الفرقاني
06-05-2005, 08:49 PM
سامراء: مدينة تأبى الخضوع للمحتل الأميركي
سيطرة الجيش الأميركي على المدينة العنيدة لم تغير أراء الناس حول ضرورة جلاء الاحتلال بأسرع وقت.
ميدل ايست اونلاين
سامراء - من نيد باركر
بعيدا عن مسامع الضابط الاميركي، يقارن رئيس المجلس المحلي في مدينة سامراء السنية الشيخ طه حسين صالح المتمردين العراقيين مع الاب المؤسس للولايات المتحدة الاميركية جورج واشنطن.
ويتحدث صالح الذي ابيض شعره من خلف طاولة مكتبه قائلا ان "المقاومة تولد حينما تكون بلادك محتلة، فجورج واشنطن الذي حرر الولايات المتحدة على سبيل المثال، هل يعتبر رمزا وطنيا ام شيئا اخر ؟"
واضاف متسائلا "هل جاءت الينا هذه القوات ام نحن الذين ذهبنا اليها" في اشارة الى غزو القوات الاميركية للعراق في اذار/مارس من عام 2003.
وتابع صالح قائلا "لقد ذهبت قبل يوم من اجراء الانتخابات العامة التي جرت في كانون الثاني/يناير الماضي الى محطة الاذاعة المحلية وطلبت من العرب السنة بالا يشاركوا في عملية التصويت".
وقال اللفتنتانت كولونيل مارك وولد من الجيش الاميركي جوابا على تعليق صالح "انني جئت الى هنا بموقف ايجابي راغبا في جعل سامراء من افضل المدن في العراق".
واضاف ان "المجلس البلدي ابلغنا برغبته بمساعدتنا وما نحتاج اليه اليوم هو العمل بجد اكثر معا".
ويعي هذا الضابط الاميركي الذي يعمل في الفوج الثالث في فرقة المشاة الثالثة ان الاميركيين غير مرغوب فيهم في هذا المكان.
واعادت القوات الاميركية السيطرة على هذه المدينة التي يقطنها نحو 200 الف نسمة والتي تقع على بعد 120 كلم شمال بغداد في تشرين الثاني/اكتوبر من العام الماضي بعدما فرض المتمردون السيطرة على المدينة الصيف الماضي ونفذوا سلسة من الهجمات وعمليات القتل والاعدام.
ويرى وولد ان "هناك معلومات اثرت على الحملة العسكرية التي قمنا بها حيث ينظر السكان الينا كمحتلين وهم يعلمون اننا نقوم بكل ما نستطيع لتوفير الامن والاستقرار لهم ولكن هناك جهات افهمتهم باننا محتلون".
ويؤكد وولد ان القوات الاميركية العاملة في سامراء كانت قد اعتقلت رئيس المجلس المحلي الشيخ طه حسين صالح للاشتباه بايوائه للمتمردين.
ويضيف ان "المخبرين يزودوننا بالمعلومات من وقت الى اخر ويؤكدون ان المجلس المحلي يتعاون مع المتمردين لكن لا اعلم اذا كان ذلك صحيحا".
ويرى هذا الضابط الاميركي انه "مجبر على التعاون مع هذا المجلس وربما لفترة طويلة من الزمن".
ويعتقد وولد انه مهما كانت عيوب هذا المجلس فعلينا ان ندعمه بصورة تتناسب مع المصالح الاميركية، معربا عن الامل ان يتمكن من تحويلهم الى قوة اجتماعية ايجابية على الرغم من المعلومات التي تشير الى ارتباطهم بالمسلحين.
وقام وولد يرافقه كل من طه وسهيل لطيف فاضل من اعضاء المجلس البلدي بعد جلسة استماع لشكاوى المواطنين في المجلس المحلي بزيارة محطة تصفية المياه في سامراء للنظر في حقيقة شكاوى تتهم قوات مغاوير الداخلية بانهم يسبحون في احواض تصفية المياه المخصصة للشرب.
واكتشف فاضل الرجل الثاني في المجلس المحلي في سامراء ان هذه القصة غير صحيحة وفرح وولد بالعمل معهم في هذه القضية .
ويصف اعضاء المجلس البلدي تعاملاتهم مع الضباط الاميركان بانها توازي محادثات السلام بين القوات الاميركية والمتمردين.
ومن جانبه يقول منذر احمد عضو المجلس المحلي ان "الناس يعتبرون القوات الاميركية قوات احتلال وهم يريدون الدفاع عن مدينتهم والذود عنها (....) فهل تقبل الولايات المتحدة ان تكون دولة محتلة من قبل كوبا على سبيل المثال".
ويضيف احمد ان "المجلس المحلي هو مجموعة من الاشخاص تم اختيارهم من قبل العشائر في المنطقة، ونحن نحاول التوصل الى حالة من السلام مع القوات الاميركية عن طريق المفاوضات".
ويعتقد وولد ان افضل طريقة لهزيمة المتمردين هي عن طريق تسليم المسؤولية الامنية كاملة لقوات الجيش والشرطة العراقية.
ويقول "يجب ان تقتصر مهمتنا على تدريب القوات وتسليمهم المسؤولية لمواجهة التمرد".
وتضم قوات الشرطة الان 432 فردا ومن المفترض ان يرتفع هذا العدد ليصل الى 1200 في مطلع شهر اب/اغسطس المقبل حينما يتم تخريج المجندين من اكاديميات الشرطة في تكريت والاردن.
ويعتقد وولد ان الهجوم الذي شنته قوات مغاوير الشرطة على المتمردين في مدينة سامراء والذي اسفر عن اعتقال 180 مسلحا بأنه "عملية ناجحة".
ويضيف "اننا نعتقد بان الكثير من اهالي سامراء اعادوا حساباتهم في مساعدة المسلحين".
وفي الحوار الذي جرى مؤخرا مع اهالي سامراء المتعاطفين مع المتمردين المح الكثير من الاهالي الى مخاوفهم من وقوع حرب داخلية.
ويقول احد السجناء الذي قضى 11 شهرا في سجني ابو غريب وبوكا بانه ما زال يكره الاميركان ويدعم الهجمات ضدهم من قبل المتمردين.
الا ان السجين نفسه يخلص الى القول "لكنني لا اؤيد الهجمات على قوات الامن العراقية والمدنيين".
سيطرة الجيش الأميركي على المدينة العنيدة لم تغير أراء الناس حول ضرورة جلاء الاحتلال بأسرع وقت.
ميدل ايست اونلاين
سامراء - من نيد باركر
بعيدا عن مسامع الضابط الاميركي، يقارن رئيس المجلس المحلي في مدينة سامراء السنية الشيخ طه حسين صالح المتمردين العراقيين مع الاب المؤسس للولايات المتحدة الاميركية جورج واشنطن.
ويتحدث صالح الذي ابيض شعره من خلف طاولة مكتبه قائلا ان "المقاومة تولد حينما تكون بلادك محتلة، فجورج واشنطن الذي حرر الولايات المتحدة على سبيل المثال، هل يعتبر رمزا وطنيا ام شيئا اخر ؟"
واضاف متسائلا "هل جاءت الينا هذه القوات ام نحن الذين ذهبنا اليها" في اشارة الى غزو القوات الاميركية للعراق في اذار/مارس من عام 2003.
وتابع صالح قائلا "لقد ذهبت قبل يوم من اجراء الانتخابات العامة التي جرت في كانون الثاني/يناير الماضي الى محطة الاذاعة المحلية وطلبت من العرب السنة بالا يشاركوا في عملية التصويت".
وقال اللفتنتانت كولونيل مارك وولد من الجيش الاميركي جوابا على تعليق صالح "انني جئت الى هنا بموقف ايجابي راغبا في جعل سامراء من افضل المدن في العراق".
واضاف ان "المجلس البلدي ابلغنا برغبته بمساعدتنا وما نحتاج اليه اليوم هو العمل بجد اكثر معا".
ويعي هذا الضابط الاميركي الذي يعمل في الفوج الثالث في فرقة المشاة الثالثة ان الاميركيين غير مرغوب فيهم في هذا المكان.
واعادت القوات الاميركية السيطرة على هذه المدينة التي يقطنها نحو 200 الف نسمة والتي تقع على بعد 120 كلم شمال بغداد في تشرين الثاني/اكتوبر من العام الماضي بعدما فرض المتمردون السيطرة على المدينة الصيف الماضي ونفذوا سلسة من الهجمات وعمليات القتل والاعدام.
ويرى وولد ان "هناك معلومات اثرت على الحملة العسكرية التي قمنا بها حيث ينظر السكان الينا كمحتلين وهم يعلمون اننا نقوم بكل ما نستطيع لتوفير الامن والاستقرار لهم ولكن هناك جهات افهمتهم باننا محتلون".
ويؤكد وولد ان القوات الاميركية العاملة في سامراء كانت قد اعتقلت رئيس المجلس المحلي الشيخ طه حسين صالح للاشتباه بايوائه للمتمردين.
ويضيف ان "المخبرين يزودوننا بالمعلومات من وقت الى اخر ويؤكدون ان المجلس المحلي يتعاون مع المتمردين لكن لا اعلم اذا كان ذلك صحيحا".
ويرى هذا الضابط الاميركي انه "مجبر على التعاون مع هذا المجلس وربما لفترة طويلة من الزمن".
ويعتقد وولد انه مهما كانت عيوب هذا المجلس فعلينا ان ندعمه بصورة تتناسب مع المصالح الاميركية، معربا عن الامل ان يتمكن من تحويلهم الى قوة اجتماعية ايجابية على الرغم من المعلومات التي تشير الى ارتباطهم بالمسلحين.
وقام وولد يرافقه كل من طه وسهيل لطيف فاضل من اعضاء المجلس البلدي بعد جلسة استماع لشكاوى المواطنين في المجلس المحلي بزيارة محطة تصفية المياه في سامراء للنظر في حقيقة شكاوى تتهم قوات مغاوير الداخلية بانهم يسبحون في احواض تصفية المياه المخصصة للشرب.
واكتشف فاضل الرجل الثاني في المجلس المحلي في سامراء ان هذه القصة غير صحيحة وفرح وولد بالعمل معهم في هذه القضية .
ويصف اعضاء المجلس البلدي تعاملاتهم مع الضباط الاميركان بانها توازي محادثات السلام بين القوات الاميركية والمتمردين.
ومن جانبه يقول منذر احمد عضو المجلس المحلي ان "الناس يعتبرون القوات الاميركية قوات احتلال وهم يريدون الدفاع عن مدينتهم والذود عنها (....) فهل تقبل الولايات المتحدة ان تكون دولة محتلة من قبل كوبا على سبيل المثال".
ويضيف احمد ان "المجلس المحلي هو مجموعة من الاشخاص تم اختيارهم من قبل العشائر في المنطقة، ونحن نحاول التوصل الى حالة من السلام مع القوات الاميركية عن طريق المفاوضات".
ويعتقد وولد ان افضل طريقة لهزيمة المتمردين هي عن طريق تسليم المسؤولية الامنية كاملة لقوات الجيش والشرطة العراقية.
ويقول "يجب ان تقتصر مهمتنا على تدريب القوات وتسليمهم المسؤولية لمواجهة التمرد".
وتضم قوات الشرطة الان 432 فردا ومن المفترض ان يرتفع هذا العدد ليصل الى 1200 في مطلع شهر اب/اغسطس المقبل حينما يتم تخريج المجندين من اكاديميات الشرطة في تكريت والاردن.
ويعتقد وولد ان الهجوم الذي شنته قوات مغاوير الشرطة على المتمردين في مدينة سامراء والذي اسفر عن اعتقال 180 مسلحا بأنه "عملية ناجحة".
ويضيف "اننا نعتقد بان الكثير من اهالي سامراء اعادوا حساباتهم في مساعدة المسلحين".
وفي الحوار الذي جرى مؤخرا مع اهالي سامراء المتعاطفين مع المتمردين المح الكثير من الاهالي الى مخاوفهم من وقوع حرب داخلية.
ويقول احد السجناء الذي قضى 11 شهرا في سجني ابو غريب وبوكا بانه ما زال يكره الاميركان ويدعم الهجمات ضدهم من قبل المتمردين.
الا ان السجين نفسه يخلص الى القول "لكنني لا اؤيد الهجمات على قوات الامن العراقية والمدنيين".