أبو العز الجبريني
22-05-2004, 03:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخلاق المجاهد
تصنيف
الشيخ المجاهد أبي عمر محمد بن عبد الله السيف
رئيس محكمة التمييز العليا في الشيشان
باب: طلب الولد للجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مئة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون». رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
باب: فضل الطليعة والترصد على الأعداء :
عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يأتي بخبر القوم؟» يوم الأحزاب، قال الزبير: أنا، ثم قال: «من يأتيني بخبر القوم؟» قال الزبير: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير» روا البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
والحواري: الناصر المخلِص.
باب: التورية والخدعة في الحرب :
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها. رواه البخاري ومسلم.
والتورية:إظهار الشيء مع إرادة غيره.
وعن جابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة» متفق عليه.
باب: فضل الخدمة في الجهاد :
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلاً الذي يستظل بكسائه فأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
فبعثوا الركاب: أي أثاروا الإبل لخدمتها وسقيها وعلفها.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير، فيزجي الضعيف ويردف، ويدعو لهم. رواه أبو داود.
يزجي: أي يسوقه ليلحقه بالرفاق.
ويردف: أي يجعله خلفه، أو خلف راكب آخر.
باب: في أجر السرية التي تصاب :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم لهم أجورهم» رواه مسلم.
باب: في أجر الرجوع من الغزوة :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قفلة كغزوة» رواه أبو داود.
القفلة هنا: الرجوع من الغزو.
باب: في فضل الصوم في الجهاد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا» متفق عليه.
الخريف: العام.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض» رواه الترمذي.
باب: في خير السرايا والجيوش :
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي. السرايا: جمع سرية، وهي القطعة من الجيش تخرج منه، وتغير وترجع إليه.
باب: فضل الهجرة في سبيل الله :
عن عبد الله السعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو» رواه أحمد والنسائي.
وعن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك، فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة» قال: «وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة» رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
المهاجر كمثل الفرس في الطول بكسر الطاء: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أوغيره، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب، ومقصود الشيطان: أي أن المهاجر كالمقيد في بلاد الغربة.
باب: في أجر أصحاب الأعذار الذين يرغبون في الجهاد :
قال الله تعالى: «ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألاّ يجدوا ما ينفقون».
عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال: «إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض» وفي رواية: «حبسهم العذر» وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر» رواه البخاري من رواية أنس، ورواه مسلم من رواية جابر واللفظ له.
باب: في دوام الجهاد :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، إلى يوم القيامة» رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك» رواه مسلم.
باب: في أن الجهاد سياحة الأمة :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل» رواه أبو داود.
السياحة: هي مفارقة الوطن والذهاب في الأرض.
باب: في الدعاء في الجهاد :
قال الله تعالى: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين».
وقال الله تعالى: «ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
وقال الله تعالى: «وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» متفق عليه.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا» رواه أبو داود.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزى قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول، وبك أصول وبك أقاتل» رواه أبو داود والترمذي.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم» رواه أبو داود.
باب: اغتيال الكفار المحاربين :
عن عبد الله بن أنيس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات، فقال: «اذهب فاقتله» قال: فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي: من أنت، قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد. رواه أبو داود.
برد: أي مات.
وعن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فأمّر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلّي أن أدخل فأقبل حتى دنا من البا ب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد. قال: فقمت إلى الأغاليق فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يُسمر عنده وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت: إنِ القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت: يا أبا رافع، فقال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دَهِش فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لإمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب باباً باباً، حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء، فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: «ابسط رجلك» فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. رواه البخاري.
راح الناس بسرحهم: أي رجعوا بمواشيهم التي ترعى.
فكمنت: أي اختبأت.
والأغاليق: المفاتيح.
وعلالي له: جمع علية وهي الغرفة.
ونذروا بي: أي علموا.
فأهويت أي قصدت.
فما أغنيت شيئا: أي لم أقتله.
وظبة السيف: أي حرف حد السيف.
والنعي: خبر الموت.
والنجاء: أي أسرعوا.
باب: في فضل النفقة في سبيل الله :
قال الله تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله» رواه الترمذي.
فسطاط: بيت من الشعر.
والطروقة: الناقة التي بلغت أن يطرقها الفحل.
وعن ابي مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال: «هذه في سبيل الله»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك بها يوم القيامةسبعمئة ناقة كلها مخطومة» رواه مسلم.
مخطومة: أي مجعول في رأسها الخطام.
وعن حزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمئة ضعف» رواه الترمذي.
باب: في فضل التحريض على الجهاد :
قال الله تعالى: «فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا».
قال الله تعالى: «يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين».
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» رواه أبو داود بإسناد صحيح.
باب: وصية الإمام أمراءه والمجاهدين بتقوى الله :
عن بريدة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: «أغزوا بإسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله، أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا». أخرجه مسلم.
باب: في فضل الخيل في الجهاد :
عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم» متفق عليه.
النواصي: جمع ناصية وهو الشعر المسترسل على الجبهة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله وتصديقا بوعده، فإن شِبَعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» رواه البخاري.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه أبوعمر محمد بن عبدالله السيف
الشيشان – 1424هـ
أخلاق المجاهد
تصنيف
الشيخ المجاهد أبي عمر محمد بن عبد الله السيف
رئيس محكمة التمييز العليا في الشيشان
باب: طلب الولد للجهاد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مئة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون». رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
باب: فضل الطليعة والترصد على الأعداء :
عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يأتي بخبر القوم؟» يوم الأحزاب، قال الزبير: أنا، ثم قال: «من يأتيني بخبر القوم؟» قال الزبير: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير» روا البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
والحواري: الناصر المخلِص.
باب: التورية والخدعة في الحرب :
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها. رواه البخاري ومسلم.
والتورية:إظهار الشيء مع إرادة غيره.
وعن جابر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة» متفق عليه.
باب: فضل الخدمة في الجهاد :
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثرنا ظلاً الذي يستظل بكسائه فأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.
فبعثوا الركاب: أي أثاروا الإبل لخدمتها وسقيها وعلفها.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير، فيزجي الضعيف ويردف، ويدعو لهم. رواه أبو داود.
يزجي: أي يسوقه ليلحقه بالرفاق.
ويردف: أي يجعله خلفه، أو خلف راكب آخر.
باب: في أجر السرية التي تصاب :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم لهم أجورهم» رواه مسلم.
باب: في أجر الرجوع من الغزوة :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قفلة كغزوة» رواه أبو داود.
القفلة هنا: الرجوع من الغزو.
باب: في فضل الصوم في الجهاد :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا» متفق عليه.
الخريف: العام.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض» رواه الترمذي.
باب: في خير السرايا والجيوش :
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي. السرايا: جمع سرية، وهي القطعة من الجيش تخرج منه، وتغير وترجع إليه.
باب: فضل الهجرة في سبيل الله :
عن عبد الله السعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو» رواه أحمد والنسائي.
وعن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك، فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة» قال: «وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة» رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
المهاجر كمثل الفرس في الطول بكسر الطاء: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أوغيره، والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب، ومقصود الشيطان: أي أن المهاجر كالمقيد في بلاد الغربة.
باب: في أجر أصحاب الأعذار الذين يرغبون في الجهاد :
قال الله تعالى: «ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألاّ يجدوا ما ينفقون».
عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال: «إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض» وفي رواية: «حبسهم العذر» وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر» رواه البخاري من رواية أنس، ورواه مسلم من رواية جابر واللفظ له.
باب: في دوام الجهاد :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين، إلى يوم القيامة» رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة» رواه مسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك» رواه مسلم.
باب: في أن الجهاد سياحة الأمة :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل» رواه أبو داود.
السياحة: هي مفارقة الوطن والذهاب في الأرض.
باب: في الدعاء في الجهاد :
قال الله تعالى: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين».
وقال الله تعالى: «ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
وقال الله تعالى: «وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين».
عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف». ثم قال: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» متفق عليه.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا» رواه أبو داود.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزى قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول، وبك أصول وبك أقاتل» رواه أبو داود والترمذي.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم» رواه أبو داود.
باب: اغتيال الكفار المحاربين :
عن عبد الله بن أنيس قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات، فقال: «اذهب فاقتله» قال: فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي: من أنت، قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد. رواه أبو داود.
برد: أي مات.
وعن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار فأمّر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم، فقال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلّي أن أدخل فأقبل حتى دنا من البا ب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب: يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب، فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على وتد. قال: فقمت إلى الأغاليق فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يُسمر عنده وكان في علالي له، فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت: إنِ القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت: يا أبا رافع، فقال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دَهِش فما أغنيت شيئا، وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال: لإمك الويل، إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب باباً باباً، حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء، فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: «ابسط رجلك» فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط. رواه البخاري.
راح الناس بسرحهم: أي رجعوا بمواشيهم التي ترعى.
فكمنت: أي اختبأت.
والأغاليق: المفاتيح.
وعلالي له: جمع علية وهي الغرفة.
ونذروا بي: أي علموا.
فأهويت أي قصدت.
فما أغنيت شيئا: أي لم أقتله.
وظبة السيف: أي حرف حد السيف.
والنعي: خبر الموت.
والنجاء: أي أسرعوا.
باب: في فضل النفقة في سبيل الله :
قال الله تعالى: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله، ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله» رواه الترمذي.
فسطاط: بيت من الشعر.
والطروقة: الناقة التي بلغت أن يطرقها الفحل.
وعن ابي مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال: «هذه في سبيل الله»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لك بها يوم القيامةسبعمئة ناقة كلها مخطومة» رواه مسلم.
مخطومة: أي مجعول في رأسها الخطام.
وعن حزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمئة ضعف» رواه الترمذي.
باب: في فضل التحريض على الجهاد :
قال الله تعالى: «فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا».
قال الله تعالى: «يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين».
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» رواه مسلم.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» رواه أبو داود بإسناد صحيح.
باب: وصية الإمام أمراءه والمجاهدين بتقوى الله :
عن بريدة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: «أغزوا بإسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله، أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا». أخرجه مسلم.
باب: في فضل الخيل في الجهاد :
عن عروة البارقي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم» متفق عليه.
النواصي: جمع ناصية وهو الشعر المسترسل على الجبهة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله، إيمانا بالله وتصديقا بوعده، فإن شِبَعه وريّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة» رواه البخاري.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وكتبه أبوعمر محمد بن عبدالله السيف
الشيشان – 1424هـ