المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على أيدي الشرطة وبنفس طائفي.. جريمة 'كسرة وعطش' تودي بحياة أكثر من 16 شخصًا



bufaris
08-05-2005, 11:17 PM
عام :الوطن العربي :الأحد 29 ربيع الأول 1426هـ - 8 مايو2005م آخر تحديث 5:39 م بتوقيت مكة






مفكرة الإسلام [خاص]: أماط أهالي الضحايا - الذين وجدت جثثهم مدفونة في منطقة 'كسرة وعطش' يوم الجمعة الماضي للفضائيات ووسائل الإعلام العربية والعالمية ومن أمام مستشفى الطب العدلي في بغداد أثناء التشييع - اللثام عن حقيقة الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها بعض عناصر الشرطة العراقية المدفوعة بنفَس طائفي أعمى.
فقد أكد أهالي الضحايا أن المجني عليهم هم فلاحون بسطاء من أهالي المدائن وبالتحديد من عشائر [الدليم] التي تقطن تلك المناطق منذ أمد بعيد، وكانوا يرومون الذهاب إلى علوة جميلة لبيع محصولهم الزراعي, فاستوقفتهم - بحسب رواية شهود العيان - نقطة تفتيش للشرطة العراقية في منطقة كسرة وعطش, وأجبرتهم على النزول من مركباتهم - وهي سيارات من نوع بيك أب - وألقت القبض عليهم يوم الخميس الماضي, واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ووفقًا لبيان صادر عن هيئة علماء المسلمين، تلقاه مكتب 'مفكرة الإسلام' في العراق، فقد قال أحد أقارب الضحايا: إنه أمكنه التعرف على قريبه من خلال التقرير الذي بثته الفضائيات العربية يوم الجمعة وجاء فيه أن هناك أكثر من 14 جثة مجهولة الهوية تم العثور عليها في منطقة 'كسرة وعطش', فهرعنا إلى ذلك المكان لنجد أن الجثث قد حُولت إلى الطب العدلي, ثم عرفنا أن الجثث تعود لأشخاص معروفين من أهل المدائن ومن عشائر الدليم الذين يمتهنون مهنة الزراعة، والشخص الذي تعرفت عليه ووجدت جثته هو أحد أقاربي, قتلوه مع ولده الذي لا يتجاوز الرابعة عشرة من العمر.
وأضاف أن شهود العيان أكدوا لنا أنهم شاهدوا عند الظهيرة بعض عناصر الشرطة العراقية - وهم يستقلون سيارات من نوع [أوبل] - يقومون بحفر خندق كبير في منطقة نائية بكسرة وعطش ليدفنوا جثث الضحايا, فقام أحدهم بإخبار مركز شرطة القدس التابع للمنطقة المذكورة, وعند حضورهم إلى مكان الجريمة لم يجدوا عناصر الشرطة التي ارتكبت هذه الجريمة, ووجدوا جثث الضحايا التي بقي بعضها غير مدفون وظاهرًا للعيان, ومن خلالها تم التعرف على مكان الجريمة بسهولة, فعمل الجميع على إخراج الجثث الواحدة تلو الأخرى.
ويضيف الشاهد: رجل كبير السن من أقارب الضحايا أخبرنا أيضًا أن الأشخاص الذين تم التعرف عليهم هم أناس معروفون عند أهالي المدائن بخلقهم الحسن والرفيع والتزامهم بدينهم, ولم يقوموا بأي عمل يوجب عليهم هذه الجريمة على أيدي أناس هم غير مسلمين ولا يمُتّون لشعبنا بأية صلة كانت, فكيف يستطيع عراقي شريف أن يقتل أخاه العراقي بهذا الإجرام والبرود وبلا سبب يذكر, ويقوم بتعذيبه ورميه هكذا؟!! فهي جريمة فاحشه بحق العراقيين جميعهم بلا استثناء - سنة وشيعة وأكراد وباقي الطوائف - فعلينا أن نعي الغايات الخبيثة من وراء هذه الجرائم ونعرف الجهات التي تقف وراءها.
أما الدكتور [رافع الجبوري] من الطب العدلي فقد قال: ارتفع عدد الجثث لهذا اليوم إلى 16 جثة بعد أن كانت 14 بعد أن توفي الجريحان الناجيان من هذه الجريمة في المستشفى، وقد أخبرنا الأهالي أن هذين الأخيرين كانا من بين 9 مفقودين ولا يعرف مصيرهم حتى الآن, وهل قتلوا أم هم محتجزون في جهة مجهولة ليقوموا بتعذيبهم كما فعلوا مع جثث الضحايا الـ16 الذين رأينا آثار التعذيب البشع ظاهرةً على أجسادهم بشكل غير إنساني وبلا رحمة.
ونحن من هنا نناشد الحكومة العراقية الجديدة والأحزاب السياسية العاملة على الساحة العراقية كافة العمل من أجل كشف هذه اليد الملعونة والخبيثة التي راحت تطال الأبرياء من أبناء هذا البلد الجريح بالقتل والتعذيب والتنكيل بلا سبب وبلا مبرر لتنفيذ مخطط ملعون يريده أعداء العراق, ونحن نريد منهم أن يحافظوا على الدم العراقي, ونؤكد بأن هناك غايات سياسية من وراء هذه الحوادث الإجرامية.