصور الرئيسة لهم؟". وقال مبعوث صدام لمبارك إنهم سيحضرون معهم خزائن كبيرة تحتوى مليارى دولار وكميات من الذهب. ورد الرئيس المصرى بقوله إنه سيرحب بالنساء والأطفال لكن أى شيء يتعلق بالرجال والمسئولين "فعليكم التوصل لاتفاق بشأنه مع الأمريكيين وإلا سوف اتصل أنا بالأمريكيين".
ورفض الرئيس مبارك السماح بنقل الأموال العراقية خوفا - على حد قوله - من أن يتهم بسرقتها وتحويلها إلى بنوك سويسرية، كما أبلغ مبعوث صدام.
جمال مبارك في واشنطن في مهمة سرية !
وفى السابع من فبراير 2003، وصل جمال مبارك نجل الرئيس فى مهمة سرية للاجتماع بالرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض حاملا رسالة من أبيه. ويصف وود وورد مبارك الابن بأنه "مسئول كبير ذو ميول إصلاحية مؤيدة للولايات المتحدة فى حزب أبيه". وكان يحمل نفس فحوى الرسالة التى نقلها بندر وهى أن صدام يفكر فى الخروج من العراق إلى المنفى ويريد إرسال أبناء عائلته وبعض الأموال إلى مصر، وقد طرحت هذه الفكرة لتجنب الحرب من قبل عدة دول مثل مصر والسعودية وتركيا، وسأل جمال مبارك الرئيس بوش عن رأيه فى المقترح. ورد بوش بأن الولايات المتحدة لن تضمن حماية صدام حتى لو ذهب إلى المنفى، وقال لجمال "إذا كنت تريد الحصول منى على ضمانات بأننا لن نفعل له شيئا إذا اختار المنفى فليس عندى هذه الضمانات". ويقول المؤلف إن بوش كان يتخذ موقفا متشددا من الدول التى تأوى إرهابيين وأن صدام كان فى نظره إرهابيا.
ورغم ذلك أضاف بوش أمام مبارك الابن فى تعبير غامض: هناك حالات كثيرة فى التاريخ تجنبت الدول فيها الحرب بسبب اختيار البعض للمنفى، لسنا جاهلين بهذه الحقيقة. لكن كل الوقائع كانت تشير إلى أن خيار الحرب هو المفضل لدى بوش أما البقية فمجرد محاولات لإلباسها شرعية لم تحصل عليها أبدا.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
مركز الإعلام الإسلامي العالمي